"عَنْ الأَشْعَث بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ضَيَّفْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا أَشْعَثُ: احْفَظْ عَنِّى ثَلاثًا حَفِظْتُهُنَّ عَنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ : لَا تَسْأَلِ الرَّجُلَ فِيمَ ضَرَبَ امْرَأَتَهُ، وَلَا تَنَامَنَّ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ، وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (69/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٦٩
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّى طَلَّقْتُ امْرَأَتِى الْبَتَّةَ وَهِى حَائِضٌ. قَالَ: عَصَيْتَ رَبَّكَ وَفَارَقْتَ امَرأَتَكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ : أَمَرَهُ أَنْ يُرَاجعَ امْرَأَتَهُ لِطَلَاقٍ بَقِى لَهُ، وَإنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَكَ مَا تَرْتَجِعُ بِهِ امْرَأَتَكَ".
"عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ فِى ابْنِ الْعَمِّ: إِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا أَخًا لأُمٍّ فَهُوَ أحَقُّ بِالْمِيرَاثِ".
"عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِذَا كَانَتِ الْعَصَبَةُ مِنْ بَحْرٍ وَاحِدٍ، وَأَحَدُهم أَقْرَبُ بِأُمٍّ فَالْمَالُ لَهُ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بن مُزَاحِمٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ اسْتَعْمَلَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ عَلَى حِمْصَ عُمَيْرَ بْنَ سَعْد الأَنْصَارِىّ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً، فَكَتَبَ إليه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: (إِنَّا) بَعَثْنَاكَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالنَا فَمَا نَدْرِى أَوْفَيْتَ بِعَهْدِنَا أَمْ خُنْتَنَا؟ فَإِذَا [جَاءَكَ] كتَابِى هَذَا فَانْظُرْ مَا اجتَمَعَ عِنْدَكَ مِنَ الْفَئِ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا وَالسَّلَامُ. فقام عُمَيْرٌ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِ الْكِتَابُ فَحَمَلَ عُكَّازَتَهُ وَعَلَّقَ فِيهَا إِدَاوتَهُ وَجِرَابَهُ فِيهِ طَعَامُهُ وقصعته فَوَضَعَهَا عَلَى عَاتِقِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ - (وَمَا كَادَ) أَنْ يَرُدَّ- فَقَالَ: يَا عُمَيْرُ! مَا لِى أَرَى بِكَ مِنْ سُوءِ الْحَالِ! أَمَرِضْتَ بَعْدِى؟ أَمْ بلَادُكَ بِلَادُ سُوءٍ؟ أَمْ هِى خَديعَةٌ مِنْكَ لَنَا؟ فَقَالَ عُمَيْرٌ: أَلَمْ (يَنْهَكَ) اللَّه عَنِ التَّجَسُّسِ؟ مَا تَرَى [فِىَّ] مِنْ سُوءِ الْحَالِ؟ أَلَسْتُ طَاهِرَ الدَّمِ صَحِيحَ الْبَدَنِ؟ قَدْ جِئْتُكَ بِالدُّنْيَا أَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِى؟ قَالَ: يَا أَحْمَقُ! وَمَا الَّذى جِئْتَ بِهِ مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: جِرَابِى فِيه طَعَامِى، وَإِدَاوَتِى فِيهَا وَضوئِى، وَشَرَابِى، وَقَصْعَتِى فِيهَا [أغْسلُ] رَأْسِى، وَعُكَّازَتِى بِهَا [أُقَاتِلُ] عَدُوِّى وَأَقْتُلُ بِهَا حَيَّةً إِنْ عَرَضَتْ لِى! قَالَ: صَدَقْتَ يَرْحَمُكَ اللَّه! فَمَا فَعَلَ الْمُسْلِمُونَ؟ قَالَ: تَرَكْتُهُمْ يُوَحِّدُونَ وَيُصَلُّونَ، وَلَا تَسْأَلْ عَمَّا سِوى ذَلِكَ، قَالَ: فَمَا فَعَل الْمُعَاهَدُونَ؟ قَالَ: أَخَذْنَا مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ عَنْ يدٍ وهُمْ صَاغِرُونَ، قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ (فيمَا) أَخَذْتَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ يَا عُمَرُ! اجْتَهدْتُ وَاخْتَصَصْتُ نَفْسى وَلَمْ آلُ، إِنِّى (لَمَّا) قَدِمْتُ بِلَادَ الشَّامِ جَمَعْتُ مَنْ بِهَا مِنَ الْمُسْلمِينَ فَاخْتَرْنَا مِنْهُمْ رِجَالًا فَبَعَثْنَاهُمْ عَلَى الصَّدَقَاتِ، فَنَظَرْنَا إِلَى مَا اجْتَمَعَ فَقَسَمْنَاهُ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَبَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا فَضْلٌ لَبَلَّغْنَاكَ، فَقَالَ: يَا عُمَيْرُ! جِئْتَ تَمْشِى عَلَى رِجْلَيْكَ؟ أَمَا كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَبَرَّعُ لَكَ بِدَابَّة؟ فَبِئْسَ [الْمُسْلِمُونَ] وَبِئْسَ الْمُعَاهَدُونَ! أَمَا إنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: (لَيَلِيَنَّهُمْ) رِجَالٌ إِنْ [هُمْ] سَكَتُوا أَضَاعُوهُمْ، وَإِنْ هُمْ تَكَلَّمُوا قَتَلُوهُمْ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَتَأمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكِرِ [أَوْ] لَيُسَلِّطَنَّ اللَّه عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّه بْنَ عُمَرَ! هَاتِ صَحِيفَةً [نجدد] لِعُمَيْرٍ عَهْدًا، قَالَ: لَا وَاللَّه! لَا أَعْمَلُ لَكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنِّى لَمْ أَنْجُ، وَمَا نَجَوْتُ لأَنِّى قُلتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ: أَخْزَاكَ اللَّه! وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: أَنَا وَلِىُّ خَصْم الْمُعَاهَد وَالْيَتِيم وَمَنْ خَاصَمْتُهُ (خَصَمْتُهُ) فَمَا يُؤَمَنِّنِى أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ ﷺ خَصْمِى يَوْمَ الْقَيَامَةِ؟ ومَنْ (خَاصَمَهُ)، خَصَمَهُ، فَقَامَ عُمَرُوَ عُمَيْرٌ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّه ﷺ فَقَالَ عُمَيْر: السَّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللَّه! السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْر! (مَاذَا) لَقِيتُ بَعْدَكمَا! اللَّهُمَّ أَلْحِقْنِى بِصَاحِبَىَّ لَمْ أُغيِّرْ وَلَمْ أُبِدِّلْ! وَجَعَلَ يَبْكِى عُمَرُ وَعُمَيْرٌ طَوِيلًا، فَقَالَ: يَا [عُمَيْرُ] الْحَقْ بِأَهْلِكَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ مَالٌ مِنَ الشَّامِ فَدَعَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبٌ فَصَرَّ مَائَةَ
