"عَنِ ابن عباس قال: خطب عمر فذكر الرجم فقال: لا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ فَإِنَّهُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللهِ، أَلَا إِنَّ رسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بعده، ولَوْلَا أَنْ يَقُولَ قَائِلُونَ: زَادَ عُمَرُ في كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ لَكَتَبْتُهُ فِى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمُصْحَفِ، شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وعبْدُ الرَّحَمنِ بْنُ عَوْفٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ أَنَّ رسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعده، أَلَا وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُم قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْم وَبِالدَّجَّالِ، وَبِالشَّفَاعَةِ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَبقَوْمٍ يَخْرجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (3/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٣
"عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتِ الأَنْصَارُ: مِنَّا أمِيرٌ وَمِنْكُم أَمِيرٌ. فَأَتَاهُمْ (عُمَرُ) فَقَالَ (*): يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ: أَلَسْتُم تَعْلَمُونَ أَنَّ رسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يؤُمَّ النَّاسَ؟ فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُه أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: نَعُوذُ بِاللهِ أنْ نَتَقَدَّمَ أَبا بَكْرٍ".
"عَنْ أبِى البَخْتَرِىِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لأَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: ابْسُطْ يَدَكَ حَتَّى أُبَايِعَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: أَنْتَ أَمِينُ هَذِه الأُمَّةِ، فَقَالَ أبُو عُبَيْدَةَ: مَا كُنْتُ لأَتَقَدَّمَ (بَيْنَ يَدَىْ) (*) رَجُلٍ أمَرَهُ رسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يَؤُمَّنَا، فَأَمَّنَا حَتَّى مَاتَ".
" (عَنْ عُمَر قَالَ: ) (*) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أرَأَيْتَ مَا يُعْمَلُ فِيهِ، أَمْرٌ مُبْتَدَعٌ أَوْ مُبتَدَأٌ أَوْ مَا قَدْ فُرغَ مِنْهُ؟ قَالَ: مَا قَدْ فُرغَ مِنْهُ، فَاعمَلْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ بِالسَّعَادَةِ أَوْ لِلسَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ بِالشَّقَاءِ أَوْ لِلشَّقَاوَةِ".
"عَنِ الزُّهرِىِّ، عَنْ بَعْضِ آلِ عُمَرَ بْنِ اْلخَطَّابِ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ بِمَكَّةَ أرْسَلَ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِلَى أَبِى سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَإِلَى الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ عُمَرُ: قَدْ أمْكَنَ اللهُ مِنْهُم، أُعَرِّفُهُمْ بِمَا صَنَعُوا، حَتَّى قَالَ رسُولُ اللهِ ﷺ مَثَلِى وَمَثَلُكُم كَمَا قَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} قَالَ عُمَرُ: فَانْفَضَحْتُ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ كَرَاهِيَةَ أنْ يَكُونَ بذرَ مِنِّى (*) وَقَدْ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا قَالَ".
"عَنْ عَدِىِّ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا (نَقْرَأُ) (*) أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُم فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُم، ثُمَّ قَالَ لِزَيْدِ بنْ ثَابِتٍ: أَكَذَلِكَ يَا زَيْدُ؟ قَالَ: نَعَمْ".
"عَنْ عَدِىِّ بْنِ عَدِىِّ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَالَ لأُبَىٍّ: أَوَلَيْسَ كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا يُقْرَأُ مِنْ كتَابِ اللهِ أَنَّ انتِفَاءَكُمْ مِنْ آبَائِكُم كُفْرٌ بِكُم؟ فَقَالَ: بَلَى: ثُمَّ قَالَ: أَوَلَيْسَ كُنَّا نَقْرَأُ: "الوَلَدُ لِلْفرَاشِ وَلِلْعَاهِر الْحَجَرُ، (فُقِدَ) (*) فيمَا فَقَدْنَا مِنْ كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: بَلَى".
"عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَلَمْ نَجِدْ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْه: (أَنْ جَاهِدُوا كمَا جَاهَدْتُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)؟ فَإِنَّا لَا نَجِدُهَا، قَالَ: أُسْقِطَتْ فِيمَا سَقَطَ مِنَ الْقُرآنِ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أنا) (*) أَوَّلُ النَّاسِ أَتَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فقال: يَا بْنَ عباس: احْفَظْ عنِّى ثَلَاثًا فَإنِّى أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِى النَّاسُ، إِنِّى لَمْ أَقْضِ فِى الكَلَالَةِ وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِى عَتِيقٌ فَقِيلَ لَهُ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: أَىُّ ذَلِكَ فَعَلتُ قَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّى، إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّى: أَبُو بَكْرٍ، وَإِنْ أَدَعِ النَّاسَ إِلَى أَمْرِهِمْ فَقَدْ تَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ صحِبْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَأَطَلْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ وُلِّيتَ فَعَدلْتَ وَأَدَّيْتَ الأمَانَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا تَبْشِيرُكَ إِيَّاىَ بِالْجَنَّةِ فَوَاللهِ الَّذِى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ أَنَّ لِى مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِمَّا هُوَ أَمَامِى قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ الخَبَرَ، وَأمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى نَجَوْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا عَلَىَّ وَلَا لِىَ، وَأمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَذَاكَ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ عُمَرَ حَتَّى انْتَهَيْنا إِلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ، فَدَخَلَ عُمَرُ الأَرَاكَ يَقْضِى حَاجَتَهُ وَقَعَدْتُ لَهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ: إِنَّى أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ (عَنْ) حَديثٍ مُنْذُ شَهْرٍ فَتَمْنَعُنِى هَيْبَتُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ، إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِى عِلْمًا فَاسْأَلْنِى، قلْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثِ الْمَرْأَتَيْنِ، قَالَ: نَعَمْ، حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ؟ كُنَّا فِى الْجَاهِلِيَّةِ لَا نَعْتَدُّ بِالنِّسَاءِ، وَلَا نُدْخِلُهُنَّ في شَيْءٍ مِنْ أُمُورنَا، فَلَمَّا جَاءَ الله بالإِسْلَامِ وَأْنزَلَهُنَّ اللهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُنَّ (وَجَعَلَ لَهُنَّ) حَقًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْخِلَهُنَّ فِى شَىْءٍ مِنْ أَمُورِنَا، فَبَيْنَا أنَا يَوْمًا جَالِسٌ في بَعْضِ شَأنِى إِذْ قَالَتْ لِى امْرَأَتِى كَذَا وكَذَا، فَقُلْتُ، وَمَا لَكِ أَنْتِ وَلِهذَا؟ وَمَتَى كُنْتِ تَدْخُلِينَ فِى أُمُورِنَا؟ فَقَالَتْ: يَا بْنَ الْخَطَّابِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُكَلِّمَكَ، وَابْنَتُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ ﷺ حَتَّى يَظَلَّ غَضْبَانَ؟ ! قُلْتُ: وَإِنَّهَا لَتَفْعَلُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: يَا حَفْصَةُ: أَلَا تَتَّقِينَ اللهَ! تُكَلِّمِينَ رَسُولَ اللهِ ﷺ حَتَّى يَظَلَّ غَضْبَانَ؟ ! وَيْلَكِ، لَا تَغْتَرِّى بِحُسْنِ عَائِشَةَ، وَحُبِّ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِيَّاهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ أيضًا، فَقُلْتُ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: لَقَدْ دَخَلتَ يَا بْنَ الْخَطَّابِ في كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى بَيْنَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَبَيْنَ نِسَائِهِ، وَكَانَ لِى صَاحِبٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَحْضُرُ رَسُولَ اللهِ ﷺ إِذَا غِبْتُ، وَأَحْضُرُهُ إِذَا غَابَ،
