"عن أَبى عثمانَ النهدى قال: استعملَ عمرُ بنُ الخطابِ رجلًا من أسدٍ على عَمَلٍ فجاءَ يأخذُ عَهْدَه، فأُتِى عمرُ ببعضِ ولدِه فَقَبَّله، فقال الأسدى: أَتُقَبِّل هَذَا يا أميرَ المؤمنين؟ واللَّه ما قَبَّلتُ ولدًا قطُّ، قال عمر: فأنت واللَّه بالناسِ أقلُّ رحمةً! ! هَات عَهْدَنَا، لا تَعْمَلْ عملًا أبدًا، فرَدَّ عَهْدَه".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (29/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٢٩
"عن أَنس بن مالك أن عمرَ بن الخطاب سأله: إذا حاصرتم المدينة كيف تصنعون؟ قال: نبعث الرجل إلى المدينة ونَصنَع له هنتا من جلود، قال: أرأيت إن رمى بحجر؟ قال: إذا يُقتل، قال: فلا تفعلوا، فوالذى نفسى بيده ما يسرنى أن تفتحوا مدينة فيها أربعة آلاف مقاتل بتضييع رجلٍ مسلم".
"عن مُدْرك بن عوف الأحْمَسِى أنه كان جالسًا عند عمرَ فذكروا رجلًا شَرى نَفْسَه يومَ نَهاوند، فقال: ذاك خالى، زعم الناس أنه أتى بيده إلى التَّهْلُكَةِ، فقال عمر: كَذَب أولئك، بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا".
"عن المغيرة بن شعبة قال: كنا في غَزاة فقدِم رجل فقاتل حتى قتل، فقالوا: ألقى بيدِه إلى التهلكة، فكُتبِ فيه إلى عمر، فكتب عمر: ليس كما قالوا، هو من الذين قال اللَّه فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} ".
"عن الحسن أن رجلًا قال لعمرَ: اتقِ اللَّه فقال عمر: وما فينا خير إن لم يُقَلْ لَنَا وما فيهم خَيْرٌ إن لم يقولوا لنا".
"عن هانئِ بنِ كُلْثوم: أن صاحبَ جيشِ الشامِ حين فُتحت الشامُ كتب إلى عمرَ بن الخطابِ: إنا فَتَحْنا أرضًا كثيرةَ الطَّعام والعَلَفِ، فكرهت أن أَتقدمَ في شئٍ من ذلك إلا بأمرِك، فاكتب إلىَّ بأمرِك في ذلك، فكتب إليه عمرُ: أن دعَ الناس يأكلونَ ويعلِفُون، فمن باع شيئًا بذهب أو فضة ففيه خُمُس اللَّه، وسهامُ المسلمين".
"عن عمر قال: لا يُسْتَرَقُّ عَرَبِىٌّ".
"عن سعيدِ بن المسيب أن عمرَ بن الخطاب فرضَ في سبْى كل فِدًى من العربِ ستَّ فرائِض، وأنه كان يقضى بذلك فيمن تَزَوجَ الولائد من العربِ".
"عن سعيدِ بن المسيبِ قال: أَبقَتْ ابنةٌ لبعضِ العربِ فَوقعت بِوادِى القُرَى، فتزوَّجها رجلٌ من بنى عُذْرَةَ، فنثرت له بَطْنهَا، ثم عَثَر عليها سَيِّدُهَا، فاسْتاقها وَوَلَدَها، فقضى عمرُ للعذرىِّ بولده وقضى عليه بالغُرَّة، لكلّ وصيفٍ وصيفًا، ولكل وصيفةٍ وصيفةً، وجعل ثمنَ الغُرة إذا لم تُوجد على أَهْلِ القرى ستين دينارًا أو سبعمائة درهمٍ، وعلى أهل البادية ستَّ فرايض".
"عن سويدٍ أنه سمع عمرَ بنَ الخطابِ يقول لما هُزِم أبو عبيدة: لَوْ أتونِى كنت فئَتَهُمْ".
"عن عمرَ قَالَ: اتقوا اللَّه فِى الفَلَّاحِين فَلَا تَقْتُلوهم إِلَّا أَنْ يَنْصِبوا لَكُمُ الحَرْبَ".
