"عَنْ عِكْرِمَةَ وطَاوُوسٍ أَنَّ أبَا بَكْرٍ قَضَى فِى الأُذُنِ بِخَمْسَ عَشْرةَ مِنَ الإِبِلِ، وقَالَ: إنَّمَا هُوَ شَيْنٌ لَا يَضُرُّ سَمْعًا، وَلا يَنْقُصُ قُوَّةً، ويُغَشِّيهَا الشَّعْرُ والْعِمَامَةُ، والْعِمَامَةُ (*) ".
31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (12/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ١٢
"عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قَضَى أَبُو بَكْرٍ فِى الشَّفَتَيْنِ بِالدَّيَةِ، مِائَةٍ مِن الإِبِلِ، وَقَضَى فِى اللِّسَانِ إِذَا قُطِعَ بِالدَّيَةِ إِذَا نُزعَ مِنْ أَصْلِهِ، وَإنْ قُطِعَتْ أَسَلَتُهُ فَتَكَلَّمَ صَاحِبُهُ فَفِيهِ نِصْفُ الدَّيَةِ، وَقَضَى فِى ثَدْىِ الرَّجُلِ إِذَا ذَهَبَتْ حَلَمَتُهُ بِخَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ، وَقَضَى فِى ثَدْىِ الْمَرْأَةِ بِعَشْرٍ مِنَ الإِبِلِ إِذَا لَمْ يُصِبْ إِلَّا حَلَمَةَ ثَدْيِهَا، فَإِذَا قُطِعَ منْ أَصْلِهِ خَمْسَ عَشْرَةَ، وقَضَى فِى صُلْبِ الرَّجُلِ إِذَا كُسِرَ ثُمَّ جُبِرَ بِالدَّيَةِ كَامِلَةً إِذَا كَانَ لَا يُحْبَلُ (*) لَهُ وَبِنِصْفِ الدَّيَةِ إِذَا كَانَ يُحْبَلُ له، وَقَضَى فِى ذَكَرِ الرَّجُلِ بِدِيَتهِ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: إِذَا نَفَذَت الجائِفةُ فهى جائِفتَان"
"عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَضَى فِى الْجَائِفَةِ التى نَفَذَتْ بِثُلُثَىِ الدِّيةِ إِذَا نَفَذَتِ الخِصْيَتَيْنِ كِلَيْهِمَا وَبَرأَ صَاحِبُهُمَا".
"عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ فِى الْخِيَانَةِ: لَا قَطْعَ فِيهَا".
"عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا تَعْقِرُوا دَابَّةً وَإنْ حَسَرتْ".
"عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْر الرُّعينى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ شَيَّعَ جيْشًا فَمَشَى مَعَهُمْ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِى اغْبرَّتْ أَقدامُنَا فِى سَبِيلِ الله، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّمَا شَيَّعْنَاهُمْ فَقَالَ: جَهَّزْنَاهُمْ وشَيَّعْنَاهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسَيِّبِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَكْرَهَانِ العَزْلَ، وَيَأمُرانِ النَّاسَ بِالْغُسْلِ مِنْهُ".
"عَنِ الزُّهْرِىِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ شَرِيكًا لابْنِهِ فِى مَالٍ فَيَقُولُ أَبُوهُ
كُلْ مِائَةَ دِينَارٍ مِنَ الْمَالِ الَّذِى بَيْنِى وَبَيْنَكَ، قَالَ: قَضَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ حَتَّى يَحُوزَهُ مِنَ المَالِ وَيَعْزِلَهُ".
"عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: كَان مَنْ مَضَى يُؤْتَى أحَدُهُمْ بِالسَّارِقِ فَيَقُولُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، عِلْمِى أَنَّهُ سُمَّىَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدَّيقُ: لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلسَّارِقِ والزَّانِى وَشَارِبِ الْخَمْرِ إِلَّا ثَوْبِى لأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتُرَ عَلَيْه".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: حَقٌّ عَلَى كُلِّ ذِى نِطَاقٍ الخُرُوجُ إِلَى العِيدَيْنِ".
"عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ خَرَجَ حِينَ تُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يا عُمَرُ، فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ
مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَن كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ الله فَإِنَّ الله حَىٌّ لَا يَمُوتُ، فَإِنَّ الله - تَعالَى - قَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} الآيَة، قَالَ: وَالله لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الله أَنْزَلَ هَذِه الآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا تَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاس إِلَّا يَتْلُوهَا، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ: وَالله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاها فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا يُقِلُّنِى رِجْلَاىَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ وَعَرفْتُ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا أَنَّ رسُولَ الله ﷺ قَدْ مَاتَ".
"عَنْ أبى بكر الصديق قال: لَتُخَلِّلُنَّ أَصَابعَكُمْ بالْمَاءِ أوْ لَيُخَلِّلُهَا الله بِالنَّار".
"عَنْ عبد الله بن مسعود عن أبى بكر وعمر: أَنَّهُمَا بَشَّرَاهُ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ لَهُ: (سَلْ تُعْطَهْ) ".
"عَنْ الضَّحَّاك قال: رأى أبو بكر الصديق طيرًا واقفًا عَلَى شجرة فقال: طُوبَى لَكَ يَا طَيْرُ: وَالله لَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ مِثْلَك تَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ وَتَأكُلُ مِنَ الثَّمَرِ، ثُمَ تَطِيرُ وَلَيْسَ عَلَيْكَ حِسَابٌ وَلاَ عَذَابٌ، وَالله لَوَدِدْتُ أَنَّى كُنْتُ شَجَرَةً إِلَى جَانبِ الطَّرِيقِ مَرَّ عَلَىَّ جَمَلٌ فَأَخَذَنِى فَأَدْخَلَنِى فَاهُ فَأَدْخَلَنِى فَاهُ (*)، فَلَاكَنِى ازْدَرَدَنِى ثُمَّ أَخْرجَنِى بَعْرًا وَلَمْ أَكُنْ بَشَرًا".
"عن عمرو بن دينار قال: خطب أبو بكر فقال: أُوصِيكُمْ بالله لِفَقْرِكُمْ وَفَاقَتِكُمْ أَنْ تَتَّقُوهُ وَأَنْ تُثْنُوا عَلَيْه بمَا هوَ أَهْلُهُ، وَأَنْ تَسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَا أَخْلَصْتُمْ لله فَرَبَّكُمْ أطْعتُمْ وَحَقَّكُمْ حَفِظْتُمْ، وَأَعْطوا ضَرَائِبَكُمْ فِى أيَّامِ سَلَفِكُم، وَاجْعَلُوهَا نَوَافِلَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ حَتَّى تَسْتَوْفُوا سَلَفَكُمْ وضِرَابَكُمْ حِينَ فَقْرِكُمْ وَحَاجَتِكُمْ، ثُمَّ
تَفَكَّرُوا عِبَادَ الله فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَيْنَ كَانُوا أَمْس وَأَيْن هُمُ الْيَوْمَ؟ أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ كَانُوا أَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوها؟ قَدْ نُسُوا وَنُسِىَ ذِكْرُهُمْ، فَهُمُ الْيَوْمَ كَلَا شَىْءَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا، وَهُمْ فِى ظُلُمَاتِ الْقُبُوَرِ، هَلْ تُحِسُّ مِنْهمْ مِنْ أَحدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا؟ ! أَيْنَ مَنْ تَعْرِفُونَ مِنْ أَصْحَابِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ؟ قَدْ وَرَدُوا عَلَى مَا قَدَّمُوا، فَحَلُّوا الشِّقْوَةَ وَالسَّعَادَةَ، إِنَّ الله - ﷻ - أَمْرُهُ (لَيْسَ) (*) بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ نَسَبٌ يُعْطِيهِ بِهِ خَيْرًا، وَلَا يَصْرِفُ عنه سُوءًا إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَإِنَّهُ لَا خَيْرَ بِخَيْر بَعْدَ النَّارِ، وَلَا شَرَّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الجَنَّةُ، أقُولُ قَوْلِى هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ الله لى وَلَكُمْ".
