"عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: هَجَا النَّجَاشِىُّ وَهُوَ (قَيْسُ) بْنُ عُمَرَ، وَالْحَارثىُّ بَنى الْعَجْلَانِ فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ عمر بن الْخَطَّابِ فقال: مَا قَالَ فِيكُمْ؟ فَأَنْشَدُوهُ:
إِذا اللَّهُ عَادَى أَهْلَ لُؤْمٍ وَدَقَةٍ ... فعَادى بَنِى الْعَجْلَان رَهْطَ ابْنَ مقْبِلٍ
فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ مَظلُومًا اسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ ظالِمًا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ أَيْضًا:
قَبِيلَتُهُ لَا يَغْدِرُونَ بذِمَّةٍ ... وَلَا يَظلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلٍ
فَقَالَ عُمَرُ: لَيْتَ آلَ الْخَطَّابِ هَكَذَا، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ:
وَلَا يَرِدُونَ الْمَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً ... إِذَا صَدَرَ الْوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ أقَل لِلزِّحَامِ، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ:
تَعَافُ الْكِلَابُ الضَّارِيَاتُ لُحُومَهُمْ ... وَيَأكُلْنَ مِنْ كَعْبٍ (وَعَوْفٍ وَنَهْشَلٍ)
فَقَالَ عُمَرُ: احْرَزَ الْقَوْمُ مَوْتَاهُمْ وَلَمْ يُضَيَّعُوهُمْ".