"عن حكيمِ بن عمير قال: كتب عمرُ بن الخطاب إلى أمراءِ الأجنادِ: أيُّما رُفقةٍ من المهاجرين آوَاهم الليل إلى قريةٍ من قُرى المعاهَدين من مُسافرين، فلم يأتوهم بالقِرى فقد (برئت) منهم الذمة".
"عن مسروقٍ أن رجلًا من الشَّعوب أسلمَ فكانت تؤخذُ منه الجزيةُ، فأتى عمرَ فأخبره، فقال: يا أمير المؤمنين: إنى أسلمت والجزيةُ تؤخذُ مِنِّى، فقال: لعلك أسلمت مُتَعَوِّذًا، فقال: أما في الإسلامِ ما يُعِيذُنى؟ قال: بلى، فَكَتَبَ أن لا يؤخذ منه الجزيةُ".
"عن عمر قال: اجْتَنِبوا أعداءَ اللَّه في عيدِهم".
"عن عمر أنه نهى عن الفَرْسِ في الذبيحةِ".
"عن أَبى وائلٍ قال: جاءنا كتاب عمر: وإذا حاصرْتم قصرًا فأرادوكم أن ينزِلوا على حكم اللَّه فلا تُنْزِلوهم؛ فإنكم لا تدرون ما حكم اللَّه فيهم، ولكن أَنْزلوهم على حُكمكم، ثم اقضوا فيهم ما أحبَبْتم، وإذا قال الرجلُ للرجلِ: لا تخف فقد أَمَّنه، وإذا قَال ("مترس" فقد) (*) أمنه؛ فإن اللَّه يعلمُ الألْسِنة".
"عن أنس بن مالك قال: حصرنا "تستر" فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدمت به على عمرَ، فقال له عمرُ: تكلم، قال: كلامُ حىٍّ أو كلامُ ميتٍ؟ قال: تكلم لا بأس، فتكلَّم لا بَأسَ، فقال عمر: ارتشيتَ وأصبتَ منه؟ فقلت: واللَّه ما ارتشيتُ ولا أصبت منه، فقال: لَتَأتِيَنَّ عَلَىَّ مَا شَهِدْتَ به لغيرك أو لأبْدَأَنَّ بعقوبتك، فخرجت فلقيت الزبير بن العوام (فشهد معى، وأَمسكَ عُمرُ ؓ) وأسلم الهرمزان وفرض له".
"عن الشعبىِّ قال: كتب عمر إلى شُرحبيل بْنِ السَّمْطِ يأمرُه: أن لا يفرق (بين) السبَايا وبينَ أولادِهن".
"عن مجاهدٍ قال: قال عمر بنُ الخطابِ وعائشة في الرجلِ يحلِف بالمشْى، أو ماله في المساكين، أو في رِتاجِ الكعبة: أنها يمينٌ يكفِّرها طعامُ عشرةِ مساكين".
"عن ابن أَبى ليلى قال: جاء رجل إلى عمرَ فقال: يا أميرَ المؤمنين احمِلنى، فحمَلَه، ثم قال: واللَّه لا أحملُك، قال: واللَّه لَتَحْمِلنى؛ إنى ابن السبيلِ، قد أدت بى راحلتى، فحمله ثم قال: من حلف على يمينٍ فرأى غيرَها خيرًا منها فليأتِ الذى هو خَيْرٌ وليُكَفِّر عن يمينه".
"عن شقيق قال: قال عمر: إِنِّى أحلفُ أن لا أُعطى قومًا ثم يبدو لى أَنْ أُعطيهم، فإذا رأيتَنى قد فعلتُ ذلك فأطعم عنى عشرةَ مساكين، بين كل مِسْكِينَيْنِ صاعًا من برٍّ أو صاعًا من تمرٍ".
"عن ثور بن قدامة قال: جاءنا كتاب عمرَ بن الخطاب أن لا تأكلوا من الجُبْنِ إلا ما صنع المسلمونَ وأهلُ الكتاب".
"عن عمر قال: من مر بحائطٍ فليأكل في بطنِه ولا يتخذ خُبْنَةً".
"عن موسى بن طلحةَ قال: قال عمرُ لأبى ذرٍّ وعمارٍ وأبى الدرداء: أتذكرُنى يوم كنَّا مع النبى ﷺ بمكانِ كذا وكذا، فأتاه أعرابى بأرنبٍ فقالَ: يا رسول اللَّه إنى رأَيتُ بها دمًا، فأمَرَنا بأكِلها ولم يأكُلْ، قالوا: نَعم، ثم قال له: ادْنُه أطعم، قال: إِنِّى صائم".