"عَنْ أنس قال: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُنا فَيَذْكُرُ بَدْءَ خَلْق الإِنْسَانِ فَيَقُولُ: خُلِقَ مِنْ مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْن، فَيُذَكِّرُ حَتَّى يَتَقَذَّرَ أَحَدُنَا نَفْسَهُ".
"عَنْ ميمون بن مهران قال: أُتِىَ أَبُو بَكْرٍ بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقَالَ: مَا صِيدَ مِنْ صَيْدٍ، وَلَا عُضِدَ مِنْ شَجَرَةٍ إِلَّا بِمَا ضَيَّعَتْ مِنَ التَّسْبِيحِ".
"عَنْ أَبِى السَّفر قال: دَخَلَ عَلَى أَبُو بَكْرٍ (*) نَاسٌ يَعُودُونَهُ فِى مَرَضِهِ فَقَالُوا: يَا خَليفَةَ رَسُولِ الله: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبيبًا يَنْظُرُ إِلَيْكَ؟ قال: قَد رآنِى الطبيب، قالوا: مَاذَا قَالَ لَكَ؟ قال: قال: إِنِّى فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ".
"عَنِ الحسين قال: أَبْصَرَ أَبُو بَكْرٍ طَائِرًا عَلَى شَجَرَةٍ فَقَالَ: طُوبَى لَكَ يَا طَائِرُ؛ تَأكُلُ الثَّمَرَ، وَتَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ، لَوَدِدْتُ أَنَّى ثَمَرَةٌ يَنْقُرُهَا الطَّيْرُ".
"عَنْ عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على أبى بكر في مرضه الذى توفى به، فقال: جَعَلْتُ لَكُمْ عَهْدًا مِنْ بَعْدِى، وَاخْتَرْتُ لَكُمْ خَيْرَكُمْ فِى نَفْسِى، فَكُلُّكُمْ وَرِمَ لِذَلِكَ أَنْفُهُ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ لَهُ، وَرَأَيْتُ الدُّنْيَا قَدْ أَقْبَلَتْ وَلَمَّا تُقْبِلْ، وَهِىَ خَائِنَةٌ، وَسَتَجِدُونَ بُيُوتَكُمْ بِسُتُورِ الْحَرِيرِ، وَنَضَائِدِ الدِّيبَاجِ، وَتَأَلَمونَ ضَجَائِعَ الصُّوفِ الأَذَرَبِىِّ كَأَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ، وَوَالله لَأَنْ يُقَدَّمَ أحَدُكُمْ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فِى غَيْرِ حَدٍّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْبَحَ فِى غَمْرَةِ الدُّنْيَا".
"عَنْ عائشة قالت: لمَّا حَضَرَتْ أبا بكر الوفاةُ قال: أَىْ بُنَيَّةُ؟ إِنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ أَحَبَّ إِلَىَّ غِنًى مِنْكِ، وَلَا أَعَزَّ عَلَىَّ فَقْرًا مِنْكِ، وَإِنِّى قَدْ كُنْتُ نَحَلْتُكِ جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ أَرْضِى الَّتِى بالْغَابَة، وإنَّكِ لَوْ كُنْتِ حُزْتِيهِ كَانَ لَكِ، فَإِذَا لَمْ تفْعَلِى فَإِنَّمَا هُوَ لِلْوَارِثِ، وَإِنَّمَا هُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ، قلت: هَلْ هِىَ إِلَّا أُمُّ عَبْدِ الله؟ قال: نَعَمْ، وَذُو بَطْنِ ابْنَةِ خَارِجَةَ قَدْ أُلْقِىَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا جَارِيَةٌ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهَا، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ".
"عَنِ القاسم بن محمد بن أبى بكر أن أبا بكر قال لعائشة: يَا بُنَيَّةُ: إِنِّى نَحَلْتُكِ نَخْلًا مِنْ خَيْبَر، وإِنِّى أَخَافُ أَنَ أَكُونَ آثَرْتُكِ عَلَى وَلَدِى، وَإِنَّكِ لَمْ تَكُونِى حُزْتِيهِ، وَإِنَّكِ لَمْ تَكُونِى حُزْتيهِ (*) فَرُدِّيهِ عَلَى وَلَدِى، فقالت: يَا أَبَتَاهُ: لَوْ كَانَتْ لِى خَيْبَرُ بِجِدَادِهَا لَرَدَدْتُهَا".
