"عن قبيصةَ بن ذئب قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لا يحل لرجلٍ يدخل الحمامَ إلا بمئزرٍ، ولا يحل لامرأة أن تدخل الحمام، فقال رجل: لقد منعتها من حين سمعتك تنهى عن ذلك وإنها لسقيمة، فقال عمر: إلا مِنْ سقم".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (52/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٥٢
"عن ابن جريج قال: أخبرنى حسن بن مسلمٍ أن رجلا سأل طاوسًا متى قِيْلَ الصلاةُ خَيْرٌ من النوم؟ فقال طاوس: أما إنها لم تقل على عهد رسول اللَّه ﷺ ولكن بلالًا سمعها في زمان أَبى بكر بعد وفاةِ رسول اللَّه ﷺ يقولها رجلٌ غير مؤذن، فأخذها منه، فأذَّنَ بها، فلم يمكث أبو بكر إلا قليلا، حتى إذا كان عمرُ قال: لو نهينا بلالًا عن هذا الذى أحدث، وكأنه نَسِيه فأذن به الناس حتى اليوم".
"عَن ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ أَنَّ سعدًا أَوَّلُ مَنْ قَالَ: (الصَّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النَّوْمِ) فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: بِدْعَةٌ، ثُمَّ تَرَكَهُ، وَإِنَّ بِلَالًا لَمْ يُؤذِّنْ لِعُمَرَ".
"عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اجْتَمَعَتْ جَمَاعَةٌ فِي بَعْضِ مَاءٍ حَوْلَ مَكَّةَ وَفِى الْحجَّ فحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقدَّمَ رَجُل مِنْ آلِ أَبِى السَّائِبِ الْمَخْزُومِىِّ أَعْجَمَىُّ اللِّسَانِ، فَأَخَّرَهُ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرمَةَ وقَدَّمَ غَيْرَهُ، فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابَ فَلَمْ يُعَرَّفْهُ بِشَىْءٍ حَتَّى جَاءَ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا جَاءَ المَدينَةَ عرَّفهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ: أَنْظِرنِى يَا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ! إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ أَعْجَمِىَّ اللِّسَانِ، وَكَانَ فِى الحَجَّ فَخَشيتُ أَنْ يَسْمَعَ بَعْضُ الْحَاجِّ قِرَاءَتَهُ فَيَأخُذَ بِعُجْمتِهِ، قَالَ: أَوَهُنَاكَ ذَهَبْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَصَبْتَ".
"عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِى النَّجُودِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ كَانَ إِذَا بَعَثَ عُمَّالَهُ شَرَطَ عَلَيْهِم أَنْ لَا يَرْكَبُوا بِرْذَوْنًا، وَلَا يَأكُلُوا تِينًا، وَلَا يَلْبَسُوا رَقيقًا، وَلَا تُغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ دَونَ حَوَائِج النَّاسِ، فَإنْ فَعَلْتُم شَيْئًا مِن ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّت بِكُم الْعُقُوبَةُ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُمْ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ قَالَ: إِنِّى لَمْ أُسَلِّطْكُم عَلَى دِمَاءِ الْمُسلِمِينَ، وَلَا عَلَى أبْشَارِهم، وَلَا عَلَى أَعْرَاضِهمْ، وَلَا عَلَى أَمْوَالِهِم، وَلَكِنِّى بَعَثْتُكم لِتُقِيمُوا بهِمُ الصَّلَاةَ وَتَقْسمُوا فَيئَهُمْ، وَتَحْكمُوا بِالْعَدْلِ، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمَ شَئٌ فَارْفَعُوهُ إِلىَّ، أَلَا وَلَا تَضْرِبُوا الْعَرَبَ فَتُذِلُّوهَا، وَلَا تُجَمِّرُوهَا فَتَفتِنُوهَا، وَلَا تَعْتَلُوا عَلَيْهَا فَتَحْرِمُوهَا، جَرِّدوا القرآنَ".
"عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبيعَةَ قَالَ: اغْتَسَلتُ أنَا وآخرُ، فَرآنَا عُمَرُ ابْنُ الخَطَّاب وَأَحَدُنَا يَنْظُرُ إِلَى صَاحبه قَالَ: إِنِّى لأَخْشَى أَنْ يَكُونَا منْ خَلفِ الَّذى قَالَ اللَّه ﷻ {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (*) ".
"عَنْ عُبَيْدِ اللَّه بْنِ عَدِىِّ بْنِ الْخيارِ قَالَ: سمعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَواضَعَ للَّه (رَفَعَهُ اللَّه حكْمَةً)، وَقَالَ: (انتَعِشْ نَعَشَكَ) اللَّه وَهُوَ في نَفْسه حَقيرٌ، وفِى أَعْيُنِ النَّاسِ كبِيرٌ، وَإِذَا تَكبَّرَ وَعَدَا طَوْرَهُ وَهصَهُ اللَّه إِلَى الأَرْضِ وَقَالَ: اخْسَأ أخْسَأَكَ اللَّه، فَهُوَ فِى نَفْسِهِ كَبِيرٌ، وَفِى أَعْيُنِ النَّاسِ حَقِيرٌ، حَتَّى لَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْخِنْزِيرِ".
