"عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قَضَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَنَّهُ مَا أَصَابَ أحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ عَقْلٍ كَانَ عَلَيْهِ في شَىْءٍ، إِنْ أَصَابَهُ فَهُوَ عَقْلٌ عَلَى عَاقِلَتِهِ إِنْ شَاءُوا، وَإِنْ أَبَوْا فَلَيْس لَهُمْ أَنْ يَخْذُلُوهُ عِنْدَ شَىْءٍ أَصَابَهُ".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (54/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٥٤
"عَن عَمْرِو بنِ شُعَيبٍ قَالَ: ضَرَبَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ حُرًّا قَتَلَ عَبْدًا مِائَةً وَنَفَاهُ عَامًا".
"عَنِ الحَسَنِ: أَنَّ رَجُلًا كَوَى غُلَامًا لَهُ بِالنَّارِ فَأَعْتَقَهُ عُمَرُ".
"عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَضْرِبُ النِّساءَ وَالخَدَمَ".
"عن الزهرىِّ: أن عمرَ بنَ الخطابِ قتل رَجلًا بامرأةٍ".
"عن ليث قال: تقدم إلى عمرَ بن الخطابِ خصمان فأقامَهما، ثم عَادَا فأقامَهما، ثم عادَا ففصلَ بينهما، فقيلَ له في ذلك، فقال: تَقَدَّما إلىَّ فوجدتُ لأحدِهما ما لم أجدْ لِصاحِبه، فكرهتُ أن أَفْصِل بينَهما على ذلك، ثم عادَا فوجدتُ بعضَ ذلِك فكرهتُ، ثم عادا وقد ذهبَ ذلك فَفَصَلتُ بينهما الحُكْمَ" .
"عن قتادة: أن عمر بن الخطابِ رُفِعَ إليه رجلٌ قتلَ رجلًا، فجاء أولياءُ المقتولِ وقد عفا أحدُهم، فقال عمر لابن مسعودٍ وهو إلى جنبهِ: ما تقول؟ فقال ابن مسعود: أقولُ: إنَّه قد أُحْرِزَ من القَتْلِ؛ فضربَ على كَتِفِه، وقال: (كُنَيْفٌ (*) مُلئ عِلْمًا) ".
"عن إسماعيلَ بنِ أُمَيَّةَ: أن رجلًا كان يَقُصُّ شارِبَ عُمَرَ بن الخطابِ فَأفْزَعَهُ فَضَرَطَ (* *)، فقال عمر: إِنَّا لم نُرِد هَذَا ولكن نَسْتَعْقِلها لَك، فأعطاه أربعينَ دِرْهَمَا وشَاةً".
"عن أسلمَ قال: قدمنا الجَابيةَ مع عمرَ فأُتينَا بِطِلَاء (* * *) وهو مثلُ عقيدِ الرُّبِّ إنما تُخاضُ بالمِخْوضِ خَوْضًا فقال عمر: إن في هذا الشَّرَابِ ما انتهى إليه".
"عن شقيقِ بن سلمةَ أن سلمةَ أن عمرَ بن الخطابِ رزَقَهم الطِّلَا، فسأله رجلٌ عن الطِّلا، فقال: كان عمرُ يَرْزُقُنَا الطِّلا نَجْدحُهُ في سوِيقنا ونأكلُه بأُدمِنا وخُبْزِنا، لَيْس بباذَقِكم الخَبيث".
