31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (5/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ٥
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ كَدَارَةِ الْقَمَرِ".
"عَنِ الْوَاقِدِى قَالَ: كَانَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَقُولُ: مَا كَانَ فَتْحٌ أَعْظَمَ فِى الإسْلامِ مِنْ فَتْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ قَصُرَ رَأيُهُمْ عَمَّا كَانَ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَرَبِّهِ وَالْعِبَادُ يَعْجَلُوُنَ، وَاللهُ لَا يَعْجَلُ كَعَجَلةِ الْعِبَادِ، ثُمَّ يَبْلُغُ الأُمُورَ مَا أَرَادَ، لَقَدْ نَظَرْتُ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَائِمًا عِنْدَ الْمَنْحَرِ يُقَرِّبُ إلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بَدَنَةً، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يَنْحَرُهَا بِيَدِهِ، وَدَعَا الْحَّلاقَ فَحَلَقَ رَأسَهُ، وَأَنْظُرُ إِلَى سُهَيْلٍ يَلْتَقِطُ مِنَ شَعْرِهِ، وَأَرَاهُ يَضَعُهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَأَذْكُرُ إِبَاءَهُ أَنْ يُقِرَّ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ بِأنْ يَكْتُبِ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وَيَأَبَى أنْ يَكْتُبَ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - فَحَمِدْتُ اللهَ الَّذِى هَدَاهُ لِلإِسْلامِ".
"عَن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ أبا بَكْرٍ الصِّدِيقَ بَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِى سُفْيَاَنَ إِلَى الشَّامِ فَمشَى مَعَهُمْ نَحْوًا مِنْ مِيْلَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ لَوْ انْصرَفْتَ؟ فَقاَلَ: لَا، إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "مَنِ اغْبَرَّت قَدَمَاهُ فِى سَبِيلِ اللهِ حَرَّمَهُمَا اللهُ عَلَى النَّارِ، ثُمَّ بَدا لَهُ في الانْصَرَافِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقامَ في الْجَيْشِ فَقاَلَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى (اللهِ) ولَا تَعْصُوا, ولاَ تَغُلُّوا, ولَا تَجْبُنُوا, ولَا تَهْدِمُوا بَيْعَةً، ولا تُغْرِقُوا نَخْلا, ولا تَحْرِقُوا زَرْعًا، ولا تَجْسِدُوا بَهِيْمَةً، ولا تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً، ولا تَقْتُلُوا شَيْخًا كبيرًا, ولا صَبِيّا صَغِيرًا، وَسَتجدُون أَقْوَامًا قَدْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ في الصَّوَامِعِ فَدَعُوهُمْ لِلَّذى حَبَسُوهَا، فَذَرُوهُمْ وَمَا حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ، وَسَتَجِدُونَ أَقْوَامًا قَدِ اتَّخَذَتِ الشَّيَاطِينُ مِنْ أَوْسَاط رُءُوسهِمْ أَفْحَاصًا
فَاضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وسَتَرِدُونَ بَلَدًا تَغْدُو وَتَرُوحُ عَلَيْهمْ فِيهِ أَلْوَانُ الطَّعَامِ، فَلَا يأتِيَنَّكُم لَوْنٌ إِلا ذَكَرْتُمُ اسْمَ اللهِ، ولا يُرْفَعُ لَوْنٌ إلَّا حَمِدْتُمُ الله عَلَيْهِ".
"عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبيبٍ أَنَّ أبا بَكْرٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الْمَالُ جَعَلَ (*) النَّاسَ فِيهِ سَوَاءً، قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّى أَتَخَلَّصُ مِمَّا أَنَا فِيهِ بِالْكَفَافِ، وَيَخْلُصُ إِلَىَّ جِهَادِى مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ".
"عَنِ ابْنِ أبِى حَبِيبٍ وَغَيْرِهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُلِّم فِى أَنْ يُفضِّلَ بَيْنَ النَّاسِ فِى الْقَسْمِ، فَقَالَ: فَضَائِلُهُمْ عِنْدَ اللهِ، وَأَمَّا هَذَا الْمَعَاشُ فَالسَّوِيَّةُ فِيهِ خَيْرٌ".
"عَنْ أَبِى عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَتْ قِرَاءَةُ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِت وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَاحِدَةً".
"عَن أَبِى بشْرٍ جَعْفَرِ بْن أَبى وحْشِيَّةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ خُولَانَ أَسْلَمَ، فَأرَادَهُ قَوْمُهُ عَلَى الْكُفْرِ، فَأَلْقَوْهُ فِى نَارٍ فَلَمْ تَحْرِقْ مِنْهُ إلَّا أَمْكِنَةً لَمْ يَكُنْ فِيمَا مَضى يُصِيبُها الْوُضُوء، فَقَدِمَ عَلَى أَبِى بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِى، قَالَ: أَنْتَ أحَقُّ، قالَ أبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ أُلْقِيتَ فىِ النَّار فَلَمْ تَحْتِرقْ، فاسْتَغَفَرَ لَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانُوا يُشبِّهُونَهُ بِإبْرَاهِيمَ".