"عَن ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِذَا قَدِمَا مِنْ مَكَّةَ يَنْزِلَانِ بالْمُعَرِّسِ، فَإِذَا رَكِبُوا لِيَدْخُلُوا الْمَدينَةَ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَرْدَفَ وَرَاءَهُ غُلَامًا فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ عَلَى ذلِكَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُرْدِفَانِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِرَادَةَ التَّوَاضعِ؟ قَالَ: نَعَمْ، والتماس حمل الرَّاجِلِ لِئَلَّا يَكُونُوا كَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُلُوكِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَحْدثَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يُمْشُوا (غِلْمَانَهُمْ) خَلْفَهُمْ وَهُمْ رُكْبَانٌ، وَحَسَبَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ".
"عَن سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَقبَلنَا مِنَ الشَّامِ وَقَدْ فَتَحَ اللَّه لَنَا فُتُوحًا وَعُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ قَاعِدٌ بِظَهْرِ المدِينَةِ يَتَلَقَانَا وَلَبِسْنَا بُرودًا مماسة الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاج وَثِيَاب الْعَجَمِ، فَلَمَّا رآهُ عُمر جَعَلَ يَرْمِينَا، فَرَجَعْنَا فَلَبِسْنَا بُرُدًا يَمَانِيةً، فَلَمَّا انْتَهيْنَا إِلَيْه قَالَ: مَرْحَبًا بِأَولاد الْمُهَاجِرِينَ! إِنَّ الحَرِيرَ لَمْ يَرْضَهُ اللَّه لِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَيَرْضَاهُ لَكُمْ، إِنَّ الحَريرَ لَا يَصْلُحُ مِنهُ إِلَّا هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا -يَعْنِى أُصْبُعًا وَأُصْبُعَيْنِ وَثَلَاثًا وَأرْبَعًا".
"عَنْ أَبِى عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَنَحْنُ بِأذربيجَانَ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرقَدٍ: أَمَّا بَعْدُ فَأتَّزِرُوا وَارْتَدُوا وَانْتَعِلُوا وَارْمُوا بِالْخِفَافِ وَأَلْقُوا السَّرَاوِيلَاتِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ أَبِيكُمْ إِسْمَاعِيلَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَزِىَّ الْعَجَمِ! وَعَلَيْكُمْ بِالشَّمْسِ فَإِنَّهَا حَمَّامُ الْعَرَبِ، وتمعددوا وَاخْشَوْشَنُوا وَاخْلَوْلَقُوا وَاقْطَعُوا الرّكْبَ وَارْمُوا الأَغْرَاضَ، وَانْزُوا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا -وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ الوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ-".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: أعْضَلَ بِى أَهْلُ الْكُوفَةِ، مَا يَرْضَوْنَ بِأَمِيرٍ وَلَا يَرْضَاهُمْ أَمِيرٌ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: غَلَبَنِى أَهْلُ الْكُوفَةِ! أَسْتَعْمِلُ عَلَيهِمُ المُؤْمِنَ فَيَضْعُفُ، وَأَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِمُ الْفَاجِرَ فَيَفْجُرُ".
"عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّا لَا نَعْلَمُ أَبْوَابَ الرِّبَا، وَلأَنْ أَكُونَ أَعْلَمُهَا أحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِى مِثْلُ مِصْرَ وَكُورهَا، وَإِنَّ مِنْهُ أَبْوَابًا لَا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ، مِنْهَا (السَّلَمُ فِى السن) وَأَنْ تُبَاعَ الَثَّمَرَةُ وَهِى (مُضَعَّفَةٌ) لَمَّا تَطِبْ، وَأَنْ يُبَاعَ الْوَرِقُ بِالذَّهَبِ نَسئًا".
"عَن عُمَرَ: أَنَّهُ قَضَى فِى الأَرْنَبِ بِحِلَّانِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: حَجَّةٌ هَهُنَا، ثُمَّ أَحْدِجْ هَهُنَا حَتَّى تَفْنَى".
"عَنْ عُمَر: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمَذْى فَقَالَ: هُوَ الْقَطرُ، وَفِيهِ الْوُضُوءُ".
"عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ حَصَبَ الْمَسْجِدَ، فَقِيَل لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: هُوَ أَغْفَرُ لِلنُّخَامَةِ، وَأَلْيَنُ فِى الْمَوْطِئِ".
"عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَتَعَوَّذُ مِنَ الْفِتَنِ فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ (ألْفَاظِهِ) أَتَسْأَلُ رَبَّكَ أَنْ لَا يَرْزُقَكَ أَهْلًا وَمَالًا؟ أَوْ قَالَ: أَهْلًا وَوَلَدًا؟ وَفِى لَفْظٍ: أَتُحِبُّ أَنْ لَا يَرْزقُكَ مَالًا وَوَلَدًا؟ أَيُّكُمُ اسْتَعَاذَ مِنَ الْفِتْنَةِ فَيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِهَا".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ لَا يَزَالُ أَحَدُهُمْ كَاسِرًا وِسَادَةً عِنْدَ امْرَأَةٍ مُغزية (*) يَتَحَدَّثُ إِلَيْهَا؟ ! عَلَيْكُمْ بِالْجَنْبَةِ (* *) فَإِنَّهَا عَفَافٌ، وإِنَّمَا النِّسَاءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ إِلَّا مَا ذَبَّ عَنْهُ".
"عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ بِعُودٍ قَدْ رَوِىَ".
"عَنِ الحَسَنِ عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَا تَشْتَرُوا رَقِيقَ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَأَرْضَهُمْ، قِيلَ لِلحَسَنِ: لِم؟ قَالَ: لأَنَّهُمْ فَىْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ".
"عَن عَطَاء: أَنَّ عُمَرَ ذُكِرَ لَهُ الْمَضْمَضَةُ (للِصَّائِم) ثُمَّ قَالَ: لَا يَمْجُّهُ وَلَكِنْ لِيَشْرَبْهُ فَإِنَّ أَوَّلَهُ خَيْرٌ".
"عن عمر قال: نِعْمَ الْعَبْدُ صُهَيْبٌ! ! لَوْ لَمْ يَخَف اللَّه لَمْ يَعْصِه "أورده أبُو عُبيْدٍ فِى الغَرِيبِ، وَلَمْ يَسُق إِسْنَادَهُ وَقَدْ ذَكَرَ المتَأَخِّرُونَ مِنَ الحفَّاظِ أَنَّهُمْ لَمْ يقِفُوا لَهُ عَلَى إِسْنَاد، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ هُنَا -وإِن كَانَ لَيْسَ مِنْ شَرْط الكِتَابِ- لِشُهْرَتِهِ وَلأُنَبِّهَ عَلَيْه أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ أَوْرَدَهُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ مِنَ الصَّدْرِ الأَوَّلِ قَرِيبُ الْعَهدِ، أَدْرَكَ أَتْبَاعَ التَّابِعِينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ وَصَلَ إِلَيْهِ بِإِسْنَادٍ، وَلَمْ أَذْكُرْ فِى هَذَا الكِتَاب شَيْئًا لَمْ أَقِفْ عَلَى إِسْنَاده سِوَى هَذَا فَقَطْ" .
"عن الزهرى: أن عمر بن الخطاب قال: إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا الثُّلُثُ بَيْنَ الإِخْوَةِ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ، وَبَيْنَ الإِخْوَةِ مِنَ الأُمِّ فَهُمْ شُرَكَاءُ، لِلذِّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنْثى".
"عن إبراهيم قال: كَانَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّه وَزَيْدٌ يَقُولُونَ فِى امْرأَة تَرَكَتْ زَوْجَهَا وأمها، وَإخْوَتَهَا لأُمِّها، وَإخْوَتَهَا لأمِّهَا وَأَبِيهَا: للِزَّوْجْ النِّصْفُ، وَلِلأُمِّ السُّدُسُ، وَأَشْرَكُوا بَيْن الإِخْوَةِ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ وَالإِخْوَةِ مِنَ الأُمِّ فِى الثُّلُثِ وَقَالُوا: لَمْ يزِدْهُمْ أَبُوهُم إِلَّا قُرْبًا".
"عن الحارث عن على: أَنَّهُ كَانَ لَا يُوِرِّثُ الإِخْوَةَ لِلأَبِ والأُمِّ مِنْ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ شَيْئًا".
"عن أَبى مِجْلزٍ قال: كَانَ عَلِىٌّ لَا يُشْرِكُهُمْ وَكَانَ عُثْمَانُ يُشْرِكُهُمْ".
"عن طاوسٍ أنه قال في امْرَأَةٍ تُوُفِّيَتْ وَتَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا مِنْ أُمِّهَا وَأختَها من أُمِّهَا وَأَبِيهَا: لأُمِّهَا السُّدُسُ، وَلِزَوْجِهَا الشَّطْرُ، وَالثُّلُثُ بيْن الإِخْوَة مِنَ الأُمِّ وَالأُخْتِ مِنَ الأَبِ وَالأَمِّ، وَإِنَّ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: أَلْقُوا أَبَاهَا فِى الرِّيح أَمَّا الأُخْتُ لِلأَبِ وَالأُمِّ فَإِنَّهَا لَا تَرِثُ بِهِ، وَإِنَّمَا وَرِثَتْ مَع الإِخْوَةِ مِنْ أَجْلِ أنَّهَا ابْنَةُ أُمِّهِمْ".
"عن سليمان بن موسى: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أنَّهُ بَلغَنِى أَنَّكَ دَخَلتَ حَمَّامًا بالشَّامِ، وَأنَّ مَنْ بِهَا مِنَ الأَعَاجِم اتَّخَذُوا لَكُمْ دَلُوكًا (*) عُجِنَ بخَمْرٍ، وَإِنِّى أَظُنُّكُمْ آلَ الْمُغِيرَة ذَرْءَ (* *) النَّارِ".
"عن السائب مولى الفارسيين، عن زيد بن خالد الجهنى: أنه رآه عُمر ابن الخطاب -وهو خليفةٌ- يَرْكَعُ بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، فَمَشَى إلَيْهِ فَضَرَبَهُ بالدِّرةِ (* * *) وَهُوَ يُصَلِّى، قال زيد: اضْرِب يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوَاللَّه لَا أَدَعُهَما أبَدًا (بَعْدَ) إِذْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يُصَلِّيهمَا، فَجَلَسَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَال: يا زَيْدُ بْنَ خَالِدٍ لَوْلَا أَنِّى أخْشَى أَنْ يتخذهما النَّاسُ سُلَّمًا إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى اللَّيْلِ لَمْ أَضْرِبْ فِيهِمَا".