"عَنْ أفلح بن حميد عن أبيه قال: كَانَ الْمَالُ الَّذِى عَلَى عَائِشَةَ بِالْعَالِيَةِ مِنْ أَمْوالِ بَنِى النَّضِيرِ بِئْرَ حُجْرٍ كَانَ النَّبِىُّ ﷺ أَعْطَاهُ ذَلِكَ الْمَالَ، فَأَصْلَحَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وغَرَسَ فيهِ وَدِيًا".
"أخبرنا ابن جريج قال: زعم سليمان بن موسى أن عمر بن عبد العزيز كتب: أَنَّهُ أَيُّمَا رَجُلٍ نَحَلَ مَنْ قَدْ بَلَغَ الْحَوْزَ فَلَمْ يَدْفَعْهُ إِلَيْه فَتِلكَ النَّحْلَةُ بَاطِلٌ، وَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ أَخَذَهُ مِنْ نُحْلِ أَبِى بَكْرٍ - ؓ - عَائِشَةَ فَلَمْ يَفِهَا بِهِ، فَرَدَّهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ".
"عَنْ قتادة والحسن وأبى قِلابة أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى بالخُمُسِ مِنْ مَالِهِ وَقَالَ: أَرْضَى مِنْ مَالِى بِمَا رَضِىَ الله بِهِ لِنَفْسَهِ مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تَلَا: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} وفِى لفظ: "آخُذُ مِنْ مَالِى مَا أَخَذَ الله مِنَ الْفَىْءِ".
"عَنْ أنس قال: قَطَعَ أَبُو بَكْرٍ فِى مَجَنٍّ مَا يُسَاوِى ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ".
"عَنْ عبد الله بن عامر بن ربيعة أَنَّ أبَا بَكْرٍ قَطَعَ يَدَ عَبْدٍ سَرَق".
"عَن ابن عمر قال: إِنَّمَا قَطَعَ أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ الَّذِى قَطَعَ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ، وَكَانَ مَقْطُوعَ الْيَدِ قَبْلَ ذَلكَ".
"عَنِ القاسم بن محمد: أَنَّ سَارِقًا مَقْطُوعَ الْيَدِ وَالرِّجْل سَرَقَ حُلِيًا لأَسْمَاءَ فَقَطَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الثَّالِثَةَ: يَدَهُ".
"عَنْ أنس: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَرَأَ فِى يَوْمِ عِيدٍ بِالْبَقَرَةِ حَتَّى رَأَيْتُ الشَّيْخَ (يَمِيلُ) (*) مِنْ طُولِ الْقِيَامِ".
"عَنْ أبى بكر وعمر بن الخطاب فِى الرَّجُلِ إِذَا رَعَفَ فِى صَلَاةٍ قَالَا: يَنْفَتِلُ فَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْجعُ فَيُصَلِّى وَيَعْتَدُّ بِمَا مَضَى".
"عَنْ أبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّى شَعْرةٌ فِى جَنْبِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ".