دِينَارٍ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِيتِ بِهَا عُمَيرًا وَأَقِمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ ادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَقُل: اسْتَعِنْ بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ -وَكَانَ مَنْزِلُهُ مِنَ الْمَدِينَةِ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ- وَانْظُرْ مَا طَعَامُهُ؟ وَمَا شَرَاُبهُ؟ فَقَدِمَ حَبِيبٌ فَإِذَا هُوَ بِفِنَاءِ بَابِهِ يَتَفَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ يُقْرِؤكَ السَّلَامَ. قَالَ: عَلَيْكَ وَعَلَيْه السَّلَامُ. قَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: صَالِحًا، قَالَ: لَعَلَّهُ يَجُورُ فِى الْحُكْم؟ قَالَ: لَا، (قَالَ! ) فَلَعَلَّهُ يَرْتَشِى؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَلَعَلَّهُ يَضَعُ السَّوْطَ فِى أَهْلِ الْقِبْلَةِ، قَالَ: لَا (إِلَّا أَنَّه ضرَبَ ابْنًا لَهُ فَبَلَغَ بِهِ حَدًّا فَمَاتَ فِيهَا، اللَّهُمَّ اغَفِرْ لعُمَرَ؛ فَإِنِّى لَا أَعْلَمُ إِلَّا أنَّهُ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُولَكَ) وَيُحِبُّ أَنْ يُقِيمَ الْحُدُودَ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يُقَدِّمُ إِلَيْهِ كُلَّ لَيْلَة قُرْصًا بِإِدَامَةِ زَيْتٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ، قَالَ: (ارحَلْ) عَنَّا فَقَدْ أَجَعْتَ أَهْلَنَا، إِنَّمَا كَانَ عِنْدَنَا فَضْلٌ آثرْنَاكَ بِهِ، فَقَالَ: هَذهِ الصُّرَّةُ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَسْتَعينَ بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ، فَقَالَ: هَاتِهَا، فَلَمَّا قَبَضَهَا (عُمَيْرٌ قَالَ: ) صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ فَلَمْ أُبْتَلَ بِالدُّنْيَا، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ أُبْتَلَ بِالدُّنْيَا، وَصَحِبْتُ عُمَرَ (وَشَرُّ أَيَّامِى) يَوْمَ لَقِيتُ عُمَرَ -وَجَعَلَ يَبْكِى، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: لَا تَبْكِ يَا عُمَيْرُ! ضَعْهَا حَيْثُ شِئْتَ: قَالَ: فَاطْرَحِى إِلَىَّ بَعْضَ خُلْقَانك، فَطَرَحَتْ إِلَيْهِ بَعْضَ خُلْقَانِهَا، فَصَرَّ الدَّنَانِيرَ بَيْنَ أَرْبَعَة وَخَمْسَة وَستَّة، فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْفُقَرَاءِ وَابْنِ السَّبِيلِ حَتَّى قَسَّمَهَا كُلَّهَا، ثُمَّ قَدِمَ حَبيبٌ عَلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، قَالَ: مَا فَعَلَتِ الدَّنَانِيرُ؟ قَالَ: فَرَّقَهَا كُلَّهَا، قَالَ: فَلَعَلَّ (عَلَى) أَخِى دَيْنًا! قَالَ: فَاكْتُبُوا إِلَيْهِ يُقْبِلْ إِلَيْنَا، فَقَدِمَ عُمَيْرٌ عَلَى عُمَرَ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ يَا عُمَيْرُ مَا فَعَلَت الدَّنَانِيرُ؟ قَالَ: قَدَّمْتُهَا لنَفْسِى، وَأَقَرَضْتُهَا ربِّى، وَمَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ بِهَا أَحَدٌ، قَالَ: [يَا عَبْدَ اللَّه بن عمر! ] قُمْ فَرَحِّلْ لَهُ رَاحِلَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَة فَأَعْطهَا عُمَيْرًا، وَهَاتِ ثَوْبَيْنِ فَتَكْسُوَهُمَا إِيَّاهُ، فَقَالَ عُمَيرٌ: أَمَّا [الثّوْبَانِ] فَنَقْبَلُهُمَا وَأَمَّا التَّمْرُ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، فَإِنِّى تَرَكْتُ عِنْدَ أَهْلِى صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، وَهُو يُبَلِّغُهُمْ إِلَى يَوْمٍ مَا، فَانْصَرَفَ عُمَيْرٌ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّه عُمَيْرًا! ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابه: تَمَنَّوْا، فَتَمَنَّى كُلُّ رَجُلٍ أُمْنيَّتَهُ (فَقَالَ عُمَرُ: ) وَلَكِنِّى أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ رِجَالٌ مِثْلَ عُمَيْرٍ فَأَسْتَعِين بِهِم عَلَى أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ".
" عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِك قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَابِ يَقُولُ: صِيَامُ يَوْمٍ مِنْ غَيْر شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ كَصِيَامِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ. وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ ".
" عَن الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأتَهُ الْبَتَّةَ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: قَدْ فَعَلتُ، فَقَرَأَ {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ امْرَأَتَكَ فَإِنَّ الْوَاحِدَةِ (لاَ) تَبْتُّ".