"عَنْ شُرَحْبِيل بْنِ مُسْلِمٍ الْخُولَانِىِّ أَنَّ الأَسوَدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ ذِى الْخِمَارِ تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى أبِى مُسْلِمٍ الْخُولَانِىِّ فَأَتَاهُ فَقَالَ: اشْهَدْ أَنِّى رَسُولُ الله؛ قالَ: مَاَ أَسْمَعُ، قَالَ: أَتَشْهَدُ (أنَّ) مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، فَأمَرَ بِنَارٍ عَظِيَمةٍ ثُمَّ أَلْقَى أبَا مُسْلِمٍ فيها فَلَمْ تَضُرَّهُ، فِقيلَ للأسَوْدِ بْنِ قَيْسٍ: إِن لَمْ تَنْفِ هَذَا عَنْكَ أَفْسَدَ عَلَيْكَ مَنِ اتَّبَعَكَ، فَأَمَرَهُ بالرَّحيلِ، فَقَدمَ الْمَدينَةَ وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ واسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَنَاخَ راَحِلَتَهُ بِبَابِ الْمَسْجَدِ، ودَخَل (الْمَسْجِدَ) فَقَامَ يُصَلِّى إِلَى سَارِيةٍ فَبَصُرَ بهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ: مِنْ أهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الَّذى حَرَقَهُ الْكَذَّابُ بِالنَّارِ، قالَ: ذَاَك عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَوْبٍ، قَالَ: فَنَشَدْتُكَ بِاللهِ: أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ: الَّلهُمَّ نَعَمْ، فاعْتَنَقَهُ عُمَرُ وبَكى ثُمَّ ذَهَبَ بِه (حَتَّى) أَجْلَسَهُ فِيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِى بَكْرٍ الصَّدِّيقِ، فَقَالَ: الْحمْدُ للهِ الَّذِى لَمْ يُمِتْنِى حَتَّى أَرَانِى فىِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ مَنْ صُنِعَ بِهِ كَمَا صُنِعَ بإبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ فَلَمْ تَضُرَّهُ النَّارُ".
"عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِى وَقَّاصٍ قَالَ: سَأَلَنِى أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِى الْوَصِيَّةِ، فَخَبَّرْتُهُمَا، فَحَمَلا النَّاسَ عَليْهِ فِى الْوَصِيَّةِ".
"عَنْ عُمَرَ بْنِ يَحْيىَ الزُّرَقِى قَالَ: أَقْطَعَ أَبُو بَكْرٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ أرْضًا، وَكتَبَ لَهُ بِهَا كِتَابًا، وَأَشَهَدَ لَهُ بِهَا نَاسًا، (فِيهِمْ عُمَرُ) فَأتَى طَلْحَةُ عُمَرَ بِالْكِتَابِ فَقَالَ: اخْتِمْ عَلى هَذَا، فَقَالَ: لَا أَخْتِمْ، أهَذَا كُلُّهُ لَكَ دُونَ النَّاسِ؟ فَرَجَعَ طَلحَةُ مُغْضَبًا إِلَى أَبِى بَكْرٍ، فَقاَلَ: وَاللهِ مَا أَدْرِى أَنْتَ الْخَلِيفَةُ أَمْ عُمَرُ؟ فَقَال: بَلْ عُمَرُ، وَلَكِنَّهُ أَبَى".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: ابْتَغُوا الْغِنَى فِى النِّكَاحِ".
"عَنْ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصَّدَّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَمَا إِذْلَالُهُ نَفْسَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: يَعْرِضُ نَفْسَهُ لإمَامٍ جَائِرٍ".
"عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ ذَكَر آيَةَ الرَّجَاء عنْدَ آيَة الشِّدَّةِ، وآيَةَ الشِّدَّةِ عنْدَ آيَةِ الرَّجَاء؛ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغبًا رَاهِبًا لَا يَتَمنَّى عَلَى اللهِ غَيرَ الْحَقِّ، وَلاَ يُلْقِى بِيَدِه إِلَى التَّهْلُكة".
"عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ سَمُرَةَ بْنَ جندُبٍ قَالَ لأَبِى بَكْرِ الصِّدِّيقِ: إِنِّى رَأَيْتُ فِى المَنَامِ كَأَنِّى أَفْتِلُ (*) شَرِيطًا ثُمَّ أَضَعُهُ إِلَى جَنْبِى، وَنَفَرٌ خَلْفِى يَأكُلُهُ، فَقَالَ أبُو بَكرٍ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ تَزَوَّجْتَ ذَاتَ وَلَد، يأكُلُونَ كسْبَكَ، قَالَ: وَرَأَيْتُ كأنَّ ثَوْرًا خَرجَ مِن جُحْرٍ ثُمَّ ذَهَبَ يَعُودُ فيه فَلَمْ يَسْتَطِعْ، قَالَ: تلْكَ الْكَلمَةُ الْعَظِيمَةُ تَخْرُجُ مِنَ الرَّجُلِ ثُمَّ لا تَعُود فِيهِ. قَالَ: وَرَأَيْتُ كَأنَّهُ قِيلَ خَرَج الدَّجَّالُ فَجَعَلْتُ أَقتحم جِدارًا ثُمَّ أَلْتَفِتُ خَلْفِى فإِذَا هُوَ قَرِيبٌ مِنَّى، فانْفَرَجَتْ لِىَ الأَرضُ فَدَخلْتُهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ أصَبْتَ قحمًا فِى دِينِكَ".
"عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِى بَكْر الصِّدِّيقِ قَالَ: أمَرَنِى رَسُولُ اللهِ ﷺ أنْ لا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ عُرْيَانًا، وَلا بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ".
"عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِى قَوْلِهِ - ﷻ -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ: بِخَطِيئَةٍ".
"عَنْ أبِى زَيْدِ المَدِينِى قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَبِى بَكْرِ الصِّدِّيقِ: الَّلهُمَّ هَبْ لِى إِيمَانًا وَيَقِينًا وَمُعَافَاةً وَنِيَّةً".
"قَالَ عَبَّاسُ الرافِعِيُّ (الترقفى) فىِ (جزئه): حَدَّثنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الْحِمْصِىُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ خَادِمِ الحَسَنِ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: ذَاكَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ نَبِىِّ اللهِ ﷺ ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ بَعْدُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ! مَنْ خيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: ذَاكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ نَبِىِّ اللهِ ﷺ قَالَ: وَأَنَّى عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنَّ اللهَ بَاهَى بِعُمرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْمَلَائِكَة، وَأَقرَأَهُ جِبْرِيلُ السَّلَامَ مَرتَيْنِ، وَلمْ يَكُنْ لىِ شَىْءٌ مِنْ ذَلِكَ".
"عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيىَ، حَدَّثنَا فطر بْن خَلِيفَةَ عَنْ أَبِى الطُّفَيْل، عَنْ أَبِى بَكْرٍ قاَلَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ فىِ حَجَّة الوَدَاعِ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ - ﷻ - قَدْ وَهَبَ لَكُمْ ذَنُوبَكُمْ عِنْدَ الاسْتِغْفَارِ، فَمَنِ استَغْفَرَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ غُفِر لَهُ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، رَجَحَ ميزَانُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ".
"عَنْ أبِى بَكْرِ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَنْ قَالَ فىِ دُبُر الصَّلَاةِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ هَؤُلاِء الكلِماتِ كَتَبَهُ مَلَكٌ فىِ رَقٍّ مُخْتَمٍ بِخَاتَمٍ، ثُمَّ رَفعَها إِلَى يَوْمِ
القِيَامَةِ، فَإذَا بَعَثَ اللهُ العَبْدَ مِنْ قَبْرِهِ جَاءَ المَلَكُ وَمَعَهُ الكِتَابُ يُنادِى: أَيْنَ أَهْلُ العهود؟ حَتَّى يَدْفَعَ إِلَيْهِمْ، والْكَلِمَاتُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ فاَطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ، إِنِّى أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِى هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا بأنَّكَ أنْتَ اللهُ الَّذِى لَا إِلَهَ إِلَّا أنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ ورَسُولُكَ، فَلَا تَكِلْنى إِلَى نَفْسِى، فَإِنَّكَ إِنْ تَكلْنِى إِلَى نَفْسىِ تُقَرِّبْنِى مِنَ الشَّرِ وَتُبَاعِدْنىِ مِنَ الخَيْرِ، وَإِنِّى لَا أَثِقُ إِلا بِرَحْمَتِكَ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ لِى عَهْدًا عِنْدكَ تُؤَدِّيهِ إِلىَّ يَوْمَ الِقيَامَةِ إنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيْعَادَ" وَعَنْ طَاوُسٍ أنَّهُ أَمَرَ بهَذِهِ الكَلِماتِ فَكُتِبَتْ فِى كفَنِهِ".
"عَنْ أَبِى بَكْرِ الصِّدِّيقِ قَالَ: أَطِيعُوا اللهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ مِنَ النِّكَاحِ يُنْجِزْ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ مِنَ الْغِنَى، قَالَ تَعَالَى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.
"عَنْ مجاهد أن ابن عُمَرَ مرَّ على ابن الزبير فقال: رَحِمَك اللهُ، إِنْ كنتَ لما علمتُ صوَّامًا وَصُولًا للرَّحِمِ، أَمَا وَاللهِ إِنِّى لأَرْجُو مَعَ مَسَاوِئ مَا قَدْ عَمِلْتَ مِنَ الذُنُوبِ بأَن لَّا يُعذِّبَكَ اللهُ، قَالَ مُجَاهِدٌ: ثم الْتَفَتَ إلىَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِى أبُو بَكْرٍ الصديقُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه فِى الدُّنْيَا".
