"عَنْ عِكْرِمَة بْن خَالِدٍ أَنَّ حَفْصَةَ وَابْنَ مُطِيع وَعَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ كَلَّمُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالُوا: لَوْ أَكَلْتَ طَعَامًا طَيِّبًا كَانَ أَقْوَى لَكَ عَلَى الْحَقِّ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلَّا نَاصِحٌ، ولَكِنِّى تَرَكْتُ صَاحِبَىَّ يَعْنِى - رَسُولَ الله وَأَبَا بَكْرٍ - عَلَى جَادَّةٍ، فَإِنْ تَرَكْتُ جَادَّتَهُما لَمْ أُدْرِكْهُمَا فِى الْمَنْزِلِ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (11/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ١١
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: نَظَر رَسُولُ الله ﷺ إلَى مُصْعَب بنِ عُمَير مقبلا، عليه إهابُ كَبْشٍ قَدْ تَنَطَّقَ بِهِ، فَقَالَ النَّبىُّ ﷺ : انْظُروا إِلَى هَذَا الَّذِىْ نَوَّرَ الله قَلْبَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُه بَيْنَ أَبَوَين يَغْدُوانِه أَطْيَبَ الطَّعَامِ والشَّرابِ، ولَقَدْ رَأَيْتُ عَلَيْه حُلَّةً اشْتُرِيَتْ بِمائَتَىْ درْهَمٍ فَدَعَاهُ حُبُّ الله وحُبُّ رَسُولِهِ إِلَى ما تروْنَ".
"عَنِ ابْنِ سِيرِين: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأى عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُلْقِيَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِنَّ خَاتَمِى مِنْ حَدِيدٍ، قال: ذَاكَ أَنْتَن وأنْتَنُ".
"عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَسْلَمُ: لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا وَلَا بُغْضُكَ تَلَفًا، قُلْتُ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: إِذَا أَحْبَبَتَ فَلاَ تَكْلَف كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِىُّ بِالشَّئِ بِحُبِّه، وإذَا أَبْغَضْتَه فَلَا تُبْغِضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُكَ ويهلَكَ".
" (عَنْ سعيد بن يسار) قَالَ: (لما) بلغ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أن رجلًا بالشام يزعمُ أنه مؤمن، (فكتب إلى أميره أن ابعثه إلىَّ، فلما قدمَ قال: أنت الذى تزعُمُ أنك مؤمنٌ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ويحك وممَّ ذاكُ؟ قال: أو لم تكونوا مع رسول الله ﷺ أصنافًا: مشركٌ وَمُنَافِقٌ ومؤمنٌ؟ فمن أيهم كُنْتَ؟ فَمَدَّ عمر يده إليه فعرفه بما قال حتى أخذ بيده".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ هَذَا القُرآنَ كَلَامُ الله فَضَعُوه عَلَى مَواضِعِه وَلَا تَتَّبِعوا فيهِ أَهْوَاءَكُمْ".
"عَنْ بريدةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْد عُمَرَ إِذْ سَمِعَ صَائِحةً، فَقَالَ: يَا يَرفَأُ انْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ، فَنَظَرَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: جَارِيَةٌ من قُرَيْشٍ تُبَاعُ أُمُّهَا، فَقَالَ: ادْعُ لِى الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا سَاعَةً حَتَّى امْتَلأَتِ الدَّارُ والحُجْرَةُ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَهَلْ تَعْلَمُونَ كَانَ فَيمَا جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ﷺ القَطِيعَةُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهَا قَدْ أَصْبَحَتْ فِيكُمْ فَاشِيَةً، ثُمَّ قَرأَ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (*)، ثُمَّ قَالَ: وَأَىُّ قَطِيعَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُبَاعَ أُمُّ امْرئٍ فِيكُمْ وَقَدْ أَوْسَعَ الله لَكُمْ؟ قَالُوا: فاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، فَكَتَبَ فِى الآفَاقِ أَنْ لاَ تُباعَ أُمُّ حُرٍّ؛ فَإِنَّهَا قطِيعَة رحم، وَإِنه لَا يَحِلُّ".
