53. Actions > Letter Mīm (2/5)
٥٣۔ الأفعال > مسند حرف الميم ص ٢
"عَنْ مُعَاذ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا نَبِى اللهِ أَوْصِنِى، قَالَ: اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِى الْمَوْتَى، وَاذْكُرِ اللهَ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَمَدَرٍ، وَأُخَبِركَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِى اللهِ: قَالَ: هَذَا وَأَخَذَ بِطَرَفِ لِسَانِهِ، فَقَالَ مُعَاذٌ: هَذَا وَكَأَنَّهُ تَهَاوَنَ بِهِ، فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهمْ فِى نَارِ جَهَنَّمَ إِلا هَذَا؟ وَهَلْ يَقُولُ إِلا لَكَ وَعَليْكَ".
"أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى ثَلاثٌ: رَجُلٌ قَرَأَ كِتَاب اللهِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ عَلَيْهِ بَهْجَتَهُ وَكَانَ عَلَيْهِ رِدَاءُ الإِسْلَامِ أَعَارَهُ اللهُ إيَّاهُ اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَضَرَبَ بِهِ جَارَهُ، وَرَمَاهُ
بِالشِّرْكِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ الرَّامِى أَحَقُّ بِهِ أَمِ الْمَرْمِىُّ؟ (قال: الرامى) وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ سُلْطَانًا، فَقَالَ: مَنْ أَطَاعَنِى فَقَدْ أطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَكَذَبَ - لَيْسَ لِخَليفَةٍ أَنْ يَكُونَ جُنَّةً دُونَ الْخَالِقِ، وَرَجُلٌ اسْتَخَفَّتُهُ الأَحَادِيثُ كُلَّمَا قَطَعَ أُحْدُوثَةً حَدَّثَ بِأَطْوَلَ مِنْها إِنْ يُدْرِكِ الدَّجَّالَ يَتْبَعْهُ".
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُول اللهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَأَعْظَمَ اللهُ لَكَ الأَجْرَ، وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ، وَرَزَقَنَا وإِيَّاكَ الشُّكْرَ، فَإِنَّ أنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَهلِينَا مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ الْهَنِيئَةِ، وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، تُمَتَّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ، وَيَقْبِضُهَا إِلَى وَقْتٍ مَعْلُومٍ، وَإنَّا لَنَسْأَلُهُ الشُّكْرَ عَلَى مَا أَعْطَى، وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى، وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، مَتَّعَكَ اللهُ بِهِ فِى غبْطَةٍ وَسُرُورٍ، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كثيرٍ، الصَّلاةُ وَالرَّحْمَةُ وَالْهُدَى إِنِ احْتَسَبْتَه فَاصْبِرْ وَلا يُحْبِط جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَزعَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلَا يَدْفَعُ حُزْنًا وَمَا هُوَ نَازِلٌ فَكَانْ قَد ... وَالسَّلَامُ".
طب، حل، ك، وقال: حسن غريب، وتعقب عن محمود بن لبيد عن معاذ، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات، وقال الذهبى: هذا من وضع مجاشع بن عمر.
"أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ - تَعَالَى - عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ - تَعَالَى - وَلا أَنْجَى لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْ سَيِّئَةٍ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ، قِيلَ: وَلا القتالُ فِى سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: لَوْلا ذِكْرُ اللهِ لَمْ نُؤْمَرْ بِالْقِتَالِ فِى سَبِيلِ اللهِ، وَلَوْ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ - تَعَالَى - مَا كَتَبَ اللهُ الْقِتَالَ عَلَى عِبَادِهِ، وَإِنَّ ذِكْرَ اللهِ - تَعَالَى - لا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْقِتَالِ فِى سَبِيلِهِ، بَلْ هُوَ عَوْنٌ لَكَ عَلَى ذَلِكَ، تَقُولُ - لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ - وَقُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَقُولُوا: تَبَارَكَ اللهُ، فَإِنَّهُنَّ خَمسٌ لا يَعْدِلُهُن شَىْءٌ، عَلَيهِنَّ فَطَرَ اللهُ مَلائِكَتَهُ، وَمِنْ أَجْلِهِنَّ رَفَعَ سَمَاءَهُ، وَدَحَى أَرْضَهُ، وَلَهُنَّ جَعَلَ إِنْسَهُ وَجِنَّهُ،
وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ فَرَائِضَهُ، وَلا يَقْبَلُ اللهُ ذِكْرَهُ إِلَّا مِمَّنِ اتَّقَى وَطَهَّرَ قَلْبَهُ، وَأَكْرِمُوا اللهَ أَنْ يَرَى مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ ذِكْرَ اللهِ لَا يَكْفِينَا مِنَ الْجِهَادِ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ مَا يَكْفِى مِنْ ذِكْرِ اللهِ - تَعَالَى - وَلَا يَصْلُحُ الْجِهَادُ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ فَإِنَّ الْجِهَادَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ اللهِ، وَطُوبَى لِمَنْ أَكْثَرَ فِى الْجِهَادِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ - تَعَالَى - كُلُّ كَلِمَةٍ بِسَبْعِينَ أَلْف حَسَنَةٍ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرٍ، وَعِنْدَ اللهِ مِنَ الْمَزِيدِ مَا لا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَالنَّفَقَةُ؟ قَالَ: وَالنَّفَقَةُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ذِكْرَ اللهِ هُوَ أَهوَنُ الْعَمَلِ، قَالَ: إِنَّ الله كَرِيمٌ، إِنَّمَا فَرَضَ عَلَى النَّاسِ أَهْوَنَ الْعَمَلِ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلُوا رَحْمَةَ اللهِ أَمَرَ اللهُ بجهادِهِمْ، فَاشْتَدَّ ذَلَكِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَ الله لَهُمُ الْعَاقِبَةَ، وَجَعَلَ لَهُمُ النِّقْمَةَ مِنَ الْكَافِرِينَ".