"عَنْ أبى غسان الزبيدى قال: مَرَّ أَبُو بَكْرِ الصِّدِّيقُ فىِ خِلَافَتِهِ بطَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَطحَنُ وَهِىَ تَقُولُ:
وَهَوَيْتُهُ مِن قبل قَطْع تَمَائِمِى ... مُتَمَايسًا مِثلَ القضيب الناعمِ
وَكَأنَّ نُورَ البدر سنة وَجهِهِ ... يُومِى وَيُصعدُ فىِ ذُؤَابَةِ هَاشِمِ
فَدَقَّ عليها البابَ، فخرجتْ إليهِ فقالَ: ويلك؛ حُرَّةٌ أمْ مملوكةٌ، قالتْ: مملوكةٌ يا خليفَة رسولِ اللهِ، قال: فمن تهوَيْنَ؟ فبكتْ، وقالَتْ: يا خليفةَ رسولِ اللهِ: أَلَا انْصَرَفْتَ عنى بحقِّ الصَّبْر؟ ! فقال: لا: وَحَقِّهِ لَا أَرِيُم (*) أو تعلمينى. قالت:
وأنا التى لعبَ الغرامُ بِقلبها ... فبكَت لحبِّ محمدِ بنِ القَاسِمِ
فبعث إلى مولاها فاشتراها منه، وبعثَ بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبى طالب".
"عَنْ سالم بن عبد الله قال: كانتْ عاتكةُ بنتُ زيدٍ تحت عبدِ الله بن أبى بكر الصديقِ، وكانت قد غلبتهُ على رأيه، وشغلتْهُ عن سُوقِه، فأَمَرَهُ أبُو بَكْرٍ بِطَلاقِهَا واحِدةً. فَفَعَلَ، فَوَجَدَ عَلَيْهَا، فَقَعَدَ لأَبِيهِ عَلَى طَرِيقهِ وَهُوَ يُرِيدُ الصلاةَ فلما أبصرَ به بَكى وأنشأ يقول:
فلم أر مثلى طَلَّق اليومَ مثلَهَا ... وَلَا مِثْلَهَا فىِ غيرِ جرمٍ يُطَلَّقُ
فَرَقَّ لَهُ، وأمرَهُ بِمُرَاجَعِتَهَا
"عَنْ إسماعيلَ بن عبيد الله بن سعيد بن أبى (*) مريمَ عن أبيه عن جده قال: بلغنى أنه لما استُخْلف أبو بكر صَعِد المنبرَ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنَّه والله لَولا أن تضيع أمورَكم ونحن بِحضْرَتِها لأحَببْتُ أن يكون هذا الأمرُ فِى عُنُق أبغَضكم إلىَّ، ثم لا يكون خيرًا له، أَلا إنَّ أشقى الناسِ فىِ الدُّنْيا والآخرة الملوكُ، فَاشْرأبَّ الناسُ ورفعوا إليه رءوسهم، فقال: على رسلِكم، إنكم عَجِلون، إنه لم يملك ملك قطُ إلا علم الله ملكه قبل أن يَمْلكه فَيُنقِصُ نصفَ عمرهِ، ويوكلُ به الروعَ والحزنَ، ويزهّده فيما بيديه، ويُرَغِّبه فيما بأيدى الناس، فَتَضْنُك (* *) معيشتهُ، وإن أكل طعامًا طيبا، ولبس ثوبًا جديدًا لا يهْنيه حتى إذا أضحى ظِلُّهُ، وذهبت نفسُه وَوَرد إلى ربِّه فحاسبه فشدَّ حسابه، وقل غفرانه به، ألا إن المساكين هم المغفورون، ألا إن المساكين هم المغفورون، ألا إن المساكين هم المغفورون".
"عَنْ أبى بكرِ الصديقِ قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله ﷺ فقال: سَلُوا الله الْعَافِيَةَ فَإِنَّه لَمْ يُعْطَ أحد أَفْضَلَ من معافاةٍ بعَد يقينٍ، وإيَّاكُمْ والرِّيبَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتِ أَحدًا أَشَدَّ مِنْ رِيبَةٍ بَعْد كُفْرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِالْصِّدقِ فَإِنَّهُ مع البِرِّ وهمَا فِى الجَنَّةِ، وإِيَّاكُمْ والكذِبَ فإِنهُ مع الفجورِ، وهمَا فىِ النَّارِ".
"عَنْ قيس بن أبى حازم قال: سَمِعْت أَبا بَكْرِ الصِّدِّيقَ وقَرَأَ هَذِه الآية فِى المائِدَةِ {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} لتَأمُرُنَّ بالمعَروفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ الله عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ، لَيَدْعُوَنَّ خِيارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، والله لَتَأمُرُنَّ بِالْمَعْروفِ وَلتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمنْكَرِ أَوْ لَيعُمَّنَّكُمُ اللهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ".