"عَنْ عمر إن هذه الآية في الحُجُرات: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} هى مَكِّيةٌ، وهى للعربِ خاصةً الموالى، أىُّ قبيلة لهم، وأىُّ شعابٍ، وقوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} قال: أتقاكم لِلشِّركِ".
"عَن عمر في قَوْلِهِ: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} ، قَالَ: ركعتان بعد الْمغْربِ، وَفِى قَوْلِهِ: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (قال: ركعتان قبلَ الفَجْرِ) ".
"عَنْ عُمَر قَالَ: احْذَرُوا هَذَا الرَّأىَ عَلَى الدِّينِ، فَإِنَّما كَانَ الرَّأىُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ مُصِيبًا؛ لأَنَّ الله كَانَ يُرِيهِ وإنما هو مِنَّا تَكَلُّفٌ وَظَنٌ، وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا".
"عَنْ عَمْرِو بن دينار أن رجُلًا قَالَ لعمرَ: بما أراك الله (1)، قال: مه، إنما هذه للنبى ﷺ خاصَّةً".
"عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عَلَى ابْنٍ لهَ وَهُوَ يُصَلِّى وَرَأسُه مَعْقُوصٌ فَجذَبَهُ حَتَّى صَرَعَهُ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرَ النَّبِىُّ ﷺ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَعَظَّمَ شَأنَهُ وَشِدَّتَه، قَالَ: وَيَقُول الرَّحْمَنُ لِدَاوُدَ - عَلَيْه السَّلَامُ - مُرَّ بَيْنَ يَدَى، فَيَقُولُ دَاوُدُ: يَا رَبِّ أَخَافُ أَنْ تَدْحضنِى خَطِيئَتِى، فيقول: (مُرَّ خلفى)، فيقول: يَا رَبِّ أَخَافُ أَنْ تَدْحضَنِى خَطيئَتِى، فَيَقُولُ: خُذْ بِقَدَمِى، فأخذ بِقَدَمِه فَمَرَّ، قَالَ ذَلِكَ الزُّلْفَى الَّتِى قَالَ الله تعالَى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} " .
"عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِى قَوْلِه تَعَالَى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} (*) قَالَ: أَمثَالهم الذينَ هُم مثلُهم يَجِئُ أَصْحَابُ الرِّبَا مَعَ أَصْحَابِ الرِّبَا، وَأَصْحَابُ الزِّنَا مَعَ أَصْحَابِ الزِّنَا، وَأَصْحَابُ الْخَمْرِ مَعَ أَصْحَابِ الْخَمْرِ، أَزْوَاجٌ فِى الْجَنَّةِ وَأَزْوَاجٌ فِى النَّارِ".
"عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لمَّا فُتِحَ "تُسْتَرْ" أَصَابَ أَبُو مُوسَى سَبَايَا، فَكَتَبَ إِليْهِ
عُمَرُ أَنْ لَا يَقَعَ أَحَدٌ عَلَى امْرأَةٍ حُبْلَى حَتَّى تَضَعَ، وَلا تُشَارِكُوا الْمُشْرِكينَ فِى أَوْلَادِهِم، فَإِنَّ الْمَاءَ تَمَامُ الْوَلَدِ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَرَ عُمَر بْنُ الْخَطَّابِ مُنَادِيًا فَنَادَى: إِنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةٌ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحِمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُخْدَعُنَّ عَن آيةِ الرَّجْمِ
فَإِنَّها أُنْزِلَتْ فِى كِتَابِ الله وَقَرَأنَاهَا، وَلَكِنَّهَا ذَهَبَتْ فِى قُرْآنٍ كَثِيرٍ ذَهَبَ مَعَ مُحَمَّدٍ، وآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَدْ رَجَمَ، وأن أبا بكر قد رجم، ورجمت بعدهما، وَأَنَّهُ سَيَجِئُ قَوْمٌ مِنْ هَذِه الأُمَّةِ يُكَذِّبونَ بِالرَّجْمِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بالشَّفَاعَة، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحوْضِ، ويُكَذِّبُونَ بالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِعذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِن النَّارِ بَعْدَ مَا دَخلُوهَا".
"عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ لِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: كَمْ تَعُدُّونَ سُورَةَ الأَحْزَابِ، قُلْتُ: ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ، قَالَ: إِنْ كَانَتْ لَتُقَارِبُ سُورَةَ الْبَقَرةِ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا لآية الرَّجْمِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِرسُولِ الله ﷺ لَمَّا نزلت آيَةُ الرَّجْمِ: أَكْتُبُهَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عُبَيد الْقَارِى، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ فَقَالَ: بِسْمِ الله خْيرِ الأَسْماءٍ: التَّحِيَّاتُ لله، الزَّاكِيَاتُ لله، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَواتُ لله، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ الله وَبرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلْينَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه".
"عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هَمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَنْهَى عَنِ الحبرَةِ من أصباغ الْبَولِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَيْسَ قَدْ رَأَيْتَ رَسُولَ الله ﷺ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ عُمرُ: بَلَى، قَالَ الرَّجُلُ: أَلَمْ يَقُلِ الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فَترَكَهَا".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: احْتِكَارُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ بِظُلْمٍ".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى غُلَامًا يَتَبَخْتَرُ فِى مِشْيَةٍ، (فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْبَخْتَرِيَّةَ مِشْيَةٌ) يَكْرَهُهَا الله إِلَّا فِى سَبِيلِ الله، وَقَدْ مَدَحَ الله أَقْوَامًا فَقَالَ: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} فَاقْصِدْ فِى مَشْيِكَ".
"عَنْ عبد الله بن المغيرة قال: سئل عمر بن الخطاب عن قوله
تعالى: {نَسَبًا وَصِهْرًا} فقال: مَا أرَاكُمْ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُمُ النَّسَبَ، فَأَمَّا الصِّهْرُ فَالأَخْتَانُ وَالصَّحَابَةُ".
"عَنْ عمر قال: ابْتَغُوا الْغِنَى فىِ الْبَاءَةِ وَتَلَا: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ".
"عَنْ عمرَ قال: الْمُتَلَاعِنَانِ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا وَلاَ يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا".
"عَنْ عمرَ أنه كتب إلى أبى عبيدة بن الجراح: أما بعد فَإِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّ نِسَاءً مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ قِبَلَكَ يَدْخُلْنَ الحَمَّامَاتِ مَعَ نِسَاءِ أَهْل الشِّرْكِ، فَانْهَ مَنْ قِبَلَكَ عنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْى، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَوْرَتِهَا إِلَّا أَهْلُ مِلَّتِهَا".
"عَنْ عمرَ، عن النبى ﷺ في قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} قالَ: تَوْبتُهم إِكْذَابُهُم أَنْفُسَهُمْ، فَإِنْ كَذَّبُوا أَنْفُسَهُمْ قُبِلَتْ شَهادَتُهُمْ".
"عَنْ سعيد بن المسيب قال: وضع عمر بن الخطاب للناس ثمانِى عَشْرَةَ كَلمةً حِكَمٌ كُلُّهَا، قَالَ: مَا عَاقَبْتَ مَنْ عَصَى الله فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ الله فِيهِ، وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَجِيئَكَ مِنْهُ ما يُعْتِبُكَ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِى الْخَيْرِ مَحْمَلًا، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَه لِلتُّهَمِ فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِه الظَّنَّ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتْ الْخِيَرَةُ فِى يَدِهِ، وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ تَعِشْ فِى أَكْنافِهِمْ، فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِى الرَّخَاءِ، وَعُدَّةٌ فِى البَلَاءِ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَإِنْ قَتَلَكَ، وَلاَ تَعَرَّضْ فِيمَا لَا يَعْنِى، وَلَا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ، فَإِنَّ فِيمَا كَانَ شُغْلًا عَمَّا لَمْ يَكُنْ، وَلَا تَطلُبَنَّ حَاجَتَكَ إِلَى مَنْ لَا يُحبُّ نَجَاحَهَا لَكَ، وَلَا تَهَاوَنْ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ فَيُهْلِكَكَ الله، وَلَا تَصْحَب الْفُجَّارَ لِتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِمْ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الأَمِينَ، وَلَا الأَمينُ إِلَّا مَنْ خَشِىَ الله، وَتَخَشَّعْ عِنْدَ القُبُورِ، وَذِلَّ عِنْدَ الطاعَةِ، وَاسْتَعصِمْ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَاسْتَشِرْ فِى أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ الله، فَإِنَّ الله يَقُولُ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ".
