" لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} أَحْزَنَتْنَا، قُلنَا، يُحَدثُ أحَدُنَا نَفْسَهُ فيُحَاسَبُ لاَ يَدْرِى مَا يُغْفَرُ مِنْهُ وَلاَ مَا لاَ يُغْفَرُ مِنْهُ؟ ! فَنَزَلَتْ هَذهِ الآيَةُ بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} ".
31.06. Actions > ʿAlī b. Abū Ṭālib (12/59)
٣١.٠٦۔ الأفعال > مسند على بن أبى طالب ص ١٢
"عَنْ مَوْلَى أُمِّ عُثْمَانَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيّا عَلَى مِنْبَرِ الكُوفَةِ يَقُولُ: إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ غدَتِ الشَّيَاطِينُ بِرَايَاتِهَا إِلى الأسْوَاقِ فَيرْمُونَ الناسَ بِالتَّرابِيثِ أَو الرَّبائِثِ، ويُذكِّرُونَهُمُ الحَوَائجَ ويُثبِّطونَهُم عن الجمعة، وَتَغْدُو المَلاَئِكَةُ بِرَايَاتِهَا فَتَجْلِسُ عَلَى أبْوَابِ المَسَاجِدِ فَيَكْتُبُون الرَّجُلَ مِنْ سَاعَة، وَالرجلَ مِنْ سَاعَتَيْنِ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، فَإِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ مَجْلِسًا يَسْتمْكِنُ فِيه مِنَ الاسْتِمَاعِ والنَّظَرِ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلغُ، كَانَ لَهُ كِفْلاَنِ منَ الأجْرِ، وَإِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا فَنَأىَ وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلغُ كَانَ لَهُ كفْل مِنْ أَجْرٍ، وَإنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنَ الاِستْمِاعِ وَالنَّظَرِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ لَهُ كِفْل مِنْ وِزْرٍ، وَمَنْ قَالَ يَوْمَ الجمعَةِ لِصَاحِبِهِ: صَهْ فَقَدْ لَغَا، ومن لغا فَلَيْسَ فِى جُمُعَتِهِ تِلكَ شئ، ثُمَّ يَقُولُ فِى آخِرِ ذَلِكَ: سَمِعْتُ رسُولَ الله ﷺ يَقُولُ ذَلِكَ".
"عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلاَم النَّبِىِّ ﷺ الصَّلاَةَ الصلاَةَ، اتَّقُوا الله فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".
"قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ : يَا عَلِىُّ، سَلِ الله الهُدَى والسَّدَادَ واعنِ - وَفِى لَفْظٍ: وادكُرْ - بِالهُدَى هِدَايَة الطَّرِيقِ وَبِالسدَادِ تَسْدِيدَ السَّهْم".
. . . .
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: كَانَ رسُولُ الله ﷺ يَأمُرُ بِالقَيَام فِى الجِنَازَةِ، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأمَرَنَا بِالجُلُوسِ".
"عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ: رَأيْتُ عَلِيّا يَشْرَبُ قَائمًا فَقُلتُ لَهُ: أَتَشرَبُ قَائمًا؟ قَالَ: إِنْ أشرب قَائمًا فَقَدْ رَأيْتُ رسُولَ الله ﷺ يَشْرَبُ قَائمًا، وَإنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا فَقَدْ رَأيْتُ رسُولَ الله ﷺ يَشْرَبُ قَاعِدًا".
"عَنْ هُبَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّا وَسُئلَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلَ عَنْ أَسْمَاءِ المُنَافِقيِن فَأُخبِرَ بِهِمْ، وسُئل عَنْ نَفْسه فَقَالَ: كَنْتُ إِذَا سَألتُ أُجبْتُ، وَإذَا سَكَتّ ابْتُدِيتُ".