"عَنْ محمد بن عبيد الله التيمى، عن أبى بكر الصديق قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما تَرَكَ قومٌ الجهادَ فىِ سبيلِ الله إِلَّا ضَربَهُمُ اللهُ بذُلٍّ، ولا أَقَرَّ قومٌ المنْكَرَ بَيْنَ أظهرهِمْ إِلَّا عَمّهُم اللهُ بِعقَابٍ، وما بينكم وبينَ أَنْ يعُمَّكُمُ اللهُ بعقابٍ من عندِه إِلَّا أَنْ تتَأوَّلُوا هَذِه الآيةَ عَلى غَيْرِ أمرٍ بمعروفٍ ولا نهيٍ عن منكرٍ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُول: مَا مِنْ عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَامَ فَتَوَضَّأ فَأَحْسَنَ وَضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى واسْتغْفَر مِنْ ذَنْبِهِ إِلَّا كَانَ حَقًا عَلَى الله أَنْ يَغْفِرَ لَهُ لأنَّ الله تعَالَى يَقُول: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.
"عَنِ ابن عباس قال: قعد أبو بكر على منبر رسول الله ﷺ يومَ سُمِّى خليفةَ رسولِ الله ﷺ فَحمدِ الله وأثْنَى عليه، وصلى على النبيِّ ﷺ ثم مدَّ يدَه فوضعَها على المجلس الذى كان النبى ﷺ يجلسُ عليه من مِنْبرِه، ثم قال: سمعت الحبيب وهو جالسٌ على هذا المجلس يَتَأَوَّلُ هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ثم فسرها فكان تفسيره لنا أن قال: نعم ليس من قومٍ عُمِل فيهم بمنكر ويُفْسَد فيهم بقبيح فلم يغيروه ولم ينكروه إلا حقٌّ على الله أن يعمهم بالعقوبةِ جميعًا، ثم لا يستجابُ لهم، ثم أدخل أصبعيه في أُذُنَيه فقال: أن لا أكون سمعتُه من الحبيب فَصُمَّتَا".
"عَنِ الضحاك بن مزاحم قال: قال أبو بكر الصديق - ونَظَر إلَى عصفور - طوبَى لك يا عصفور، تأكُلُ من الثِّمارِ، وتطيرُ في الأشجارِ، لَا حسابَ عليكَ ولَا عَذابَ، والله لوَدِدْتُ أنِّى كبشٌ يُسَمِّنُنى أهلِى فإِذَا كنتُ أعظمَ ما كنتُ وَأسمَنَهُ يذبحونِى فيجعلونَ بعضِى شواءً وبعضِى قديدًا ثم أكلونِى ثم أَلْقُوْنِى عَذرَةً في الحَشِّ وَأنى لم أَكُنْ خُلقتُ بَشَرًا".
"عَنْ قيس بن أبى حازم قال: خَطَب أَبُو بَكْرِ النَّاسَ: أيُّهَا الناسُ! إِنِّى قد وُلِّيتُكُمْ وَإنِّى لست بخيركُمْ، فلعلَّكُمْ أن تكلِّفُونِى أَنْ أسيَر فِيكُمْ بِسِيرةِ رسَولِ الله ﷺ إن رسول الله ﷺ كَانَ يُعْصَمُ بِالْوَحْى، وإِنَّما أَنَا بَشَرٌ أُصِيبُ وأُخْطِئُ، فَإِذَا أَصَبْتُ فاحمدُوا الله، وإن أَخْطَأتُ فقوِّمُونِى".
"عن ابن أبى مُليكة، عن أبى بكر الصديق أن النبى ﷺ كثيرا ما كان يقول: اللَّهُمَّ أغْنِنَا بِحَلَالِكَ عَن حَرَامِكَ، وَأَغْنِنَا مِنْ فَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ".
"عن عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون قال: كان أبو بكر الصديق يدعو بهذا الدعاء: اللهمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ برحمتِك الَّتى لَا تُنَالُ مِنْكَ إِلَّا بالْخرُوج".
