"مهلا يا أُمَّةَ محمد، إِنّمَا هَلَك منْ كَانَ قبلكم بالمذاذ والمراء، لِقلَّة خيره، ذروا المراء فإنَّ المؤمن لا يُمارى، ذروا المراء، فإِن الممارى قد تَمَّتْ خسارتهُ، ذروا المراء، فكفاك إِثمًا أن لا تزال مماريا، ذروا المراءَ فإِن الممارى لا أشفعُ له يوم القيامة، ذروا المراء، فأنا زعيمٌ بِثلاثة أبيات في الْجَنَّة، في رِباضهَا ووسطها وأَعلاها لمن ترك المراءَ وهو صادق، ذروا المراءَ، فإِنه أَولُ ما نهانى ربِّي بعد عبادة الأوثان، ذروا المراء، فإن بنى إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعينَ فرقة، كلهم على الضلالة إلا السوادَ الأعظم، قالوا: يا رسول الله: من السوادُ الأعظم؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابى، من لم يمارِ في دين الله، ومن لم يكفِّر أحدا من أهل التوحِيد بذنبِ غُفرِ له، إِن الإِسلامَ بدأ غريبًا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء، قالوا: يا رسول الله: ومَن الغرباء؟ قال: الذين يصلُحون إِذا فسد الناس، ولا يمارون في دين الله، ولا يُكَفِّرون أحدا من أهل التوحيد بذنب".
"عَنْ عَبْدِ الله بنِ يَزِيَدَ بنِ آدَمَ السُّلَمِىِّ الدَّمَشْقِىِّ، قَالَ: حَدَّثنِى أبُو الدَّرْدَاءِ، وأبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ، وأنَسُ بنُ مَالِك، وَوَاثِلةُ بْنُ الأسْقَع، قَالُوا: خَرجَ إِلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ وَنَحْنُ نَتَمَارَى فِى أمْر الدَّينِ، فَغَضِبَ غَضبًا شَدِيدًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَهْ مَهْ يَا أمَّةَ مُحَمَّد! لاَ تَهِيجُوا عَلَى أنْفُسِكُم وَهْجَ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ ! أَوَ لَيْسَ عَنْ هَذَا نُهِيتُمْ؟ ! أَوَ لَيْسَ إِنَّمَا أُهْلكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا؟ ! ثُمَّ قَالَ: ذَرُوا المِرَاءَ (*) لِقِلَّةِ خَيْرِهِ، فَإِن نَفْعَهُ قَلِيلٌ، وَيَهِيجُ الْعَدَاوَةَ بَيْنَ الإِخْوَانِ، ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمِرَاء لاَ تُؤْمَنُ فِتْنَتُهُ، ولا تُعْقَلُ حِكْمَتُهُ، ذَرُوا المِرَاءَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الشَّكَّ وُيحْبِطُ العَمَلَ، ذَرُوا المِراءَ فَكَفَاكَ إِثْمًا أنْ لاَ تَزَالَ مُمَارِيًا، ذَرُوا المِرَاءَ فَإِنَّ المُؤمِنَ لاَ يُمَارِى، ذَروا المِرَاءَ فَإِنَّ الْمُمَارِىَ قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ، ذَرُوا المِرَاءَ فَأنَا زَعِيم بِثَلاَثَة أبْيَات فِى الجنَّة: فِى رَبَضها، وَوَسَطِهَا، وَأعْلاَهَا، لمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَهُوَ صَادِقٌ، ذَرُوا المِرَاءَ فَإِنَّ المُمَارِىَ لَاَ أَشْفعُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَة، ذَرُوا الِمرَاءَ فَإِنَّ أوَّلَ مَا نَهَانِى عَنْه ربِّى بَعْدَ عِبَادَةِ الأوْثَانِ المِرَاء، وَشُرْب الخَمْرِ، ذَرُوا الِمرَاءَ فَإِن الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَكِنْ قَدْ رَضِىَ منْكُمْ بالتَّحْرِيش وَهُوَ الِمرَاءُ في دِينِ الله، ذَرُوا المِرَاءَ فَإِنَّ بَنى إسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فرْقَةً، والنَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة، وَإنَّ أُمَّتِى سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كلُّهَا ضَالٌّ إِلاَّ السَّوَادَ الأعْظَمَ، قَالُوا: يَارَسُولَ الله!
وَمَا السَّوَادُ الأعْظَمُ؟ قَالَ: مَنْ لاَ يُمَارِى فِى دِينِ الله، وَمَنْ كَانَ عَلَى مَا أنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأصْحَابِى، وَلَمْ يُكَفِّرْ أحَدًا مِنْ أهْلِ التَّوْحِيدِ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الإسْلاَمَ بَدَأ غَريبًا وَسَيعُود غَرِيبًا فَطُوبَى للغُرَبَاءِ، قَالَوا: يَا رَسُولَ الله! وَمَا الغُرَبَاءُ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَلاَ يُمَارُونَ فِى دِينِ الله، وَلاَ يُكفِّرُونَ أحَدًا مِنْ أهْلِ التَّوْحِيدِ بِالذَّنْبِ".
" يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: لا تُهِيجُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَهَجَ النَّارِ، أَبِهَذَا أَمَرْتُكُم؟ أَلَمْ عَنْ هَذَا أَنْهَكُمْ، أَوَ لَيْسَ إِنَّما هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا؟ ذَرُوا المِرَاءَ، فَإِنَّ نَفْعَهُ قَلِيلٌ، وَيُهيِّجُ العَدَاوَةَ بَيْنَ الإخْوانِ [ذَرُوا المِرَاءَ تَأمَنُوا فِتْنَتَهُ] ذروا المراء فإِنَّ المراء يورث الشك ويحبط العمل، ذروا المراء (*)؛ فَإنَّ المُؤمِنَ لا يُمَارِى، ذَرُوا المِرَاءَ، فَإِنَّ المُمَارِىَ قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُه، ذَرُوا المِرَاءَ، فَيَكْفِى بكَ إثْمًا أَنْ لا تَزَالَ مُمَارِيًا، ذَرُوا المِرَاءَ، فَإِنَّ المُمَارِىَ لا شَفِيعَ لهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، ذَرُوا المِرَاءَ، فَإِنَّى زعِيم بِثَلاثَةِ أَبْيَاتٍ فِى الْجَنَّة: فِى رَبَضهَا، وَأَعْلاَهَا، وأَسْفَلِهَا لِمَنْ تَركَ المِرَاءَ وَهُوَ صَادِقٌ، ذَرُوا المِرَاءَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا نَهانِى عَنْهُ رَبِّى بَعْد عِبَادَةِ الأَوثَانِ، وشُرْبِ الْخَمْرِ، ذَرُوا المِرَاءَ؛ فَإِنَّ الشَيْطَانَ قَد أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ وَلَكِنْ قَدْ رَضِىَ بِالتَّحْرِيشِ، وَهُوَ المِرَاءُ فِى الدِّينِ، ذَرُوا المِرَاءَ، فَإِنَّ بَنِى إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلى إحدَى وَسَبْعينَ فِرْقَةً، وَالنَّصَارى عَلى اثْنَثَيْن وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وإنَّ أُمَّتِى سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَة كُلُّهَا عَلَى الضَّلالةِ إِلا السَّوادَ الأعْظَمَ، مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْه وَأَصْحَابِى، مَنْ لَمْ يُمَارِ فِى الدِّينِ -دِينِ اللهِ- وَلَمْ يُكَفِّرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ بِذَنْبٍ ".