"عَن الحسن أن عمر بن الخطاب أُتِىَ بِفَرْوَةِ كِسْرَى بنِ هُرْمُزَ فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَفِى الْقَوْمِ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَخَذَ عُمَرُ سِوَارَيْهِ فَرَمَى بِهِمَا إِلَى سُرَاقَةَ فَأَخَذَهُمَا فَجَعَلَهُمَا فِى يَدَيْهِ فَبَلَغَا مِنْكَبَيْهِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لله، سِوَارَىْ كِسْرى بْنِ هُرْمُزَ فِى يَدَىْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْثُمَ أَعْرَابِىٌّ مِنْ بَنِى مُدْلِج، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَكَ قَدْ كَانَ، حَرِيصًا عَلَى أَنْ يُصِيبَ مَالًا يُنْفِقُهُ فِى سَبيلِكَ وعَلَى عِبَادِكَ، فَزَوَيْتَ عَنْهُ ذَلِكَ نَظَرًا وَخِيَارًا، اللَّهُمَّ إِنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحِبُّ مَالًا يُنْفِقُهُ فِى سَبِيلكَ وَعَلَى عِبَادٍ لَكَ، فَزَوَيْتَ عَنْهُ ذَلِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ هَذَا مَكْرًا مِنْكَ بِعُمَرَ، ثُمَّ تَلَا: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ... } الآية".
"عَنْ عمر بن الخطاب فِى قوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قال: حَالًا بَعْدَ حَالٍ".
"عَنْ عمر عن النبى ﷺ في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} قال: لِزَوَالِ الشَّمْسِ".
By Allah! Allah is not afraid of authority so much as He is afraid of the Quran.
وَالله مَا يَزَعُ الله بِالسُّلْطَانِ أَعْظَمُ مِمَّا يَزَعُ بِالْقُرْآنِ
"عَنْ عمر أنه سمع رجلًا ينادى بمنًى: يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ، فقال له عمر: اللَّهُمَّ غَفْرًا، ها أَنْتُمْ قَدْ سَمَّيْتُمْ بأسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، فَما لَكُمْ وَأَسْمَاءَ الْمَلَائِكَةِ".
"عَنْ عبد الله بن خراشٍ عن عمِّه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول في خُطبته: اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا بحَبْلِكَ، وَثَبِّتْنَا عَلَى أَمْرِكَ، وَارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ".
"عَنْ عمر في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: استقاموا لله بطاعته ثُمَّ لَمْ يَرُوغُوا رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ".
"عَنْ عمر قال: الشِّتَاءُ غَنِيَمةُ الْعَابِدِينَ".
"عَنْ عمر قال: إِنَّ فِى الْعُزْلَةِ لَرَاحَةً مِنْ خِلَاطِ السُّوءِ".
"عَنْ عمر قال: خُذُوا بِحظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ".
"عَنْ عمرَ قال: جَالِسُوا التَّوَّابِينَ، فَإِنَّهُمْ أَرَقُّ شَيْئٍ أَفْئِدَةً".
"عَنْ عمرَ قال: بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ".
"عَنْ عمر أنه سمع رجلا يقول: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فقال: وَيْحَكَ أَتْبِعْهَا أُخْتَهَا: فَاغْفِرْ لِى وَتُبْ عَلَيَّ".