"عن طاوس: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ قَالَ: كَانَ يُصَلِّى قَبْلَ خِلَافَةِ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ تَرَكَهُمَا، فَلَمَّا تُوُفِّى عُمَرُ رَكَعَهُمَا، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَضرِبُ النَّاسَ عَلَيْهِمَا".
"عن سُوَيْدِ بْن غَفَلَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَضْرِبُ عَلَى الصَّلَاةِ بَعْدَ الإِقَامَةِ".
"عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيِّب، عن عمر بن الخطاب قال: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّه ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا عُمَرُ! فَقُلْتُ: لَبيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَبْعَثُنِى فِى حَاجَةٍ، قال: يا عُمَرُ أَيَكُونُ فِى أُمَّتى فِى آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ الْقَرْنِى يُصِيبُهُ بَلَاءٌ فِى جَسَدِهِ، فَيَدْعُو اللَّه فَيَذْهَبُ بِهِ إِلَّا لُمْعَةً فِى جَنْبِهِ إِذَا رَآهَا ذَكَرَ اللَّه ﷻ فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقْرِئهُ مِنِّى السَّلَامَ وَأمُرْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ؛ فَإِنَّهُ كَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ،
بَارٌّ بِوَالِدَتِهِ، لَوْ يُقْسِمُ عَلَى اللَّه لأَبَرَّهُ، يَشْفَعُ لِمثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، فَطَلَبْتُهُ حَيَاة رسُولِ اللَّه ﷺ ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَطَلَبْتُهُ خِلَافَةَ أَبِى بَكْرٍ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْه، وَطَلَبْتُهُ شَطْرًا مِنْ إِمَارَتِى، فَبَيْنَا أَنَا أستَقرِئُ الرِّقَاقَ وَأَقُولُ: فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ مُرَاد؟ فِيكُمْ أَحَدٌ مِن قَرنٍ؟ ، فِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرْنِىُّ؟ فَقَالَ شَيْخٌ مِنَ الْقَوْمِ هُوَ ابْنُ أَخِى، إِنَّكَ تَسْأَلُ عَن رَجُلٍ وضيعِ الشَّأن: لَيْسَ مِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْهُ يا أَمِيرَ المؤمنين! قُلت: أَرَاكَ فِيه مِنَ الْهَالكِينَ، فَرَدَّ الكَلَام الأوَّلَ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ رُفِعَتْ لِى رَاحِلَةٌ رَثَّةُ الْحَالِ عَلَيْها رَجُلٌ رَثُّ الْحَالِ فَوَقَعَ فِى خَلَدِى أَنَّهُ أُوَيْسٌ، قَلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّه! أَنْتَ أُوَيْسٌ القَرْنِىُّ؟ قال: نَعَمْ، قُلْتُ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلَامَ، فَقَال: عَلَى رسُولِ اللَّه ﷺ السَّلَامُ، وَعَلَيكَ يَا أَمِيرَ الْمؤْمِنِينَ! قَلْتُ: وَيَأمُرُكَ أَن تَدْعُو لِى، فَكُنْتُ أَلقَاهُ فِى كُلِّ عَامٍ فَأُخْبِرُهُ بِذَاتِ نَفْسِى، وَيُخبِرُنى بِذَاتِ نَفْسِهِ".
"عن الحسن قال: قال رسول اللَّه ﷺ يَدْخُلُ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمضَرَ، أمَا أُسَمِّى لَكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلَ؟ (*) بَلَى، قال: ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرْنِىُّ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ! إِنْ أَدْرَكْتَهُ فَأَقرِئْهُ مِنِّى السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ حَتَّى يَدْعُوَ لَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ كَانَ بِهِ وَضَحٌ فَدَعَا اللَّه فَرَفَعَ عَنْهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَردَّ عَلَيْه بَعْضَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِى خِلَافَةِ عُمَرَ قَال عُمَرُ -وهو بالموسم-: لِيَجْلِسْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ كَانَ من قرْنٍ، فَجَلَسُوا إلَّا رَجُلًا فَدَعَاهُ فَقَالَ له: هَلْ تَعْرِفُ فِيكُمْ رَجُلًا اسْمُهُ أُويْسٌ؟ قَالَ: وَمَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ فَإِنَّهُ رَجُلٌ لَا يُعرَفُ، يَأوِى الْخَرِبَاتِ، لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، فَقَال: أَقْرِئهُ مِنِّى السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ حَتَّى يَلْقَانِى،
فَأَبْلَغَهُ الرَّجُلُ رِسَالَةَ عُمَرَ فَقَدِم عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أُوَيْسٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّه وَرَسُولُهُ هَلْ كَانَ بِكَ وَضَحٌ دَعَوْتَ اللَّه فَرَفَعَهُ عَنْكَ، ثُمَّ دَعَوْتَهُ فَرَدَّ عَلَيْكَ بَعْضَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، مَنْ أخْبَرَكَ به؟ فَوَاللَّه مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُ اللَّه! قَالَ: أخْبَرَنِى بِهِ رَسُولُ اللَّه ﷺ ، وَأَمَرنِى أَنْ أَسأَلك حَتَّى تَدْعُوَ لِى، وَقَالَ: يَدْخُل الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَكْثَرُ مِنْ رَبيعَةَ وَمُضَر، ثُمَّ سَمَّاكَ فَدَعَا لِعُمَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: حَاجَتِى إِلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ أَنْ تَكْتُمَهَا عَلَىَّ وَتَأذَنَ لِى فِى الانْصِرَافِ، فَفَعَلَ، ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ نَهَاوَنْد فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ".