"قال الديلمى في مسند الفردوس: أخْبَرنَا والِدِى وَقَالَ: أَنَا أُحِبُّهَا مُنْذُ سَمِعْتُ شَيْخى أبَا إِسْحَاقَ إِبْراهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمرَاغِى، والمطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان، قالا: إِنَّا نُحِبُّها منذ سمعنا من أبى سعيد إسماعيل بن على بن الحسين السَّمان، قال: أنا أحِبُّهَا منذ سمعت من أحمد بن محمد بن عبد الله بن حفص الصوفى قال: أنا أحبُّها. منذ سمعت من أبى بكر بن محمد بن محمود الفارسى الزاهِد بِبَلخ، قال: أنا أحبها، منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال: أنا أحبها منذ سمعت من عبد الله بن موسى السلامى قال: أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحضرى قال: أنا أحبها منذ سمعت من عبد الملك بن قريب الأصمعى قال: أنا أحبها منذ سمعت من ابن عون قال: ، أنا أحبها منذ سمعت من محمد بن سيرين، قال: أنا أحبها منذ سمعت من أبى هريرة، فقال: أنا أحبها منذ سمعت من أبى بكر الصديق يقول: لا أزالُ أُحِبُّ العنكبوت منذ رأيت رسول الله ﷺ أحَبّها، وقال: جزى الله - ﷻ - العنكبوت عنا خيرا فإنها نسجت عليَّ وعليكَ يَا أبَا بَكْرٍ فِى الغَارِ حتى لم يرنَا المشرِكُونَ ولَم يَصِلُوا إِلَينْا، قال الديلمى: وَأنَا أُحِبُّها مند سَمِعتُ والدى يقول هذا الحديث".
"عَنْ أَبى بكر الصديق قالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ : "طُوبَى لِمَنْ مَاتَ فِى النَّأنأَةِ، قِيلَ: وَمَا النَّأنأَةُ؟ قالَ: حِدَّةُ الإِسْلَام وَبَدْؤُهَا" (قال الديلمى في مسند الفردوس: رواه ابن ماجه - حدثنا على بن محمد والحسين بن إسحاق قالا: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن طارق بن شهاب، عن أبى بكر، انتهى، وليس في النسخ الموجودة الآن من سنن ابن ماجه، ولا ذكره أصحاب الأطراف، فلعله في بعض الروايات التى لم تصل إلى هذه البلاد، أو في غير السنن من تصانيف ابن ماجه، كالتفسير وغيره) ".
"عَنْ أم جعفر أن فاطمة بنت رَسُولِ الله ﷺ قالت: يا أسماءُ! إِنِّى استَقْبحتُ مَا يُصْنَعُ بالنِّسَاءِ، إنه يطرحُ على المرأةِ الثوبُ فَيَصفُهَا، فقالتْ أسماءُ: يا بنتَ رسولِ الله! أَلَا أريك شيئا رأيتُه بأرضِ الحبشَةِ؟ ! فدعت بجرائدَ رطبةٍ فَحَنَتها ثم طرحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمةُ: ما أحسنَ هذاَ وأجمله، يعرف به الرجلُ من المرأة فإذا أنا مِتُّ فاغسلينى أنت وعلىٌّ ولا يدخُلن علىَّ أَحدٌ، فلما توفيت جاءت عائشةُ تدخلُ، فقالت
أسماءُ: لا تدخلِى، فشكت إلى أبى بكر فقال: إن هذه الخَثْعمية تحولُ بينى وبين ابنة رسولِ الله، وقد جعلتْ لها مثل هودجِ العروسِ، فَجاءَ أبُو بكرٍ فوقَفَ على الباب وَقَالَ: يا أسماءُ! مَا حَملكِ أن مَنَعْتِ أزواجَ النَّبِىِّ ﷺ يدخلن عَلى ابنة النَّبِىِّ ﷺ وجعلت لها مثل هودج العَروسِ؟ فقالت: أَمَرَتْنِى أن لا يدْخُلَ عليهَا أحدٌ، وَأَرَيْتُهَا هذَا الَّذِى صَنَعْتُ وهى حَيَّةٌ، فَأَمَرَتْنِى أَنْ أَصْنَعَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَ أَبو بكر: فاصْنعِى ما أَمَرَتْكِ ثم انصَرفَ، ثم انصرفت، ثم غسَّلَها علىٌّ وأسماءُ".
"عَنْ قيس بن أبى حازم قال: دخلتُ أَنَا وَأَبِى عَلَى أَبِى بَكْر فَإِذَا هُو رَجلٌ أَبيضُ خفيفُ اللحمِ وعندهُ أسماءُ بنتُ عميسٍ تَذُبُّ عنهُ - وَهِىَ موشومةُ الْيَدَينِ كَانُوا وَشَمُوهَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ نَحْوَ وشمِ البَرْبَرِ، فَعُرِضَ عليهِ فَرسانِ فَرَضيَهما، فحملنِى علَى أَحَدِهما وحملَ أَبِى عَلى الآخر".
"عَنْ محمد بن إسحاق، عن أبيه أن أبا بكر الصديق قال عند وفاة النبى ﷺ : اليومَ قد فقدنا الوحىَ من عِند الله - ﷻَّ - بالكلام".
"عَنْ يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد قال: توفى رسول الله ﷺ وعمرو بن العاص بِعُمَانَ أو بالبحرين فبلَغَتْهمْ وفاةُ رسول الله ﷺ واجتماعُ الناسِ على أبِى بكرٍ، فقال لهُ أَهْلُ الأَرْضِ: مَنْ هَذا الذى اجتمعتْ الناسُ عليه؟ ابنُ صاحِبكُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: فأخوه؟ قال: لا، قالوا؟ فأقْرَبُ النَّاسِ إِليْهِ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: فَمَا شَأنُهُ؟ قَالَ: اخْتَارُوا خَيْرَهُمْ فأمَّروُه، فَقَالُوا: لَنْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا فَعَلُوا هذَا".