"عَنْ عمر قال: عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ الله؛ فَإِنَّه شِفَاءٌ، وَإِيَّاكُمْ وَذِكْرَ النَّاسِ؛ فَإِنَّهُ دَاءٌ".
"عَنْ أبِى إسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْن الْخَطَّابِ: لَا يُنْخَلَنَّ لَنَا دَقِيقٌ بَعد ما رأيتُ رسول الله ﷺ يَأْكُلُ".
"عَنْ عبد الْكريم بن رَشيدٍ أن عمَرَ بنَ الْخَطَّاب، قال: يا أَصحابَ رسول الله: تناصَحُوا، فَإِنَّكُمْ إنْ لَا تَفْعَلُوا عَلَيْكُمْ عَلَيهَا - يعنى الخلافَة: مثلُ عمرِو بنِ العاصِ ومعاويةَ بنِ أبى سُفْيَانَ".
"عَنْ يحيى بن أبى راشدٍ البَصْرِى قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لاِبْنه: يا بُنَىَّ: إِذا حَضَرَتْنِى الوفاةُ فَأَحْرِقْنِى وَاجْعَل رُكْبَتَيْكَ فِى صُلْبِى، وضعْ يدكَ اليمنَى عَلَى جَنْبِى أو جَبِينى، وَيَدَكَ اليُسْرى عَلَى ذقنى، فإذا قُبِضْتُ فَأَغْمِضْنِى، واقْصِدُوا فِى كَفَنِى، فَإِنَّه إِنْ كَانَ لِى عندَ الله خَيْرٌ بَدَّلَنِى به مَا هُو خَيْرٌ مِنْه، وإن كَان عَلَى غَير ذَلِك سَلَبَنى، فَأسْرِع سَلْبِى، واقْصِدوا فِى حُفْرَتِى، فَإِنه إن كَانَ لِى عندَ الله خَيْرٌ وَسَّعَ لِى فِيها مَدَّ بصرى، وإن كنتُ عَلَى غير ذلك ضَيَّقَها علىَّ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعِى، ولا تَخْرُجْ مَعِى امرأةٌ، ولا
تُزَكُّونِى بِما ليْسَ فِىَّ فِإِنَّ الله هُوَ أَعْلَمُ بِى، فَإِذَا خَرَجْتُم بِى فَأَسْرِعُوا فِى المَشْى فإِنَّه إنْ كان لِى عندَ الله خيرٌ قَدَّمْتُمونِى إلى ما هُو خيرٌ لِى، وإنْ كنتُ على غيرِ ذَلِك كنتم قَدْ أَلْقَيتم عن رِقَابِكم شَرًا تَحْمِلونَه".
"عَنْ ابن عباس قال: سألت عُمَرَ لأىِّ شئٍ سُمِّيتَ الفَارُوقَ؟ قال: أَسْلَمَ حَمْزَةُ قَبْلى بثلاثةِ أيامٍ فَخَرجْت إلى المسجدِ، فأسرعَ أبو جهلٍ إلى النبى ﷺ ، فَأُخْبِرَ حمزةُ، فَأَخذَ قوسَه وجاء إلى المسجدِ إلى حَلْقَةِ قُريشٍ الَّتى فيها أبو جهل فقال: مالَك يا أبا عمارة؟ فرفع القوسَ فضربَ بها أَخْدَعَيْهِ فَقَطعه، فسالت الدماءُ فأصلحتْ ذلكَ قريشٌ مخافةَ الشَّرِّ ورسولُ الله ﷺ مُختفٍ في دار الأرقم بن أبى الأرقم المخزومِى (فانطلق حمزةُ فأسلم وخرجت بعده بثلاثة أيامٍ فإذا فلان المخزومى) فقلتُ: أرغبْتَ عن دين آبائِك واتبعتَ دينَ مُحَمَّدٍ؟ قال: إن فَعَلْتُ فقد فَعَلَهُ من هو أعظم عليك حَقًا مِنِّى، قلت ومن هم؟ قال. أختُك وخَتَنُكَ، فانطلقتُ فوجدتُ هَمْهَمَةً فدخلتُ فقلتُ: ما هذا؟ فما زال الكلام بينَنَا حتى أَخَذْتُ برأسِ (خَتَنِى فضربته وأدميته فقامت إلى أختى وأخذت برأسى) وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك فاستحيَيْتُ حين رأيت الدمَاء فجلَست فقلت: أرونى هذا الكتاب، فقالَت: إنه "لا يمسه إلا المطهَّرون" فقمتُ