"عن زيدِ بنِ وهبٍ قال: أتاهم كتابُ عمرَ، وهم في بعضِ المغازِى: بلغنى أنكم في أرضٍ تأكلون طعامًا يقال له الجُبنُ، فانظروا ما حلَالُه من حرامِه، وتَلْبسون الفِراءَ فانظروا ذَكِيَّهُ من مَيْتَتِه".
"عَنْ سَالِمْ بْنِ عَبْدِ اللَّه أن عُمَرَ بْنَ الخطَّابِ بَنَى جانِبَ المَسْجِدِ رَحْبَةً فَسَمَّاهَا البُطَيْحَاءَ، فَكَانَ يَقُولُ: مَنْ أرَادَ أَنْ يَلْغَطَ، أَوْ يُنْشِدَ شِعْرًا، أَوْ يَرْفَعَ صَوْتًا، فَلْيَخْرُجْ إِلَى هَذِه الرَّحْبَةِ".
"عَن ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا نَزَلَ الأَمْرُ الْمُعْضِلُ دَعَا الْفِتْيَانَ فَاسْتَشَارَهُم يَبْتَغِى حِدة عُقُولِهِم".
"عَن ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخطَّابِ لَيَسْتَشِيرُ فِى الأَمْرِ حَتَّى إِنه كَانَ لَيَسْتَشِيرُ المَرْأَةَ فَرُبَّمَا أَبْصَرَ فِى قَوْلِهَا الشَّئَ يَسْتَحْسِنُه فَيَأخُذُ بِهِ".
"عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَتَبَ (كَاتِبٌ) (*) لعُمَرَ بْنِ الخطَّابِ: هَذَا مَا أَرَى اللَّه أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ وَقَالَ: لَا، بَل اكْتُبْ: هَذَا مَا رَأَى عُمَرُ، فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنَ اللَّه، وَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنْ عُمَرَ".
"عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ شَهَادَةً، فَقالَ: لَسْتُ أعْرِفُكَ، وَلَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا أَعْرِفَكَ، إِيتِ بمنْ يَعْرِفُكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا أَعْرِفُهُ، قَالَ: بِأَىِّ شَىْءٍ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: بِالْعَدَالَةِ وَالفَضْلِ، قَالَ: فَهُوَ جَارُكَ الأَدْنَى الَّذِى تَعْرِفُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَمَدْخَلَهُ ومَخْرَجَهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَعَامَلَكَ بالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ (اللَّذَيْنِ بهَما يُسْتَدَلُّ عَلَى الْوَرعَ؟ قال: لا، قال: فَرَفِيقُكَ في السَّفَرِ) (*) الذِى يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكارِمِ الأَخْلَاقِ؟ قال: لا، قَالَ: لَسْتَ تَعْرِفُهُ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: إِيتِ بمِنْ يَعْرِفُكَ".
"عَنْ أَبِى جَرِيرٍ الأَزْدِىِّ أن رجُلًا كَانَ يُهْدِى إلَى عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ كُلَّ سَنَةٍ فَخِذَ جَزُورٍ، فَخَاصَم إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمؤْمنِينَ: اقْضِ بَيْنَنَا قَضَاءً فَصْلًا كَمَا يُفْصَلُ الْفَخِذُ مِنَ الْجَزُورِ، فَكتَبَ عُمَرُ إلَى عُمَّالِهِ أَنْ لَا يَقْبَلُوا الهَدِيَّةَ فَإِنَّها رُشْوَةٌ".