"عن ابن سيرين قال: كُتِبَ لنُوحٍ من كلِّ شئٍ اثْنَانِ -أو قال: زَوْجَان- فَأخذ ما كُتِبَ له، وَضلَّت عَلَيْه حَبَلَتَانِ، فجعلَ يَلتَمِسُهما، فَلَقيه مَلكٌ فقالَ له: ما تَبتَغى؟ قالَ: حَبَلَتَيْنِ قال: إن الشيطانَ ذهَب بهما، قال الملَكُ: أنا آتيك بِه وبهما فقالَ له: إنه لكَ فيهما شريكٌ فأحسن مُشَارَكتَه، قال: لى الثُّلُثُ وله الثّلثانِ، قال له الملك: أحسنتَ وأنت مِحْسَانٌ، إن لك أن تأكُلَ عِنَبًا وزَبِيبًا وخلًا، وتطبخُهُ حتى يذهبَ ثُلُثَاه ويبقى الثّلثُ، قال: ابنُ سيرين: فوافقَ ذلك كتابَ عمرَ بنِ الخطابِ".
"عن الشعبى قال: كتبَ عمرُ بنُ الخطابِ إِلى عَمَّارِ بنِ ياسرٍ: أما بعدُ فإنَّها جاءتْنَا أَشْرِبَةٌ من قبلِ الشَّامِ كأنَّها طلَاء الإِبِلِ، قد طُبخَ حتى ذهبَ ثُلُثَاه الذى فيه خبثُ الشيطانِ وريح جُنُونه، وبقى ثُلثُه فَاصْطَبغْه وأمُرْ من قِبَلَك أن يَصْطَبِغُوه".
"عن سويدِ بنِ غَفَلَةَ قالَ: كتب عمرُ إلى عُمَّالِه: أن يرزقُوا النَّاسَ الطِلَاء، ما ذهبَ ثلثاه وبقى ثُلُثُه".
"عن عمر أنه قالَ لِقُريشٍ: إنه كان ولاةُ هَذَا البيتِ قبلَكمْ طَسْمٌ (*) فتهاوَنُوا بِه ولم يُعَظِّمُوا حُرْمَتَه؛ فأهلَكَهم اللَّه، ثم وليه بعدَهم (جُرْهُم) فتهاوَنُوا به ولم يُعَظِّموا حُرْمَتَه فأهلَكهم اللَّه، فلا تهاوَنُوا به، وعَظِّموا حُرْمَتَه".
"عن مجاهِد قالَ: مسحَت امرأةٌ بَطْنَ امرأة حاملٍ، فَأَسْقَطَتْ جَنِينا، فَرُفع ذلك إلى عُمَر، فَأَمَرها أن تُكفِّرَ بِعِتقِ رَقَبَةٍ -يعنى التى مسحت".
"عن الأسود بن قيسٍ، عن أشياخٍ لهم: أن غُلَامًا دخل دار زيد بن مرجان - فضربَته ناقة لزيد فقتلته، فعمد أولياء الغلام فعقروها، فاختصموا إلى عمر بن الخطاب) (*) فأبطل دم الغلام وأغرم الأب ثمن الناقة".
"عن الشعبى: أن عمرَ قضى في عين جملٍ أصيب بنصفِ ثمنِه، ثم نظر إليه بعدُ فقال: ما أراه نقص من قوته ولا من هِدايته شَىْءٌ، فقضى فيه بربع ثمنِه".
"عن عبد العزيز بن عبد اللَّه: أن عمر بن الخطاب كان يأمر بالحائط أن يُحصَّن ويُشَدّ الحظر من الضَّارى (*) المدلِّ، ثم يرد إلى أهله ثلاث مرات".ثم يُعْقَرُ (* *) ".
"عن عبد الكريم: أن عمر بن الخطاب كان يقول: يرد البعير أو البقرة أو الحمار أو الضوارى إلى أهلهن ثلاثًا إذا حُظِر على الحائط، ثم يُعْقَرْنَ".
"عن عمرو بن دينار عن رجلٍ: أن أبا موسى كتب إلى عمرَ بنِ الخطاب في رجل مسلمٍ قتلَ من أهل الكتابِ، فكتب إليه عمرُ: إن كان لِصًّا أو مُحاربًا فاضرب عنُقه وإن كان لِطَيَرةٍ منه في غضب فأغرمه أربعةَ آلافِ درهمٍ".