"عَنْ نُعيم بن قحمة قال: كان في خطبة أبى بكر الصديق: أمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ تَغْدونَ وَتَرُوحُونَ لأَجَلٍ مَعْلومٍ، فَمَن اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْقَضِىَ الأَجَلُ وَهُوَ فِى عَمَلِ الله فَلْيَفْعَلْ، وَلَنْ تَنَالُوا ذَلِكَ إِلَّا بِالله، إِنَّ أَقْوَامًا جَعلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ فَنهاكُمُ الله أنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ، وَلاَ تَكُونُوا كالَّذِينَ نَسُوا الله فأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهمْ، أَيْنَ مَن تَعْرِفونَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ؟ قَدِمُوا (عَلَى) مَا قَدَّمُوا فِى أَيَّامِ سَلَفِهِمْ، وَحَلُّوا فِيهِ بِالشِّقْوَةِ والسَّعَادَةِ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ الأَوَّلُونَ؟ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحفَّفوهَا بِالْحَوائِطِ؟ ! قَدْ صَارُوا تَحْتَ الصُّخُورِ والآثَارِ، هَذا كِتَابُ الله لَا تَفْنَى عَجائِبُهُ؛ فاستضيئوا مِنْهُ لِيَوم ظُلْمَةٍ وَاتَّضِحُوا بِسَائِهِ وَبَيَانِهِ، إِنَّ الله
- ﷻ - أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّا وَأَهْلِ بَيْتهِ فَقالَ: {كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}، لَا خَيْرَ فِى قَولٍ لَا يُرَادُ بِهِ وَجْه الله، وَلَا خيْر فِى مَالٍ لَا يُنْفَقُ فِى سبِيلِ الله، ولَا خَيْر فِيمَنْ يَغْلِبُ جَهْلُهُ حِلْمَهُ، وَلَا خيْر فِيمنْ يَخافُ في الله لَوْمَةَ لَائِمٍ".
"عَنْ عَبدِ الله بن عكيم قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ فإِنِّى أُوصِيكُمْ بِتقْوى الله - ﷻ - وأَنْ تُثْنُوا عَلَيْهِ بمَا هُوَ أَهْلُهُ، وأَنْ تَخْلِطُوا الرَّغْبَةَ بِالرهْبَةِ، وَتَجمَعُوا الإِلْحَافَ بِالْمَسْأَلَةِ فَإنَّ الله - ﷻ - أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّا وَعَلى أَهْلِ بيْتِهِ فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ثُمَّ اعْلَمُوا عِبَادَ الله أَنَّ الله - ﷻ - قَد ارْتَهَنَ بِحَقِّهِ أَنْفُسَكُمْ، وأَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مَواثِيقَكُمْ، واشْتَرى مِنْكُمُ الْقَلِيلَ الْفَانِىَ بالْكَثيرِ البَاقِى، وَهَذَا كِتَابُ الله فِيكُمْ لَا تَفْنَى عَجَائِبُه، وَلَا يُطْفَأُ نُورُهُ، فَصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَانْتَصِحُوا كِتَابَهُ، وَاسْتَبْصِرُوا فِيهِ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ، فَإِنَّمَا خَلَقَكمْ لِلْعِبَادَةِ، وَوَكَّلَ بِكُم الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ، ثُمَّ اعْلَمُوا، عِبَادَ الله - أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وتَروحُونَ فِى أَجَلٍ
قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْقَضِىَ الآجَالُ وَأَنْتُمْ فِى عَمَلِ الله فَافْعَلُوا، وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلَّا بِالله، فَسَابقوا فِى مَهل آجَالِكُمْ قَبْلَ أنْ تَنْقَضِىَ فَيَردَّكُمْ إِلَى أَسْوَأ أَحْوالِكُمْ، فَإِنَّ قَوْمًا جَعَلُوا آجَالهُمْ لِغَيْرِهِمْ فَنَسُوا أَنْفُسَهُمْ، فَنَهَاهُمْ أَنْ يَكونُوا أَمثَالَهُمْ، الْوَحَا الْوَحَا، النَّجَاءَ النَّجَاءَ، إِنَّ وَرَاءَكُمْ طَالِبًا حَثِيثًا أَمْرُهُ سَرِيعٌ".