فاغتسلتُ فأخرجوا إلىَّ صحيفةً فيها: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قلت: أسماء طيبةٌ طاهرةٌ {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} إلى قوله {الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فتعظَّمت في صَدرى وقلت: مِنْ هذا فَرَّت قريشٌ؟ فأسلمتُ وقلتُ: أين رسولُ الله؟ قالت: فَإِنَّه في دارِ الأرقم، فأتيت فضربتُ البابَ، فاستجمعَ القومُ فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمرُ، قال: عُمَرُ! افتحوا له البابَ، فإن أقبلَ قَبِلْنا منه، وإن أدبرَ قَتَلْنَاه، فسمع ذلك رسولُ الله ﷺ فخرجَ، فَتشَهَّد، فكبَّر أهل الدارِ تكبيرةً سمعها أهلُ المسجد، قلت: يا رَسُولَ الله ألَسْنا على الحق؟ قال: بلى، قلت: ففيم الاختفاءُ؟ فخرجنا صفَّين أنا في أحدِهما وحمزةُ في الآخرِ حتى دخلنا المسجدَ فنظرتْ قريشٌ إلىَّ وإلى حمزةَ فأصابتهم، كآبةٌ شديدة، فسمانى رسول الله ﷺ الفاروقُ يومئذٍ وفرَّق بينَ الحقِّ والباطلِ".
"عَنِ العلاءِ بنِ أبى عَائشةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا بِحَلَّاقٍ فَحَلَقَه بِمُوسى - يعنى: جسده - فاستشرفَ له النَاسُ فقال: أيُّها الناس إِن هَذا ليسَ من السُّنَّةِ، ولَكِنَّ النَّورْةُ من النعيمِ فَكَرِهْتُهَا".
"عَنِ الوليد بن جُميع قال: حدثتنى جَدتى بَجِيمَةُ (*) أمُّ ورقةَ بنتُ الحارث الأنصارِى، وكان رسولُ الله ﷺ يزورُها وَيُسمِّيها الشهيدةَ، وكانت قد جمعتِ القرآن، أن رسول الله ﷺ حين غزا بدرًا، قالت له: أتأذنُ لى فأخرُجَ معكَ أُداوى جِرَاحَكم، وأُمَرِّضُ مرضاكم لعَلّ الله يُهدِ (*) لِى شهادةً، قال: إن الله يهدِى لكِ شهادةً، وكان النبى ﷺ قد أمرَها أن تَؤُمَّ أهلَ دَارِها وكان لهَا مؤذنٌ، فَفيها غلامٌ لها وجاريةُ كانت دَبَّرَتْهُمَا فقتلاها في إمارة عمر، فقال عمرُ: صدق رسول الله ﷺ كان يقول: انْطَلِقوا بنا نزورُ الشهيدةَ".
"عَن أبى العالية قال: كان عمرُ بن الخطابِ قد ذكر هذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فقال رجل من اليهود: لَوَ عَلِمنا أَىِّ يْومٍ نزلت هَذِه الآيةُ لاتَّخْذناه عيدًا، فقال عمر: الحمد لله الذى جعله لنا عيدًا، واليوم الثانى، نزلت يومَ عرفة، واليوم الثانى يوم النحر فأكمل الله لنا الأمر، فعرفنا أن الأمرَ بعد ذلك في انتقاص".
"عَنْ عامرِ بن عبد الله أن مولاةً لهم ذهبت بابنةِ الزبيرِ إلى عُمرَ بنِ الخطابِ فقالت: أدخلُ؟ فقال عمر: لا فرجعتْ، فقال: ادعوها، قولى: السلام عليكم، أدخل؟ ".