"عن عمرو بن شعيب: أن أبا موسى الأشعرى كتب إلى عمر بن الخطاب أن المسلمين يقعون على المجوسِ فيقتلونَهم، فماذا ترى؟ فكتب إليه عمر: إنما هم يد فأقمهم قيمةَ العبيدِ فيكم، فكتب أبو موسى بثمانمائة درهم فوضعها للمجوسى".
عب
"عن أنسٍ أن يهوديًا قُتِلَ غِيلَةً (*) فقضى فيه عمرُ بنُ الخطابِ باثْنَى عشرَ ألْفَ دِرْهمٍ".
"عن مجاهد قَالَ: قدم عمرُ بنُ الخطابِ الشام، فوجد رجلًا من المسلمين قتل رجلًا من أهل الذمةِ، فهم أن يُقِيدَه، فقال له زيدُ بن ثابتٍ: أتُقيدُ عبدَك من أخيك؟ فجعله عمر دِيَةً".
"عن ابن أَبى حسين أن رجلًا مسلما شجَّ رجلًا من أَهْلِ الذمةِ، فهم عمرُ بن الخطاب أن يقيده منه، فقال معاذُ بْنُ جبل: قد علمتَ أن ليسَ ذلك له، وأَثرَ ذلك عن النبى ﷺ فأعطاه عمر بن الخطاب في شجَّته دينارًا فرضِى بِه".
"عَنْ إبْراهِيمَ: أَنَّ رَجُلًا مُسْلِمًا قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ الحِيرَةِ، فَأَقَادَ مِنْهُ عُمَرُ".
"عَن الشَّعْبِىِّ قَالَ: كتَبَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ في رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الحِيرَةِ نَصْرَانِى قَتَلَهُ مُسْلِمٌ: أَنْ يُقَادَ صَاحِبُهُ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ للنَّصْرانِىِّ: اقْتُله؟ قَالَ: لَا حَتَّى يَأتِيَنِى الغَضَبُ، فَبيْنمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ جاء كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا تُقِدْهُ مِنْهُ".
"عَنْ مالك الدار قَالَ: أصاب النَّاسَ قحطٌ في زمانِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ، فجاء رجلٌ إلى قبرِ النَّبىِّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه: استسقِ اللَّه لأُمَّتِك، فَإنَّهم قد هَلَكُوا، فأتاه رسول اللَّه ﷺ في المنَامِ فقال: إيتِ عمرَ فأقْرئْه السلامَ، وأخَبرْه، أنّكم تُسْقَوْنَ، وقل له: عليكَ عليك الكيسَ، فأتى الرجلُ عمرَ فأخبرَه فبكى عمرُ، ثم قال؟ يا رب لا آلو إِلّا ما عجزتُ عَنْهُ".
"عَنْ محمد بن سيرين، عن أبيه قَالَ: صليتُ خلفَ عُمَرَ بن الخَطَّابِ ومعى رِزْمَة، فلمَّا انصرفتُ التفتَ إلىَّ فقال: ما هذا؟ قلت: أَتبعُ الأسواقَ أَبتغى من فضل اللَّه، فقال: يا معشر قريش: لا يغلبنكم هذا وأصحابُه على التجارةِ فإنِّها نصفُ المال".
"عَنْ قتادة، عن أَبى الأسود الدؤلى قال: انطلقت أنا وزرعة بن ضَمرة مع الأشعرى إلى عمرَ بن الخطاب، فلقينا عبد اللَّه بن عمرو فقال: يوشِك أن لا يبقى في أرضِ العجم من العربِ إلا قتيلٌ أو أسيرُ يُحكم في دَمِه، فقال له زرعة: أيظهر المشركُون على أَهْلِ الإِسلام؟ فقال: من أنت؟ فقال: من بنى عامر بن صَعصعة، فقال: لا تقوم الساعةُ حتى تُدافع مناكبُ نساء بنى عامر بن صعصعة على ذى الخُلَصة -وثنٌ كان من أوثان الجاهليةِ- فذكرنا لعمر قول عبد اللَّه بن عمرو، فقال: عبد اللَّه أعلم بما تقول ثلاث
مرات، ثم إن عمرَ خطب يومَ الجمعة فقال: إن رسولَ اللَّه ﷺ قال: "لا تزالُ طائفةٌ من أمتى على الحقِّ منصورة حتى يأتِى أمرُ اللَّه) فذكرنا لعبدِ اللَّه بن عمرو قولَ عمر بنِ الخطابِ، فقال عبد اللَّه بن عمرو: صدق نَبِىُّ اللَّه ﷺ (إذا أتَى أمرُ اللَّه كان الَّذى قلتُ) ".