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ الله ﷺ بِثَلاَث أَهْبَطَ الله جِبْريلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ الله - ﷻ - أَرْسَلَنِى إِلَيْكَ إِكرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ، أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ منْكَ، نَقُولُ: كيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِى يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا، ثُمَّ عَادَ اليَوْمَ الثَّالثَ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ الله أَرْسَلَنِى إِلَيْكَ إِكرَامًا لكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ، أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ نَقُولُ: كيْفَ تَجدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِى يَا جِبْرِيلُ مكرُوبًا وَأَجِدُنى يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَهَبَطَ مَعَ جِبْرِيلَ مَلَك فَي الهَواءِ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ، عَلَى سَبْعِينَ أَلفًا، فَقَالَ لَهُ جَبْرِيلُ يَا أحْمَدُ: هَذَا مَلَكُ المَوْتِ يَسْتَأذنُ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَأذِنْ عَلَى آدَمِىٍّ قَبْلَكَ، وَلاَ يَسْتَأذنُ عَلَى آدَمِى بَعْدَكَ، فَقَالَ رسُولُ الله ﷺ : ائْذَنْ لَهُ، فَأذنَ لَه جِبْرِيلُ فَدَخَلَ لَهُ مَلَكُ المَوْتِ، (فَقَالَ: ) يَا أحْمَدُ إِنَّ الله أَرْسَلَنى إِلَيْكَ وَأَمَرَنِى أنْ أطِيعَكَ، إِنْ أَمَرْتَنِى بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإنْ كرِهْتَ تَرَكْتُها، فَقَالَ جِبْرِبلُ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ الله قَدْ اشْتَاقَ إِلَى لقَائكَ، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَا مَلَكَ الموْتِ: امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ، فَقَالَ جِبْريلُ: يَا أَحمَدُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ، هذَاَ آخِرُ وَطْئِى الأرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ أنتَ حَاجَتي مِنَ الدُّنْيَا فَلَمَّا قُبِضَ رسُولُ الله ﷺ وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ جَاءَ آت يَسْمَعُونَ حِسّهُ وَلاَ يرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ وَرَحْمَةُ الله، في الله عَزَاء مِنْ كُلّ مُصِيبَة، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ فَبِالله فَثقُوا، وَإيَّاهُ فَارْجُوا، فَالمَحْرُومُ مَحْرُومُ
الثَّوابِ، وَإِنَّ المُصَابَ مَن حُرِمَ الثَّوَابَ، والسَّلاَمُ عَلَيْكُم، قَالَ عَلىّ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ هَذَا الخَضِرُ".
"عَنْ أَبِى يَحْيَى قَالَ: سَمِعتُ علِيّا يَقُولُ: أنَا عَبْدُ الله وَأَخُو رَسُولِهِ، لاَ يَقُولُهَا أَحدٌ بَعْدِى إِلاَّ كَادَتْ (*)، فقَالَهَا رَجُلٌ فَأَصَابَتْهُ جِنَّة".
"عَنْ شيخٍ من كنْدةَ قال: كنا جلوسًا عند عليٍّ فَأتَاهُ أسقفُ نَجْرانَ فأوسعَ له، فقال له رجل: تُوسِعُ لهذا النصرانىَ يا أميرَ المؤمنين؟ فقال على: إِنهم كَانُوا إذَا أتَوْا رسولَ الله ﷺ أوْسَعَ لهم، فَسَألَ رَجُل: عَلَى كَم افترقَت النَّصرانيةُ يَا أَسْقُفُ؟ فقال: افترقتْ على فرقٍ كثيرة لا أُحْصيها! قال على: أنا أَعْلَمُ على كم افترقت؟ افترقت النصرانيةُ مِنْ هذا وإن كان نصرانيّا، افترقت النصرانيةُ على إحدى وسبعينَ فرقة، وافترقت اليهود على ثنتين وسبعين فرقةً، والذى نفسِى بِيَدِه لَتَفْتَرِقَنَّ الحنيفيةُ على ثلاث وسبعين فرقةً، فيكون ثنتان وسبعون في النارِ، وفرقةٌ في الجنة".
"عَنْ على قَالَ: نَكَحْتُ ابْنَةَ رسولِ الله ﷺ وليس لنا فراش إلا فروةُ كبشٍ، فإذا كان الليلُ بِتْنَا عليها، وإذا أصبحنا قَلَبْنَاها فَعَلَفْنَا عليها النَّاضِحَ".
"عَنْ مرة الهمدانِىِّ قال: قَرَا علينا علىُّ بنُ أبى طالبٍ صَحيفةً قَدْرَ أصْبُعٍ كانت في قرابِ سيفِ رسولِ الله ﷺ وإذا فيها: (إنَّ لِكُلِّ نَبِىٍّ حَرَمًا، وَأنَا أحَرِّم المدينةَ، من أحدثَ فيها حَدثا، أو آوى مُحدِثًا فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلا) (*) ".