" عَن الشَّعبىِّ أَنَّ جَارِيَةً فَجَرَتْ، [فَأُقِيمَ] عَلَيْهَا الْحَدُّ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَقبَلُوا مُهَاجِرِينَ، فَتَابَت الْجَارِيَةُ وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا، فَكَانَتْ تُخْطَبُ إِلَى عُمِّهَا فَتَكْرَهُ أَنْ (يُزَوِّجَهَا) حَتَّى يُخْبِرَ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا، وَجَعَلَ يَكْرَهُ أَنْ يُفْشِىَ ذَلِكَ عَليْهَا، فَذَكَرَ أَمْرَهَا لِعْمَرَ بْنِ الْخَطَابِ، فَقَالَ: زَوِّجْهَا كَمَا تُزَوِّجُوَا صَالِحِى فَتَيَاتكُمْ ".
" عَنْ أبى عثمانَ النَّهْدِىِّ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الصَّلاَةُ لَتُقَامُ فَيعْرِضُ لِعُمَرَ الرجل فَيُكَلِّمُهُ حَتَّى رُبَّمَا جَلَسَ بَعْضُنَا مِنْ طُولِ الْقِيَامِ".
"عَن ابن عمر: أَنْ عُمَرَ رَأَى رَجُلَيْنِ يَتَكَلَّمَانِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَحَصَبَهُمَا".
" عَنْ عطاءٍ: أَن عُمَرَ خَاصَمَ أُبَيًّا إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِت، فَقَضَى بِالْيَمِينِ عَلَى عُمَرَ، فَأَبَى أَنْ يُحَلِّفَهُ، فَأَبَى عُمَرُ إِلَّا أَنْ يَحْلِفَ، وَفِى يَدِ عُمَرَ سِوَاكٌ مِنْ أَرَاكٍ، فَحَلَفَ عُمَرُ إِنَّ بِيَدِى سِوَاكًا مِنْ أرَاكٍ ".
"عَنْ أنس قال: جَعَلَنِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب عَلَى الْجِبَايَة وَأَمَرَنِى أَنْ آخُذَ إِذَا بَلَغَ الْمُسْلِمُ مِائَتِى دِرْهِمٍ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، فَمَا زَادَ فَفِى كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَم، وَجَعَل أبَا مُوسى عَلَى الصَّلاَةِ ".
" عَنْ أنس أَنَّ النَّبى ﷺ جَلَدَ فِى الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، ثُمَّ جَلَد أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِين، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ وَدَنَا النَّاسُ مِنَ الرِّيفِ وَالْقُرَى، قَالَ: مَا تَرَوْنَ فِى حَدِّ الْخَمْرِ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَرَى أَنْ تَجْعَلَها كَأَخَفِّ الْحُدُودِ، فَجَعَلهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ ".
" عَنْ وَبَرَةَ أن أبا بكرٍ الصديقَ كان يجلدُ في الشرابِ أربعينَ، وكان عمرُ يجلدُ فيها أربعين قال: فبعثنى خالدُ بنُ الوليد إلى عمرَ بْنِ الخطابِ فَقَدِمْتُ عَلَيهِ فقلت: يا أمير المؤمنين. إن خالدًا بعثنى إليك، قال: فِيمَ؟ قلتُ: إن النَّاسَ قَدْ تَحَاقَرُوا العقوبةَ وانهمكوا في الخمرِ فماذا ترى في ذلك؟ فقال عمرُ لمن حوله: مَا تَرَوْنَ؟ قال على ابن أبى طالب: نرى يا أمير المؤمنين ثمانينَ جلدةً، فقبلَ ذلِك عمرُ، وكان خالدٌ أول من جلد ثمانَين ثُمَّ جَلَدَ عُمر ناسًا بَعْدَهُ ".
" عَن الشَّعبى قال: كانَ الرَّجُلُ إذا شربَ الخمر لَهَزَه هذا، وهذا، حتى إذا كثر الناس استشار عمر الناس، فقال: إن الناس قد كثروا ولو أن الناس كُلَّهم لهزوا هذا قتلوه، فأشار إليه عبدُ الرحمن بنُ عَوفٍ قال: افْتَرى على القرآن يُحَدُّ حدَّ المفترى، قال: فَسَنُوهُ ثمانين ".
"عَنْ عبيدِ بن عميرٍ قال: إِنَّمَا كانَ الشاربُ يَضْرَبُ في عهد النبى ﷺ يَصُكُّونَهُ بأيديهمْ وَنَعالِهِمْ، حتى إذا كان عمر خَشِى أنْ يُغْتَالَ الرجل فَضَربَهُ أربعينَ فلما رآهم لا ينتهونَ ضرب ثمانين، ثُمَّ وقفَ وقال: هذا أدْنَى الحدود ".
" عَنْ نجدةَ الحنفى قال: سألت ابن عباس كَيْفَ كَانَ الضربُ في الخمرِ قال: بالأَيْدِى والنِّعَال، فَخِفْنَا أن يأتيه عَدُوُّهُ في زحامِ النِّاسِ فيقتله، فجعلناه ضربا علانيةً بالسِّياطِ ".
"عَنْ يعقوب بن عُتْبَةَ قال: بعثَ أبو عُبَيْدَة بنُ الجراح وَبَرةَ بن رومان الكلبى إلى عمر بن الخطاب أن الناس قد تتابعوا في شرب الخمر بالشام وقد ضربتُ أربعينَ، ولا أراها تُغْنِى عنهم شيئًا، فاستشارَ عمرُ النَّاسَ، فقالَ عَلِى: أرى أن تَجْعَلَهَا بمنزلة حدِّ الفِرْيَةِ، إن الرجلَ إذا شرب هَذَى وإذا هَذَى افترى، فَجَلَدَهَا عمرُ بالمدينة، وكتب إلى أبى عبيدة فجلدها بالشام ".
" عَنْ قتادةَ قال: جَلَدَ عمر بن الخطاب أبا مِحْجَنٍ في الخمر سبَع مراتٍ".
" عَنْ زيادٍ في حديث قُدَامة بن مظعون حين جُلِدَ قال: قال عَلْقَمة الْخُصِىِّ رفعوه إلى عمر فقال: من يَشْهَدُ؟ فقال علقمةُ الخصى: أنا أشُهد إِنْ أَجَزتَ شهادَةَ الخصى، فقال عمرُ: أما أَنت فَنَعَمْ، قال: فأشَهدُ أنه (قد) قاءَ الخمر، فقال عمر: فإنه لم يَقئِهَا حتى شربها ".