وَيُخْبِرُنِى وَأُخْبِرُهُ، ولم يَكُنْ أَحَدٌ أَخْوَفَ عِنْدَنَا أَنْ يَغْزُوَنَا مِنْ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ (فَلَمَّا هَدأ اللهُ الأَمْرَ عَنَّا فَبَيْنَا) ذَاتَ يَومٍ جَالِسٌ فِى بَعْضِ أَمْرِى إذ جَاءَ صَاحِبِى فَقَالَ: أَبَا حَفْصٍ - مَرَّتَيْن - فَقُلْتُ: وَيْلكَ أَجَاءَ الْغَسَّانِىُّ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ نِسَاءَهُ، فَقُلْتُ: رَغِمَ أَنْفُ حَفْصَةَ، وَرَغِمَ أَنْفُ حَفْصَةَ، وانْتَقَلت وَأَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ إذا فِى (كُلِّ) بَيْتٍ بُكَاءٌ، إِذَا النَّبِىُّ ﷺ فِى مَشْرُبَةٍ لَهُ وَإِذَا عَلَى الْبَابِ غُلَامٌ (أسْوَدُ) فَقُلْتُ: اسْتَأذِنْ لِى عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَاسْتَأذَنَ، فَأَذِنَ لِى، فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ عَلَى حَصِيرٍ تَحْتَ رَأسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِذَا قَرَظٌ وَأُهُبٌ مُعَلَّقَة، فَأَنْشَأتُ أُخبِرُهُ بِمَا قُلْتُ لِحفصةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَ آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ نَزَلَ إِليهْنَّ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ طَافَ فَأَرَادَ أَنْ يَرْمُلَ، وَقَالَ: إِنَّمَا رَمَلَ النَّبِىُّ ﷺ لِيَغِيظَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ قَالَ: أَمْرٌ فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ، فَرَمَلَ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ فِينَا فَقَالَ: أَلا إِنَّ الرَّجْمَ حَدٌّ من حُدُودِ اللهِ، فلا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ فَإِنَّهُ فِى كِتَابِ اللهِ وسُنَّةِ نَبِيَّكُمْ ﷺ وقَدْ رجَم رَسُولُ اللهِ ﷺ وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ وَرَجَمْتُ"
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ذَكَرْتُ طَلْحَةَ لِعُمَرَ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ فيه بأوٌ مُنْذُ أُصِيبَتْ يَدُهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدَ عِنْدِى (رِجالٌ مَرْضِيُّونَ) وَأَرْضَاهم عِنْدِى عُمَرُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمسُ، وَعَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمسُ (*) ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عُمَرَ قَالَ (*) "ثَلَاثٌ لأَنْ يَكُونَ رَسُولُ الله ﷺ بَيَّنَهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: الخِلَافةُ، والكَلالَةُ، والرِّبَا، قِيلَ لِمُرَّةَ: ومَنْ يَشُكُّ فِي الكَلَالَةِ؟ هُوَ مَا دُونَ الْوالِدِ والولَدِ، قَالَ: إنَّهُمْ يَشُكُّونَ فِي الْوَالِدِ".
"عَنْ أَبِى الْبَخْتَرِى قَالَ: سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَجُلٍ فَأَعْجَبَنِى، فَقُلْتُ: اكْتُبْهُ لِى: فَأَتَى بِهِ مكتُوبًا قَالَ: دَخَلَ العبَّاسُ وعَلىٌّ عَلَى عُمَرَ وَهُمَا يَخْتصِمَانِ، وَعِندَ عُمرَ طَلْحَةُ والزُّبيرُ وَسَعْدٌ وعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عوفٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْشُدُكُمْ باللهِ ألمْ تَعْلَمُونَ (*) أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إنَّ كلَّ مَالِ النَّبِىِّ صَدَقةٌ إِلا ما أَطْعَمَهُ أَهْلَهُ أَو كسَاهُم، إِنَّا لا نُورَثُ؟ قَالُوا: بَلَى، فَكَانَ رسولُ اللهِ ﷺ يُنفِقُ مِن مَالِهِ علَى أَهلِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِفَضلِهِ".
"عَنْ أَبِى عَبْد الرَّحمنِ السُّلَمىِّ قَالَ: قَالَ عمرُ: أَمْسِكُوا بالرُّكَبِ فَقَدْ سُنَّتْ لَكُمُ الرُّكَبُ" وفي لفظ: "إِنَّ الرُّكَبَ قَدْ سُنَّتْ لَكُمْ، فَخُذُوا بِالرُّكَبِ".
"عَنْ عاصم بن عمرو البجلى عن أحد النفر الذين أتَوا عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين: جئنا نسألُكَ عن ثلاث خصالٍ: مَا يَحِلُّ للرجلِ من امرأَتِهِ وهى حَائضٌ؟ وعن الغسلِ من الجنابةِ؟ وعن قراءة القرآنِ في البيوتِ؟ فقال عمرُ: سبحانَ اللهِ أَسَحَرةٌ أنتُمْ؟ لقد سألتمونى عن شيءٍ سألتُ عَنْهُ رسولَ اللهِ ﷺ ما سَأَلَنِي عنَهُ أحدٌ بعدُ، فقال: أَمَّا مَا يحلُّ للرجل من امرأتِهِ وهي حائضٌ فما فوقَ الإزارِ، وأما الغسلُ من الجَنابةِ فيغسِلُ يدهُ وفرجهُ، ثم يتوضأ وَيُفيضُ عَلَى رأسهِ وجسدِهِ الماءَ، وأما قراءةُ القرآنِ فنورٌ فمنْ شاءَ نَوَّرَ بَيْتَهُ".
"كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَعِنْدَهُ قَبض مِن الناس، فأتاه رجلٌ فقالَ: يا رسول الله: أَىُّ الناسِ خيرٌ منزلَةً عندَ اللهِ يومَ القيامةِ بعد أَنْبِيَائِهِ وأَصْفيَائِهِ؟ فقالَ: المجاهدُ في سبيل اللهِ بنفسه ومالهِ حتى تأتيهُ دعوةُ اللهِ وهوَ على متن فرسِهِ آخذٌ بِعِنانِهِ قَالَ: ثم مَنْ؟ قَالَ: وامرؤٌ بناحيةٍ أحسنَ عبادةَ ربهِ، وتركَ الناسَ من شرِّهِ، قالَ: يا رسولَ اللهِ فأىُّ الناسِ شرٌ منزلةً عندَ الله يومَ القيامةِ؟ قالَ: المشركُ، قال: ثُم مَنْ؟ قالَ: إمامٌ جائرٌ يجورُ عن الحقِّ وقد مُكِّنَ لَهُ، وَخَصَّ رسولُ اللهِ ﷺ أبوابَ الغيبِ فقالَ: سَلُونِى، وَلَا تسأَلُونِى عن شيءٍ إلا أنبأتكُمْ بهِ، فقلتُ: رضِينَا بالله ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبِكَ نَبِيًا، وحَسْبُنا ما أتَانَا. فَسُرِّىَ عَنْهُ".
"عَنْ زِيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ قَالَ: (*) "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَن نَتَصَدَّقَ وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِى، فَقُلْتُ: الْيومَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يومًا، فَجِئْتُ بنصفِ مَالِى، فَقَالَ رسولُ اللهِ ﷺ مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قُلْتُ أَبقيتُ لَهُمْ، قَالَ: مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قُلْتُ: مِثْلَهُ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِمَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لأَهلِكَ؟ فقالَ: أَبقيتُ لهمُ اللهَ ورَسولَهُ، قُلتُ: لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَئٍ أَبَدًا".
"عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: سَمِعْتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: فِيمَ الرَّمَلَانُ الآنَ والكَشْفُ عَنِ المَنَاكبِ وقد أَطَّأَ اللهُ الإسْلامَ ونَفَى الكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ ومَعَ ذَلِكَ لا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسوُلِ اللهِ ﷺ ".
"عن أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى السُّوقِ فَلَحِقَتْ عُمَرَ امرأةٌ شابَّةٌ. فقالتْ: يَا أَمِيرَ المؤمنينَ: هَلَكَ زَوْجِى وَتَرَكَ صبْيَةً صِغَارًا، وَاللهِ مَا يُنضِجُونَ كُرَاعًا، وَلَا لَهُمْ زرعٌ، وَلا ضَرعٌ، وَخَشِيتُ أن تأكُلَهُمُ الْضُّبُعُ، وَأَنَا بِنْتُ خُفَافِ بْنِ إيْمَاءَ الغِفَارِىِّ، وقد شهد أبِى الحُديبية مع النبى ﷺ فوقفَ معَهَا عُمر ولم يمضِ، ثم قالَ: مرحبًا بنسبٍ قريبٍ، ثم انصرفَ إِلَى بعيرٍ ظهيرٍ كَانَ مَربوطًا فِى الدَّار فحَمل عليهِ غِرارَتَيْنِ مَلأَهُمَا طعَامًا، وَحَملَ بينهمَا نفقةً وثيابًا ثم ناوَلَهَا بخِطَامِهِ ثم قالَ: اقْتَادِيهِ فلنْ يَفْنَى حتَّى يَأتِيَكُمُ اللهُ بخيرٍ، فقالَ رَجُلٌ: يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ: أَكْثَرْتَ لَهَا: فَقَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، واللهِ إنِّى لأرَى أَبَا هذهِ وأَخَاهَا قدْ حاصَرا حِصْنًا زَمَانًا فَافْتَتَحَاهُ، ثم أَصبحنَا نَسْتَقِئ (*) سُهمانَنَا فِيهِ".
"كَانَ رسولُ اللهِ ﷺ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِى الدُّعَاءِ لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ".