"عَنْ على قال: أَصَبْتُ جاريةً من السَّبْي مَعَها ابْن لها، فأردتُ أَنْ أبيعَها وأُمْسِكَ ابنَها، فقال النبُّى ﷺ : بِعْهُما جميعًا أَو أَمسِكْهما جميعًا".
"عَنْ على قال: إِذَا كان يومُ الجمعةِ جاءت الملائكةُ إلى أبواب المسجد فكتبوا الناسَ على قَدْرِ منازِلهم وخرجتِ الشياطينُ بالراياتِ يُربثون النَّاس، ويُذكَرونَهم الحَوَائِجَ، فمن أَتَى الجُمُعةَ ودنا واستمعَ وأَنْصَتَ ولم يَلغُ كان لَه كِفْلانِ مَن الأجرِ ومنَ نأى فاستمَع وأنْصتَ ولم يَلغُ كان له كِفْل مِن الأجْرِ، وَمن دَنا فاستمَع ولم يُنْصِت ولَغَا كانَ علَيه كِفْلانِ من الإثم ومن نَأى ولم يستمعْ ولم ينُصِتْ كان عليه كِفْل من الوِزْرِ، وَمَن قال: صَهْ فقد تكلَّمَ، ومَن تكلَّمَ فَلاَ جُمُعَة لَه، ثُمَّ قالَ: هَكَذا سَمِعتُه مِنْ نَبيكم ﷺ ".
"عَنْ على قال: إذَا حَدَّثْتُكُمْ عَن رسولِ الله ﷺ فَلأَنْ أخِرَّ مِنَ السماء أحب إلىَّ مِن أَن أقولَ علَيْه مَا لم يَقُلْ، وإذا حَدَّثتُكُم فيما بَيْنى وَبيْنكُم فإنَّ الحَرْبَ خَدْعةٌ".
"ما رمِدْتُ ولا صُدعْتُ منذُ مَسَح رسول الله ﷺ وَجْهِى وَتَفَل في عَيْني يوم خَيبَر حين أعْطَانِى الرَّايةَ".
"عن عليٍّ قال: أوصَانِى النبي ﷺ أَن لا يُغَسِّلَه أَحَد غَيرِى، فَإِنَّه لاَ يَرَى عَوْرَتِى أحَد إلاَّ طُمِسَت عَيْنَاهُ".
"عن محمدِ بنِ عَقِيل قالَ: خَطَبنا عَلِى بنُ أبى طَالب فقالَ: أيها الناسُ أخبِرونى مَن أشَجعُ الناسِ؟ قَالوا: أنتَ يا أميرَ المؤمنينَ، قالَ: أمَا إِنِّى مَا بَارزْتُ أَحَدًا إلا انتصفت منه، وَلكنْ أخْبِرونى بِأشجع النَّاسِ؟ قَالُوا: لاَ نَعْلَمُ، فَمَنْ؟ قالَ: أبو بكرٍ إنه كانَ يوم بَدرٍ جَعَلنَا لِرَسول الله ﷺ عَرِيشًا، فَقُلنَا: منْ يكونُ مَعَ رسول الله ﷺ لِئَلاَّ يَهْوِىَ إلَيْه أَحَد مِنَ المُشْرِكينَ؟ ! فَوَالله مَا دَنَا مِنا أَحَد إلا أبو بَكْرٍ شَاهرًا بِالسيْفِ علَى رَأسِ رَسولِ الله ﷺ لا يْهوِى إلَيْهِ أحَد إلا أهْوَى إلَيْهِ، فَهدا أشَجعُ
النَّاسِ، وَلَقْد رَأيتُ رَسُولَ الله ﷺ وَأَخَذَتْهُ قُرَيشٌ فَهذَا يَجَأُه (*) وَهَذا يُتَلتِلُه (* *) وَهُم يقولُونَ: أنْتَ الَّذِى جَعَلتَ الآلِهَةَ إلَهًا وَاحِدًا؟ ! فَوَالله مَا دَنَا مِنَّا أَحَدٌ إلا أبَو بَكْرٍ، يَضْرِبُ هَذَا وَيَجَأُ هَذَا، وَيُتَلتِلُ هَذا وهو يَقولُ: وَيْلَكُم ... ! اأتَقْتلُون رَجُلًا أنْ يَقول ربِّى الله؟ ثم رَفَع عَلِى بُرْدَةً كانتْ عَلَيْه فَبَكى حتى اخْضَلَّتْ لِحيتُه، ثُمَّ قَالَ: أنشُدُكم أَمُؤْمِن آلِ فِرْعونَ خَيرٌ أَمْ أَبُو بكرٍ؟ فَسكَت القَومُ، فَقَالَ: ألا تُجيبُونِى؟ فَو الله لَسَاعَةٌ مِنْ أبِى بَكْرٍ خَيْر مِن مِثْلِ مُؤمِنِ آلِ فِرْعَونَ، ذَاكَ رَجُل يَكْتُمُ إِيمَانَه، وَهَذا رَجُلٌ أَعْلَنَ إيمانَهُ".