"عَنْ أُسيد بن حضير قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: إنكم ستلقون بعدِى أثَرةً) فلما كان زمن عمر قسَّم حللا بينَ الناس فبعث إلىَّ منها بحُلَّةٍ فاستصغَرْتُها فأعطيتها ابنِى فبينا أنا أُصَلِّى إذ مر بى شابٌّ من قريشٍ عليه حُلّةٌ من تلك الحللِ يَجُرُّها فذكرت قول رسول اللَّه ﷺ فانطلق رجلٌ إلى عمرَ فأخبره، فجاء وأنا أُصَلِّى، فقال: صل يا أسيدُ، فلما قضيت صلاتى، قال: كيف قلتَ؟ فأخبرته، فقال: تلك حُلَّة بَعَثْتُ بها إلى فلانٍ، وهو بدرى أُحُدِىٌّ عَقَبِىٌّ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلَبِسها فظننتَ أن ذلكَ يكونُ في زمانى، قال: قلتُ: قد واللَّه يا أمير المؤمنين ظنَنْتُ أن ذلك لا يكون في زَمَانِك".
"عَنِ الربيع بنِ بدر، عن عاصمٍ الأحولِ عن الحسنِ، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه ﷺ : "من شهد الصلاةَ في جماعة أربعين ليلةً وأيامها، لا يكبرُ الإمامُ إلا وهو في المسجدِ، كتبَ اللَّه له بيده براءةً من النار".
"أن عمر بن الخطاب جلد صبيُغًا الكوفى في مسألة عن حرفٍ من القرآن حتى اضطربت الدماء في ظهره".
"عَنْ أَبى عثمان النهدى، عن صبيغٍ أنه: سأل عمر بن الخطاب عن المرسلاتِ، والذاريات، والنازعات، فقال له عمر: أَلْقِ ما علَى رأسِكَ، فإذا له ضفيرتَانِ، فقال: لو وجدتُك محلوقًا لضربت الذى فيه عيناكَ، ثم كتبَ إلى أَهْلِ البصرةِ أن لا تجالسوا صُبيْغًا، قال أبو عثمان: لو جاء ونحن مائةٌ لتَفَرقنا عَنْه".
"عَنْ محمد بن سيرين قال: كتب عمر بنُ الخطاب إلَى أَبى موسى الأشعرى: أن لا تجالسوا صبيغًا وأن يحرَم عَطَاءَهُ ورِزْقَه".
"عَنْ أَبى هريرة قال: كنَّا عندَ عمرَ بن الخطاب إذا جاءهُ رجلٌ يسألُه عن القرآنِ مخلوقٌ هو أو غيرُ مخلوقٍ؟ فقام عمرُ فأخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى على بن أَبى طالبٍ، فقال: يا أبا الحسن أما تسمع ما يقول هذا؟ قال: وما يقولُ؟ قال: جاء يسألنى عن القرآن أمخلوقٌ هوَ أو غير مخلوقٍ؟ فقال على: هذه كلمة وسيكون لها عزة، لو وليتُ من الأمر ما وليتَ لضربتُ عُنُقَه".
