"عن عمر قال: يا معشرَ القراء! ارفعوا رءوسَكُمْ، مَا أَوْضَحَ الطَّريقَ! فاسْتَبِقُوا الخيرات، ولا تكونوا كَلَّا على المسلمين".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (50/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٥٠
"عَنْ نَافِعٍ قَالَ: دَخَلَ شَابٌّ قَوِىٌّ الْمَسْجِدَ، وَفِى يَدِهِ (مَشَاقِصُ) وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ يُعِيننُى في سَبيلِ اللَّه؟ فَدَعَا به عُمَرُ فَأُتِى به، فَقَالَ: مَنْ يَسْتَأجِرُ مِنِّى هَذَا يَعْمَلُ فِى أَرْضِهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا يَا أَميرَ المُؤْمِنينَ! قَالَ: بِكَمْ تَأجُرُهُ كُلَّ شَهْرٍ؟ قَالَ: بَكَذَا وَكَذَا، قَالَ (خُذْهُ)، فَانْطَلَقَ بِهِ، فَعَمِلَ فِى أَرْضِ الرَّمْلِ أَشْهُرًا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ لِلرَّجُلِ: مَا فَعَلَ أجِيرُنَا؟ قَالَ: صَالِحٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ! قَالَ: ائْتِنِى بِهِ، وَبِمَا اجْتَمَعَ لَه مِنَ الأَجْرِ، فَجَاءَ بِهِ وبِصُرَّةٍ مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: خُذْ هَذِهِ، فَإِنْ شِئْتَ الآنَ فَاغْزُ وَإِنْ شِئْتَ فَاجْلِسْ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا جَاءَنِى أَجَلِى فِى مَكَانٍ مَا عَدَا الجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّه أحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ يَأتِيَنِى وَأَنَا بَيْنَ شُعْبَتَى رَحْلِى، أَطْلُبُ مِن فَضْلِ اللَّهِ، وَتَلَا: {وآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (*) ".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ نجنِ حَاطِبٍ قَالَ: صَلَّيتُ خَلفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَتَمَةَ فقسم بِنَا آلَ عِمرَان فِى الرَّكعَتَيْنِ، فَوَاللَّه مَا أَنْسَى قِرَاءَتَهُ: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ".
"عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ: أَتَيْتُ مِنَ الْجَبَّانِ وَأَنَا أَقُولُ: الآنَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَمَرَرْتُ بسُويدِ بْنِ غَفَلَةَ عِنْدَ مَسْجِدهِمْ فَقُلْتُ: أصَلَّيْتُمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: مَا أَراكُمْ إِلَّا قَدْ عَجِلْتُمْ، قَالَ: كَذَلِكَ كَانَ عُمرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُصَلِّيهَا".
"عَن أَبِى مِجْلَزٍ قَالَ: اسْتَلْقَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، وَكَانَ أَقْوَامٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى حَتَّى صَنَعَ عُمَرُ".
[Machine] "Omar Ibn Al-Khattab isolated himself one day and began contemplating. He then sent a message to Ibn Abbas and said: How can this Ummah, its book is one, its prophet is one, and its Qiblah is one, differ? Ibn Abbas said: O Amir (leader)! Indeed, the Quran was revealed to us, so we recited it and learned the reasons for its revelation. However, after us, there will be people who will recite the Quran without knowing its reasons for revelation. Therefore, each group will have their own interpretation. If each group has their own interpretation and they differ, they will fight one another. Omar became enraged and scolded him, and Ibn Abbas left. Later, he called him again and acknowledged what he had said, then he said: Yes, you are right."
"خلا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الأُمَّةُ وكِتَابُهَا وَاحِدٌ، وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ وَقبْلَتُهَا وَاحِدَةٌ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ! إِنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ، فَقَرَأْنَاهُ وَعَلِمْنَا فِيمَا نَزَلَ، وَإِنَّهُ يَكُونُ بَعْدَنَا أقْوَامٌ يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ لَا يَعْرِفُونَ فيمَ نَزَلَ، فَيَكُونُ لِكُلِّ قَوْمٍ فِيهِ رَأىٌ، فَإِنْ كَانَ لِكُلِّ قَوْمِ فِيهِ رَأىٌّ اخْتَلَفُوا (فَإذَا اخْتَلَفُوا) اقْتَتَلُوا، فَزَبَرَهُ عُمَر وَانْتَهَرَهُ، وَانْصَرَفَ ابنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدُ فَعَرَفَ الَّذِى قَالَ، ثُمَّ قَالَ: إِيهًا أَعِدْ".
"عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ عَلَى قَوْمٍ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَرَاجَعُونَ فِيهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا نَقْرأُ الْقُرآنَ وَنَتَرَاجَعُ، فَقَالَ: تَرَاجَعُوا وَلَا تَلْحنُوا".
"عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ قَالَ: قَدِمَ بَرِيدُ مَلِك الرُّومِ عَلَى عُمَرَ ابْنِ الْخَطَّابِ، فَاسْتَقْرَضَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دِينَارًا فَاشْتَرَتْ بِهِ عِطرًا وَجَعَلَتْهُ فِى قَوَارِيرَ، وَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ الْبَرِيدِ إِلَى امْرأَةِ مَلكِ الرُّومِ، فَلْمَّا أَتَاهَا فَرَّغَتْهُنَّ وَمَلأَتْهُنَّ جَوَاهِرَ وَقَالَتْ: اذهَبْ بِهِ إِلَى امْرأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (فَلَمَّا أَتَاهَا فَرَّغَتْهُنَّ على البِسَاطِ، فدَخَلَ عُمَرُ بن الخطاب)، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَأَخْبَرَتْهُ بِالْخَبَرِ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْجَوَاهِرَ فَبَاعَهُ وَرَفَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ دِينَارًا، وَجَعَلَ مَا بَقِى مِن ذَلِكَ فِى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ".
"عَنْ أَسْلَم: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ طَافَ لَيْلَةً فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ فِى جَوْفِ دَارٍ لَهَا وَحَوْلَهَا صِبْيَانٌ يَبْكُونَ وَإِذَا قِدْرٌ عَلَى النَّارِ قَدْ مَلأَتْهَا مَاءً، فَدَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْبَابِ فَقَالَ: يَا أَمَةَ اللَّه! (مَا) (*) بُكَاءُ هَؤُلَاء الصِّبْيَانِ؟ قَالَتْ: بُكَاؤهُمْ مِنَ الْجُوعِ، قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْقدْرُ الَّتِى عَلَى النَّارِ؟ قَالَتْ: قَدْ جَعَلتُ فِيهَا مَاءً هُو ذا أُعلِّلُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا وَأَوهِمُهُمْ أَنَّ فِيهَا شَيْئًا (دَقِيقًا) (* *) فَبَكَى عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى دَارِ الصَدَقَةِ وَأَخَذَ غَرَارَةً (* * *) وَجَعَلَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ دَقيقٍ وَسَمْنٍ وَشَحْمٍ وَتَمْرٍ وَثِيَابٍ وَدَرَاهِمَ حَتَّى مَلأَ الْغِرَارَةَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَسْلَمُ! احْملْ عَلَىَّ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ! أنَّا أَحْمِلُهُ عَنْكَ؟ فَقَالَ لِى: لَا أُمَّ لَكَ يَا أَسْلَمُ! بَلْ أَنَا أَحْمِلُهُ لأَنِّى أَنَا الْمَسئُولُ عَنْهُمْ فِى الآخِرَةِ، فَحَمَلَهُ حَتَّى أتَى بِهِ مَنْزِلَ الْمَرْأةِ، فَأَخَذَ القِدْرَ وَجَعَل فِيهَا دَقِيقًا وَشَيْئًا مِنْ شَحْمٍ وَتَمْرٍ وَجَعَلَ يُحَركُهُ بِيَدِهِ وَينْفُخُ تَحْتَ القدْرِ، فَرَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِ لِحْيَتِهِ حَتَّى طَبَخَ لَهُمْ، ثُمَّ جَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ ويُطعمُهُمَ حَتَّى شَبِعُوا! ثُمَّ خَرَجَ وَرَبَضَ بِحِذَائِهِمْ (حَتَّى) (* * * *) كَأَنَّه سَبعٌ، وَخِفْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلكَ حَتَّى لَعِبَ الصبْيَانُ وَضَحِكُوا، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ! تَدْرِى لِمَ رَبَضْتُ بِحَذَائِهِمْ؟ قُلتُ: لَا، قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَبْكُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَذْهَبَ وَأَدَعَهُمْ حَتَّى أَرَاهُمْ يَضْحَكُونَ، فَلَمَّا ضَحِكُوا طَابَتْ نَفْسِى".
"عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَتَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ إِلَى عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَة يَسْتَأذنُهُ فِى بنَاء بَيْت يسْكُنُهُ، فَوَقَعَ فِى كِتَابِهِ: (ابْنِ) مَا يَسْتُركَ مِنَ الشَّمْسِ، وَيقيك مِنَ الْغَيْثَ، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ (بُلغَةٍ (*)) (* *)، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلى مِصْرَ: كُنْ لِرَعِيَّتِكَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَمِيرُكَ".
"عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَكَلَ الْجَارُودُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَاِ جَارِيَةُ! هَلُمِّى الدِّسْتَارَ -يَعْنِى الْمِنْدِيلَ يَمْسَحُ يَدَهُ- قَالَ عُمَرُ: امْسَحْ يَدَكَ بِاسْتِكَ أو ذَرْ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: الرَّأىُ الْمُفْردُ كَالْخَيْطِ (السَّحِيل)، وَالرَّأيَانِ كَالْخَيْطَيْنِ المُبْرَمَيْنِ، وَثَلاثَةُ الآرَاءِ لَا تَكَادُ تَنْقَطِعُ".
"عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِى حَازِمٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَشْكو إِلَيْهِ النَّقْرَسَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبتْكَ الظَّهَائِرُ (*) ".
"عَنِ الْمُعَافى بْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ بقَوْمٍ يَتْبَعُونَ رَجُلًا قَدْ أُخِذَ (فِى اللَّهِ)، فَقَالَ: لَا مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِى لَا تُرَى إِلَّا فِى الشَّرِّ".
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِىِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ فُلانًا رَجُلُ صِدْقٍ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ سَافَرْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: لا. قال: فَهَلْ (كَانتْ) بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مُعَامَلَةٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلِ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى شَىْءٍ؟ قَالَ: لَا، (قال): فَأنْتَ الَّذِى لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ، أَرَاكَ رَأيْنَهُ يَرْفَعُ رَأسَهُ وَيَخْفِضُ فِى الْمَسْجِد".
"عَنْ عُمَرَ (قال) (*) اسْتَغْزِرُوا الدُّمُوعَ بِالتَّذَكُّرِ".
"عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: هَجَا النَّجَاشِىُّ وَهُوَ (قَيْسُ) بْنُ عُمَرَ، وَالْحَارثىُّ بَنى الْعَجْلَانِ فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ عمر بن الْخَطَّابِ فقال: مَا قَالَ فِيكُمْ؟ فَأَنْشَدُوهُ:
إِذا اللَّهُ عَادَى أَهْلَ لُؤْمٍ وَدَقَةٍ ... فعَادى بَنِى الْعَجْلَان رَهْطَ ابْنَ مقْبِلٍ
فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ مَظلُومًا اسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ ظالِمًا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ أَيْضًا:
قَبِيلَتُهُ لَا يَغْدِرُونَ بذِمَّةٍ ... وَلَا يَظلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلٍ
فَقَالَ عُمَرُ: لَيْتَ آلَ الْخَطَّابِ هَكَذَا، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ:
وَلَا يَرِدُونَ الْمَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً ... إِذَا صَدَرَ الْوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ أقَل لِلزِّحَامِ، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ:
تَعَافُ الْكِلَابُ الضَّارِيَاتُ لُحُومَهُمْ ... وَيَأكُلْنَ مِنْ كَعْبٍ (وَعَوْفٍ وَنَهْشَلٍ)
فَقَالَ عُمَرُ: احْرَزَ الْقَوْمُ مَوْتَاهُمْ وَلَمْ يُضَيَّعُوهُمْ".
"عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ (يَقُولُ): يَنْبَغِى لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فِى أَهْلِهِ مِثْلَ الصَّبِىِّ، فَإِذَا الْتُمِسَ مَا عِنْدَهُ وُجِدَ رَجُلًا".
"عَنِ الْمدَائِنِى قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمًا قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُه رَقِيقَ الْمُرُءَةِ".
"عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّه الْقُرَشِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى شَابٍّ قَدْ نَكَّسَ فِى الصَّلَاة رَأسَهُ، فَقَالَ: يَا هَذَا! ارْفَعْ رَأسَكَ فَإِنَّ الْخُشُوعَ لَا يَزِيدُ عَلَى مَا فِى الْقَلبِ، فَمَنْ أَظَهَرَ لِلنَّاسِ خُشُوعًا فَوْقَ مَا فِى قَلبِهِ فَإِنَّمَا أَظهَرَ نِفَاقًا عَلَى نِفَاقٍ".
"عن عمر بن الخطاب قال: ما النارُ في يَبَسِ العَرْفج بأسْرَعَ من الكذب في فسادِ مروءةِ أحدِكم، فاتقوا الكذب، واتركوه في جِدٍّ وَهَزْلٍ".
"عن الأحنف بن قيس قال: ما سمعَ النَّاسُ مثلَ عُمَر بنِ الخطابِ في بابِ الدينِ والدُّنْيا، كان مُنَوَّر القلب، فَطِنا بجميعِ الأمورِ، بَيْناه يطوفُ ذات ليلة سمع امرأة تُنشد:
فمنهنَّ من يُسْقى بعذبٍ مُبَرَّدٍ ... نعاجٍ فتلكم عند ذلك قرت
ومنهن من يُسْقى باحصر آسِنٍ ... أجاجٍ ولولا خشيةُ اللَّه فرَّت
فَفَطِن ما تشكو، فبعثَ إلى زوجِها، فقالَ لرجلٍ: اسْتَنْكِه فَمَهُ فَوَجَدَه مُتَغَيِّر الفَمِ، فخيَّره بين خَمْسِمِائةِ دِرْهمٍ وَجَارِيَةٍ من الْفَئِ علَى أَنْ يُطَلِّقها؟ فاختارَ خَمْسَمِائَةِ درهمٍ والجاريةَ فأَعْطَاهُ وطَلَّقهَا".
"عن المدائنى قال: قال عمر بن الخطاب لأَبِى ذر: يا أبا ذرٍّ! من أنعمُ النَّاسِ بالًا؟ قال: بَدَنٌ في التُّرَابِ قَدْ أمِنَ العِقَاب، يَنْتَظِرُ الثَّوابَ؛ قَالَ: صَدَقْتَ يَا أبَا ذَرٍّ".
"عن عمر قال: إذا أخذ أحدُكم من رأسِ أخيه شيئا فَلْيُر إيَّاهُ".
"عن عمر أنه وعظَ رجلًا فقال: لا تُلهِكَ النَّاسُ عن نفِسك، فإن الأمرَ يصيرُ إليك دونَهم، ولا تقطع النهارَ سارِيًا، فَإِنَّه محفوظٌ عليك ما عَمِلْت، وإِذا أسأتَ فَأَحْسِن فَإِنِّى لم أر شيئا أشدَّ طلبًا، ولا أسرعَ دَرَكة من حَسَنةٍ حديثةٍ لذَنْبٍ قَدِيمٍ".
"عن أسامةَ بنِ زيدِ بن أسلمَ عن أبيه عن جده قال: أَخْبرَنا عمرُ بْنُ الخطابِ قال: خرجتُ مع ناسٍ منْ قُرْيشٍ فِى تِجَارةٍ إِلَى الشام فِى الجَاهِلِيةِ، فلما خرجنا إِلى مكة نسيت قضاءَ حاجةٍ، فرجعت، فقلتُ لأَصحابى: أَلْحقكم، فواللَّه إنى لفِى سوقٍ من أسواقِها إِذا أَنَا بِبِطْريقٍ قد جاءَ فأخذَ بِعُنُقِى، فذهبتُ أُنَازِعُه، فأدخلَنى كَنِيسةً، فإذَا تُرَابٌ مُتراكبٌ بعضُه على بعضٍ، فدفع إلىَّ مِخرَفَةً وفَأسًا وَزِنْبِيلًا وقال: انْقُل هَذَا التُّرابَ فجلستُ أتفكرُ في أَمْرِى كيفَ أَصْنَعُ؟ فأتانى في الهاجِرَة فقال: لَمْ أرَكَ أخرجتَ شيئًا، ثم ضمَّ أصابِعه فضربَ بِها وَسَط رَأسِى فقلتُ: ثَكِلتْكَ أُمُّكُ يا عُمَرُ، وَبَلَغَكَ مَا أرَى؟ ! فقمتُ بالمِجْرَفَةِ فضربتُ بها هَامَتَهُ، فإذَا دماغهُ قد انْتَثَرَ، فَأخذتُه ثم وَارَيْتُه تحتَ التُّرَابِ ثم خرجتُ على وَجْهِى مَا أَدْرِى أينَ أَسْلُكُ؟ فَمَشَيْتُ بقيةَ يومى ولَيْلَتى، ومن الغَد، ثم انتهيتُ إِلى دِيرٍ، فاسْتَظلَلْتُ في ظلِّه، فَخَرَجَ إِلىَّ رجلٌ من أَهْلِ الدَّيرِ فقال: يا عبدَ اللَّه! ما يُجْلِسُك ههنا؟ فَقُلت: أُضْلِلتُ عن أَصْحَابِى، قال: ما أنتَ على الطريقِ، وَإِنَّك لتَنْظُرُ بعينِ خائفٍ، ادْخُلْ فَأَصِبْ من الطَّعَامِ واستَرحْ ونَمْ، فدخلتُ فجاء بطَعامٍ وشَرَابٍ ولُطَفٍ فَصَعَّد فِىَّ البصرَ وخَفَّضَه ثم قال: يا هَذَا! قَدْ عَلم أهلُ الكِتَاب: أَنَّه لم يبقَ على وجهِ الأَرْضِ أحدٌ أعلمُ مِنِّى بِالكِتَابِ، وَإِنِّى أَجِد صِفَتك الذى يُخرِجُنا من هَذَا الدَّيْرِ، ويَغْلِبُ على هَذِه البلدَةِ، فَقُلْتُ لَه: أيُّها الرجلُ! قد ذهبتَ في غير مَذْهَبٍ، قال: ما اسْمُك؟ قلتُ: عُمرُ بن الخطاب، قال: أنت واللَّه صاحِبُنَا غَيْرَ شَكٍّ، فَمَا كتب لِى على دِيرى ومَا فِيه؟ قلتُ: أيُّها الرجلُ! قد صنعتَ مَعْرُوفًا فَلَا تُكَدِّرْه، فقالَ: اكتُبْ لى كِتابًا فِى رَقٍّ، لَيْسَ عَلَيْكَ فيهِ شَىْءٌ، فَإنْ يَكُ صَاحِبُنَا فَهُو مَا تُريدُ وإن يكُنِ الأُخرى فَلَيْسَ يَضُرُّكَ، قلت: هَاتِ فكتبْتُ له، ثم خَتمْتُ عَلَيْه فَدَعا سعَفَة فَدَفَعَها إِلَىَّ وبأثْوَابٍ وَبِأَتَانٍ قدْ أوكفَتْ فقالَ:
ألا تَسْمعُ؟ قُلتُ: نعم، قال: اخْرُج عليها فَإنَّها لَا تَمر بأهل يقوم ولا هل حَتَّى إذا بَلَغْتَ مَأمَنَكَ فَاضْرِبْ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً، فَإِنَّها لا تمرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا عَلَفُوها وَسَقَوْهَا حتى تصيرَ إلىَّ، فَركبتُ فَلَمْ أمُرَّ بِقَوْمٍ إِلَّا عَلَفُوها وَسَقَوْها، حَتَّى أَدْرَكْتُ أَصْحَابِى مُتَوجِّهِين إِلَى الحجازِ، ضربتُ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً ثم سرتُ معهم، فَلَمَّا قَدِمَ عمرُ الشَّامَ في خِلَافَتِه أَتَاه ذَلِكَ الراهبُ بِذَلِك الكتابِ، فلما راه عُمَرُ تَعَجَّبَ منه فقالَ: أَوْفْ لِى بِشرْطِى، فقال عمر: لَيْسَ لِعُمَرَ وَلَا لآل عمرَ مِنْه شَىْءٌ وَلِكنْ عندَك لِلمسلمين نَفَقةٌ، فأنشأ عمرُ يُحَدِّثُنَا حديثَه وهو ينحوهم الطريق، ومرضتم المريض، فعلنا ذلك، قال: نعم يا أمير المؤمنينَ! فَوَفَّى لَه بِشَرْطِه".
"عن أَبى مليكة أن عمرَ قال: يا بَنِى السَّائِبِ! إنكم قد أضويتُمْ فانْكحُوا في النَّزَائِعِ".
"عن عطاءِ قال: قال عمر في قوله تعالى: {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا} (*) قال: غَلَّةَ شَهْرِ بِشَهْرٍ".
