" يَا أَهْلَ الْبَقِيعِ: لا يَفْتَرِقُ بَيِّعَانِ إِلا عَنْ رِضًى ".
30. Sayings > Letter Yā (5/36)
٣٠۔ الأقوال > حرف الياء ص ٥
" يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ: لاَ تَوَسِّدُوا الْقُرْآن، وَاتْلُوهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ آنَاءَ الَّليْلِ وَالنَّهَارِ، وَأفْشُوهُ وَتَغَنَّوْا بِهِ، وَتَدَبَّرُوا مَا فِيهِ؛ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَلاَ تَعَجَّلُوا ثَوَابَهُ؛ فَإِنَّ لَهُ ثَوَابًا ".
"يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ: لا تَأكُلُوا لُحُومَ الأَضَاحى فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. فَشَكُوا إِلَيْهِ أَنَّ لَهُمْ عِيالًا وَخَدَمًا، فَقَال: كُلُوا، وَأَطعِمُوا، وَاحْبِسُوا ".
" يَا أَهْلَ الإسْلام: الْمَوْتَةُ أَتَتْكمْ، الْمَوْتَةُ بِالْمُوجبَةِ كلا رَدَّةَ، سَعَادَةٌ أَوْ شَقَاوَةٌ لازمَةٌ رَاكبَةٌ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا جَاءَ بهِ. الرَّوْحُ وَالرَّاحَةُ فِى جَنَّة عَالية لأَوْلِيَاءِ اللهِ فِى دَارِ الْخُلودِ الَّذِينَ سَعْيُهُمْ وَرَغْبَتُهُمْ فِيهَا، [جَاءَ الْمَوْتُ بمَا جَاءَ بِهِ الْخِزْىُ والنَّدَامَةُ، وَالْكَرَّةُ الْخَاسِرَةُ فِى نَارٍ حَامِيَةٍ لأَوْلِيَاء الشِّيْطَانِ مِنْ أَهْلِ دَارِ الْغُرُورِ الَّذِينَ سَعْيُهُمْ وَرَغْبَتُهُمْ فِيهَا، أَلا] إِنَّ لِكُلِّ سَاعٍ غَايَةً، وَإِنَّ غَايَةَ كُلِّ سَاعٍ الْمَوْتُ، فَسَابِقٌ وَمَسْبُوقٌ ".
" يَا أَهْلَ البَلَدِ: صَلُّوا أَرْبَعًا فَإِنَّا سَفْرٌ ".
" يَا أَهْلَ مَكَّةَ: لا تَقْصُرُوا الضَلاةَ فِى أَدْنَى مِنْ أَرْبَعِ بُرُدٍ: مِنْ مَكَّةَ إِلَى عُسْفَانَ ".
"يَا أهْلَ الْقُرْآنَ أَوْترُوا؛ فَإِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ".
"يَا أَهْلَ الإِسْلامِ: أَقْرِضُوا اللهَ مِنْ أَمْوَالكُمْ يُضَاعفْ لَكُمْ أَضْعَافًا كثِيرَةٍ ".
" يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ: هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ الله؛ وَهَلْ يَسْمَعُونَ؟ قَالَ: يَسْمَعُونَ كلمَا تَسْمَعُونَ وَلَكِنْ لا يُجيبُونَ ".
"يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ: هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّا؟ فَإِنِّى قَدْ وَجَدَتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّى حَقًا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ يَسْمَعُونَ؟ قَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ الْيَوْمَ لا يُجِيبُونَ ".
" يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ: هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّا؟ فَإِنِّى قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِى ربِّى حَقًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ تُكَلِّمُ أَقْوامًا مَوْتَى؟ قَالَ: لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ما وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ حَقٌّ ".
" يَا أهْلَ الْمَدِينَةِ: لَتَدُعُنَّهَا لِلعَوافِى أَرْبَعِينَ عَامًا. قِيلَ: وَمَا الْعَوَافِى؟ قَالَ: الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ ".
" يَا أَهْلَ مَكَّةَ: إِنَّكُمْ فِى وَسَطٍ مِنَ الأَرْضِ بِحِذَاءِ وَسَطِ السَّمَاءِ وَبِأَقَلِّ الأرْضِ مَطَهرًا، فَأَقِلُّوا مِنَ اتّخَاذِ الْمَاشِيَةِ ".