"عَنْ أبِى بكرٍ الصديق قَالَ: قال رسول الله ﷺ : "الشرك أخفى في أمتى من دبيب النمل على الصفا، قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله! فكيف المنجا والمخرج من ذلك؟ قال: ألا أخبرك بشئ إذا قلتهُ برئت من قليله وكثيره وصغيره وكبيره؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: قل: (اللهمَّ إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم) ".
"عَنِ ابن عباس، عن أبى بكرٍ الصديق: أَنه كره بيعَ اللحمِ بالحيوانِ" .
"عَنْ عائشَةَ قَالْت: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ اخْتَلفُوا فِى دَفْنِه، فقال أبو بكر: سمعت من النبى ﷺ شيئًا ما نسيته، قال: مَا قَبضَ الله نبِيًا إلَّا فِى الموضِع الذِى يجبُ أن يدفنَ فيه، ادْفِنُوهُ فِى مَوْضِع فِراشِه".
"عَنْ عَمْرَة بنت عبد الرحمن، عن أمهاتِ المؤمنين أن أصحاب رسول الله ﷺ قالوا: كيف نبنى قبرَ رسول الله ﷺ أنجعله مسجدًا؟ فقال أبو بكر: سمعت النبى ﷺ يقول: لَعَن الله اليهودَ والنَّصَارى اتخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ، قالوا: فكيف نَحْفِرُ لَهُ؟ فقال أبو بكر: إن من أهل المدينة رَجُلًا يَلْحَدُ، ومن أهل مكة رجلٌ يَشُقُّ، اللهم فأَطِلعْ علينا أحَبَّهُمَا إليك أن يعمل لِنَبِيِّكَ، فأطلَعَ أبو طلحة، وكان يَلْحَدُ، فأمره أنْ يلْحَدَ لرسول الله ﷺ ثُمَّ دُفِنَ وَنُصِبَ عليه اللَّبِنُ".
"عَنْ مُحمد بنِ إسحاقَ عن جُبيرٍ، عن عِكْرمَةَ، عَن ابنِ عَباسٍ قال: لَمَّا أرادوا أن يحْفِرُوا لرسول الله ﷺ وكان أبُو عبيدةَ بْنُ الجَراحِ يَضْرحُ (يحفرُ) لأَهْلِ مَكَّةَ، وكان أبو طلحةَ زيدُ بْن سَهلٍ هو الذى كَان يحفِرُ لأهل المدينةِ، وكانَ يلْحَدُ، فدعا العباسُ رجلينِ، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبى عُبَيْدَةَ، وقال للآخر: اذهب إلى أبى طَلْحَةَ، اللَّهُمَّ خِرْ لرسولك، فوجد صاحبُ أبى طلحةَ أبَا طلحةَ فجاء به، فَلَحدَ لرسول الله ﷺ فلما فُرغَ من جهازه يَوْمَ الثُّلَاثاءِ وُضِعَ على سريره، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال قائل: نَدْفِنُهُ في مسجده، وقال قائل: يُدْفَنُ مع أصحابه، فقال أبو بكر: إنى سمعت رسول الله ﷺ يقول: "مَا قبِضَ نَبِىٌّ إلَّا دُفِنَ حَيْثُ قُبِضَ، فَرُفِعَ فِرَاشُ رسول الله ﷺ الذى تُوُفِّىَ فيه، فَدُفِنَ تَحْتَهُ، ثُمَّ دُعِىَ النَّاسُ إلى رسول الله ﷺ يُصَلُّونَ عليه أرْسالًا، الرِّجالُ حتَّى إذا فُرغَ مِنْهُمْ أُدْخِلَ النِّساء، حتى إذا فُرغَ من النساء أُدْخِلَ الصّبيانُ، ولَم يَؤُمَّ النَّاسَ على رسول الله ﷺ أحَدٌ، فَدُفِنَ رسول الله ﷺ مِنْ أوْسَطِ اللَّيلِ، لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ ونزل في حفرته علىٌّ والفضل وقثم وشقْران وقال أوس بن خولى: أنشدك بالله وحطها من رسول الله ﷺ فقال له على: انزل، فَنَزَلَ، وقد كان شقران أخذ قطيفة كان رسول الله ﷺ يلبسها فدفنها في القبر، ثم قال: والله لا يلبسها أحدٌ بعده أبدا".