"عن محمد بن سلَّام قال: أرادَ عُمَرُ قتلَ الهُرْمُزَانِ، فَاسْتَسْقَى، فَأُتِى بِمَاءٍ فَأَمْسَكَه بِيَدِه فَاضْطَرَبَ، فقال له عُمرُ: لا بأسَ عليك، إِنِّى غَيرُ قاتِلِك حَتَّى تَشْرَبَه، فألْقى القَدَح مِن يَدهِ، فأمرَ عُمَرُ بِقَتلِه، فقال: أَوَلَم تُؤَمِّنِّى؟ قال: وكيفَ أَمَّنْتُك؟ ! قال: قلت: لا بأسَ عليْكَ حتى تَشْرَبَه، ولا بأسَ أمَانٌ، وأنا لَم أَشْرَبْه، فقال: قَاتَلَه اللَّهُ أخذ أمانًا! ! فقال رسول اللَّه ﷺ صدق".
"عن محمدِ بن سلامٍ قال: استعمل عمرُ بنُ الخطاب رجلًا على عمل، فَرَأى عمرَ يُقَبِّل صبيًّا له، فقال: تُقَبِّله وأنت أميرُ المؤمنين! لو كُنْتُ أنا مَا فَعلتُه، فقال عمر: فما ذَنْبِى إِنَّ كان نُزع من قلْبِك الرحمةُ! إِنَّ اللَّه لا يرحمُ من عباده إلا الرُّحماءَ؛ ونزعه عن عملِه، وقال: أنت لا ترحمُ ولدَك فكيف ترحم الناس؟ ! ".
"عن عمرَ قالَ: إِنَّ منْ النَّاسِ ناسًا يلبسونَ الصوتَ إِرَادَةَ التواضُعِ وقلوبُهم مملوءَةٌ وعُجْبًا وكِبْرًا".
"عن عمر قال: أَهْل الشُّكْر مع مزيدٍ من اللَّه، فالتمسوا الزيادةَ؛ وقد قال اللَّه: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (*) ".
"عن على بن عبدِ اللَّه القُرَشِىِّ عن أبيه قال: مَرَّ عمرُ بنُ الخطاب بقوم يَتَمَنَّوْنَ، فَقَالَ: وأنا أتَمنَّى معكُم، أتمنى رجالًا مِلْءَ هذا البيتِ مثل أَبى عبيدةَ بن الجراح، وسالم مولى أَبى حذيفةَ، إن سالما شَدِيدُ الحبِّ للَّه؛ لَوْ لَمْ يخفِ اللَّه مَا عَصاهُ، وأما أبو عبيدةَ فسمعت النبى ﷺ يقول: لِكُلِّ أمةٍ أمينٌ وأمينُ هذه الأمةِ أبو عبيدةَ بن الجرَّاحِ".
"عن نافع قال: قال عُمَرُ بنُ الخطاب حين أَتَاهُ فَتْحُ القادسيةِ: أعوذ باللَّه أن يُبْقِيَنِى اللَّه بين أظهرِكم حتى تُدركنى أولادُكم من هؤلاءِ، قالوا: وَلم يا أَمِيرَ المؤمنين؟ قال: مَا ظنُّكُمْ بمكرِ العربى، ودهاءِ العجمى إذا اجتمعا في رجلٍ".
"عن الحسن قال: خرج عمر بن الخطاب في يومٍ حارٍّ واضعًا رِدَاءَه على رأسِه، فمرَّ بهِ غلامٌ على حمارٍ فقالَ: يا غلامُ! احْمِلْنِى معك، فوثب الغلامُ عن
الحمارِ وقال: ارْكَبْ يا أَمِيرَ المؤمنين، فقَالَ: لا، اركبْ؛ وأَرْكَبُ أنَا خَلفَكَ، تُرِيدُ أن تَحْمِلنى على المكانِ الْوَطِئِ وَترْكَبَ أَنتَ على الموضع الْخَشِنِ! ولكن اركب أنت على المكان الوطئ، وأركب أنا خلفك على المكان الخشن، فركب خَلْف الغلامِ، فدخل المدينةَ وهو خلْفَه والناسُ ينظرون إليه".