" يَا أَهْلَ الْمَدِينَة: إِنَّ اللهَ تعَرَّضَ عَنِ الْخَمْرِ تَعْرِيضًا لا أَدْرِى لَعَلَّهُ سَيَنْزِلُ فِيهَا أَمْرٌ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: يَا أَهْل الْمَدينَةِ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَنْزَلَ إِلَىَّ تَحْرِيمَ الْخَمْرِ، فَمَنْ كَتَبَ منكُمْ هَذِهِ الآيَةَ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَىْءٌ فَلا يَشْرَبْهَا ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَرُبَ مِنِّى خُفُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضه، أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أوْ مِنْ بَشَرِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، هَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ وَشَعْرُهُ وَبَشَرُهُ وَمَالُهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِنِّى أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، أَلاَ وَإِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِى، وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِى".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتمْ بِهِ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّى قَدْ نَبَّأَنىَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُ لَمْ يُعَمَّرْ نَبِىٌّ إِلا نِصْفَ عُمُرِ الَّذِى يَليهِ مِنْ قَبْلِهِ، وِإنِّى يُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجيبَ، وَإنِّى مَسْئُولٌ وَإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ، فَمَاذَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَجَهَدْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ جَنَّتَهُ حَقٌّ، وَنَارَهُ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ من فِى الْقُبُورِ؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللهَ مَوْلاى، وَأنَا مَوْلَى الْمؤْمِنينَ، وَأَنَا أَوْلَى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذا مَوْلاهُ -يَعْنِى عَلِيّا- اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنِّى فَرَطُكُمْ وَإِنَّكُمْ وَارِدُونَ عَلَىَّ الْحَوْضَ، حَوْضٌ أَعْرضُ مَا بَيْنَ بُصْرَى إِلَى صَنْعَاءَ، فِيهِ عَدَدُ النُّجُومِ قُدْحَانٌ مِنْ فِضَّةٍ،
وَإنِّى سَائِلُكُمْ حينَ تَرِدُونَ عَلَىَّ عَنِ الثَّقَلَيْنِ، فَانْظُرُوا كيْفَ تَخْلُفُونِى فِيهِمَا، الثَّقَلُ الأَكْبَرُ كِتَابُ اللهِ ﷻ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، وَطَرَفُهُ بأَيْديكُمْ فَاسْتَمسكُوا بِهِ، لاَ تَضِلُّوا وَلاَ تُبَدِّلُوا، وَعِتْرَتِى أَهْلُ بَيْتِى، فَإِنَّهُ قَدْ نَبَّأنِى اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنُّهَما لَنْ يَنْقَضِيَا حَتَّى يَردَا عَلَىَّ الْحَوْضَ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىٍ مَا نَوى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَر إِلَيْهِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ ﷻ وَإِنُّهَما لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يَنْجلىَ، إِنَّهُ لَيْسَ مِن شَىْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِى صَلاتِى هَذِهِ، وَلَقَدْ جِئَ بِالنَّارِ حِينَ رَأَيْتُمُونِى تَأَخَّرْتُ مَخَافَةَ مِنْ نَفْحِهَا حَتَّى قُلْتُ: يَارَبِّ؛ وَأَنَا فِيهمْ؟ وَرَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجرُّ قُصْبَهُ فِى النَّارِ؛ كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِنْ فُطِنَ بِهِ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنى، وَإنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّة الَّتِى رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطعِمْهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، وَجِئَ بِالْجَنَّةِ، فَذَلِكَ حِينَ رَأَيْتُمُونِى تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِى مَقَامِى فَمَدَدْتُ يَدِى وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ بَدَا لِى أَن لا أفْعَلَ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: تُوبُوا إِلى رَبِّكُمْ قبلَ أن تَموتُوا، وَبَادِرُوا اليومَ بِالأعمَالِ الصَّالحة قبلَ أن تَشْتَغِلوا، وصِلوا الذِى بينَكُم وبينَ رَبِّكُمْ بِكَثرةِ ذِكْرِكُمْ لَه، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِى السِّرِّ والْعَلانَية تُؤْجَرُوا وتَجِدُوا وَتُرزقُوا وَتُنْصَروا وتُجْبروا، واعْلموا أن الله قد افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الجُمُعَةَ فِى مَقَامى هَذَا فِى يَوْمى هَذَا، فِى شهرِى هَذَا، فِى عَامى هَذَا، إِلَى يوِم القِيَامةِ، فَريضةً مَكْتُويةً مَنْ وَجَدَ إِلَيْهَا سَبِيلا فمن تَركهَا فِى حَيَاتِى أَوْ بَعدَ مَوتِى جُحُودًا بهَا واسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا، وَلَه إِمَامٌ عَادلٌ أو جَائِزٌ فَلا جَمَعَ اللهُ لهُ شَمْلًا، ولا بارك لَهُ فِى أَمْره، أَلا ولا صلاةَ لَهُ، ألا ولا وضُوء له، ألا وَلا حَجَّ لَهُ، أَلا ولا صَدَقةَ لَهُ، أَلا ولا زَكَاةَ لَهُ، أَلا ولا صَوْمَ لَه، ألا ولا بَرَكَة حتَّى يَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ، فمن تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، أَلا لا تؤُمَّنَّ امرأةٌ رَجُلًا، وَلا يَؤُمَّ أعرابى مُهَاجرًا، ولا يَؤُمَّ فَاجِرٌ مُؤمِنًا إِلا أَنْ يَقْهَرَه سُلطَانٌ يَخَافُ سَيْفَهُ وَسَوْطَه".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ مِنْكُم مُنَفِّرينَ، فَمَنْ أَمَّ الناسَ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعيف، وَالكَبِير، وَذو (*) الحَاجَةِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: مَا لَكُمْ حينَ نَابَكُمْ شَىْءٌ فِى الصَّلاةِ أَخَذْتُمْ فِى التَّصْفِيقِ؟ إِنَّمَا الْتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ، منْ نَابه شئٌ فِى صَلاتِهِ فليقلْ: سُبْحَانَ اللهِ؛ فَإِنَّه لا يَسْمَعه أَحدٌ حينَ يَقول: سُبْحَانَ اللهِ إِلا الْتَفَتَ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُون أَصَمَّ ولا غائبًا، إِنكُمْ تَدْعُون سَمِيعًا قَريبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ ما تدْعُونَ أَصَمَّ ولا غَائبًا، إِنكُمْ تَدْعُون سميعًا بَصيرًا، إِنَّ الَّذِى تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنِّى قَد كُنْتُ آذَنُ لَكُمْ فِى الاسْتِمتَاعِ مِنَ النِّسَاءِ، وَإنَّ اللهَ قد حرَّمَ ذَلِكَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ، فمَنْ كان عِنْده مِنْهُنَّ شَىْءٌ فَلْيخَلِّ سَبيله، ولا تَأخُذوا مِمَّا آتيتُموهُنَّ شَيْئًا".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِى، وَلا لأَحَد مِنْ أَهْلِ بَيْتِى، ألا إِنَّهُ لا يحلُّ لِى وَلا لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمينَ يؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ مِنْ مغانمِ المُسْلِمينَ مَا تَزِنُ وَبَرَة".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: لا صَلاةَ إِلا بِوُضُوءٍ، وَلا وُضُوء لِمَنْ لَمْ يَذْكُر اسمَ الله ﷻ عَلَيْهِ أَلا وَلَمْ يُؤْمِن باللهِ من لم يؤمِن بِى، ولم يؤمنْ بِى من لم يعْرفْ حَقَّ الأنْصَار".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّكُمْ لا تَدْعونَ أَصَمَّ ولا غَائبًا، إِنَّ الَّذى تَدْعُونَهُ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ أعنَاقِ رِكَابِكُمْ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: عَلَيْكُمْ بالسَّكيِنَةِ؛ فَإنَّ البرَّ ليْسَ بإيجاف الْخيْلِ والإِبِل".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: لا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلا يُصِبْ بعْضُكمْ بَعْضًا، وَإذَا رأَيتُمْ الجمْرة فارْموا بِمثل حَصى الخَذف".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّه لَيْسَ لِى مِنْ هَذَا الْفَىْء شَىْءٌ، ولا هَذَا -وَأَشَارَ إِلى وَبَرَةٍ مِنْ سنام بَعِيرٍ- إِلا الخُمُسُ، والخُمُسُ مردودٌ عَليْكمْ، فَأَدُّوا الخِياطَ والمخيطَ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: رُدُّوا عَلَىَّ رِدَائِى، فَواللهِ لَو أَنَّكُمْ بِعَدَدِ شَجَر تِهَامَة نَعَما لَقَسَمْتُه عَلَيْكُمْ، ثُمَّ لا تَلْقَوْنِى بَخيلًا ولا جَبَانًا ولا كَذُوبًا، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ليس لى من هَذَا الْفَىْء، ولا هَذِه الوَبَرةِ، إلا الخُمُسْ، والخُمُسُ مردودٌ فيكُمْ، فردوا الخِياطَ والمخيط، فإن الْغُلُولَ يَكونُ عَلَى أهلِه عارًا ونَارًا وشنارًا يَوْمَ القِيَامَةِ".
