"عن الحارث بن عمر النهدى قال: مرَّ رجلٌ على عمرَ بنِ الخطابِ وَقَدْ تَخَشَّعَ وَتَذَلَّلَ، فقال له: أَلَسْتَ مُسْلِمًا؟ قال: بَلَى، قال: فَارْفَعْ رَأسَكَ وَامْدُدْ عُنُقَكَ؛ فَإِنَّ الإِسْلَامَ عَزِيزٌ مَنِيعٌ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (62/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٦٢
"عن نهشل، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن
الخطاب: أن رسولَ اللَّه كَانَ إِذَا وَدَّعَهُ الرَّجُلُ قَالَ لَهُ: جَعَلَ اللَّهُ زَادَكَ التَّقْوَى، وَلَقَّاكَ الْخَيْرَ حَيْثُ كُنْتَ، وَرَزَقَكَ حُسْنَ الْمآبِ".
"عَنْ أَيْفَعَ الكُلَاعِىِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ خَرَاجُ الْعِرَاقِ إِلَى عُمَرَ، خَرَجَ عُمَرُ وَمَوْلًى لَهُ فَجَعَلَ يَعُدُّ الإِبِلَ، فَإِذَا هُو أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: الْحَمْدُ للَّه، وَجَعَلَ مَوْلَاهُ يَقُولُ: هَذَا وَاللَّهِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَته، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ؛ لَيْسَ هُوَ هَذَا الَّذِى يَقُولُ اللَّهُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (*)} ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ: الْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا، وَلَا مُسَافِرًا، فَإِنَّ التَّاجِرَ يُحِبُّ الْغلَاءَ، وَالْمُسَافِرَ يَكْرَهُ الْمَطَرَ".
"عَنْ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عُمَرَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ اسْتُفْتِيَا في امْرَأَةٍ تُوُفِّى عَنْهَا زَوْجُهَا، وَبِهَا حَاجَةٌ شَدِيَدَةٌ فَرخَّصَا (*) لَهَا أَنْ تَأتِى أَهْلَهَا فَتُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِمْ، ثُمَّ تَرْجعَ إِلَى بَيْتِهَا في بَقِيَّةٍ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! لَا تَتَّخِذُوا الأَمْوالَ بِمَكَّةَ، وَاتَّخِذُوهَا بِالْمَدِينَةِ بِدَارِ هِجْرَتِكُمْ، فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ مَعَ مَالِهِ".
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يُجْمِرُ (*) ثِيَابَهُ لِلْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَلىَّ نَذْرٌ في الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ عنْدَ الْبَيْتِ يَوْمًا، فَلَمَّا فَصَلَ رَسُولُ اللَّه ﷺ مُقْبِلًا مِنَ الطَّائِفِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّهُ كَانَ عَلَىَّ نَذْرٌ أَنْ أَعْتَكِفَ عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ، أَفَأَعْتَكِفُ؟ قَالَ: نَعَمْ اعْتَكِفْ وَأَوْفِ بِنَذْرِكَ".
"عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ظُلْمِى وَكُفِرِى، قَالَ قَائِلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ! هَذَا الظُّلمُ، فَمَا بَالُ الكُفْرِ؟ قَالَ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (*)} ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَليَتَوَضَّأ".
"عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَعْطَى الرَّجُلَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَطَاءَهُ يَقُولُ: خُذْ؛ بَارَكَ اللَّه لَكَ، هَذَا مَا وَعَدَكَ اللَّه في الدُّنْيَا، وما دَخِرَ لَكَ في الآخِرَةِ
أَفْضَلُ، ثُمَّ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (*) ".
"عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ قَالَ: كتَبَ عمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ؛ اقْنَعْ بِرِزْقِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الرَّحْمَنَ فَضَّلَ بَعْضَ عِبَادِهِ عَلَى بَعْضٍ في الرِّزْقِ بَلَاءً يَبْتَلِى بِهِ كُلًا فَيَبْتَلِى بِهِ مَنْ بَسَطَ لَهُ كيْفَ شُكْرُهُ فِيهِ؟ وَشُكْرُهُ للَّهِ (أَدَاؤُهُ لِلحِقِّ الَّذِى افْتَرَضَ عَلَيْهِ (* *)) فِيمَا رَزَقَهُ وَخَوَّلهُ".
"عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : صَلَّيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى فِى مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ دَخَلتُ إِلَى الصَّخْرةِ فَإِذَا مَلَكٌ قَائِمٌ مَعَهُ آنِيَةٌ وثَلَاثَةٌ، فَتَنَاوَلْتُ الْعَسَلَ فَشَرْبتُ مِنْهُ قَلِيلًا، ثُمَّ تَنَاوَلْتُ الآخَرَ فَشَربْتُ مِنْهُ حَتَّى رَوِيتُ (فإذَا هُوَ لَبَنٌ، فَقَالَ:
اشرَبْ مِنَ الآخَرِ، فَإِذَا هُوَ خَمْرٌ فَقُلْتُ: قَدْ رَوِيتُ) (*) قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ شَرِبْت مِنْ هَذَا لَمْ تَجْتَمِعْ أُمَّتُك عَلَى الفِطْرَةِ أَبَدًا ثُمَّ انْطُلِقَ بِى إِلَى السَّمَاءِ فَفُرِضَتْ عَلَىَّ الصَّلَاةُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى خَدِيجَةَ، وَمَا تَحَوَّلَتْ عَنْ جَنْبِهَا الآخَرِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا لَيْلَةَ أُسْرِى بِرِسُولِ اللَّه ﷺ قَالَ لِجِبْرِيلَ أَرِنِى مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، لوَقَفَ بِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا مَالِكُ! هَذَا مُحَمَّدٌ رسُولُ اللَّهِ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ هَذَا وَاقِفٌ عَلَيْكَ، فَنَظَرَ إِلَيْه رسُولُ اللَّهِ ﷺ فَإِذَا رَجُلٌ عَابسٌ مُغْضَبٌ يُعْرَفُ الْغَضَبُ في وَجْههِ، فَقَال: يَا مَالكُ! صِفْ لِى جَهَنَّمَ قَالَ: يَا مُحَمَّد! وَالَّذِى بَعَثَكَ بَالْحَقِّ لَوْ أَنَّ حَلَقَةً مِنَ السَّلْسِلَةِ الَّتِى ذَكَر اللَّهُ وضُعَتْ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لذابت حتى تبلغ تخوم الأرضين السفلى، يا محمد! إن في جهنم وَادِيًا يَسْتَعيذُ بِاللَّهِ مِنْ جَهَنَّمَ في كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَإِنَّ في الْوَادِى بِئْرًا يَسْتَعيذُ بِاللَّه مِنَ (الْوَادى، وَمنْ جَهَنَّمَ سَبْعينَ مَرَّةً وإنَّ في البئْرِ جُبًا يَسْتَعِيذُ بِاللَّه مِنْ ذَلِكَ الْبِئْرِ، وَمِنْ ذَلِكَ الْوَادِى وَمْنِ جَهَنَّم سَبْعِينَ مَرَّةً، وإِنَّ في ذَلِكَ الْجُبِّ حَيَّةً تَسْتَعِيذُ مِنْ) ذَلِكَ الجُبِّ وَمِنَ البِئْر، وَمِنَ الْوَادِى، وَمِنْ جَهَنَّمَ في كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، أعَدَّهَا اللَّه لِلفَسَقَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ مِن أُمَّتِكَ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ طَلحَةَ الْخُزَاعِىِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِى بِقَوْمٍ أُخِذُوا عَلَى شَرَابٍ فِيهِمْ رَجُلٌ صَائِمٌ، فَجَلَدَهُمْ وَجَلَدَهُ مَعَهُم، قَالُوا: إِنَّهُ صَائِمٌ، قَالَ: لِمَ يَجْلِسُ مَعَهُم؟ ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: لأَنْ (*) تَخْتَلِفَ الأَسِنَّةُ في جَوْفِى أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَشْرَبَ نَبِيذَ الْجَرِّ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ، إِنْ أُهِينُوا فَلَا يَلُومُنَّ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ: الآتِى مَائِدَةً لَمْ يُدع إِلَيْهَا، والتَّعَرُّض لِفَضْلِ (اللَّئَامِ) " (* *).
"عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ: أَنَّ رَجُلًا صَحِبَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ، فَمَاتَ في الطَّرِيقِ فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِ عُمَرُ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ، فَقَلَّ يَوْمٌ إِلَّا كَانَ عُمَرُ يتَمثَّلُ يَقُولُ:
وَبَالِغِ أَمْرٍ كَانَ يَأْمُلُ دُونَهُ ... ومُخْتَلِجٍ منْ دُونِ مَا كَانَ يَأْمُلُ".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ:
لَا يَغُرّنَّكَ عَيْشٌ (*) سَاكِنٌ ... قَدْ يُوَافِى بِالْمَنِيَّاتِ السَّحَرْ".
"عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَابْنَ عَبَّاسٍ كَانَا يَتَغَاطَّانِ وَهُمَا مُحْرِمَان".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا مِنِ امْرِئٍ عَلَيْهِ مِنَ اللَّه نِعْمَةٌ إِلا وَلَهُ عَلَيْها مِنَ النَّاسِ حَاسِدٌ، وَلَوْ أَنَّ الْمْرءَ أَقْوَمُ مِنَ الْقِدْحِ لَوَجَدَ لَهُ غامِزًا، وَمَا ضُرَّ بِكَلِمَةٍ لَهَا جَوَابٌ".
"عن عمرَ قال: لا تَلْطِمُوا وُجُوه الدوابِّ فإن كل شئ يُسَبِّحُ اللَّه بحمدِهِ".
"عن عمر قال: مَنْ لَمْ يُطهِّرْهُ المسحُ على الْخِمار فَلا طَهَّرَهُ اللَّهُ".
"عن عمر قال: ألا إِنَّ أَصْدَقَ القِيل قِيلُ اللَّهِ، وأحسنَ الْهَدْى هَدْىُ مُحَمَّدٍ ﷺ وَشَر الأمور محدثاتها، ألا إِنَّ النَّاسَ لنْ يَزَالُوا بخير ما أَتَاهُمُ الْعِلْمُ عَنْ أَكابِرِهِمْ".
"عن عمر قال: قد علمتُ متى صلاحُ النَّاسِ ومتى فسادُهُم: إذا جاء الفِقْهُ منِ قبل الصَّغِيرِ اسْتَعْصَى عليه الكبيرُ، وإذا جَاءَ الفِقْهُ من قِبَلِ الْكَبِيرِ تَابَعَهُ الصَّغِير فَاهْتَدَيَا".
"عن الزهرى: كان مجلسُ عُمَر مُغْتَصّا من القُرَّاءِ شَبَابًا وَكُهُولًا، فربما استشارهم ويقول: لا يَمْنَعُ أحدكم حداثَهُ سنه أن يشير برأيه، فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه، ولكن اللَّه -تعالى- يضعه حيث يشاء".
"عن مسلم قال: رأَيتُ عمر بن الخطاب بالْمُحَصَّبِ فرأيته اضطجع ونظر في الأفقِ، فسأله أصحابٌ له عن أشياء فلم يُجب في ذلك شيئًا، فقالوا: أَرَقَدتَ يا أمير المؤمنين؟ قال: واللَّه ما رقَدْتُ ولكن أشياء حدَّثَتْها نَفسى حتى واللَّه غمتنى فنظرت في الأشياء كلها فإذا هى تمضى صُعُدًا، حَتَّى إذا بلغت أناها رجعت، فلم تكن شيئًا، فتخوفت أن يكون هلك رسول اللَّه ﷺ ضَعُفَ الإسلام حتى يهلك العباس".
"عن مولى عمر بن يسار بن نمير قال: كان عمرُ إذا بال قال: ناولنى شَيْئًا أَسْتَنْجِى به، فأنَاولُهُ الْعُودَ والحجرَ، أَوْ يَأتِى حائطًا يتَمَسَّحُ أَوْ يُمِسهُ الأرض، ولم يكن يَغْسِلُهُ".
"عن ابن عباس أَنَّهُ قال لعمر بن الخطاب: بِمَ اسْتَحَبَّتْ النَّصَارَى الحجبَ على مذابحهم؟ قال: إنما اسْتَحَبَّت النصارى الحُجبَ على مذابحهم وَمَناسِكِهِمْ لِقولِ اللَّهِ: فاتخذَتْ من دونهم حجابًا".
"عن الشعبى قال: كتبَ قَيْصَرُ إِلَى عُمر بنِ الخطابِ: إِنَّ رُسُلِى أَتَتْنِى مِنْ قِبَلِكَ فَزَعَمَتْ أَنَّ قِبَلكُمْ شجرةً لَيْسَتْ بخليقةٍ لِشَئٍ مِنَ الخير تخرجُ مثل آذانِ الحمير، ثم تَتشَقَّقُ عن مثلِ اللؤلؤ الأبيضِ، ثُمَّ تَصيرُ مِثْلَ زمرد الأخضر، ثُمّ تَصيرُ مثلَ الياقوتِ
الأحمر، ثم تَنْبعُ وَتَنْضُجُ فتكون كأطيبِ فَالُوذَج أُكِلَ، ثم تَيْبَسُ فتكون عصمةً للمقيمِ وزادًا للمسافرِ، فإن تكن رسلى صدقتنى فلا أرى هذه الشجرة، إلَّا من شجرة الجنة، فكتب إليه عمر: إن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا هى الشجرة التى أنبتها اللَّه على مريم حين نُفِسَتْ بعيسى".
"عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن عمر: أن عمر بن الخطاب كان يَقُولُ في القنوت في صلاة الصبح: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذَاتَ بَيْنِهم، وَأَلِّفْ بين قُلوبِهِم، وانْصُرْهُم على عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ".
"عن الحسن قال: لما قدمَ أبو موسى البصرةَ كَتَبَ إليه عمرُ يقرأ الناس القرآن، فكتب إليه بِعِدَّةِ ناس قرأوا القرآن، فحمد اللَّه عمرُ، ثم كتب إليه في العام القابل بِعَدَّةٍ هى أَكْثَرُ من العِدَّةِ الأُولى، ثم كتب إليه في العام الثالث، فكتب إليه عمر يحمدُ اللَّهَ على ذلك وقال: إن بنى إسرائيل إنما هلكت حِينَ كَثُرَتْ قُرَّاؤُهُمْ".
"عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ الليثى: أَنَّ عُمَر بن الخطاب كان يَخْطُبُ الناس بمنى، فرأى رجلًا على جبل يَعْضِدُ شَجَرًا فدعاه فقال: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَكَّةَ لا يُعْضَدُ شَجرُهَا ولا يُخْتَلى خَلَاهَا؟ قال: بلى؛ ولكنى حملنى بَعِيرٌ لِى نِضْوٌ، فحمله على بَعيرٍ وقال: لا تَعُدْ".
"عن قتادة قال: ذُكرَ لنا أَنَّ عُمَر بن الخطاب قام بمكة فقال: يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: إن هذا البيت قد وليه ناس قبلكم، ثم وليه ناس من جرهم فعصوا ربه، واستخفوا بحقه، واستحلوا حرمته، فأهلكهم اللَّه، ثم قد وليتم معاشر قريش فلا تعصوا ربه، ولا تستخفوا بحقه، ولا تستحلوا حرمته، إن صلاة عند اللَّه خير من مائة بركة، واعلموا أن المعاصى فيه على قدر ذلك".
"عن الحسن قال: كَان عُمَرُ يقولُ أَكْثِرُوا ذِكْرَ النَّارِ، فإنَّ حَرَّهَا شَدِيدٌ، وإِنَّ قَعْرَهَا بَعِيدٌ وإِنَّ مَقَامِعَهَا حَدِيدٌ".
"عن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ثم قال: ادْعُو لى رجُلًا من بنى مُدْلَجٍ؛ قَال عُمَرُ: ما الحَرَجُ فيكم؟ قال: الضِّيقُ".
"عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لى عمر: ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ: وجاهدوا في اللَّه حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله، قلت: بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء".
"عن قتادة: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عمر بن الخطاب قال: ما رأَيتُ كَرَجُلٍ لم يَلْتَمِسِ الغنى في الباءة وقد وَعَدَ اللَّه فيما وَعَدَهُ: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ".
"عن جابر بن عبد اللَّه قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى بعض رباع المدينة، فَقَطَرَ على رجلٍ منا ماءٌ من جناحِ، فقال الرجلُ: يا صاحبَ الجناحِ! أَنَظِيفٌ مَاؤُكَ؟ فالْتَفَتَ إليه عمرُ فقال: يا صاحبَ الجناح! لا تخبره فإن هذا ليس عليه".
"عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة قال: اغْتَسَلْتُ أنا وآخرُ، فرآنا عمر بن الخطاب وَأَحَدُنَا يَنْظُرُ إلى صاحبه، فقال: إنى لأخشى أنا تكونا من الخلف الذى قال اللَّه: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} الآية".
"عن عمر قال: إياكم والبطنةَ في الطعام والشراب؛ فإنها مُفْسِدَةٌ لِلْجسَدِ، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما، فإنه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وإن اللَّه ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلكَ حتى يُوْثِرَ شهوته على دينه".
"عن ابن عباس قال: قال عمر: أما الحمدُ فقد عرفناه، فقد يحمدُ بعضهم بعضًا، وأما "لا إله إلا اللَّه" فقد عرفناها، فقد عُبِدت الآلهة من دون اللَّه، وأما "اللَّه أكبرُ" فقد يكبر المصلى، وأما "سبحان اللَّه" فما هو؟ فقال رجل من القوم: اللَّه أعلم فقال عُمَرُ: قَدْ شَقِى عُمَرُ إِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّه أَعْلَمُ، فقال على: يا أميرَ المؤمنين! اسم
ممنوع أن ينتحله أحدٌ من الخلائق، وإليه يفزع الخلق، وأحب أن يقال له، فقال عمر: هو، كذلك".
