"قال الحافظ عماد الدين بن كثير في مسند الصديق، قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى: حدثنا بكير بن محمد الصيرفى بمرو، حدثنا موسى بن عبد الله بن حسن، عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمى، حدثنا القاسم بن محمد قال: قالت عائشة: جمع إِلَىَّ الحديث عن رسول الله ﷺ فكانت خمسمائةِ حديثٍ، فبات ليلةً يتقلبُ كثيرًا قالت: فغمنى، فقلت: يتقلبُ لشكوى أو لشئ بلغه، فلما أصبح قال: أَىْ بُنَيَّةُ! هَلُمِّى الأحاديث التى عندك، فجئته بها، فدعا بنارٍ فَحرَقَهَا، وقال: خشيتُ أن أموت وهى عندك فيكون فيها أحاديثُ عن رجل ائْتَمَنْتُهُ ووثقت به ولم يكن كما حدثنى، فأكون قد تقلدتُ ذلك".
وقد رواه القاضى أبو أمية الأخوص بن المفضل بن غسان الغلانى عن أبيه، عن على
ابن صالح، عن موسى بن عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب، عن أبهم بن عمر بن عبد الله التيمى، حدثنى القاسم بن محمد أو ابنه عبد الرحمن بن القاسم، شك موسى فيهما، قال: قالت عائشة، فذكره، وزاد بعد قوله: (فأكون قد تقلدت ذلك) ويكون قد بقى حديث لم أجده فيقال: لو كان قاله رسول الله ﷺ ما عنى على أبى بكر أنى حدثتكم الحديث، ولا أدرى لعلى اتبعته حرفًا حرفًا، قال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه جدًا، وعلى بن صالح لا يعرف، والأحاديث عن رسول الله ﷺ أكثر من هذا المقدار بألوف، ولعله إنما اتفق له جمع تلك فقط، ثم رأى ما رأى لما ذكر، قلت: أو لعله جمع ما فاته سماعه من النبى ﷺ وحدثه به عنه بعض الصحابة كحديث الجدة ونحوه، والظاهر أن ذلك لا يزيد على ذلك المقدار، لأنه كان أحفظ الصحابة وعنده من الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم، لحديث: "ما دفن نبى إلا حيث يقبض" ثم خشى أن يكون الذى حدثه وهم، فكره تقلد ذلك، وذلك صريح في كلامه".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.