"عَنْ عبد الرحمن بن سابط، وزيد بن الحارث، ومجاهد قالوا: لَمَّا حَضَرَ أبَا بَكْرٍ الْمَوْتُ دَعَا عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ الله يَا عُمَرُ واعْلَمْ أَنَّ لله عَمَلًا فِى النَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلًا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بالنَّهَارِ، وَأَنَّهُ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَى تُؤَدَّى الْفَرِيضَة، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ (مَنَ ثَقُلَتْ) مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِى دَارِ الدُّنْيَا، وَحُقَّ لِميزانٍ يُوضَعُ فيه الْحَقُّ غَدًا أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيًامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِى الدُّنْيَا وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ يُوضَعُ فِيهِ الْبَاطِلُ غَدًا أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا، وَإِنَّ الله - تعالى - ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَذَكَرَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئِهِ، فَإِذَا ذَكَرْتُهُمْ قُلْتُ: إِنِّى أَخَافُ أَن لَا أَلْحَقَ بِهِمْ، وَإِنَّ الله - تعالى - ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ فَذَكَرَهُمْ بِأَسْوَإِ أَعْمَالِهِمْ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَحْسَنَهُ، فَإِذَا ذَكَرْتُهُمْ قُلْتُ: إِنِّى أخَافُ أَنْ أَكُونَ مَعَ هؤُلاءِ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وآيَةَ الْعَذَابِ، فَيَكُونُ الْعَبْدُ رَاغِبًا رَاهبًا، وَلا يَتَمَنَّى عَلَى الله غَيْرَ الْحَقِّ، وَلَا يَقْنَط مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلَا يُلْقِى بِيَدَيْهِ إِلَى الْهَلَكَةِ، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ وَصِيَّتِى فَلَا يَكُ غائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوتِ وَهُو آتِيكَ، وَإنْ أنْتَ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِى فَلَا غائِبَ أَبْغَضُ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوتِ، وَلَسْتَ تُعْجِزُهُ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيق - رَضِىَ الله عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِى خُطبَتِهِ: أَيْنَ الْوِضَاءُ (*) الْحَسَنةُ وُجُوهُهُمْ، الْمُعْجَبُونَ بِثِيَابِهِمْ؟ أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بالحِيطَانِ؟ أَيْنَ الَّذينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الْغَلَبةَ فِى مَواطِنِ الْحَرْبِ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ فَأَصْبَحوا فِى ظُلُمَاتِ الْقُبورِ: الْوَحَا الْوحَا، النَّجَا النَّجَا".
"عَن الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقُولُ فِى دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ لِى فِى عَاقِبَةِ أَمْرِى، اللَّهُمَّ اجْعَلْ آخِرَ مَا تُعْطِينِى مِنَ اَلْخَيِرِ رِضْوَانَكَ والدَّرجَاتِ الْعُلَى فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ".
"عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ أَخَذَ بِلسَانِه يَقُولُ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِى الْموارِدَ".
"عَنْ عائشة قَالَتْ: لَمَا حُضِرَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ:
لَعَمْرِىَ مَا يُغْنِى الثَّراءُ عَن الفَتى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ: لَا تَقُولِى هَكَذَا يَا بُنَيَّةُ، وَلَكِنْ قُولِى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} وَقَالَ: انْظُرُوا ثَوْبَىَّ هَذَيْن فاغْسِلُوهُمَا ثُمَّ كفِّنُونِى فيهِمَا؛ لأَنَّ الحَىَّ أَحْوَجُ إِلى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّمَا هُو لِلْمُهلة".
"عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَسَّمَ قَسْمًا فَسَوَّى فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله: تُسَوَّى بَيْنَ أصْحَابِ بَدْرٍ وَسواهُمْ منَ النَّاسِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا الدُّنْيَا بَلَاغٌ، وَخَيْرُ الْبَلاغِ أَوْسَعُهُ، وإِنَّمَا فَضْلهم فِى أُجُورِهِمْ".
"عَنْ عَبد الله بْنِ عُبَيْدِ الله بنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ لَبِيدٍ الشَّاعِرِ أَنَّه قَدِمَ عَلَى أَبِى بَكْر الصِّديقِ فَقَالَ: أَلَا كُلُّ شَئٍ ما خَلَا الله بَاطِلٌ، فَقَالَ: صَدَقْتَ، فَقَالَ: وَكُلُّ نعيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلٌ، فَقالَ: كَذَبْتَ؛ عند الله نعيم لَا يَزُولُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ أَبُو بكْرِ: رُبَّمَا قالَ الشَّاعِرُ الكلِمَةَ مِنَ الْحِكْمَةِ".
"عَنْ حميد قال: رَأَيْتُ أَبَا بَكرٍ يُصَلِّى مُتَرَبِّعًا ومُتَّكِئًا".
