"عَنْ أُسيد بن حضير قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: إنكم ستلقون بعدِى أثَرةً) فلما كان زمن عمر قسَّم حللا بينَ الناس فبعث إلىَّ منها بحُلَّةٍ فاستصغَرْتُها فأعطيتها ابنِى فبينا أنا أُصَلِّى إذ مر بى شابٌّ من قريشٍ عليه حُلّةٌ من تلك الحللِ يَجُرُّها فذكرت قول رسول اللَّه ﷺ فانطلق رجلٌ إلى عمرَ فأخبره، فجاء وأنا أُصَلِّى، فقال: صل يا أسيدُ، فلما قضيت صلاتى، قال: كيف قلتَ؟ فأخبرته، فقال: تلك حُلَّة بَعَثْتُ بها إلى فلانٍ، وهو بدرى أُحُدِىٌّ عَقَبِىٌّ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلَبِسها فظننتَ أن ذلكَ يكونُ في زمانى، قال: قلتُ: قد واللَّه يا أمير المؤمنين ظنَنْتُ أن ذلك لا يكون في زَمَانِك".
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى ﷺ لِلْأَنْصَارِ بِالْعِفَّةِ وَالصَّبْرِ
أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَقَالُوا كَلِّمِ النَّبِيَّ ﷺ يَقْسِمْ لَنَا أَوْ يُعْطِينَا فَكَلَّمْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ «نَعَمْ أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ شَطْرًا وَإِنْ عَادَ اللَّهُ عَلَيْنَا عُدْنَا عَلَيْهِمْ» قَالَ قُلْتُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُكُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ» وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ أَثَرَةً بَعْدِي» فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؓ قَسَمَ حُلَلًا بَيْنَ النَّاسِ فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا أَبِي فَبَيْنَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً» فَقُلْتُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي فَقَالَ يَا أُسَيْدُ فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي قَالَ كَيْفَ قُلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبِيٌّ فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا أَفَظَنَنْتَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي زَمَانِي؟ قُلْتُ قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَاكَ لَا يَكُونُ فِي زَمَانِكَ