"عَنْ محمد بن سيرين قال: قَدِمَ الجارودُ فوضعَ رَحْلَهُ على رحل ابن عفان، أو ابن عوفٍ، فانطلقَ صاحبُ رَحْلِه إلى عمرَ فذكره له، فقال: إنى لأهُمُّ أَنْ أُخيِّرَ الجارودَ بين إحدى ثلاث: (بين) أن أُقَدِّمَه فأضربَ عُنُقه وبين أن أَحْبِسَهُ بالْمدينَةِ مُهَانًا مَقْصِيّا، وبين أن أُسيِّرَهُ إلى الشام، فقال: يا أميرَ المؤمنين: ما تركتَ له مُتَخيَرًا فانطلق بهنَّ، فلقى الجارودَ، قال: فما قلتَ لَهُ؟ قال. قلت: يا أمير المؤمنين: ما تركتَ له مُتَخَيَرًا؟ قال: بلى كُلُّهن لىِ خِيَرَةٌ، أما أن يقدمنى فيضرب عنقى فوالله ما أراهُ (كان) لِيُؤْثرَنِى على نفسه، وإما أن يحبسنى في المدينة مُهَانًا مَقْضِيًا في جوار قبر رسول الله ﷺ وأزواج النبى ﷺ فَما أَكْرَهُ أن يُسَيِّرَنِى إلى الشَّامِ فَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وأرض الْمَنْشَر، قال: فانطلق فلقى أمير المؤمنين فذكر ذلك له، فقال: أَيْن هُوَ؟ فأرسلوا إليه فجاء فقال: إِيهِ من شهودك؟ قال: أبو هريرة: قال أَختيُنِكَ؟ أما والله لأَوْجَعنَّ متنيه بالسوط، فقال: والله ما ذاك بالعدل أن يَشْربَ خَتَنُكَ وتَجْلِدَ خَتَنِى، قال: ومن؟ قال: عَلْقَمَةُ، قال: الصَّدُوقُ، أرسلوا إليه، فجاء فقال لأبى هريرة: بما يَشْهَدُ؟ قال: أشهد أنى رأيته يشربها مع ابن دسر حتى جعلها في بطنه، وقال لذلك بما تشهد قال: وتجوز شهادة الخصِى، قال: ما رأيته شربها، ولكنى رأيته مَجَّهَا، قال: لعمرى ما مَجَّهَا حتى شَرِبهَا، ما حَابَيْتُ بالأمارة منذُ كنتُ عليها رجلًا غَيْرَهُ فَما بُورِكَ لِى فيه، إذهبوا به فاجلدوه ".
"عَنْ الحسن أن عمر بن الخطاب نَشَدَ الناس فقال: من كان فِيكُم عندَهُ علمٌ من رسول الله - ؓ - في الجد فَليَقُمْ، فقام معقل بْنُ يسار المزنى فقال: قضى رسول الله ﷺ في جَدٍّ كَانَ فينَا، قال: كم أعْطَاهُ؟ قال: أعطاه السُدسَ قال: مَعَ مَنْ؟ قال: لا أدرى، قال: لاَ دَرَيْتَ ".
" حدثنا أبو معشر عن عيسى بن عيسى الحناط قال: سأل عمرُ ابنُ الخطاب الناسَ فقال: أيكم سمع من رسول الله ﷺ قال في الجدِ شَيْئًا؟ فقال رجل: أنا، فقال: ما أَعْطَاهُ؟ قال: أعطاه سُدُسَ مَالِهِ، قالْ مادْا معه من الورثة؟ قال: لا أدرى، قال: لاَ دَرَيْتَ، وقال آخر: لِى عِلم يا أمير المؤمنين، قال: ماذا أعطى الجَدَّ؟ أَعْطَاهُ ثُلثَ مالِه، قال: ماذا معه من الورثة؟ قال: لا أدرى، قال: لاَ دَرَيتَ، وقال آخر: لِى علم، ماذا أعطاهُ؟ أعطاهُ نصف ماله قال: من معه من الورثة؟ قال لا أدرى، قال: لا دَرَيت، وقال آخر: علم ماذا أعطاه؟ أعطاه المال كله، قال: من معه من الورثة؟ قال: لا أدرى، قال: لا دريت، فلما وضع زيدُ بنُ ثابت الفرائضَ أعطاه ثلث ماله من الولد الذكر، وأعطاه ثُلُثَ ماله مع الإخوة، وأعطاه نصفَ ماله مع الأخ، وأعطاه المال كله إذا لم يَكُن له وارث ".
" عَنْ سعيد بن بردة عن أبيه: أن عمر بن الخطاب كتبَ إلى أبى موسى الأشعرى أنِ اجعل الجدَّ أبًا فإن أبا بكرٍ جعل الجدَّ أبًا ".
" عَنْ سعيد بن جبير قال: مات ابنُ ابنٍ لعمر بن الخطاب وترك جدَّه عمر وأخوتَهُ فأرسل عُمَرُ إلى زيد بن ثابت فجعل زَيْدٌ يحسب، فقال له عمر: شَعِّثْ ما كنت مشعثًا فلعمرى إنى لأعَلَمُ أَنَّى لأحق به منهم ".
"عَنْ سعيد بن المُسيَّب: أن عمرَ بن الخطاب قضى في المرأة يتزوجها الرجل أَنَّهُ إذا أُرْخِيَتْ الستور فقد وجب الصَّدَاقُ ".
" عَنْ أنس قال: قال عمرُ في الرجل يُطَلِّقُ امرأتَهُ ثلاثًا قبْلَ أن يدخل بها، قال: هى ثلاثٌ لا تَحِلُ له حتى تنكح زوجا غيره ".
"عَنْ عطاء بن أبى رباح أن رجلًا قال لامْرَأَتِهِ: حَبْلُكِ على غَارِبِكِ، قال ذلك مرارا، فأتى عُمَرَ بَن الخطاب فاسْتَحْلَفَهُ بينَ الركنِ والمقامِ ما الَّذِى أردتَ بِقَوْلِكَ؟ قال: أردتُ الطَّلاقَ، فَفرَّقَ بَيْنَهُما ".
"عَنْ عبد الله بن أبى يزيد، عن أبيه قال: أرسل عُمَرُ بنُ الخطاب إلى شيخ من بنى زهرة فسأله عن وِلاَدٍ مِنْ وِلاَدِ الجاهلية. فقال: أَمَّا الفراش فَلِفُلاَنٍ، وأما النُطفَةُ فَلِفُلاَنٍ، فقال عمر: صدقت، ولكن رسولَ الله ﷺ قَضَى بِالفرَاشِ".
"عَنْ قَبِيصَةَ بن ذُوَيْبِ أن عمر بن الخطاب قضى في رجل أنْكَرَ وَلَدَ امرأته وهو في بطنها، ثم اعترف به وهو في بطنها حتى إذا وُلِدَ أنكره، فأمر به عمر بن الخطاب فَحُدَّ ثمانين جلدة لفريته علمها، ثم أَلحَقَ بِهِ وَلَدَهَا".
"عَنْ كريب بن سعد قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقولُ: إن الله تبارك وتعالى لا يسألكم يومَ القيامة إلا عن صيام رمضان، وصيام الزينةِ، يعنى يومَ عاشوراء".
"عنْ عبد الواحد بن أبى عون الدوسى قال: رجع الطفيل بن عمرو إلى رسول الله ﷺ فكان معه بالمدينة حتى قُبضَ، فلما ارتدت العربُ خرجَ مَعَ المسْلمينَ فَجَاهَدَ حتى فرغوا من طُلَيْحةَ وأرض نجد كُلِّهَا، ثم سارَ مع المسلمين إلى اليَمَاَمَةِ، ومعه ابنه عمرو بن الطفيل، فَقُتل الطُّفيْل باليمامةِ شَهيدًا وجُرِحَ ابنه عمرو بن الطُّفَيل وقطعت يَدُهُ ثم استَبلَّ وصَحَّتْ يده فبينما هو عند عمر بن الخطاب إِذ أُتِىَ بِطَعَامٍ فتنحى عنه فقال عُمر: مالك، لعلك تنحيت لمكان يَدِكَ؟ قال: أَجَلْ، قال: لا والله لا أَذُوقُهُ حتى تُسَوِّطَهُ بِيَدِكَ، فَفعَلَ ذلك، فو الله ما في القوم أحدٌ بعضهُ في الجنةِ غيركَ، ثم خرج عام اليرموك في خلافهَ عمر بن الخطاب مع المسلمين فَقُتِلَ شَهِيدًا".
"عَنْ سلمة بن كلثوم أن أبا الدرداء ابتنى بدمشق، قَنْطَرَةً، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب وهو بالمدينة، فكتب إليه يا عويمر ابن أم عويمر ما كان لك في بنيان فارس والروم ما يكفيك حتى تبنى البنايات؟ ، وإنما أنتم يا أصحاب محمد قدوة".
"عَنْ زيدِ بنِ أَسْلمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ لِعَمْرِو بنِ العَاص: لقد عَجِبْتُ لَكَ فِى ذِهْنِكَ وَعَقْلِك، كَيْفَ لَم تَكُن مِن المُهاجِرين الأولِينَ فَقَالَ لَه عَمْرو: ومَا أعْجَبَك يَا عُمَرُ مِنْ رَجُلٍ قَلبُهُ بِيَدِ غيْرِه، لاَ يَسْتَقِر التَّخَلُّص منه إلاَّ إلَى ماَ أرَادَ الّذى هُو بِيَدِه، فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ".
"عَنْ جُوَيْرِيَّةَ قَالَ: بَعْضُهُ عَنْ نَافِعٍ وَبَعْضُهُ عن رَجُلٍ مِنْ وَلَد أَبِى الدَّرْدَاء قَال: اسْتَأذَنَ أبو الدَّرْدَاءِ عُمَرَ فِى أَنْ يَأتِى الشَّامَ، فَقَالَ: لاَ آذَنُ لَكَ إلا أن تَعْمَل، قَالَ: فَإِنَّى لاَ أَعْمَلُ، قَالَ: . فَإِنِّى لاَ آذَنُ لَكَ قال: فَأنْطَلِقُ فَأعلِّم النَّاسَ سُنَّةَ نَبيِّهم ﷺ وَأُصَلِّى بهم فَأذِنَ لَه، فَخَرجَ عُمَرُ إلَى الشِّامِ، فَلَمَّا كان قَرِيبًا مِنْهم أقَامَ حَتى أمْسى، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيلُ قَالَ: يَا يَرْفَأ! انْطَلِق إلَى يَزِيدَ بنِ أبى سُفْيَانَ أبْصرْهُ! عِنْدَه سُمَّار وَمصْباحٌ مفْتَرِشًا دِيباجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيىْء المُسْلِمينَ؟ فَتُسلِّمُ عَلَيه، فَيَرَدُّ عَليك السلام، وَتَسْتَأذِنُ فَلاَ يأذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَم مَنْ أنْتَ؟ فَانطَلَقْنَا حَتى انتَهيْنا إِلى بَابِه فَقَالَ: السَّلاُم عَلَيْكم، فَقَالَ: وَعَليكم السَّلامُ، قَالَ: ادْخُل؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: يَرْفَأُ هَذَا مَنْ يَسْوءكُ، هذَا أميرُ المُؤمنين، فَفَتَح البَابَ فإِذَا سُمَّار (*) وَمِصْبَاحٌ، وإذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيْباجًا (* *) وَحَرِيرًا، لِمَ؟ فَقَالَ: يَا يَرْفَأ البَابَ البَابَ، ثُم وَضَعَ الدّرَّةَ بَيْنَ أذُنَيْه ضَرْبًا وَكَوَّرَ المَتَاعَ (* * *) فَوَضَعَه وَسَطَ البَيْتِ ثُمَّ قَالَ لِلقَوْمِ: لاَ يَبْرح مِنكُم أحَدٌ حَتَّى أرجعَ إلَيْكُم، ثم خَرَجَا مِنْ عِنْدهِ، ثم قال: يا يَرْفَأ! انْطَلِقْ بِنَا إِلى عَمْرِو بنِ العَاصِ أبْصرْهُ عِنْدَه سُمَار وَمِصْبَاح، وَإذا هُو من فَئ المسلمين، فتسلم عليه، فيرد عليك، وتستأذن عليه، فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت، فانتهينا إلى بابه، فقال عمر: السلام عليكم، قال: وعليكم السلام قال: أدخل، قال: ومن أنت؟ قال يَرفأ: هذا من يسوءك هذا أمير المؤمنين، ففتح الباب فإذا سمارٌ ومصباح وإذا هو مُفْتَرِش دِيَبْاجًا وَحَرِيرًا قَالَ: يا يَرْفَأُ! البَابَ البَابَ، ثُم وَضَعَ الدّرَّةَ بَيْنَ أذُنَيْه ضَرْبًا، ثُم كَوَّرَ المَتَاعَ فَوَضَعَه وَسَطَ البَيْتِ ثُمَّ قَالَ لِلقَوْم: لاَ تبرَحن حَتَّى أعوَدَ إلَيْكُمْ، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدهِ، فقال: يا يَرْفَأُ! انْطَلِقْ بِنَا إلِى أبى مُوسى أُبصرِه عِنَده سَّمار وَمصَباحٌ، مُفَتِرشًا صُوفًا