(عن عمر) (*) "أنَّ النَّبِىَّ ﷺ بَعَثَ بَعْثًا قِبَلَ نَجْدٍ فَغَنِمُوا غَنَائِمَ كَثيرةً وأسرعُوا الرَّجْعَةَ، فقالَ رجلٌ مِمَّنْ لَمْ يَخْرُجْ: ما رأيْنا بعثًا أسرعَ رَجعةً ولَا أَفَضَل غنيمةً مِنْ هَذَا البَعْثِ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : أَلَا أَدُّلُّكُمْ عَلَى أَقْوامٍ أَفْضَلَ غَنِيمَةً وأسرعَ رجعةً؟ قومٌ شهدوُا صلَاةَ الصُّبْحِ ثم جلسُوا يذكرونَ الله حتى طلعتِ الشَّمسُ، فَأُولَئِكَ أسرعُ رجعةً وَأَفضلُ غنيمةً، وفي لفظ: أقوامٌ يُصلونَ الصُّبْحَ ثم يَجْلِسُونَ فِى مَجَالِسِهم يذكرونَ الله حتَّى تطلعَ الشمسُ، ثم يُصَلُّونَ ركعَتيْنِ، ثم يَرْجِعُونَ إِلَى أَهَاليهِمْ فهؤُلاء أَعْجَلُ كَرَّةً وأعظُم غَنِيمَةً مِنهُمْ".
"عن أسلم أن عمر فرضَ لأسامَة فِى ثلاثةِ آلافٍ وَخَمْسِمَائَةٍ، وفرضَ لعبدِ الله بنِ عُمرَ فِي ثَلَاثَةِ آلافٍ، فقالَ عبدُ الله بنُ عمرَ لأبيهِ: لِمَ فَضَّلْتَ عَلَىَّ أُسَامَةَ؟ فوالله مَا سَبَقَنِى إِلَى مَشْهَدٍ، قال: لأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رسولِ اللهِ مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ أسامةُ أحَبَّ إِلَى رسولِ الله ﷺ مِنْكَ، فآثَرْتُ حُبَّ رَسُولِ الله ﷺ عَلَى حُبِّى".
"جاءَ رجلٌ إلى رسول الله ﷺ فسألهُ أَنْ يُعْطِيَهُ، فقالَ النبىُّ ﷺ : مَا عِنْدِىَ شئٌ ولكنِ استَقْرِضْ حتَّى يأتينَا شئٌ فَنُعْطِيَكَ، فقالَ عمرُ: يا رسولَ الله هذَا أعطيتَ مَا عندكَ فما كَلَّفَكَ الله ما لَا تَقْدِرُ عليهِ، فَكَرِهَ النبىُّ ﷺ قولَ عمرَ حتَّى عُرِفَ فِى وجههِ، فقالَ رجلٌ مِنَ الأَنصارِ: يا رسولَ الله: أَنْفِقْ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِى العرشِ إقلالًا،
فتبَسَّمَ رسولُ الله ﷺ وَعُرِفَ البِشْرُ فِى وجههِ لِقَوْلِ الأنصارِي، ثم قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ".
"عن أسلم أَن عمرَ قَالَ للرُّكْنِ: أَمَا وَالله إِنِّى لأَعْلَمُ أَنَّك حَجَرٌ لا تضرُّ ولا تنفعُ، وَلَوْلَا أنَّ رسولَ الله ﷺ اسْتَلَمَكَ مَا اسْتلمتُكَ".
"عن أسلم قَالَ: كتب عمر بن الخطاب في عام الرمادة إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصى بن العاصى: لعمرى! ! ما تبالى إذا سمنت ومَن قِبَلَكَ أن أَعْجِزَ ومن قِبَلِى؟ فَيا غَوْثَاه".
"أرسلَ إِلَىَّ رسُولُ الله ﷺ بِمالٍ فَردَدْتُهُ؟ فَلمَّا جِئْتُهُ بِهِ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَرُدَّ مَا أَرْسَلْتُ بِهِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ الله: أَلَيْسَ قَدْ قُلْتَ لِى إِنَّ خيرًا لَكَ أَنْ لَا تَأخُذَ مِنَ النَّاسِ شيئًا؟ قَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ النَّاسَ، وأَمَّا مَا جَاءَكَ مِنْ غَيرِ مَسْأَلةٍ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكَهُ الله".
"عن زيد بن أَسْلَمَ، عن عطاء بن يسارٍ أن رسولَ الله ﷺ أرسلَ إلى عمرَ بنِ الخطابِ بعطاءٍ فردهُ عمرُ، فَقَالَ لَهُ رسولُ الله ﷺ : لِم رَدَدْتَهُ؟ قَالَ: يا رسولَ الله: أَلَيْسَ أخَبَرْتَنَا أَنَّ خَيْرًا لأَحَدِنَا أَنْ لَا يَأخُذَ منْ أحدٍ شيئًا؟ قال رسولُ الله ﷺ إِنَّما ذَاكَ عَن المسأَلةِ، فأمَّا مَا كان مِنْ غيرِ مَسْألَةٍ فإنَّمَا هُوَ رزقٌ رَزَقَكَهُ الله، فقال عمرُ - ؓ -: أمَا وَالَّذِى بَعَثَكَ بالحقِّ لَا أَسْأَلُ أحدًا شيئًا، ولَا يأتِينِي مِنْ غيرِ مسأَلةٍ إِلَّا أخذتُهُ".
