"عَنْ محمد بن سيرين قال: قَدِمَ الجارودُ فوضعَ رَحْلَهُ على رحل ابن عفان، أو ابن عوفٍ، فانطلقَ صاحبُ رَحْلِه إلى عمرَ فذكره له، فقال: إنى لأهُمُّ أَنْ أُخيِّرَ الجارودَ بين إحدى ثلاث: (بين) أن أُقَدِّمَه فأضربَ عُنُقه وبين أن أَحْبِسَهُ بالْمدينَةِ مُهَانًا مَقْصِيّا، وبين أن أُسيِّرَهُ إلى الشام، فقال: يا أميرَ المؤمنين: ما تركتَ له مُتَخيَرًا فانطلق بهنَّ، فلقى الجارودَ، قال: فما قلتَ لَهُ؟ قال. قلت: يا أمير المؤمنين: ما تركتَ له مُتَخَيَرًا؟ قال: بلى كُلُّهن لىِ خِيَرَةٌ، أما أن يقدمنى فيضرب عنقى فوالله ما أراهُ (كان) لِيُؤْثرَنِى على نفسه، وإما أن يحبسنى في المدينة مُهَانًا مَقْضِيًا في جوار قبر رسول الله ﷺ وأزواج النبى ﷺ فَما أَكْرَهُ أن يُسَيِّرَنِى إلى الشَّامِ فَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وأرض الْمَنْشَر، قال: فانطلق فلقى أمير المؤمنين فذكر ذلك له، فقال: أَيْن هُوَ؟ فأرسلوا إليه فجاء فقال: إِيهِ من شهودك؟ قال: أبو هريرة: قال أَختيُنِكَ؟ أما والله لأَوْجَعنَّ متنيه بالسوط، فقال: والله ما ذاك بالعدل أن يَشْربَ خَتَنُكَ وتَجْلِدَ خَتَنِى، قال: ومن؟ قال: عَلْقَمَةُ، قال: الصَّدُوقُ، أرسلوا إليه، فجاء فقال لأبى هريرة: بما يَشْهَدُ؟ قال: أشهد أنى رأيته يشربها مع ابن دسر حتى جعلها في بطنه، وقال لذلك بما تشهد قال: وتجوز شهادة الخصِى، قال: ما رأيته شربها، ولكنى رأيته مَجَّهَا، قال: لعمرى ما مَجَّهَا حتى شَرِبهَا، ما حَابَيْتُ بالأمارة منذُ كنتُ عليها رجلًا غَيْرَهُ فَما بُورِكَ لِى فيه، إذهبوا به فاجلدوه ".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.