مِن مال فَىْء المُسلمين، فْتَسْتَأَذِنُ عَلَيْه فلا يأذَن لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ، فَانْطَلَقْنَا إلَيْه وَعِنْده سُمَّارٌ، وَمصَباح مُفَترِشًا صُوفًا فوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْه ضرْبًا وقالَ: أنت أيضًا يا أَبا مُوسى فقال: يا أميرَ المؤَمنين! هذَا وَقَدْ رَأيتَ ما صَنَع أصَحابِى، أَمَا والله لَقَد أصَبتُ مِثْلَ مَا أصَابُوا قَالَ: فَما هَذَا؟ قَالَ: زَعَمَ أَهلُ البَلَدِ أنَّهُ لاَ يَصْلُح إلاَّ هَذَا، فَكَوَّر المَتاع فَوَضَعَهُ فِى وَسَطِ البَيْتِ وَقَالَ لِلقَوْم: لاَ يَبْرَحنَّ مِنكُم أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلِيكُم، فَلَمَّا خَرجْنَا من عِندِه قَالَ: يَا يَرْفَأُ! انَطلِقْ بنَا إلِى أخِى لِنُبْصِرَنَّه ليس عِنَده سُمارٌ ولا مِصْباح، وَلَيْس لِبَابه غَلَقٌ (مفترشا بَطحاءَ مُتوسدًا بَرْدَعةً، عَليْه كِسَاءٌ رقيقٌ، قد أذَاَقهُ البَرْد، فَتُسَلَّمُ عليه، فَيرُدُّ عَلَيْكَ السلام، وَتَسْتَأذِن فَيأذِن لَكَ مِنْ قَبلِ أن يَعلَمَ مَنْ أنتَ، فانْطَلقْنَا حتَّى إذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ: السَّلام عَلَيْكُم قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ قَالَ: أَأَدْخُل؟ قَال: ادْخُل فَدَفَع البَابَ فإذا لَيسَ لَهُ غَلَقٌ) (*) فَدَخَلنَا إلِى بيت مُظلِمٍ فَجَعَل عُمَر يَلمِسُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيه فَجسَ وِسَادَةً فَإذَا بَرْدَعَة، وَجسَّ فِرَاشَه فإذَا بَطحاء وَجَسَّ دِثَارَه (* *) فإذَا كسَاءٌ رَقيق، فَقَالَ أبو الدَّرْدَاء: مَن هَذَا؟ أَميرُ المؤُمنين؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أما وَاللهِ لَقَد قَال عُمرُ: رَحِمكَ اللهُ، أَلَمْ أُوسِّعْ عَلَيكَ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بك؟ فَقَالَ لَه أبُو الدَّرْدَاءِ: أتذْكُر حَدِيثًا حَدَّثنَاه رَسولُ اللهِ ﷺ يا عُمَر ف! قَالَ: أىُّ حَدِيث؟ قَالَ: (لِيكُنْ بَلاغ أَحَدِكم مِنَ الدُّنيَا كزَادِ الرَّاكب) قَالَ: نحم. (قال: فَماذَا فَعَلنَا بَعْدَه يا عُمَرُ)؟ ! (* * *) قَالَ: فَما زَالاَ يَتَجاوَبَانِ بالبُكَاءِ حَتَّى أَصْبحَا.
"عَنْ رَاشد بنِ سَعْد (*) قَالَ: بَلَغَ عُمَرُ أَنَّ أبَا الدَّرْدَاء ابْتَنَى كنِيفًا بِحمْص، فَكَتَبَ إليه أما بعَدْ. يَا عُويْمَرُ! أَمَا كَانَتْ لَكَ كفَايَةٌ فيما بَنَتِ الرَّوَمُ عَنْ تَزْيِينِ الدُّنيا وَقَد أَذِنَ الله بخَرابها".
"عَنْ سُليمانَ بنِ سُحَيم (* *) قَالَ: أَخَبرَنِى مَنْ رَأَى عُمَرَ يُصَلِّى وَهوُ يتأرجح وَيتَمَايَل وَيَتَأوَّه حتى لَو رآه غَيرُنا مِمَن يَجْهَلُه لَقَالَ: أُصيبَ الرَّجُلُ، وَذَلكَ لِذكِر النَّارِ إذَا مَّر بَقَوِلِه: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} (* * *) وَمَا أَشْبَه ذَلك".
"عَنِ الحَسن قَالَ: قَرأَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} (* * * *) فَرَبا منهاَ رَبْوَة عِيدَ منهَا عِشرين يَومًا".
"عَنْ عُبَيدِ بنِ عُمَير قَالَ: صلَّى بِنا عُمَرُ بنُ الخَطَّاب صلاَةَ الفَجْرِ فَافْتَتَح سَوْرَةَ يُوسفَ فقَرأَها حَتى إذَا بَلَغ {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (* * * * *) بَكَى حَتَّى انَقَطَعَ فَرَكَعَ".
"عَن الحَسنِ قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ولَم يَجْمَع القُرآنَ، وَقَالَ: أَمُوتُ وَأَنَا فِى زِيادةٍ أَحَبُّ إلِىَّ مِن أَنْ أَموتَ وَأنَا فِى نُقصانٍ، قال الأنصارى: يعنى نسيان القُرآن".
"عَن ابنِ عُمرَ قَالَ: قَال عُمَرُ وَذَكَرَ إِسلاَمَه فَذَكَر أنَّه حيثُ أتى الدَّار ليسلَم سَمِعَ النَّبى ﷺ يَقْرَأُ {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} هو (*)، قَالَ: وَسَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقرأُ: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (* *).