"عن أنس قال: بعثنى أبو موسى بفتح تسْترَ إلى عمرَ، فسألنى عمر -وكان ستةُ نفر من بكر بن وائل قد ارتدوا عن الإِسلام ولحقوا بالمشركين- فقال: ما فعل النفرُ من بكر بن وائل؟ قلتُ: يا أمير المؤمنين، قوم قد ارتدوا عن الإِسلام ولحقوا بالمشركين ما سبيلهم إلا القتل؟ فقال عمر: لأَن أكونَ أخذتُهم سِلمًا أحب إلى مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء، قلت: يا أمير المومنين، وما كنتَ صانعًا بهم لو أخذتَهم سلما؟ قال: كنت عارضًا عليهم الباب الذى خرجوا منه أن يدخلوا فيه، فإن فعلوا ذلك قبلت منهم وإلا استودعتهم السجن".
"عن عمرَ قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ : إذا دَعَا الداعى فإن الدعاءَ موقوفٌ بين السماءِ والأرضِ، فإذا صَلَّى على النبىِّ ﷺ رفع".
"عن عمر قال: الدُّعاء كلُّه يحجب دون السماءِ؛ حتى يصُلَّى على النبى ﷺ فإذا جاءت الصلاة على النبى ﷺ رُفِع الدُّعاء".
"عن أَبى كبشةَ قال: إنى لأرجز في عرض الحائِطِ وأنا أقول:
أقسم باللَّهِ أبو حفصٍ عُمر ... ما مسَّها من نَقَبٍ ولا دبر
قال: فما راعنى إلا وهو خلفَ ظهرى، فقال: أَقسم لأَحْملَنَّك".
"عن الشعبى قال: قال عمرُ: دلونى على رجل أستعملهُ على أمر قد أَهَمَّنى من أمرِ المسلمين، قالوا: عبدُ الرحمن بن عوف، قال: ضعيفٌ، قالوا: فلان، قال: لا حاجةَ لى فيه، قالوا: من تريد؟ قال: رجلٌ إذا كان أميرَهِم كان كأنَّه رجلٌ منهم، وإذا لم يكن أميرَهم كان كأنه أميرُهم، قالوا: ما نعلمه إلا الرَّبِيع بن زياد الحارثى، قال: صدَقْتم".
"عن يحيى بن سعيد: أن عمر بن الخطاب باع المُرتدة بدومة الجندل من غَيْرِ أَهْلِ دينِها".
"عن ابن جريج، عن عمرو بن دينارٍ قال: سمعت بجالةَ التيمى قال: وجدَ عمر بن الخطاب مصحفًا في حِجْرِ غلامٍ في المسجد فيه: (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم (*)، وهو أبوهم) فقال: احككْها يا غلامُ، فقال: واللَّه لا أَحُكُّها وهى في مصحفِ أُبىِّ بنِ كَعْب، فانطلَقُوا إلى أبَىِّ فقالَ لَه أُبىٌ: شغلنى الْقْرآنُ وشغلَك الصفْقُ (* *) بالأسواقِ إذ تعرض رِدَاءَك على عُنُقِك بباب ابن العَجْماء، قال: ولم يكن عمرُ يريد أن يأخذَ الجزية من المجوسِ حتى شهدَ عبدُ الرحمن بن عوف أن النبى ﷺ أخذَهَا من مجوس هَجَر، قال: وكتب عمر إلى جَزءِ بن معاوية (عم) الأحنف بن قيس، وكان عاملا لعمرَ قبل موتِه بسنة: اقتلوا كلَّ ساحرٍ، وفرقوا بين (كل ذى) محرم من المجوس، وانههم عَنِ الزَّمْزَمَةِ (* * *) قال: وما شأنُ أَبى بستانٍ؟ فإن النبى ﷺ قال لجندب: جندبٌ وما جندبٌ! يضربُ ضربة يفرقُ بها بين الحق والباطلِ، فإذا أبو بستان يلعب في أسفلِ الحصين عند الوليد بن عقبةَ -وهو أميرُ الكوفة- والناسُ يحسبون أنه على سورِ القصرِ، ثم انطلق فقال جندب: ويلكم أيها الناس أما يلعب بكم؟ واللَّه إنه لفى أسفلِ القصر، ثم انطلق فاشتمل على السيفِ ثم ضربه".