"عن رِبْعِى بن حِراش قال: قَدِمَ وفدٌ من غطفان إلى عمر بن الخطاب فقال: أَىُّ شُعَرَائِكُمْ أَشْعَرُ؟ قالوا: أَنْتَ أعْلَمُ يا أميرَ المؤمنين! قال: من الذِى يقول:
حَلَفْتُ فَلَمْ أتْركْ لنِفسك رِيبَةً ... وليس وراءَ اللَّه للمرء مَذْهَبُ
قالوا: النابغة قال: فمن القائلُ:
إلا سليمانَ إذ قال المليكُ له ... قم في البرية فازجوها عن الفَند
قالوا: النابغة، قال: فمن القائل:
أتيتُك عاريًا خَلَقًا ثيابى ... على وجَلٍ تظن بى الظنون
فألفيتُ الأمانة لم تخنها ... كذلك كان نوحٌ لا يخونُ
قالوا: النابغة، فمن القائل الذى يقول؟
فَلَسْتُ بدَاخِرٍ لِغَدٍ طَعَامًا ... حذارَ غَدٍ؛ لكل غَدٍ طَعَامُ
قلنا النابغة، فقال: النابِغَةُ أشْعَرُ شعرائِكم، وأعلم النَّاس بالشعر".
"إنى أرى الرجلَ فُيعجبُنى فأقولُ: لَه حِرْفةٌ؟ فإن قالوا: لا؟ سقطَ من عَينى".
"عن الحسن قال: كَتَبَ عمرُ بن الخطابِ إِلى أَبى موسى الأشعرى: أنه بلغَه أنك تأذنُ للناسِ جَمًا غَفِيرًا فإذا جاءك كتابى هذا فابدَأ بأهلِ الفضلِ والشرفِ والوجوهِ، فإذَا أخذوا مجَالِسَهم فَأذنْ للناسِ".
"عن الأصمعى قال: كلَّم النَّاسُ عبد الرحمن بن عوف أَنْ يُكَلِّمَ عمرَ ابن الخطاب في أن يَلِين لهم فإنَّه قد أخافَهم حتى أخاف الأبكار في خدورِهن، فكلمه عبد الرحمن؛ فقال عمر: إنى لا أجِدُ لهم إلَّا ذَلك، واللَّه! لو أنَّهُمْ يعلمون ما لهم عندى من الرَّأفَةِ والرحمةِ والشفقةِ لأخذوا ثوْبى عن عَاتِقى".
"عن الشَّعْبِىِّ قال: لما وَلِى عمر بن الخطاب صعد المنبر فقال: ما كان اللَّهُ ليرانى أن أرى نفسى أهلًا لمجلسِ أَبى بكرٍ، فنزل مِرْقَاةً، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: اقرأوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهِله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا (وتزينوا) للعرضِ الأكبر يوم تعرضون على اللَّه لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حقُّ ذى حق أن يطاع في معصية اللَّه، أَلَا وإنى أنزلتُ نفسى من مَال اللَّه بمنزلة ولى اليتيم، إن استغنيتُ عفَفْتُ، وإن افتقرتُ أَكَلْت بالمعروفِ".
"عَنْ عبد الرحمنِ بن عبد القرِىِّ: أَنَّ عُمرَ بنَ الخطاب وَرَجُلًا مِنَ الأَنصار كَانَا جَالسيْن، فجئتُ فجلستُ إِليهمَا، فَقَالَ عُمرُ: إِنَّا لَا نُحبُّ مَنْ يَرْفَعُ حَدِيثَنَا، فقلتُ: لستُ أُجَالِسُ أُولئِكَ يَا أميرَ المؤمنينَ، قَالَ عُمرُ: بَلْ تُجالسُ هَؤلاءِ وهؤلاءِ ولا
ترفَعْ حديثَنَا، ثُمَّ قَالَ للأنصارىِّ: مَنْ تَرى النّاسَ يَقولونَ يَكون الخليفةَ بعدى؟ فَعَدَّ الأنصارى رجالًا مِنَ المهاجرينَ لَمْ يُسَمِّ عليًا، فَقَالَ عُمرُ، فَمَا لَهم عن أَبِى الحسن فَوَاللَّه إِنَّهُ لأَحْرَاهُمْ إِنْ كَانَ عَلَيهم أَنْ يُقِيمَهمُ عَلى طريقةٍ من الْحَقِّ".
"عَنْ عُمرَ: أَنَّه خَرَجَ مِنَ الخلاء فدعا بطعام، فقيل له: أَلَا تَتَوضَّأُ؟ فقال: لولا التَّنَطُّسُ ما باليتُ أَن لَا أَغْسِل يَدَىَّ".