"عَنْ عمر مولى غَفرة وغيرِه قَالَ: لما تُوُفِّىَ رسولُ الله ﷺ جاءَ مالٌ منِ البَحْرينِ فقال أَبو بكرٍ: من كان له على رسولِ الله ﷺ شئٌ أَوْعِدَةٌ فلْيَقُم فَلْيَأخُذْه، فقام جابرٌ فقال: إن رسولَ الله ﷺ قال: "إن جَاءنِى مالٌ من البحرين لأَعْطَيْتُك هكَذا، وهكَذا، ثلاثَ مرَّاتٍ، وحَثَا بِيَدِهِ، فقال له أبو بكر: قُمْ فَخُذْ بِيَدِك، فَأَخَذَ فإِذا هى خَمسُمِائَةِ دِرهمٍ، فقال: عُدُّوا لَه أَلْفًا، وَقَسَّم بَيْنَ النَّاسِ عَشَرةَ دراهمَ عَشَرةَ دراهِمَ وقال: إِنِّمَا هَذِه مواعيدُ وَعَدَها رسولُ الله ﷺ النَّاسَ، حتى إذا كَانَ عامٌ مقبلٌ جَاءَهُ مالٌ أَكْثرُ منْ ذَلِك المَالِ، فقسَّمَ بيْنَ النَّاسِ عِشْرينَ دِرْهَما عشرين درهمًا وفَضَلت منهُ فَضْلَةٌ، فَقَسَّم لِلْخَدَمِ خَمْسَةَ دراهمَ خمسةَ دراهمَ، وقالَ: إنَّ لَكُمْ خُدَّامًا يَخدُمون لَكُمْ، ويُعَالِجونَ لَكُمْ فَرضخنا لَهمْ، فَقَالُوا: لَوْ فَضَّلتَ المهاجِرين والأنْصارَ لِسَابِقَتِهم ولِمكانِهم من رسول الله ﷺ ! ! فقالَ: أجرُ أُولئك عَلَى الله، إِنَّ هَذَا المعَاشَ للأسوةُ فِيه خيرٌ من الأَشَرةِ، فعمل بِهَذَا وِلَايَتَه، حتى إِذا كَانَت سنَة ثلاثَ عشرةَ فِى جُمَادى الآخِرَة في ليالٍ بقين مِنْه ماتَ - ؓ - فعمِلَ عُمرُ بنُ الخطابِ فَفَتَح الفتوحَ وجاءَتْه الأموالُ، فقالَ: إِن أَبَا بَكْرٍ رأَى فِى هَذا الأمرِ رأيًا وَلىَ فيه رأىٌ آخرُ، لَا أَجْعَلُ من قَاتَل رسولَ الله ﷺ كمن قاتلَ معهُ، فَفرضَ للمُهَاجرِين والأنْصارِ وَمَن شهِد بدرًا خمْسةَ آلافٍ خمْسةَ آلافٍ، وفرض لمَنْ كَان لهُ إسْلامٌ كإسلامِ أهلِ بدرٍ ولَمْ يشهدْ بدرًا أَرْبَعةَ آلافٍ أربَعَة آلافٍ، وَفرضَ لأَزواجِ النبى ﷺ اثْنَى عَشَرَ أَلفًا اثْنَى عَشَرَ أَلْفًا إلَّا صفيةَ وجُويْرية فرض لَهُمَا، ستةَ آلافٍ ستَّةَ آلافٍ فَأَبَتَا أَنْ تَقْبلَا، فقالَ لَهُمَا: إِنَّمَا فَرَضْتُ لهنَّ لِلْهجرة، فَقَالتَا: إِنَّما فَرَضْتَ لهُن لِمكَانِهن منْ رسولِ الله ﷺ وكَانَ لَنا مِثْلهُ، فعرفَ ذَلِكَ عمرُ فَفَرَض لَهمَا