"عَنْ مَالِك بنِ أَوسِ بنِ الحَدَثاَن: أَنَّه التْمسَ صَرْفًا بِمائة دينارٍ قَالَ: فَدَعانِى طَلحةُ بنُ عُبَيِد الله فَتَراضَينَا حَتَّى اصْطَرفَ مِنِّى وَأَخَذَ الذهَبَ فَقَلَّبَها فِى يَدهِ ثَّم قَالَ: حَتَّى يَأتِى خَازِنِى منَ الغابَةِ وَعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَسْمَعُ، فَقَالَ عُمَر: لاَ تُفَارِقْهُ حتَّى تَأخُذَ مِنْه، ثَّم قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ ﷺ : الذَّهَبُ بالوَرِقِ رِبًا إلا ها وها، والبُرُّ بِالبُرِّ رِبًا إلا ها وها، والشعير بالشعير رِبًا إلا ها وها، والتمر بالتمر رِبًا إلا ها وها".
"عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ: أن الشُّرَّابَ كَانوا يُضرَبونَ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ ﷺ بالأيَدْى والنَّعالِ والعِصِّي حتَّى تُوفِّى رَسُول اللهِ ﷺ فَكانُوا فِى خِلافَةِ أبِى بَكْرٍ أكثَر مِنْهم فِى عَهْد رسولِ اللهِ ﷺ ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: لَو فَرَضْنَا لَهُم حَدّا، فَتَوفَّى نَحوًا ممَّا كَانُوا يُضْرَبون فِى عَهد رسولِ اللهِ ﷺ ، فَكانَ أبو بَكْرٍ يَجْلِدُهم أرْبعِين حتَّى تُوفِّى ثمِ كَانَ عُمَرُ مِن بعَدهِ فَجلَدهُم كَذَلِكَ أَرْبَعين حتَّى أُتِىَ برجُل مِن المُهاجِرينَ الأوَّلِينَ قَدْ شرِبَ فَأمر به أَنْ يُجْلدَ، فَقَالَ: لِمَ تَجْلِدنى؟ بَيْنِى وَبْينَكَ كِتابُ الله، فَقَالَ عُمَرُ: وفى أى كتابِ اللهِ تَجدُ أن لا أَجْلِدَكَ؟ فَقَالَ لَهُ: إن الله يَقولُ في كتابهِ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} (*) الآية. فَأنَا مِن الذَّين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثَّم اتَّقَوا وآمَنُوا، ثَّم اتَقَوْا وَأَحْسَنُوا، شَهِدتُ مَعَ رسولِ الله ﷺ بَدْرًا وأُحُدًا وَالخندَقَ وَالمَشَاهِدَ، فَقالَ عُمَر: أَلا تَرُدونَ عَلَيْه مَا يقُولُ؟ ، فَقَالَ ابنُ عَبَّاسِ: إنَّ هذِه الآية أُنزِلَتْ عُذْرًا للمَاضين وحُجَّةً عَلَى البَاقِينَ، فَعُذرُ المَاضِين أَنَهم لَقُوا الله قَبْلَ أَنْ تحرّم عليهم الخَمْرُ، وَحُجّةٌ عَلَى البَاقِينَ لأنَّ الله تَعالى يَقُول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ} (* *) ... الآية ثَّم قَرَأَ حَتى أَنَفَد الآيةَ، فإنْ كَانَ مِنَ الَّذين آمَنُوا وَعِملُوا الصَّالحات ثم اتَّقَوا وآمنوا ثم اتَقَوا وَأحْسنوا. فإنَّ الله قَد نَهَى أَنْ يُشْربَ الخَمْرُ، فقال: صَدَقْتَ، فَما تَرَونَ؟ قَالَ عَلىٌّ: نَرَى أَنَّه إذَا شَرِبَ سَكِرَ، وإذَا سَكِرَ هَذَى، وَإذا هَذَى افْتَرى، وعَلى المُفْترِى ثَمانونَ جلدَةً، فَأمَر عُمَرُ فجُلِدَ ثَمانينَ".
"عَنْ يَزِيدَ بنِ (*) أَسَدٍ: أَنَّه قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بَنِ الخَطَّابِ مِنْ دِمَشْقَ، فَقَالَ: مَا الشُّهداءُ فِيكُم يا أَمير المُؤْمِنينَ؟ ! فَقَالَ: الشُّهدَاء مَنْ قَاتَلَ فِى سَبيل الله حتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: فَمَا تَقولُون فيمَن مَات حَتْفَ أَنْفِه لاَ تَعلَمون مِنه إلاَّ خَيْرًا؟ قَالَ: نَقولُ عَبْدٌ عَمِلَ خَيْرًا وَلِقَى رَبَّا لاَ يظلِمُه، يُعذِّبُ مَنْ عُذِّبَ بَعْدَ الحُجَّةِ عَلَيْه والمَعْذِرَة فِيه،
أَو يَعْفُوَ عَنْه، فَقَالَ عُمَرُ: كَلاَّ واللهِ مَا هُو كما تَقولُونَ مَن ماتَ مُفْسِدًا فِى الأرْضِ، ظَالِمًا للِذمَّةِ، عَاصِيًا للإِمَام، غَالاّ للمَالِ، ثَم لَقِى العَدُوَّ فَقاتَل فَقُتِلَ فَهو غير شَهِيدٍ، وَلَكِنَّ الله يُعَذِّبُ عَدُوَّهُ بالبَر والفَاجِرِ، وَأمَّا مَن مَاتَ حَتْفَ أَنْفِه لاَ تَعلَمونَ مِنْهُ إلاَّ خَيْرًا فَكَما قَال اللهُ: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} (* *) الآية".