"عَن الحسنِ أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ لِعمرَ: إِنَّكَ تَسْتَعِينُ بِالرَّجلِ الفَاجِرِ، فقال عُمَرُ: إِنِّى اسْتَعْملتُه لأَستِعينَ بِقُوَّتِهِ، ثم أَكونُ عَلَى قفائه".
"عَن ابنِ عمرَ: أَنَّ عمرَ مسحَ على جَوْرَبيه وَنَعْلَيْهِ".
"عَنْ عبد اللَّه بنِ حكيمٍ قال: كان عمر يقول: إِنَّ أصدقَ القيلِ قول اللَّه، أَلَا وإِنَّ أحْسَنَ الهَدْى هدىُ مُحمدٍ، وَشَرُّ الأمورِ مُحدثَاتُها، وكُلُّ محدثةٍ ضلالةٌ؛ أَلَا وإِنَّ النَّاسَ بِخْير ما أخذوا العلمَ عَنْ أَكابِرهِم، ولَمْ يَقُمْ الصغيرُ عَلَى الكبيرِ فإذَا قَام الصغيرُ على الكبير فُقِدَ".
"عَنْ الأَحنَفِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْد عُمرَ بن الْخطابِ فَرأَيتُ امرأَةً عنده وَهِى تَقُولُ: يَا أَميرَ المؤمنين! إذا (*) وكُنْتَ فِى أَصلابِ المشركينَ وأرحامِ
المُشْرِكَاتِ حَتَّى مَنَّ اللَّهُ علَيْكَ بِمحمَّدٍ ﷺ فَقُلْتُ لهذه: لقد أَكْثَرتِ عَلَى أَمير المؤمنينَ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْهَا: مَا تَعْرِفُهَا؟ هَذِه الَّتِى سَمِعَ اللَّهُ منها فَأَنَا أَحقُّ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهَا".
"عَنْ أَبى سلمة قال: قال عُمَرُ: والَّذِى نَفْسِى بِيدهِ لَوْ أَنَّ أحدَكم أَشَارَ إِلَى السَّماءِ بأَصْبُعه إلى مُشْركٍ، ثم نزلَ إِليه على ذلك ثم قتَله لَقَتَلتُه به".
"عَنِ السَّائِبِ بنِ يزيدَ قال: أتى عمرُ بن الخطاب فقيل: يا أمير المؤمنين إِنَّا لَقِينَا رجلًا يَسْأَلُ عَنْ تأويلِ مُشْكلاتِ القرآنِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللهم أَمْكِنِّى مِنْهُ، فَبَيْنَمَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ جالسٌ يُغَدِّى النَّاسَ إِذْ جَاءَ وَعليه ثيابٌ وعمامةٌ فَتَغَدَّى، حتى إِذَا فَرغَ عمر قال: يا أمير المؤمنين! {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} فقال عُمَر: أَنْتَ هُوَ؟ ! فقام إليه وحَسَرَ عَن ذِراعيه فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِدُه حَتَّى سقطتْ عِمَامَتُهُ فَقَالَ: والَّذِى نَفْسُ عُمَرَ بِيَدهِ لَوْ وَجَدْتُكَ مَخلُوقًا لَضَرَبْتُ رَأسَكَ، أَلْبِسُوه ثِيَابًا واحملوه على قَتَبٍ، وأَخْرِجُوهُ حتى تَقْدُمُوا بِه بِلادَه، ثم لِيَقُمْ خطيبٌ، ثم يَقول: إِنَّهُ صَبيغًا ابتغى العلم فَأَخْطأَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَضِيعًا فِى قَوْمِهِ حَتَّى هَلَكَ وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ".
"عَنْ سليمانَ بنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِى تَمِيم يُقَالُ لَهُ: صُبَيْغُ بْنُ عِسْلٍ قَدِمَ المدينةَ، وكانت عنده كُتُبٌ، يَسْأَلُ عن مُتَشَابِه القرآن، فبلغ ذلك عمر، فَبَعَثَ إِليهِ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ، فَما زَالَ يَضْرِبُه حَتَّى شَجَّهُ وَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا أمَيرَ المؤمنينَ فَقَدْ واللَّه ذَهَبَ الَّذِى أَجِدُ في رَأسِى".