إِثْنَى عَشَر أَلْفًا اثْنَى عشَر أَلْفًا، وفرضَ للعباسِ اثْنَىْ عَشَر أَلفًا، وفَرضَ لأُسامةَ بنِ زَيْدٍ أَرْبَعة آلافٍ، وَفَرضَ لعبدِ الله بن عُمَرَ ثلاثةَ آلافٍ، فقالَ: يا أبتِ: لِمَ زِدْتَه عَلَىَّ أَلْفًا مَا كَان لأَبِيهِ مِنَ الفضلِ ما لم يكُن لأَبِى، وَمَا كَانَ لهُ ما لمْ يَكنْ لِى، فقَالَ: إِن أَبَا أُسامةَ كانَ أَحبَّ إلى رسولِ الله ﷺ من أبيك، وكان أسامة أحب إلى رسول الله ﷺ مِنْكَ وفَرضَ لحَسن وحُسين خمْسَةَ آلاف خمْسَةَ آلافٍ لِمكانِهما من رسولِ الله ﷺ ، وَفَرض لأبْنَاءِ المُهَاجرينَ والأَنْصَارِ ألْفَيْنِ أَلْفَيْنِ، فمَرَّ به عُمرُ بن أبى سَلَمة فَقالَ: زيدُوه أَلْفًا، فقال لهُ محمدُ بن عبد الله بن جحش: ما كَان لأَبِيِه ما لمْ يكُن لأبينا، ومَا كانَ لَهُ ما لمْ يكُنْ لَنَا، فَقالَ: إِنِّى فرضتُ له بِأبيه أبىِ سَلمَة أَلْفَيْنِ، وزدتُه بأمِّه أُمِّ سَلمَة أَلْفًا، فإنْ كانَت لكُم أُمٌّ مثلُ أُمِّه زدْتُك أَلفًا، وفرضَ لأَهْلِ مكةَ وللناسِ ثَمانمائة، فجاءه طلحة بن عبيد الله بابنه عُثْمانَ ففرضَ له ثمانمائة، فمر بِه النَّضْرُ بنُ أَنسٍ فقال عُمرُ: افرِضوا له فِى ألْفَيْن، فقالَ طَلحةُ: جئتك بِمثلهِ ففرضتَ له ثَمَانِمائةَ وفرضْت لِهذا أَلْفَيْن؟ فقال: إِنَّ أَبَا هَذا لَقِينى يومَ أُحُدٍ فقالَ لى: ما فعلَ رسولُ الله ﷺ ؟ فقلتُ: ما أُراهُ إلَّا قَد قُتِل، فسلَّ سيفَهُ وكَسر غِمدَهُ وقالَ: إِن كانَ رسولُ الله ﷺ قد قُتِل فإنَّ الله حىٌّ لَا يموتُ، فقاتل حتى قُتِل، وهذَا يرعَى الشَّاةَ فِى مكانِ كَذَا وكذَا فعل عمر في بدء خلافته".
"عَنْ مُوَرِّقٍ العجلى قال: قلتُ لابن عُمَر: أَتُصَلِّى الضُّحى؟ قال: لَا، قلتُ: صَلَّاها عُمَرُ؟ قال: لَا، قلت: صَلَّاها أبو بَكْرٍ؟ قالَ: لا، قلت: صَلاها النبى ﷺ ؟ قَال: لا إخال".
"عَنْ أبى المليح قال: كُنَّا مع أبى بكرٍ وقد خَرج لصلاة المغرب، وأذَّن الْمُؤَذِّنُ، فَتُلُقِّىَ بقصعةٍ فيها ثريدٌ ولحم فقال: اجلسوا فكلوا؛ فإنما صُنعَ الطعامُ لِيُؤْكَلَ، فَأَكَلَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ أطْرَافَهُ وَمَضْمَضَ وصَلَّى".
"عن منصور قال: بَلَغَنِى أن أبَا بكْرٍ وعُمرَ سَجَدَا سَجْدَةَ الشُّكرِ".
"عن عَونِ بنِ عَبْدِ الله قَالَ: دَخَلَ رَجُلانِ عَلى أَبِى بَكْرٍ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ أحَدُهُمَا: قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ، وَقَالَ الآخَرُ: لَمْ يَطْلُعْ بَعْدُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كُلْ قَدِ اخْتَلَفَا".
"عَن إسمَاعيلَ بنِ أُمَيَّةَ بن سَعِيدِ بنِ العَاصِ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأخذُ مِنَ الأعْرَابِ صَدَقَةَ الفِطْرِ الأَقِطَ".