"عن الحَرْمازِى قَال: كتَبَ عُمَر بنُ الخَطَّاب إلَى فَيرُوزَ الدَّيْلَمِى أَمَّا بَعْدُ: فَقَد بَلَغَنى أنَّه قَد شَغَلَكَ أكْلُ اللُّبابِ (*) بالعَسَلِ، فإذَا أتَاكَ كتَابِى هَذَا فَاقْدِمْ عَلَى بَرَكةِ الله تعالى، فَاغْزُ فِى سبيلِ الله، فَقَدِم فَيْرُوزُ فَاسْتَأذَنَ عَلَى عُمَرَ فَأَذِنَ لَه فَزَاحَمَهُ فَتًى مِن قُرَيْشٍ فَرَفَعَ فَيْرُوزُ يَدَهُ فَلَطَمَ أنْفَ القُرَشِىِّ، فَدَخَل القُرَشِىُّ عَلَى عُمَر مُسَتمدًا، فَقَالَ لَه عُمَرُ: مَن فَعَلَ ذَلِكَ بكَ؟ قَال: فيروزُ وَهُوَ عَلَى البَابِ، فَأذِنَ لِفَيرْوزَ بالدُّخولِ فَدَخَل، فَقَالَ: ما هَذَا يَا فَيْرُوزُ؟ قَال: يَا أَمِير المُؤمِنيِن! إنَّا كُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بملِك وإنَّكَ كَتَبْتَ إلَىَّ وَلَم تكْتُب إليْه، وَأذِنْتَ لِى بالدُّخولِ ولم تَأذَنْ لَه، فَأرَاد أَنْ يَدْخُلَ فِى إذنِى قَبْلِى، فَكَانَ مِنِّى مَا قَد أَخْبَركَ، قَالَ عُمَر: القِصَاصُ، قالَ فَيْروزُ: لاَ بُدَّ؟ قالَ: لاَ بُدَّ، قَال: فَجَثَى فَيْرُوزُ عَلى رُكْبَتَيْه، وَقَام الفَتى لِيقْتَصَّ مِنهُ، فَقَالَ لَه عُمَرُ: عَلَى رِسْلِكَ أيُّهَا الفَتَى حتَّى أُخْبِرَكَ
بِشَئٍ سَمِعْتُه مِنْ رَسولِ اللهِ ﷺ ، سَمِعْتُ رسُولَ الله ﷺ يَقُولُ ذاتَ غَدَاةٍ وَهُو يَقُولُ: قُتِلَ اللَّيلَةَ الأسْوَدُ العَنْسِيِ الكَذَّابُ، قَتَلَه الَعْبدُ الصَّالِحُ فَيروزُ الدَّيْلَمِى أَفَتُراكَ مُقْتَصّا منْه بَعدَ إذْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رسول الله ﷺ ؟ قال الفتى: قَد عَفَوْتُ عَنْهُ بَعْد إذ خَبَرتَنِى عَن رَسولِ الله ﷺ بهذا، قال فَيْرُوزُ لِعُمَرَ: أفَتَرى هَذَا مُخْرِجِى ممَّا صَنَعْتُ إقَرارِى لَهُ وَعَفُوه غيرُ مُسْتَكْرَهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قَال فَيْرُوزُ: فَأشهِدُكَ أَنَّ سَيْفى وَفَرَسِى وَثَلاثِينَ ألفًا مِن مَالِى هِبَةٌ لَه، قَالَ: عَفْوتَ مأجُورًا يَا أخَا قُرَيشٍ وَأَخَذتَ مَالًا".
"عن شُيَيْم بنِ زُيَيَم البَكْري أَبى (*) مَرْيمَ قَالَ: كنْتُ مَعَ عُمَرَ وَعَلِىِّ وَعَبْد الرَّحمَن وهُمْ يَأكُلونَ، فَجَاءَ رَجُل مِنْ خَلفِ عُمَر به بَرَصٌ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ، فَقَالَ لَه عُمَرُ: أخِّرْ؛ وقَالَ بِيَدهِ، فَقَال عَلِىٌّ: فَخَشِيتَ عَلى طَعَامِكَ وآَذَيتَ جَلِيسَكَ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إلَى عَبدِ الرَّحمنِ، فَقَالَ عَبدُ الرَّحمِن: صَدَقَ فَحَمِدَ الله عُمَرُ، فَقَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنيِنَ! إنَّ أَمْرَ هَذَا كَذَا وَكذَا ايَنْتَقصُه فَقَال عُمَرُ: أَننْفِيهِ؟ قَال: لاَ، فَحَمَلَه عَلى نَاقَةٍ وَكسَاهُ حُلَّةً".
"عَنْ عَلقَمَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِى أَحْفَلِ مَا يَكُون المَجْلِسُ إِذْ نَهَضَ وَبَيدِهِ الدّرَّةُ فَمَرَّ بأبِى رَافِعٍ مَوْلَى رَسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ صَائِغ يَضْرِبُ
بمطرَقَتهِ، فَقَالَ عُمَرُ: يا أبَا رافِعٍ! أقُولُ ثَلاَثَ مِرَارٍ، فَقَالَ أبُو رافِعٍ: يَا أميرَ المؤْمِنين! وَلِمَ ثَلاَثَ مِرار؟ قَالَ: وَيْل للصَّائِغ وَوَيل لِلتُّجارِ مِنْ لاَ وَالله، وَبِلاَ والله، والله يَا مَعْشَرَ التُّجَارِ إِنَّ التِّجارَة يَحْضُرُها الأيْمانُ فشُوبُوهَا بالصَّدَقَةِ، ألا إِنَّ كُلَّ يَمِينٍ فَاجِرَةٍ تذْهَبُ بالبَرَكةِ وَتُثْبِتُ الذنْبَ فَاتَقُوا لاَ وَاللهِ، وَبَلا وَالله فَإنَّها يَمِينُ سُخْطَةٍ".
"عَنْ جَابر قَالَ: قَالَ رَجُل لِعُمَر بنِ الخَطَابِ: جَعَلَنِى الله فَدِاكَ، قال إذَنْ يُهِينك الله"
"عن الأصمعِىّ (*)، عن مسلمةَ بن علقمة المازنى أن عمر قال لكعب: لأى ابن آدم كان النسل؟ قال: ليس لواحد منهما نسلٌ، أما المقتول فدرجَ، وأما القاتل فهلك نسلهُ في الطوفان، والناسُ من بنى نوحٍ ونوحٌ من بنى شيثِ بن آدم".
" عَن العَلاءِ بنِ زِيادٍ قَالَ: جَاءَ شَيْخٌ إلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أنَا شَيْخٌ كَبير، وإِنَ مالِى كَثيرٌ، وَيَرِثُنِى أَعْرَابٌ مَوالِى كَلاَلَة، أَفَأُوْصِى بمَالى كلِّهِ؟ قَال: لا، فَلَم يَزَلْ حَتَّى بَلَغَ العُشْرَ".