" أخَذ رسولُ الله ﷺ بِيدِى فَقَالَ: إن موسى سألَ رَبَّهُ أن يُطَهرَ مَسْجِده بِهارُونَ، وإنِّى سَألتُ ربِّيَ أن يُطَهرَ مَسْجدى بِكَ وَبِذُرِّيتكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إلَى أبِى بَكرٍ: أَنْ سُدَّ بَابَكَ فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ قَال: سمع وطَاعة، فَسَدَّ بَابَه ثُمَّ أَرْسَلَ إلىَ عُمَرَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إلَى العَباسِ بِمثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رسولُ الله ﷺ : مَا أَنا سَدَدْتُ أبْوابَكُم وَفَتَحتُ بَابَ عَلِى، ولِكن الله فَتَح بَابَ عَلِىٍّ وَسَدَّ أَبْوَابَكُم".
"عن عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رسولُ الله ﷺ : انْطلِقْ فَمُرْهُم فَليسُدّوا أبْوابَهم، فانْطَلقْتُ فَقُلُتُ لَهم، فَفَعلُوا إلا حَمزَةَ، فَقُلتُ: يا رسولَ الله: فَعَلُوا إلا حَمْزَةَ، فَقَالَ رسولُ الله ﷺ : قُلْ لِحْمزَةَ فَليُحَولْ بَابَهُ، فَقُلتُ: إِن رسولَ الله ﷺ يَأمُرُكَ أنْ تُحَولَ بَابَكَ، فَحَوله، فَرَجَعْتُ إلَيْه وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فقالَ: ارْجِعْ إلَى بَيْتِكَ".
"بَيْنَما رَسُولُ الله ﷺ : آخِذٌ بِيدِى وَنَحن نَمشى فِى بَعضِ سِكَكِ المَدِينَةِ فَمَررْنَا بِحَدِيقةٍ فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله مَا أحْسَنَهَا من حَدِيقَة! ! قالَ: لَكَ فِى الجَنةِ أَحْسَنُ مِنْهَا، حتَّى مَرْرنَا بِسَبعِ حَدائِق كلُّ ذلِك أَقولُ: مَا أحَسَنَهَا! وَيَقولُ: لَكَ فِى الجنَّةِ أحْسَنُ منْهَا، فَلَما خَلاَ لَه الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِى، ثُمَّ اجْهَش بَاكيًا! قُلتُ: يَا رسولَ الله، مَا يبكيكَ؟ قال: ضَغَائِن في صُدُورِ أَقوامٍ لاَ يبدونَها لَكَ إلَّا بَعْدى: ! قُلتُ: يا رسولَ الله: فِى سَلاَمَة مِنْ دِينِى؟ قالَ: فِى سَلاَمة مِن دَينك".
"عن عَلِىٍّ قَالَ: قُلتُ لِفَاطِمةَ: لوْ أتَيْتِ النَّبِىَّ ﷺ فَسَألتهِ خَادِمًا فإنه قَدْ أجْهَدَكِ العَمَلُ؟ ! فَأتَتْهُ فَلَم تُوَافِقْه، فَقَالَ: ألاَ أدُلكُمَا عَلى خيرٍ مِما سَألتُمانى؟ إذَا أَوَيْتُمَا إلَى فَرِاشكُمَا فَسبِّحَا ثَلاثًا وَثلاِثينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثا وَثَلاثِين، وَكبِّرا أَرْبعًا وَثلاثِينَ، فَذَلك مائة علَى اللسَانِ، وَأَلف فِى المِيزَانِ".
"عن عَلِىٍّ أنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ لِفَاطِمَةَ: ألاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكَونِى سَيدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَابْنَيكِ سيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ".
"عن عَلِىٍّ قال: أَسْنَدْتُ النَّبِى ﷺ إلَى صَدْرِى، فقَال ليَ يَا عَلِىُّ أوصِيكَ بالعَربِ خَيْرًا".
" كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسول الله ﷺ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ العَاليةِ فَقَالَ: يا رسولَ الله! أَخْبِرْنِى بِأشَدِّ شَئٍ في هَذا الدِّينِ وَأليَنِهِ، فَقَالَ: أَليَنُهُ شَهَادَةُ أن لاَّ إلَهَ إلاَّ الله، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، وَأَشَدُّه - يَا أخَا العَالِيَةِ - الأمَانَةُ، إِنَّهُ لاَ دِينَ لمِنْ لاَ أمَانَة لَه وَلاَ صلاَةَ لَه، وَلا زَكَاةَ لَه، يَا أَخَا العَالِيةِ إنَّهُ مَنْ أصَابَ مَالا مِن حَرَامٍ فَلَبِسَ جِلبَابًا - يَعْنِى
قَمِيصًا - لمَ تُقْبلْ صَلاَتُهُ حَتَّى يُنَحَىَ ذَلِكَ الجلبَابَ عَنْهُ، إن الله - تَعَالى - أَكْرَمُ وأَجَلُّ - يَا أَبا العَالِيةِ - مِنْ أَن يَتَقَّبَل عَمَلَ رَجُلٍ أَو صَلاَتَهُ وَعَليهِ جِلبَابٌ مِن حَرَامٍ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: أَمَرَنِى رَسول الله ﷺ أَنْ أعَوِّرَ مَاءَ بَدْرٍ".
"تَفْتَرقُ هَذِه الأمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، شَرُّهَا (فَرْقَةٌ تَنْتَحِلُ حُبَّنَا وَتُفَارقُ أمْرَنَا) ".
"عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسول الله ﷺ : اخْرُجْ فَأذّن فِى الناسِ: مِنَ الله - لاَ مِنْ رَسولِهِ - لَعَنَ الله قاَطِعَ السدْرِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كنَّا نَتَحَدثُ أَنَّ مَلَكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ".
"عَنْ أَبِى الْبَخْتَرِى قَالَ: خَطَبَ عَلِىٌّ فَقَالَ: ألَا إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمنينَ، فَقَالَ: نَحْنُ آلُ بَيْتٍ لَا يُوَازينَا أَحَدٌ".
"عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب أَنَّ سوُيْدَ بْنَ غَفَلَةَ دَخَلَ عَلَى عَلِىٍّ فِى إِمَارَتِه، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنِّى مَرَرْتُ بنَفَرٍ يَذْكُرُونَ أبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِى هُمَا لَهُ أهْلٌ، فَنَهَضَ الْمِنْبَر فَقَالَ: وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرأَ النَّسَمَةَ: لَا يُحِبُّهُمَا إِلَّا مُؤْمِنٌ فَاضِلٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمَا وَيُخَالِفُهُمَا إِلَّا شَقِىٌّ مَا رِقٌ، فَحُبُّهُمُا قُرْبَةٌ وَبُغْضُهُمَا مُرُوقٌ، مَا بَالُ أَقوَامٍ يَذْكُرُونَ أَخَوَىْ رَسُولِ الله ﷺ وَوَزِيرَيْهِ وَصَاحِبَيْهِ وَسَيِّدَىْ قُرَيْشٍ وَأَبَوَي الْمُسْلِمِينَ، فَأَنَا بَرِئٌ مِمَّنْ يَذْكُرُهُمَا، وَعَلَيْهِ مُعَاقِبٌ".
"عَنْ عَمْرو بْنِ حُرَيْث قَالَ: سَمِعْتُ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِب عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ الله ﷺ أَبو بَكْر وعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَفِى لَفْظٍ: ثُمَّ عُثْمَانُ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ (الله) أَوْصِنِى قَالَ: قُلْ: رَبِّىَ الله ثُمَّ اسْتَقمْ، قُلت: ربِّىَ، وَمَا تَوْفيقِى إِلَّا بالله عَلَيْهِ تَوَكَّلتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ، فَقَالَ: لِيَهْنَكَ العِلمُ أَبَا الْحَسَنِ، قَدْ شَرِبْتَ الْعلمَ شُرْبًا، وَنَهَلْتَهُ نَهلًا".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَا عَلىُّ إِنَّ الله أَمَرَنِى أَنْ أُدْنيَكَ وَأُعَلِّمَكَ لِتَعِىَ، وَأُنزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيةٌ}، فَأَنْتَ أُذُنٌ واعيةٌ لِعِلمِى".