"عَنْ سَعيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى المنْبَرِ بِمِنًى: يَا أَهْلَ قَرْنٍ! فَقَامَ مَشَايِخُ فَقَالُوا: نَحْنُ يَا أَمِيرَ الْمؤْمِنينَ! ! قَالَ: أَفِى قَرْنٍ مَنِ اسْمُهُ أُوَيْسٌ؟ (فَقَالَ شَيخٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَيسَ فِينا مَنِ اسْمهُ أويسٌ) إلَّا مَجْنُونٌ يَسْكنُ الْقِفَارَ والرِّمَالَ، لَا يَألَفُ وَلَا يُؤلَفُ، فَقَالَ: ذَاكَ الَّذِى أعْنِيه، إِذَا عُدْتُمْ إِلَى قَرْنٍ فَاطْلُبُوهُ وبلِّغُوهُ (سلامى وقولوا له: إن رسول اللَّه ﷺ بشرنى بك وأمرنى أَنْ أقرأ عليك سلامَهُ، فعادوا إلى قرن يطلبونه فوجدوه في الرمال فأبلغوه) وبلغوه سَلَامَ عُمَرَ وَسَلَامَ رَسُولِ اللَّه ﷺ فَقَالَ: أَعَرفَنِى أَميرُ المؤْمِنينَ وَشَهَّرَ بِاسْمِى؟ السَّلامُ عَلَى رسُولِ اللَّه- صلى اللَّه عليه وآله وَسلَّم- وَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمْ يُوقَفْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَثَرٍ دَهْرًا، ثُمَّ عاد فِى أَيَّامِ عَلِىٍّ فَقاتل بَيْنَ يَدَيْهِ فاسْتُشْهِد فِى صِفِّينَ".
"عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْأَلُ وَفْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْهِ: تَعْرِفُونَ أُوَيْس بْنَ عَامِرٍ الْقَرْنِى؟ فَيَقُولُون: لَا، وَكَانَ أُوَيْسٌ رجُلًا يَلْزَمُ المَسْجِدَ بِالْكُوفَةِ فَلَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ، وَلَهُ ابْنُ عَمٍّ يَغْشَى السُّلطَانَ ويؤذى أويْسًا فوفد ابن عَمِّهِ إِلَى عُمَرَ فِيمَنْ وَفَدَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَتَعْرِفُونَ أُوَيْس بْنَ عَامِرٍ الْقَرْنِىَّ؟ فَقَال ابنُ عَمِّهِ: يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ! إِنَّ أُوَيْسًا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ تَعْرِفَهُ أَنْتَ، إِنَّمَا هُوَ إِنْسَانٌ دُونٌ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّى فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْلَكَ هَلَكْتَ! إِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَيَكُونُ فِى التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ الْقَرْنِىُّ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَفْعَلْ، فَإِذَا رَأَيْتَه فَأَقْرِهِ مِنِّى السَّلَامَ وَمُرْهُ أَنْ يَفِدِ إِلَىَّ، فَوَفَدَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَل عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ أُويْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرْنِى؟ أَنْتَ الَّذِى خَرَجَ بكَ وَضَحٌ منْ بَرَصٍ فَدَعَوْتَ اللَّه أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْكَ فَأَذْهَبَهُ؟ فَقُلتَ: اللَّهُمَّ أَبْقِ لِى مِنْهُ فِى جَسَدِى مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ؟ قَالَ: وَأنَّى دَريْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ وَاللَّه إِنْ أطْلَعْتُ علَى هَذَا بَشَرًا قَالَ: أَخْبَرَنِى بِهِ رَسُولُ اللَّه ﷺ أَنَّهُ سَيَكُونُ فِى التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرْنِىُّ، يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ من برصٍ فَيَدْعُو اللَّه أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ فَيفْعَلُ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنزِلْ فِى جَسَدِى مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ، فَيَفْعَل فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَليَفْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لى يَا أُوَيْسُ! (قال: غفر اللَّه لك يا أمير المؤمنين! ) قَالَ: وَلَكَ يَغْفِرُ اللَّه يَا أُوَيْسُ بْنَ عَامِر! فَقَالَ النَّاسُ: اسْتَغْفِرْ لَنَا يَا أُوَيْسُ! فَرَاغَ فَمَا رُئى حَتَّى السَّاعَةِ".
"عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ (قال:
مكث عمر) يَسْأَلُ عن أُوَيْسٍ الْقَرْنِى عَشْرَ سِنِينَ، فَذَكَر أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ اليمَنِ! مَنْ كَانَ مِنْ مُرَادٍ فَلْيَقُمْ، فَقَامَ مَنْ كَانَ مِن مُرَادٍ وَقَعَدَ آخَرُونَ، فَقَالَ: أَفيكُمْ أُوَيْسٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: يا أَميرَ الْمؤمِنيِنَ! لَا نَعْرِفُ أُوَيْسًا وَلَكِنِ ابْنُ أَخٍ لِى يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ هُوَ أَضْعَفُ وَأَمْهنُ مِن أَنْ يَسْأَلَ مِثْلُكَ عَن مَثْلِهِ، قال له: أَبِحَرَمِنَا هو؟ قَالَ: نَعَم هُوَ بالأَرَاكِ بِعَرَفةَ يَرْعَى إِبِلَ الْقَوْمِ فَرَكِبَ عُمَرُ وَعَلِىٌّ ؓ حِمَارَيْنِ ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الأَراكَ فَإِذا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى، يَضْرِبُ ببَصَرِه نَحْوَ مَسْجِدِه وقَدْ دَخَلَ بَعْضُهُ فِى بَعْضٍ، فَلَمْا رَأَيَاهُ قَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبه: إِنْ يَكُ أَحَدٌ الَّذِى نَطلُبُهُ فَهَذَا هُوَ، فَلَما سَمِع حديثهما خَفَّفَ وَانْصَرَفَ، فسلما عليه فرد عليهما، فلما رَدَّ عَلَيْهِما: وَعَلَيْكُمَا السَّلَام وَرَحْمَةُ اللَّه وبركاته، قَالَا لَه: مَا اسْمُكَ رَحِمَك اللَّه؟ قَالَ: أَنَا رَاعِى هَذِهِ الإِبِل، قَالَا: أَخْبِرْنَا بِاسْمكَ، قَالَ: أَنَا أَجِيرُ الْقَوْم، قَالَا: مَا اسْمكَ؟ قال: أَنَا عَبْدُ اللَّه، قَالَ لَهُ عَلِىٌّ: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مَن فِى السَّمَواتِ وَالأَرْضِ عبيدُ اللَّه فَأَنْشُدُكَ برَبّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ, رَبِّ هَذَا الْحَرَمِ مَا اسْمُكَ الَّذِى سَمَّتْكَ بِه أُمُّكَ؟ قَالَ: وَمَا تُريدَان إِلَى ذَلكَ؟ قال: أَنَا أُوَيْسُ بْنُ عامر، فَقَالَا لَه: اكْشِفْ لَنَا عَن شِقِّكَ الأَيْسَرِ فَكَشَفَ لهما، فإذا لمعة بيضاء قدر الدرهم من غير سوء) فابْتَدَرَا يُقَبِّلَانِ المَوْضِعَ، ثُمَّ قَالَا لَهُ: إِنَّ رسُولَ ﷺ أَمَرَنَا أن نُقْرِئَكَ السَّلَامَ وَأَنْ نَسْأَلَكَ أَنْ تَدْعُوَ لَنَا، فَقَالَ: إِنَّ دُعَائِى فِى شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِهَا لِجَمِيع المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمنَاتِ، فَقَالَا: ادْع لنا! فَدَعَا لَهُمَا وَلِلمُؤْمِنِينَ وَالْمؤْمِنَاتِ، فَقَالَ له عمر: أُعطيك شيئًا من رزقى أو من عطائى تستعين به، فقال: ثَوْباىَ جَدِيدَانِ، وَنَعْلَاىَ مَخْصُوفَتَانِ، وَمَعِى أَرْبَعَةُ دَرَاهمَ، وَلِى فَضْلَةٌ عنْدَ الْقَوْمِ، فَمَتَى أُفْنِى هَذَا؟ إِنَّهُ مَن أَمَّلَ جُمُعَةً أَمَّل شَهْرًا، وَمَن أَمَّلَ شَهْرًا أَمَّل سَنَةً، ثُمَّ رَدَّ عَلَى الْقَوْمِ إِبِلَهُمْ، ثُمَّ فَارَقَهُم فَلَم يَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ".
"عَن عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ الْحَضْرمِىِّ قَالَ: انْتَهَى الزُّهْدُ إِلَى ثَمَانِيةِ نَفَرٍ مِنَ التَّابِعِينَ: عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الْقَيْسِى، وَأُوَيْسٍ الْقَرنىِّ، وَهَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِىِّ، والرَّبِيعِ ابْنِ خَيْثَمٍ الثَّوْرِىِّ وَأَبِى مَسْلَمَة الْخَوْلَانِىّ، وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَمَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدعَ وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ البَصْرِىِّ، فَأَمَّا أُوَيْسٌ الْقَرْنِىُّ فَإِنَّ أَهْلَهُ ظَنُّوا أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَبَنَوْا لَهُ بَيْتًا عَلَى بَابِ دَارِهِمْ، فَكَانَ يَأتِى عَلَيْه السَّنَةُ وَالسَّنَتَانِ لَا يَرَوْنَ لَهُ وَجْهًا، وَكَانَ طَعَامُهُ فِيمَا يُلْقَطُ مِنَ النَّوَى، فَإِذَا أَمْسَى بَاعَهُ لإِفْطَارِهِ، وَإِنْ أَصَابَ حَشَفَةً (*) خبأها لإِفْطَارِه، فَلَمَّا وُلِّىَ عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! قُومُوا بالموسم، فَقَال: أَلَا اجْلسُوا إلَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فجلسُوا، فَقال: ألا اجْلِسُوا إلَّا من كان من أهل الكوفة، فجلسوا، فقال: ألا اجلسوا إلا من كان من مراد، فجلسوا، فقال: ألا اجلسوا) إلّا مَنْ كان مِنْ قرْنٍ فَجَلَسُوا إِلَّا رَجُلًا -وَكَانَ عَمَّ أُوَيْسٍ- فَقَالَ عُمَرُ لَهُ، أَقَرنِىٌّ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَتَعْرِفُ أُويْسًا - قَالَ: وَمَا تَسْألُ عَن ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّه مَا فِينَا أَخَفُّ منه وَلَا أَجَنُّ مِنْهُ وَلَا أَهْوَجُ مِنْهُ، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: بِكَ لَا بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: يَدْخُلُ الَجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ مِثلُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".