"عن ابن المسيب: أن عمرَ بن الخطابِ أخذ ساحرًا فدفنه إلى صدِره ثم تركه حتى مات".
"عن عبد الرحمن بن عايد الأزدى، عن عمر أنَّه أُتى برجلٍ قد سرق فقطعه، ثم أُتى به الثانيةَ فقطعه، ثم أُتى به الثالثةَ فأراد أن يقطعهُ فقال له على: لا تفعل؛ فإنما عليه يدٌ ورجلٌ، ولكن اضربْه واحبسه".
"عن قتادةَ: في الرجلِ يبيعُ الحُرَّ، قال: قال عُمَرُ بن الخطاب: يكونُ عبدًا كما أقرَّ بالعبودِية على نفسه، وقال علىٌّ: لا يكونُ عبدًا، ويُقْطَع البائِعُ".
"عن يحْيى بنِ عبدِ الرحمنِ بن حاطبٍ: أَنَّ غِلْمَةً لأبيه عبد الرحمن بن حاطب سرقوا بعيرًا فانتَحَروه، فوجد عندهم جلده، فرفع أمره إلى عمر, فأمر بقطعِهم، فمكثوا ساعةً، وما نرى إلا قد فرغَ من قطعِهم، ثم قال عمر: علَّى بهم، ثم قال لعبد الرحمن: واللَّه إنى لأراك تستعملهم ثم تجيعهم وتسئ إليهم، حتى لو وجدوا ما حرم اللَّه عليهم حلَّ لهم، ثم قال لصاحبِ البعير: كم كنت تُعطِى بعيرك؟ قال: أرْبَع مائةِ دِرْهَمٍ، قال لعبد الرحمن بن حاطب: قُم، فاغرم له ثمان مائة درهم".
"عن عبد اللَّه بن أَبى عامر قال: انطلقتُ في ركبٍ، فَسُرِقت عيبةٌ لى ومعنا رجل يُتَّهم، فقال أصحابى: يا فلانُ أدِّ عَيْبَتَهُ! فقال: ما أخذتهَا، فرجعت إلى عمر بن الخطاب فأخبرته، فقال: كم أنتم؟ فعددتهم، فقال: أظنه صاحبها الذى اتهم، قلت: لقد أردت يا أمير المؤمنين أن آتى به مصفودا فتقول: أتَأتِى به مصفودًا بغير بينة؟ فقال: لا أكتب لك فيها, ولا أسألك عنها، قال: فغضب، فما كتب لى فيها ولا سأل عنها".
"عن بجالةَ بنِ عبدِ اللَّه قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب: أن اعرضوا على من قِبَلكم من المجوس: أن يدعوا نكاح أُمهاتهم وبناتهم وأخواتهم، وأن يأكلوا جميعًا كيما نلحقهم بأهل الكتابِ، واقتلوا كل كاهن وساحر".
"عن طاوسٍ أن عمرَ بنَ الخطابِ خرج ليلةً يحرسُ رُفقةً نزلت بناحيةِ المدينةِ، حتى إذا كان في بعضِ الليل مرَّ ببيتٍ فيه ناس يَشْرَبونَ، فناداهم: أفِسْقًا؟ فقال بعضهم: قد نهاك اللَّه عن هذا، فرجع عمر وتركهم".
"عن أَبى قلابة أن عمر حُدِّث أن أبا محجن الثقفى يشربُ الخمر في بيته هو وأصحابٌ له، فانطلق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجلٌ، فقال أبو محجن: يا أمير المؤمنين! إن هذا لا يَحِلُّ لك، قد نهاك اللَّه عن التجسس، فخرج عمر وتركه".