"عَنْ عَلِىٍّ فِى قَولِه: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيةٌ} قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ : سَأَلْتُ الله أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِىُّ فَمَا سَمعْتُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ مَرحَبًا بِسيِّد الْمُسْلمينَ وَإمَامِ الْمُتَّقِينَ قِيل لِعَلِىٍّ: فَمَا كَانَ شُكرُكَ؟ قَالَ: حَمِدْتُ الله عَلَى مَا آتَانِى وَسَأَلْتُهُ الشُّكرَ عَلَى مَا أَوْلَانِى، وَأَنْ يَزِيدَنِى مَا أَعْطَانِى".
"عَنِ الشَّعْبِىَ قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ: لَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ وَقَدْ دَسَّهُ - يَعْنِى أَبَاهُ - قَالَ لِى قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِىَ بِهِ الدُّنْيَا".
"عَنْ عَلِىٍّ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : إِنَّ ابْنَىْ فَاطِمَةَ قَدْ اسْتَوَى فِى حُبِّهِمَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَإِنِّى (كُتِبَ إِليَّ أَوْ) عُهِدَ إِلَىَّ أَنْ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْعضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ لِىَ النَّبِىُّ: أنْتَ وَشِيعَتُكَ فِى الْجَنَّةِ، وَسَيَأتِى قَوْم لَهُمْ نَبِزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ".
"عَنْ زِرٍّ أنَّهُ سَمِعَ عَلِيّا يَقُولُ: أنَا فَقَأتُ عَيْنَ الْفِتْنَة، لَوْلَا أنَا مَا قُوتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، وَأَهْلُ الْجَمَلِ، وَلَوْلَا أَنِّى أَخْشَى أَنْ يتْرُكُوا الْعَمَلَ لأَنْبَأتُكُمْ بِالَّذِى قَضَى اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُّمْ ﷺ لِمَنْ قَاتَلَهُمْ مُبْصِرًا ضلَالَتَهُمْ عَارِفًا بِالْهُدَى الَّذِى نَحْنُ عَلَيْهِ".
"عَنْ أَبِى كَثير قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِى عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالبٍ حينَ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، فَكَأنَّ النَّاسَ وَجَدُوُا فِى أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ، فَقَالَ عَلىٌّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ نَبِىَّ الله ﷺ حَدَّثَنِى أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، أَلَا وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْودَ مُخْدَجَ الْيَد، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْي الْمَرْأَةِ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ، قَالَ: وَأحْسَبهُ قَالَ: حَوْلَهَا سَبْعُ هَلَبَاتٍ، فَالتَمِسُوهُ فَإِنِّى لَا أُراَهُ إِلَّا فِيهِمْ، فَوجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهْرِ تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ، وَفَرِحَ النَّاسُ حِيْنَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ".
"أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ حَامِلًا، فَكَانَتْ إِذَا خَبَزَتْ أَصَابَ حَرْفُ التَّنُّورِ بَطنَهَا، فَأَتَتِ النَّبِىَّ ﷺ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ: لَا أُعْطِيكِ وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تُطوَى بُطُونُهُمْ مِنَ الْجُوع، أَلَا أَدُلُك عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكَ تُسَبِّحِينَ اللهَ وَتَحْمَدِينَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثيِنَ".
"خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالْجحفَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّى كَائِنٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَرَطًا وَسَائِلُكُمْ عَنْ اثْنَتيْنِ: عَنِ الْقُرْآنِ وَعَن عِتْرَتِى لا تَقَدِّمُوا قُريْشًا فَتَهْلِكُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا عَنْهَا فَتَضِلُّوا، قُوَّةُ الرَّجُلِ مِنْ قُرَيْشِ قُوَّةُ رَجُلَيْنِ، لا تُفَاقِهُوا قُرْيشًا فَهِىَ أَفْقَهُ مِنْكُمْ لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لأخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ، خِيَارُ قُرَيْشٍ خِيَارُ النَّاسِ وَشِرارُ قُرَيْشٍ شِرَارُ النَّاسِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ (الْجُمُعَةِ) الْقِيَامَةِ أتَتِ الدُّنْيَا بِأَحْسَنِ زِينَتِهَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَارَب هَبْنِى لبَعْضِ أَوْلِيَائِكَ، فَيَقُولُ الله لَهَا: يَا لَا شَىْءَ اذْهبِى، فَأَنْت لَا شَىْءَ، أَنْتِ أَهْوَنُ عَلَىَّ مِنْ أَنْ أَهَبَكِ لِبَعْضِ أوْلِيَائِى، فُتُطوَى كمَا يُطوَى الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَتُلقَى فِى النَّارِ".