"عَنْ أَبِى العوامِ البَصْرِى قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِى موسَى الأَشْعَرِىِّ أمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ القَضَاء فَرِيْضَةٌ مُحْكَمَةٌ وسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، فَافْهَمْ إِذَا أُدْلِى إِلَيْكَ، فَإِنَّهُ (لا يَنْفَعُ تَكَلُّمٌ) بحق لَا نَفَاذَ لهُ (وآس بَيْن) النَّاسِ فِى وَجْهِكَ وَمَجْلِسِكَ وَقَضَائِكَ؛ حَتَّى لا يَطْمَعَ شرَيفٌ فِى حَيْفِكَ، ولَا يَيْأسَ ضَعِيفٌ مِنْ عَدْلِك، البَيِّنةُ عَلَى مَنِ ادَّعى، واليمينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، والصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ إلَّا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا، وَمَنِ ادَّعَى حَقًا غَائِبًا أَوْ بَيِّنَةً فَاضْرِبْ (له) أَمَدًا يَنْتَهى إِلَيْهِ، فَإنْ (جَاءَ) بِبَيَّنَةٍ أَعْطَيْتَهُ بِحَقَّهِ، فَإنْ أَعْجَزَهُ ذَلِكَ اسْتَحْلَلْتَ له القَضِيَّةَ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَبْلَغُ فِى الْعُذْرِ، وَأجْلَى لِلْعَمَى، وَلَا يَمْنَعُكَ مِنْ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ الْيَوْمَ فَرَاجَعْتَ فِيهِ لِرَأيِكَ، وَهُدِيتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ أَنْ تُرَاجِعَ الْحَقَّ، لأَنَّ الْحَقَّ قَدِيمٌ، لَا يُبْطِلُ الْحَقَّ شَىْءٌ، وَمُرَاجَعَةُ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِى فِى البَاطِلِ، والمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الشَّهادَةِ إِلَّا مَجْلُودًا مِن حَدٍّ أَوْ مُجَرَّبًا عَلَيْهِ شَهادَة الزُّورِ، أَوْ ظنينا فِى وَلَاءٍ أَوْ قَرَابَةٍ، فَإِنَّ اللَّه يَتَوَلَّى من العِبَادِ السَّرَائِرَ، وسَتَرَ عَلَيْهِم الْحُدُودَ إِلَّا بِالْبيِّنَاتِ وَالأَيْمَانِ، ثُمَّ الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا أُدْلِى إِلَيْكَ مِمَّا لَيْسَ فِى قُرْآنٍ وَلَا سُنَّةٍ، ثُمَّ
قَايسِ الأُمُورَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَاعْرِفِ الأَمْثَالَ والأَشْبَاه، ثُمَّ اعْمدْ إِلَى أَحَبِّها إِلَى اللَّه فِيمَا تَرَى وَأَشْبِههَا بِالْحَقِّ، وَإيَّاكَ والغَضَبَ والْقلَقَ والضَّجَرَ والتَّأَذِّى بالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُوَمةِ والتَّنَكُّر فَإنَّ القَضَاءَ فِى مَوَاطِنِ الْحَقِّ يُوجِبُ (اللَّه) لهُ الأَجْرَ، وَيُحْسِنُ لَهُ الذُّخْرَ، فَمَنْ خَلَصَتْ نِيَّتُهُ فِى الْحَقِّ ولَوْ (كان) عَلَى نَفْسِهِ كفَاهُ اللَّه ما بَيْنَهُ وَبَيْن النَّاسِ، وَمَنْ تزَيَّنَ لَهُمْ بِمَا لَيْسَ فِى قَلْبِهِ شَانَهُ اللَّه تَعَالَى، فَإِنَّ اللَّه لا يَقْبَلُ مِنَ الْعِبَادِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَمَا ظَنُّكَ بِثَوابِ اللَّه فِى عَاجِلِ رِزْقهِ وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ، والسلام".
"عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: الْوَلَدُ لِلْوَالِدِ الْمُسْلِمِ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين قَال: كَانَ عَبْدٌ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَأَعْتَقَ أحَدُهُمَا نَصِيَبهُ، فَرَكِبَ شَرِيكُهُ إِلَى عُمَرَ، فكَتَبَ أَنْ يُقَّوَّم أَعْلَى الْقِيمةِ".
"عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ إِنَّ اللَّه قَدْ أَفَاءَ عَلَيْكُمْ مِنْ بِلَادِ الأَعَاجِم مِنْ نِسَائِهِم وَأَوْلَادِهِم مَا لَمْ يُفِئْ عَلَى رسُولِ اللَّه وَلَا عَلَى أَبِى بَكْرٍ، وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا سَيُلِمُّونَ بِالنِّسَاء، وَأيُّما رَجُلٍ وَلَدَتْ لَهُ امْرَأةٌ مِنْ نِسَاءِ الْعَجَم فَلَا تَبيعُوا أُمَّهَاتِ أَوْلَادِكُم، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلتُمْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَطَأَ حَرِيمَهُ وَهُو لَا يَشْعُرُ".
"عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عُمَرَ كَاتَبَ عَبْدًا لَهُ يُكْنَى بأَبِى أُمَيَّةَ، فَجاءَ بِنَجْمِهِ حِينَ حَلَّ، فَقَالَ: اذهَبْ فَاسْتَعِنْ بِهِ فِى مُكَاتَبَتِكَ، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ: لَوْ تَركْتَهُ حَتَّى يَكُونَ آخِرَ نَجْمٍ، قَالَ: إِنِّى أَخَافُ أَنْ لَا أُدْرِكَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} قَالَ عِكْرِمَةُ: وَكَانَ أَوَّلَ نَجْمٍ أُدِّى فِى الإِسْلَامِ".
"عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَعْتَقَ سَائِبَةً لَمْ يَرِثْهُ، وَإِذَا جَنَى جِنَايَةً كَانَ عَلَى مَنْ أَعْتَقَهُ، فَدَخَلُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَنْصِفْنَا، إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكُم الْعَقْلُ وَلَكُم المِيرَاثُ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ لَنَا المِيرَاثُ وَعَلَيْنَا الْعَقْلُ، فَقَضَى عُمَرُ لَهُمْ بِالْمِيرَاثِ".
"عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِىِّ أَنَّ أَبا مُوسَى وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَعَهُ كَاتِبٌ نَصْرَانىٌّ فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ وَهَمَّ بِهِ، وَقَالَ: لَا تُكْرِمُوهُم إِذْ أَهَانَهُم اللَّه، وَلَا تُدْنُوهُم إِذْ أَقْصَاهُم اللَّه، وَلَا تَأتَمِنُوهُم إِذْ خَوَّنَهُم اللَّه ﷻ وَقَرَأَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} الآية".
"عَنِ الْمِسْوَر بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِنِّى لَا أخَافُ النَّاسَ عَلَيْكُم، إِنَّمَا أَخَافُكُم عَلَى النَّاسِ، إنِّى تَركْتُ فِيكُم اثْنَتَيْنِ لَنْ تَبْرَحُوا بِخَيْرٍ مَا لَزِمْتُمُوهُمَا: الْعَدْلَ فِى الْحُكْمِ، والْعَدْلَ فِى الْقَسْمِ، وَإِنِّى قَدْ تَرَكْتُكُم عَلَى مِثْلِ مخرفةِ النَّعم إلا أن يَتَعَوَّج قومٌ فَيُعَوَّجَ بهم".
"عَنْ أَبِى رَوَاحَةَ يَزيِدَ بْنِ أيْهَم قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّاسِ: اجْعَلُوا النَّاسَ عِنْدَكُم فِى الْحَقِّ سَوَاءً، قَرِيبُهم كَبَعِيِدِهم، وبَعِيدُهُم كقَرِيبِهِم، وَإِيَّاكُم وَالرِّشَى والْحُكْمَ بِالْهَوَى، وَأَنْ تَأخُذُوا النَّاسِ عِنْدَ الْغَضَبِ، فَقُومُوا بِالْحَقِّ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ".
"عَن الشَّعْبِىِّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَبَيْنَ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ خُصُومَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ: اجْعَلْ بَيْنِى وَبَيْنَكَ رَجُلًا، فَجَعَلَا بَيْنَهُما زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَتَيَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أتَيْنَاكَ لِتحْكُمَ بَيْنَنَا "وَفِى بَيْتِهِ يُؤْتَى الحَكَمُ" فَلَمَّا دَخَلَا عَليْهِ وَسَّعَ لَهُ زَيْدٌ فِى صَدْرِ فِرَاشِهِ، فَقَالَ: هَاهُنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَذَا أَوَّلُ جَوْرٍ، جُرْتَ فِى حُكْمكَ، وَلكِنْ أَجْلِسُ مَعَ خَصْمِى، فَجَلَسَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَادَّعَى أُبَىٌّ وأَنْكَرَ عُمَرُ، فَقَالَ زَيْدٌ لأُبَىٍّ: أَعْفِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْيَمِينِ، وَمَا كُنْتُ لأَسْأَلَهَا لأَحَد غَيْرِهِ، فَحَلَفَ عُمَرُ، ثم أَقْسَم لَا يُدْرِكُ زَيْدٌ القَضَاءَ، حَتَّى يَكُونَ عُمَرُ وَرَجُلٌ من عُرْضِ المسلمين عِنْدَهُ سَوَاءً".
"عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: (أرَأَيْتَ) (*) لوْ رَأَيْتُ رَجُلًا قَتَلَ أَوْ سَرَق أَوْ زَنَا؟ قَالَ: أَرَى شَهَادَتَكَ بشَهَادَةِ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، قَالَ: أَصَبْتَ (* *) ".
"عَن الزُّهْرىِّ قَالَ: زَعَمَ أَهْلُ العِراقِ أَنَّ شَهادَةَ الْمَحْدُودِ لَا تَجُوزُ، فَأَشْهَدُ لأخْبَرَنِى فُلَانٌ -يَعْنِى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّب- أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَبِى بَكْرَةَ: تُبْ تُقْبَلْ شَهادَتُكَ".
"عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا جَلَدَ الثَّلَاثَةَ الَّذينَ شَهِدُوا عَلَى الْمُغِيرةِ اسْتَتابَهُم، فَرَجَعَ اثْنَان فَقَبِلَ شَهَادَتَهُمَا، وأَبَى (أبُو) (*) بَكْرَةَ أَنْ يرجع فرد شهادته".
"عَنْ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدِ اللَّه الثَّقَفِىِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ شَهادَةٌ فَلَمْ (*) يَشْهَدْ بِهَا حَيثُ رَآهَا وَحَيْتُ عَلِمَها، فَإِنَّمَا يَشَهْدُ عَلَى ضِغْنٍ".
"عن الشَّعْبِىِّ أنَّ المقدادَ اسْتَقْرَضَ من عثمانَ بن عفانَ سبعةَ آلافِ دِرهَم، فلمَّا تقاضَاهُ قَال: إِنَّما هِى أَرْبَعَةُ آلافٍ، فخاصَمَهُ إلى عمر، فقال المقدادُ: احْلِفْ أَنَّهَا سبعةُ آلافٍ، فقال عمر: أَنْصَفَكَ، فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ، فقال عمر: خُذْ ما أعْطَاكَ".
"عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير قال: باع عبدُ الرحمن بن عوف جَارِيةً كان يقعُ عليها قبل أَنْ يَسْتَبْرِئَهَا، فَظَهَرَ بِهَا حَمْلٌ عند المشترِى، فخاصمه إلى عمرَ، فقال له عمر: أكُنْتَ تَقَعُ عليها قَبْلَ أَن تَسْتَبرئها؟ قال: نعم، قال: ما كنتَ لِذلك بِخَلِيقٍ، فدعا عمر عليه القَافَة فنظروا فيه فألحقوه به".
"عن سعيد بن المسيب أَنَّ رَجُلَيْنِ اشتركا في طُهْرِ امرأةٍ فَولَدَتْ ولدًا، فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب فدعا لهم ثلاثةً من القافة، فَدَعَوْا بتُراب فَوَطئ فيه الرَّجُلان والغلامُ، ثم قال لأحدِهم: انظر فنظرَ فاستقبل واستعرضَ واستدبَر، قال: لقد أخذ الشبه منهما جميعا فما أدرى لأيهما هو؟ ونظر الآخران فقالا: مثل ذلك، فقال عمر: أما تعرف الآثار؟ وكان عمر قايفا، فجعله لهما يَرِثَانِهِ وَيَرثُهُمَا".
"عن قتادة عن الحسن أنَّ رجلين وطِئَا جاريةً في طهر واحد، فَجَاءَتْ بغلامٍ، فَارْتَفَعا إلى عمر فدعا له ثلاثةً من القَافةِ، فاجتمعوا على أنه أخذَ الشبهَ منهما جميعا، وكان عُمر قائفًا يقوف، فقال: قد كَانَتْ الكَلْبَةُ يَنزُو عَلَيْها الكَلْبُ الأسْودُ
والأَصْفَرُ والأحْمَر فتؤَدى إلى كُلِّ كلب شَبَهَهُ، ولم أكُنْ أَرَى هذا فِى النَّاسِ حتى رأيت هذا، فجعله عُمرُ لَهُمَا يَرِثَانِهِ ويَرِثُهُمَا، وَهُوَ لِلْبَاقِى مِنْهُمَا".
"عن مجاهد قال: قال عمر: ما أعتقَ الرَّجُلُ من رَقيقه في مرضه فهى وَصِيَّةٌ إن شاءَ رَجَع فيها".