"عن أَسْلَمِ أن عمرَ بنَ الخطابِ قَالَ للعباسِ بنِ عبد المطلبِ: إِنِّى سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقولُ: نَزِيدُ فِى المسجد ودارُكَ قَرِيبةٌ من المسجدِ، فَأَعْطِنَاهَا نَزِدْهَا فِى المسجدِ، وَأَقْطَعُ لَكَ أَوْسَعَ مِنْهَا، قَالَ: لَا أَفَعلُ، قالَ: إِذَنْ أَغْلِبُكَ عَليهَا، قَالَ: لَيسَ ذَاكَ لَكَ، فَاجْعَلْ بَيْنِى وَبينَكَ مَنْ يَقْضِى بِالحقِّ، قَالَ: وَمَن هُوَ؟ قَالَ: حذيفةُ بنُ اليَمَانِ, فجاءوا إِلَى حُذيْفةَ فَقَصُّوا عليه فَقَالَ حذيفةُ: عِنْدِى في هَذا خَبَرٌ، قَالَ: وما ذَاكَ؟ قَالَ إِنَّ داودَ النَّبِىَّ - عليه السلامُ - أَرادَ أَنْ يزيدَ فِى بَيْتِ المَقدسِ وقد كانَ بيتٌ قَريبٌ من المسجِد ليتيمٍ وَطَلَبَهُ إِلَيْه فَأَبَى، فَأَرَادَ داودُ أَنْ يَأخُذَهَا فِيه، فَأَوحَى الله إِليه: إِنَّ أَنْزَهَ البُيُوتِ عن الظُّلْم لَبَيْتِى، فتركَهُ، فَقَالَ لَهُ العباسُ: فَبَقِىَ شيءٌ؟ قَالَ: لَا، فَدَخَلَ المسجدَ فإذَا ميزَابٌ للعباسِ شَارِعٌ فِى مسجدِ رسولِ الله ﷺ يسيلُ ماءُ المطرِ مِنهُ فِى مسجدِ رسولِ الله فقالَ عُمر بيده فقلَع الميزاب، فَقَال: هذا الميزَابُ لَا يسيلُ في مسجد رسول الله ﷺ فقالَ لَهُ العباسُ: وَالذِى بعثَ محمدًا بالحقِّ إِنهُ، هُو الذِى وَضعَ هَذَا المِيَزابَ في هذَا المكانِ ونزعْتَهُ أَنتَ يا عمَر، فَقال عمرُ: ضعْ رجليكَ عَلَى عُنُقِى، لنَرُدَّهُ إِلى مَا كانَ، ففعلَ ذلِكَ العباسُ، ثم قال العباسُ: قَدْ أعَطيتكَ الدارَ تَزِيدُهَا في مسجدِ رسول الله ﷺ فَزَادَهَا عمرُ في المسجدِ، ثُم قَطعَ للعباسِ دَارًا أوسعَ مِنها بالزَّورَاءِ".
"عن أَسْلَمَ أن عمرَ بنَ الخطابِ قَضَى فِى الضِّرْسِ بِجَمَلٍ، وَفِى التُّرْقُوَةِ بِجَمَلٍ، وفِى الضِّلَعِ بِجَمَلٍ".
(عن عمرَ قال) (*): "كنت مع النَّبِىِّ ﷺ جَالِسًا فقالَ: أَنْبئُونِى بِأَفضلِ أهلِ الإيمَانِ إِيمانًا، قالُوا يا رسولَ الله: الملائكةُ، قَال: فَهُمْ كذلِكَ، وَيَحقُّ لهم ذلك، وما يمنعُهمْ، وقَدْ أَنْزَلَهُمُ الله المنزلةَ التى أنزلهم بها؟ بل غيْرُهم، قالوا: يا رسولَ الله: الأنبياءُ الَّذِينَ أكرمَهمُ الله برسالتِهِ والنبوةِ، قال: هم كَذَلِكَ ويحقُّ لهم، وما يمنعُهُمْ وقد أَنْزلهُمُ الله المنزلةَ التِى أنزلهُمْ بهَا؟ قَالُوا: يا رسولَ الله: الشهداءُ الَّذينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الأَنْبِيَاءِ، الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الأَنْبِيَاءِ (* *)، قَالَ: هُم كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُم، وَمَا يمنعُهُمْ وقدْ أَكرَمَهُمُ الله بالشَّهادِة مَعَ الأَنبياءِ؟ بل غيرُهُمْ، قالُوا: فَمنْ يَا رسولَ الله؟ قالَ: أقوامٌ فِى أصلابِ الرجالِ يأتونَ من بَعْدِى يؤمنونَ بِى ولمَ يَرَونِى، وَيُصَدِّقُونَنِى ولم يَرَوْنِى، يجدونَ الورقَ المعلقَ فَيَعْمَلُونَ بما فيهِ، فهؤلاء أفضلُ أهلِ الإِيمانِ إِيمانًا".