"عَنْ ابْنِ أَعْبُدَ قَالَ: قَالَ عَلِىّ: يَا بْنَ أَعْبُدَ! هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ الطَّعَامِ؟ قُلتُ: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: تَقُولُ: بِسْم اللهِ الَّلهُمَّ بَارِكْ لَنَا فيمَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِى مَا شُكْرُهُ إِذَا فَرَغْتَ؟ قُلتُ: وَمَا شُكْرُهُ؟ قَالَ: تَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَامَ خَطِيبًا عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! كَأَنَّ الْمَوْتَ عَلَى غَيْرِنَا فيهَا كتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وكَأَنَّ الَّذِى يُشَيَعُ مِنَ الأمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجعُونَ، نُؤْوِيهِمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأَكلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيوبِ النَّاسِ، طُوبَى لِمَنْ طَالَ مَكْسَبُهُ وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ عَلانيتُهُ، وَاسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُهُ، طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ للهِ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَة، وَأَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَرَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالمَسْكَنَةِ، طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مِالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يَعْدُ عَنْهَا إِلَى بدْعَةٍ، ثُمَّ نَزَلَ".
"عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ: رَحِمَ الله خَبَّابًا، لَقَدْ أسْلَمَ رَاغِبًا، وَهَاجَرَ طَائِعًا، وَعَاشَ عَابِدًا، وابْتُلِىَ فِى جِسْمِه أَحْوَالًا، وَلَنْ يُضِيعَ الله أجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا، ثُمَّ قَالَ: طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وَعَمِلَ لِلْحَسابِ، وَقَنَعَ بِالْكَفَافِ، وَرَضِىَ عَنِ اللهِ - ﷻ - ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِى الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ﷺ أَنِّى لَا أَمُوتُ حَتَّى أُضْرَبَ عَلَى هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى مُقَدَّمِ رَأسِهِ الأيْسَرِ - فَتُخَضَّبُ هَذِهِ مِنْهَا بِدَمٍ - وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ - وَقَالَ: يَقْتُلُكَ أَشْقَى هَذِهِ الأُمَّةِ، كمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللهِ أَشْقَى بَنِى فُلَانٍ مِنْ ثَمُودَ، فَنَسَبَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمودَ".
"عَنْ طَلحَةَ قَالَ: أُتِىَ عُمَرُ بِمَالٍ فَقَسَمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَفَضَلَتْ
مِنْهُ فَضْلَةٌ فَاسْتَشَارَ فيهَا، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ تَرَكْتَ لِنَائِبَة إِنْ كَانَتْ: وَعَلِىٌّ سَاكتٌ لا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ لَا تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: قَدْ أَخْبَرَكَ الْقَوْمُ، قَالَ عُمَرُ: لَتُكَلِّمُنِى فَقَالَ: إِنَّ الله قَدْ فَرغَ مِنْ قِسْمَةِ هَذَا الْمَالِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ مَالِ الْبَحْرَيْنِ حينَ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَقْسمَهُ اللَّيْلُ، فَصَلَّى الصَّلَوَاتِ فِى الْمَسْجِدِ، فَلَقَد رَأَيْتُ ذَلِكَ فِى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَتَّى فَرغَ مِنْهُ فَقَالَ: لَا جَرَمَ لَنَقْسِمَنَّهُ فَقَسَمَهُ عَلِىٌّ فَأَصَابنَى منْهُ ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ".
"عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: لَقِىَ عَلِىٌّ رَجُلَيْنِ قَدْ خَرَجَا مِنَ الْحَمَّامِ مُتَدَهَّنَين، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالَا: مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: كَذَبْتُمَا، الْمُهَاجِرُ (*) عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ".
"آخَى رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِى فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَتَرَكْتَنِى؟ قَالَ: وَلِم (تَرَنِى تَرَكتُكَ؟ إنَّمَا) تَرَكْتُكَ لِنَفْسِى، أَنْتَ أخِى وَأَنَا أَخُوكَ. قَالَ: فَإِنْ حَاجَّكَ أحَدٌ فَقُلْ: إِنِّى عَبْدُ اللهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ لا يَدَّعِيهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ إِلَّا كَذَّابٌ".