"عَنْ يَزِيدَ بنِ (*) أَسَدٍ: أَنَّه قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بَنِ الخَطَّابِ مِنْ دِمَشْقَ، فَقَالَ: مَا الشُّهداءُ فِيكُم يا أَمير المُؤْمِنينَ؟ ! فَقَالَ: الشُّهدَاء مَنْ قَاتَلَ فِى سَبيل الله حتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: فَمَا تَقولُون فيمَن مَات حَتْفَ أَنْفِه لاَ تَعلَمون مِنه إلاَّ خَيْرًا؟ قَالَ: نَقولُ عَبْدٌ عَمِلَ خَيْرًا وَلِقَى رَبَّا لاَ يظلِمُه، يُعذِّبُ مَنْ عُذِّبَ بَعْدَ الحُجَّةِ عَلَيْه والمَعْذِرَة فِيه،
أَو يَعْفُوَ عَنْه، فَقَالَ عُمَرُ: كَلاَّ واللهِ مَا هُو كما تَقولُونَ مَن ماتَ مُفْسِدًا فِى الأرْضِ، ظَالِمًا للِذمَّةِ، عَاصِيًا للإِمَام، غَالاّ للمَالِ، ثَم لَقِى العَدُوَّ فَقاتَل فَقُتِلَ فَهو غير شَهِيدٍ، وَلَكِنَّ الله يُعَذِّبُ عَدُوَّهُ بالبَر والفَاجِرِ، وَأمَّا مَن مَاتَ حَتْفَ أَنْفِه لاَ تَعلَمونَ مِنْهُ إلاَّ خَيْرًا فَكَما قَال اللهُ: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} (* *) الآية".