"عَنْ عمر مولى غفرة قال: لما استمروا في دفن رسول الله ﷺ قال قائل: نَدْفِنُه حيثُ كان يصلى في مقامه، وقال أبو بكر: مَعَاذَ الله أن نَجْعَلَهُ وَثَنًا يُعْبَدُ، وقال آخرون: نَدْفِنُه فِى الْبَقِيع حَيْثُ دُفِنَ إِخْوانُهُ من المهاجرين، قال أبو بكر: إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نُخرج قَبْرَ رسول الله ﷺ إلى البقيع فَيعُوذ بِهِ عائِذٌ من الناس لله عليه حَقٌّ، وَحقُّ اللهِ فهوَ حَقُّ رسول الله ﷺ فإن أَخَذْنَاه ضَيَّعْنَا حَقَّ اللهِ، وإن أخْفَرْنَا أخْفَرْنَا قَبْرَ رَسُولِ الله ﷺ قالوا: فما ترى أنت يا أبا بكر؟ قال: سمعت رسول الله ﷺ : "ما قَبضَ اللهُ نَبِيّا قطُّ إلا دُفِنَ حَيْثُ قَبَضَ رُوحَهُ" قالوا: فأنت واللهِ رَضِىٌّ مُقْنِعٌ، ثُم خَطُّوا حول الفراش خطّا ثم احتمله علِى والعباسُ والفضلُ وأهله، وَوَقَع القَوْمُ في الحفر يحفرون حيث كان الفراشُ".
"عَنْ أَيُّوب قَالَ: قَالَ عَبْد الرَّحمن بن أبى بَكْرِ: رَأَيْتُكَ يَومَ أُحُدٍ فَصَدَفْتُ عَنْكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَكِنِّى ما صَدَفْتُ عَنْكَ".
"عَنْ يزيد بن أبى سفيان قال: قال أبو بكر لما بعثنى إلى الشام! يا يزيد! إن لك قرابة عسيتَ أن تؤثرهم بالإمارة، وذلك أكبر ما أخاف عليك، فإن رسول الله ﷺ قال: "من ولى من أمر المسلمين شيئًا فَأَمَّرَ عليهم أحدًا محاباةً فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا حتى يدخله جهنم، ومن أعطى أحدًا من مال أخيه شيئًا محابة له فعليه لعنة الله، أو قال: برئَتْ منه ذمةُ الله، إن الله دعا الناس إلى أن يؤمنوا بالله فيكونوا
حمى الله، فمن انتهك في حمى الله شيئًا بغير حقه فعليه لعنة الله، أو برئت منه ذمة الله - ﷻ -".
"عَنِ ابن شهاب أن أبا بكر الصديق وعمر وعثمان وأزواج النبى ﷺ كانوا يرون الغُسْلَ إذا جَاوَزَ الخِتانُ الختانَ".
"قال الحافظ عماد الدين بن كثير في مسند الصديق، قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى: حدثنا بكير بن محمد الصيرفى بمرو، حدثنا موسى بن عبد الله بن حسن، عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمى، حدثنا القاسم بن محمد قال: قالت عائشة: جمع إِلَىَّ الحديث عن رسول الله ﷺ فكانت خمسمائةِ حديثٍ، فبات ليلةً يتقلبُ كثيرًا قالت: فغمنى، فقلت: يتقلبُ لشكوى أو لشئ بلغه، فلما أصبح قال: أَىْ بُنَيَّةُ! هَلُمِّى الأحاديث التى عندك، فجئته بها، فدعا بنارٍ فَحرَقَهَا، وقال: خشيتُ أن أموت وهى عندك فيكون فيها أحاديثُ عن رجل ائْتَمَنْتُهُ ووثقت به ولم يكن كما حدثنى، فأكون قد تقلدتُ ذلك".
وقد رواه القاضى أبو أمية الأخوص بن المفضل بن غسان الغلانى عن أبيه، عن على
ابن صالح، عن موسى بن عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب، عن أبهم بن عمر بن عبد الله التيمى، حدثنى القاسم بن محمد أو ابنه عبد الرحمن بن القاسم، شك موسى فيهما، قال: قالت عائشة، فذكره، وزاد بعد قوله: (فأكون قد تقلدت ذلك) ويكون قد بقى حديث لم أجده فيقال: لو كان قاله رسول الله ﷺ ما عنى على أبى بكر أنى حدثتكم الحديث، ولا أدرى لعلى اتبعته حرفًا حرفًا، قال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه جدًا، وعلى بن صالح لا يعرف، والأحاديث عن رسول الله ﷺ أكثر من هذا المقدار بألوف، ولعله إنما اتفق له جمع تلك فقط، ثم رأى ما رأى لما ذكر، قلت: أو لعله جمع ما فاته سماعه من النبى ﷺ وحدثه به عنه بعض الصحابة كحديث الجدة ونحوه، والظاهر أن ذلك لا يزيد على ذلك المقدار، لأنه كان أحفظ الصحابة وعنده من الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم، لحديث: "ما دفن نبى إلا حيث يقبض" ثم خشى أن يكون الذى حدثه وهم، فكره تقلد ذلك، وذلك صريح في كلامه".