"عن عروة: أن عمر بن الخطاب كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَشَهُّدَ فِى الصَّلَاةِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُم فَليَقُلْ: بِاسْمِ اللَّه خَيْرِ الأَسْمَاءِ، التَحِيَّاتُ الزَّاكِيَاتُ، والصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ للَّه السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّه وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عبَادِ اللَّه، الصَّالِحِينَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ: قَالَ عُمَرُ: ابْدَأُوا بِأَنْفُسِكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّه ﷺ وَسَلِّمُوا عَلَى عبَادِ اللَّه الصِّالِحِينَ".
"عن عُمَرَ: أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَمَسَّى بِهَا أَوْ شَغَلَهُ بَعْضُ الأَمْرِ حَتَّى طَلَعَ نَجْمَانِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ تِلْكَ أَعْتَقَ رَقَبَتَيْنِ".
"عن علقمةَ بنِ عبد اللَّه قال: أُتِىَ عُمر بن الخطاب بِبِرْذَوْنٍ فقال: مَا هَذَا؟ فِقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمؤْمنِينَ هَذِهِ دَابَّةٌ لَهَا وِطَاءٌ وَلَهَا هَيْئَةٌ وَلَهَا جَمَالٌ تَرْكَبُهُ العَجَمُ، فَقَالَ فَرَكِبَهُ، فَلَمَّا سَارَ هَزَّ مَنْكِبَيْه فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّه هَذَا، بِئْسَ الدَّابَّةُ هَذِهِ، فَنَزَلَ عَنْهُ".
"عن ثابت: أَنَّ عُمَرَ اسْتَسْقَى فَأُتِىَ بِإنَاء مِنْ عَسَل، فَوَضَعَهُ عَلَى كَفِّهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَشْرَبُهَا فَتَذْهَبُ حَلَاوَتُهَا وَتَبْقى نقمتها؟ ! قَالَها ثَلاثًا، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ فَشَرِبَهُ".
"عن مالك بن أوس: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ أَرْبَعَمائَة دينَارٍ فَجَعَلَهَا فِى صُرَّة، ثُمَّ قَالَ لِلغُلَام، اذْهَبْ بهَا إِلَى أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّحِ، ثُمَّ تَلَهَّ فِى الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ، فَذَهَبَ بِهَا الْغُلَامُ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: اجْعَلْ هَذِهِ فِى بَعْضِ حَوَائِجِكَ، فَقَالَ: وَصَلَهُ اللَّه وَرَحمَهُ، ثُمَّ قَالَ: تَعَالَىْ يَا جَارِيَةُ! اذْهَبِى بِهَذِهِ السبعة إِلَى فُلَانٍ، وَبِهَذِهِ الْخَمْسَةِ إِلَى فُلَانٍ حَتَّى أَنْفَدَهَا فَرَجَعَ الْغُلَامُ إِلَى عُمَر فَأَخْبَرَهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ أعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بِنِ جَبِلٍ فَقَالَ: اذهَبْ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبِلٍ وتَلَةَّ فِى الْبَيْتِ سَاعَةً حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ، فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: اجْعَلْ هَذهِ فِى بَعْضِ حَاجَتِكَ، فقال: وَصَلَهُ اللَّه وَرَحِمَهُ! تَعَالَىْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِى إِلَى فُلَانٍ بِكَذَا، أَوْ إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا، فَاطلَّعَتِ امْرَأةُ مُعَاذٍ وَنَحْنُ وَاللَّه مَسَاكِينُ! فَأعْطِنَا، وَلَمْ يَبْقَ فِى الْخِرْقَةِ إِلَّا دِينَارانِ فَمَدَّهمَا بِهِمَا، فَرَجع الْغُلَامُ إلَى عُمَرَ فَأخْبَرَهُ، فَسُرَّ بِذَلِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: إِنَّهُم إِخْوَةٌ بَعْضُهُم مِنْ بَعْضِ".
"عن صفوانَ بن سليمٍ قال: جَمَعَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بَيْنَ الظَّهْرِ وَالْعَصْرِ فِى يَوْمٍ مَطِيرٍ".
"عن إبراهيم: أَنَّ عمرَ وابن مسعودٍ كَانَا يُصَلِّيَانِ فِى السَّفَرِ قَبْلَ الْمكْتُوبَةِ وَبَعْدَهَا".
"عن القاسم بنِ محمدٍ أَنَّ عُمَرَ: كَانَ يُوتِرُ بِالأَرْضِ".