"عن ابن عباس! أن عمرَ بن الخطابِ سأله فقال: أرأيت قول اللَّه لأزواج النبى ﷺ {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (*)} هل كانت الجاهلية غير واحدة؟ فقال ابن عباس: ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة، فقال له عمر: فأنبئنى من كتاب اللَّه مما يصدقُ ذلك، فقال: إن اللَّه تعالى يقول {وجاهدوا في اللَّه حق جهاده كما جاهدتم أول مرة (* *)} فقال عمر: من أمرنا أن نجاهد؟ قال: مخزومٌ، وعبدُ شمسٍ".
"عن الشعبى: أن عمرَ بنَ الخطاب قال: إنى لأبغض فلانا، فقيل للرجل: ما شأنُ عمر يُبغضك؟ فلما كثر القوم في الدار جاء فقال: يا عمر! أَفَتَقتُ في الإسلامِ فَتْقًا؟ قال: لا، قال: فجنيتُ جنايةً؟ قال: لا، قال: أحدثتُ حدثًا؟ قال: لا، قال: فعلام تُبغضنى وقال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (*)}؟ فقد آذيتنى، فلا غفرها اللَّه لك! ! فقال عمر: صدق واللَّه، ما فتق فتقا ولا، ولا: فاغفرها لى؛ فلم يزل به حتى غفر له".
"عن مسعر قال: سمع عمر رجلا يقول: اللهم اجعلنى من القليل، فقال: يا عبد اللَّه! ما هذا؟ قال: سمعت اللَّه يقول {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} و {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} وذكر آية أخرى، فقال عمر: كل أحدٍ أفقهُ من عمر".
"عن أَبى نضرة قال: كان عمر بن الخطابِ إذا أقيمت الصلاة قال: استوُوا، تقدم يا فلانُ، تأخر يا فلانُ، أقيموا صُفوفكم، يُريد اللَّه بكم هَدْى الملائكة، ثم يتلو {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (*) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} (* *).
"عن عبد اللَّه بن أَبى حدرد الأسلمى قال: لما قدمنا مع عمر بن الخطابِ الجابية إذا هو بشيخ من أهل الذمةِ يستطعمُ، فسأل عنه، فقالوا: هذا رجل من أَهْلِ الذمة كَبرَ وضَعُف، فوضع عنه عمر الجزيةَ التى في رقبته وقال: كَلفْتمُوه الجزية حتى إذا ضَعُف تركتموه يَسْتَطْعِم؟ فأجرى عليه من بيت المال عشرةَ دراهم، وكان له عيالٌ".
"عن زيد بن أسلم: أن عمر بن الخطاب لما فرضَ للناس فرضَ لعبد اللَّه ابن حنظلةَ ألفى درهمٍ، فأتاه طلحةُ بابن أخ له ففرض له دونَ ذلك، فقال: يا أميرَ المؤمنين! فضَّلت هذا الأنصارى على ابن أخى؟ فقال: نعم لأنى رأيت أباه يستتر يوم أحد بسيفه كما يستتر الجمل".
"عن إبراهيم النخعى قال: خرج نفر من أصحاب عبد اللَّه يريدون الحج، حتى إذا كانوا ببعض الطريق إذا هم بحيَّةٍ تتثنى على الطريق أبيض ينفخ منه ريح المسك، فقلت لأصحابى: امضوا فلست ببارحٍ حتى أنظرَ إلى ما يصيرُ أمرُ هذه الحيةِ، فما لبثت أن ماتت، فعمَدت إلى خِرْقة بيضاء فلففتها فيها ثم نَحَّيتُها عن الطريق، فدفنتُها وأدركتُ أصحابى، فواللَّه إنا لقُعُود إذا أقبل أربعُ نسوة من قبل المغربِ، فقالت واحد منهن: أيكم دفن عَمْرًا؟ قلثا: ومن عمرو؟ قالت: أيّكم دفن الحية؟ قلت: أنا، قالت: أما واللَّه لقد دفنتَ صوَّاما قوَّامًا يأمرُ بما أنزل اللَّه، ولقد آمن بنبيكم وسمع صِفَته في السماء قبل أن يُبْعث بأربعمائة سنة، فحمدنا اللَّه ثم قضينا حجنا، ثم مررت بعمر بن الخطاب بالمدينة فأنبأته بأمرِ الحية، فقال: صدقتَ سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: لقد آمن بى قبلَ أن أُبْعثَ بأربعمائة سنة".