ابن راهويه، وابن زنجويه، والبزار، ع، م عق، والمرهبى في فضل العلم، ك
"عن أسلم أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دخل على فاطمة بنت رسول الله ﷺ فقال: يَا فَاطِمَةُ: وَالله مَا رَأَيْتُ أحَدًا أحَبَّ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ مِنْكِ، وَالله مَا كَانَ أحَدٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أبِيكِ أَحَبَّ إِلَىَّ مِنْكِ".
"عن أبى إسحاق قال: كنت في المسجدِ الجامعِ مع الأسودِ بن يزيدَ ومعه الشَّعْبِىُّ، فحدث الشعبى بحديث فاطمة بنت قيس: أنَّ النبى ﷺ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، فقال الأسود: أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ عُمَرَ بْنَ الخَطابِ، فَقَالَ: مَا كُنَّا لِنَدَعَ كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لَا نَدْرِى أَحَفِظَتْ أمْ لَا؟ المُطَلَّقَةُ ثَلَاثًا لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ".
"عن أسلم أن عمر بن الخطاب ضَرَبَ ابْنًا لَهُ يُكْنَى أَبَا عِيسَى، وَأَنَّ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُكْنَى بِأبِى عِيسَى، (فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَمَا يكفيك أن تكنى بأبى عبد الله؟ ) (*) فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَدْ كَنَانِى، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَدْ غَفَرَ الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَإِنَّا فِى جَلَجَتِنَا، فَلَمْ يَزَلْ يُكْنَى بِأَبِى عَبْدِ الله حَتَّى هَلَكَ".
(عن عمر قال) (*): "دخلت على النبى ﷺ وَغُلَيِّمٌ لَهُ حَبَشِىٌّ يَغْمزُ ظَهْرَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: أَتشْتَكِى شَيْئًا؟ قال: إِنَّ النَّاقَةَ تَقَحَّمَتْ بِى البَارحَةَ"
A man had the nickname Himār (donkey) and he used to give the Prophet ﷺ a gift of a vessel of ghee and a vessel of honey. When the owner thereof came to ask him to pay for these things, he would bring him to the Prophet ﷺ and say: O Messenger of Allah, give this man the price of his goods, and the Messenger of Allah ﷺ would do no more than smile and give instructions that he be paid. One day he was brought to the Messenger of Allah ﷺ having drunk alcohol. A man said: O Allah, curse him, how often he is brought to the Messenger of Allah ﷺ! But the Messenger of Allah ﷺ said: "Do not curse him, for he loves Allah and His Messenger."
"أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُهْدِى إِلَى النَّبِىِّ ﷺ العُكَّةَ (* *) مِنَ السَّمْنِ، وَالعُكَّةَ مِنَ العَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله: أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَمَا يَزِيدُ النَّبىُّ ﷺ عَلَى أَنْ يَتَبَسَّمَ، وَيَأمُرَ بِهِ فَيُعْطَى، فَجِئَ بِهِ يَوْمًا إِلَى رَسُولِ الله ﷺ وَقَدْ شَرِبَ الخَمْرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ العَنْه، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ رَسُولَ الله ﷺ ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لَا تَلْعَنُوهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ (* * *) ".
"كان النبى ﷺ إِذَا كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، فَإِذَا تَعَوَّذَ قَالَ: أَعُوذُ بِالله مِنْ هَمْزَةِ الشَّيْطَانِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ".
(عن عمر) (*) "خَرَجَ رَسُولُ الله ﷺ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَتْبَعُهُ فَفَزعَ (عُمَرُ)، فَأَتَاهُ بِمِطْهَرَةٍ مِنْ جِلْدٍ فَوَجَدَ النَّبِىَّ ﷺ سَاجِدًا فِى مَشْرِّبَةٍ (* *)، فَتَنَحَّى عَنْهُ مِنْ خَلْفِهِ حَتَّى رَفَعَ النَّبِىُّ ﷺ فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حِينَ وَجَدْتَنِى سَاجدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّى، إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِى فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ وَاحِدةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ".
"عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رَأَيْتُ عمرَ بْنَ الخطابِ بَالَ ثُمَّ مَسَحَ دكَرَهُ بِالتُّرَابِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَكَذَا عُلِّمْنَا".
"عن أَنَس أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ كَانَ إِذَا قُحِطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بنَبِيِّنَا فَتَسْقِيَنَا، وَإِنَّا نَتَوسَّلُ إِلَيْكَ بَعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، فَيُسْقَوْنَ".
. . . .
"عن أنس قال: بارَزَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ مَرْزُبَانَ الزَّأَرةِ فَطَعَنهُ طَعْنَةً كَسَرَتِ القَرَبُوسَ، وَخَلَصَتِ الطَّعْنَةُ فَقَتَلَتْهُ، فَصَلَّى عمرُ الصُّبْحَ ثُمَّ أَتَانَا فقال: إنَّا كُنَّا لَا نُخَمِّسُ الأَسْلَابَ، وَإِنَّ سَلَبَ الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَ مَالًا، وَلاَ أرانى إِلَّا خَامِسَهُ فَقُوِّمَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا فَأَعْطانَا عُمَرُ سِتَّةَ آلَافٍ".
"عن أنس قال: أُتِىَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بِسَارِقٍ فَقَالَ: وَالله مَا سَرَقْتُ قَبْلَهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَذَبْتَ وَرَبِّ عُمَرَ مَا أَخَذَ الله عَبْدًا عِنْدَ أَوَّلِ ذَنْبٍ".
"عن أنس قال: قال عمر للنبى ﷺ : إِنَّ الله قَادِرٌ أَنْ يُدْخِلَ النَّاسَ كُلَّهُمُ الجَنَّةَ، قَالَ عُمَرُ: فَقَالَ: صَدَقْتَ يَا عُمَرُ".
"عن ثَعْلَبةَ بْنِ أَبِى مالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَسَّمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ فَبَقِىَ مِنْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ: أعْطِ هذَا بنْتَ رَسُولِ الله ﷺ التى عِنْدَكَ، يُريدُونَ أُمَّ كُلثُومٍ بِنْتَ عَلِىٍّ، فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحقُّ بِهِ، وَأُمُّ سَلِيطٍ مِن نِسَاءِ الأَنْصَارِ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ الله ﷺ ، قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كانَتْ تَزْفِرُ لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ".
" (عنَ عُمَرَ قَالَ) دخل رجلانِ على رسولِ الله ﷺ فسألاه في شئٍ فدعا لهما بِديناريْن فَإِذا هما يُثْنِيانِ خَيْرًا، فقلت: يا رسولَ الله رأيتُ فلانًا وفلانًا يُثْنِيانِ عليكَ ويشكرُانِك، قال: نَعَمْ، أَعْطَيتُهُمَا دِينَارَيْنِ، وَلَكِنَّ فلَانًا وَفُلَانًا أَعْطَيْتُهُمَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ فَمَا شَكَرَا وَلاَ أَثْنَيَا".
"عَنْ جابر بن عبد الله، عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: وَلا أُرَاهُ إلَّا أَنَّهُ قَدْ رَفَعَهُ أَنَّهُ قَدْ حَكَمَ فِى الضَّبُعِ يُصيبُهُ المُحْرِمُ بِشَاةٍ، وَفِى الأرْنَبِ عَنَاقٌ، وفِى اليَرْبوعِ جَفْرةٌ, وَفِى الظَّبْىِ كَبْشٌ".
"عَنْ جبير بن نفير عن عمر أَنَّهُ عَرَضَتْ لَهُ جَارِيَتُهُ تَصْبِغُ لِحْيَتَهُ فَقَالَ: مَا أَرَاكِ إِلَّا أَنْ تُطْفِئِى نُورِى كَمَا يُطْفِئُ فُلَانٌ نُورَهُ".
"عْنَ حارثة بنِ مُضَرِّبٍ قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب: إِنِّى قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَعَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أهْلِ بَدْرٍ، فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمَا، وَاقْتَدُوا بهمَا".
(وإنى قد آثرتكم بعد الله على نفسى أثرة، وبعثت عثمان بن حنيف على السواد، وأرزقهم كل يوم شاة، فأَجعل شطرها وبطنها لعمار، والشطر الثانى بين هَؤلاءِ الثلاثة) (*).