"عن جابر قال: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُو يَقُولُ: لَا تُعْجِلُوا هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ أَعِشْ رَأَيْتُ فيهِ الرَّأى، وَإِنْ أَمُتْ فَهُوَ إِلَيكُمْ، قَالوا: يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ: إِنَّهُ وَاللَّه قَدْ قُتِلَ وَقُطِعَ، قالَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعُونَ! ! ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكُمْ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ قَالَ: اللَّه أَكْبَرُ، ثُمَّ نَظَر إِلى ابْنِهِ عبدِ اللَّه فَقَالَ: أَىْ بُنَىَّ! أَىَّ وَالدٍ كُنْتُ لَكَ؟ قَالَ: خَيْرُ والِدٍ، قَالَ: فَأُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَا احْتَمَلْتَنِى حَتَّى يَلْصَقَ خَذِّى بالأَرْضِ حَتَّى أَمُوتَ كَمَا يَمُوتُ الْعَبْدُ، فَقَال عَبْد اللَّه: وَاللَّه إِنَّ ذَلِكَ لَيَشْتَدُّ عَلَىَّ يَا أَبَتَاهُ! ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَلَا تُرَاجعْنِى، فَقَام فَاحْتَمَلهُ حَتَّى أَلْصَقَ خَذَّهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّه! أقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّ اللَّه وَحَقِّ عُمَرَ إِذَا مِتُّ فَدَفَنْتَنِى فَلَا تَغْسِلْ رَأسَكَ حَتَّى تَبِيَع مِنْ رِبَاع آلِ عُمَر ثَمَانِينَ أَلْفًا فَتَضَعَهَا فِى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -وَكَانَ عِنْدَ رَأسِه- يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! وَمَا قَدْرُ هَذِهِ الثَّمَانِينَ أَلْفًا؟ فَقَدْ أَضْرَرْتَ بِعِيَالِكَ، أَوْ بِآلِ عُمَرَ، قَالَ: إِلِيْكَ عَنِّى يَا بْنَ عَوْفٍ! فَنَظَر إِلَى عَبْدِ اللَّه فَقَالَ: يا بُنَىَّ! وَاثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا أَنْفَقْتُهَا فِى اثْنَتَىْ عَشْرَةَ حَجَّةٍ حَجَجْتُهَا فِى وِلَايَتِى وَنَوائِبَ كَانَتْ (تَنوينى) في الرُّسُلِ (تأتينى) مِنْ قِبَلِ الأَمْصَارِ، فَقَال لَهُ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوفٍ: يَا أَمِيرَ المؤمنينَ! أَبْشِرْ وَأَحْسِنِ الظَنَّ بِاللَّه، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا مِنَ المهَاجِرِينَ (والأَنْصَارِ) إلا وَقَدْ أَخَذَ مِثْلَ الَّذِى أَخَذْتَ مِنَ الْفَىْءِ الَّذِى جَعَلَهُ اللَّه لَنَا، وَقَد قُبِضَ رَسُولُ اللَّه ﷺ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَقَد كَانَتْ لَكَ مَعَهُ سَوَابِقُ فَقَالَ: يَا بْنَ عَوْفٍ! وَدَّ عُمَرُ أَنَّهُ لَوْ خَرَج مِنْهَا كَما دَخَلَ فِيهَا، إِنِّى أوَدُّ أَنْ أَلْقَى اللَّه فَلَا يُطَالِبُونى بِقَلِيلٍ وَلَا كَثيرٍ".
"عن عمر قال: وَدِدْتُ أنِّى شَعْرة فِى صَدْرِ أَبِى بَكْرٍ".
"عن عمر قال: خَيْرُ (هَذِه) الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أبُو بَكْرٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا بَعْدَ مَقَامِى هَذَا فَهُوَ مُفْترٍ، وَعَلَيْه مَا عَلى المُفْتَرِى".
"عن أَبى بَلْجٍ عَلِىٍّ بنِ عُبْيدِ اللَّه قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ قَاعدٌ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَة يَخْطُبُ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا سَارِيةُ الْجَبَلَ! يَا سَارِيَةَ الْجَبَلَ، ثُمَّ أَخَذَ فِى خُطبَتِهِ، فَأَنْكَرَ الَنَّاسُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا نَزَلَ وَصَلَّى قِيلَ: يا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ صَنعْتَ الْيَوْمَ شَيئًا مَا كُنَّا نَعْرِفُهُ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قِيلَ: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا -وَذَكَرُوا مَا نَادَى بِه فَقَالَ: مَا كَانَ شَىْءٌ مِنْ هَذَا، قَالُوا: بَلَى وَاللَّه، لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَثْبتُوا مِنْ هَذَا اليَوْمِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ثُم أَبْصِرُوا، وَكَان يَبْعثُ سَارِيَةَ فِى بَعْثِ الْعِرَاقِ، فَطَفَّ العَدُوُّ فَحِيزَ إِلَى الْجَبَلِ (وقَالَ سَارَيَةُ لَمَّا انْصَرَف: بينا نَحْنُ نُقَاتِلُ الْعَدُوَّ إِذ سَمِعْنَا صَوْتًا لَا نَدْرِى مَا هُوَ: يَا سَاريَةُ الْجَبَل) ثلاثا، فَدَفَعَ اللَّه عَنْا بِهِ، فَنَظَرُوا فِى ذَلِكَ اليَوْمِ فإِذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِى قَالَ عُمَرُ فِيهِ مَا قَالَ".