. . . .
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إنه لا يَحِلُّ لِى مِمَّا أفاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ قَدْرَ هَذِه إلا الخُمسَ، والخمسُ مردودٌ عليكُم".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إن عَلَى أَهْلِ كُلِّ بيتٍ في كل عامٍ أُضْحِيَّة وَعَتيرةً".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: لا تَقْتُلوا أَنْفسَكُمْ عندَ جمرة العَقَبة، وَعَلَيْكمْ بِمِثْل حَصَا الخذف".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِموا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرحام، وصلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: خُذوا عَنِّى مناسِكَكُمْ؛ فَإِنِّى لا أَدْرى لَعَلِّى لا أَحُجُّ بَعْد عامى هذا".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إن هَذَا مِنْ غَنَايمكُم، أَدُّوا الخَيْطَ والْمِخْيَطَ فَمَا فَوق، فإنَّ الغلول (عَارٌ) عَلَى أَهْلِهِ يومَ القِيَامَة، وشنارٌ وَنَارٌ".
" {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (*) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (*) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ، حَتَّى قَالَ: وَلَوْ بِشقِّ تَمْرَةٍ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: عَلَى رِسْلِكُمْ (*) عَلَيْكُمْ بِالسَّكينَة، إِنَّ البرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحرْمَةِ يَوْمِكمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، وَلا تَرْجِعُوا بَعْدى كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْضٍ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: تَدْرُونَ فِى أَىِّ شَهْرٍ أَنْتُم؟ وَفِى أَىِّ بَلَدٍ أَنْتُمْ، وَفِى أَىِّ يَوْمٍ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، وَشَهْرٌ حَرَامٌ، وَبَلَا حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وأَعْراضَكُمْ عَلَيْكُم حَرَامٌ كَحُرْمةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا، اسْمَعُوا تَعِيشُوا، أَلا لا تَظَالمُوا -ثَلاثًا- إِنَّهُ لا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، أَلا وإنَّ كُلَّ دَمٍ وَمالٍ وَمَأثَرَةٍ كَانَتْ فِى الْجَاهِليَّةِ تَحْتَ قَدَمِى هَذِه إِلَى يَوْمِ القيَامَةِ، وِإنَّ أَوَّلَ دَمٍ يُوضَعُ دَمُ رَبِيعَة بنِ الحَارِثِ بِنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ المُطَّلب، وِإنَّ اللهَ قَضَى أَنَّ أَوَّلَ رِبًا يُوضَعُ رِبَا العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُم لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون، أَلا وِإنَّ الزَّمَانَ قَد اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلقَ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ، أَلا وِإنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السُّمَواتِ والأَرْضَ مِنْهَا أرْبَعَةٌ حُرُم، ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، أَلا لا تَرْجعوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلا وِإنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ، وَلَكِنَّه فِى التَّحْرِيِشِ بَيْنَهُمْ فَاتَّقُوا اللهَ فِى النِّسَاء فإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ، لا يمْلِكْنَ لأنْفُسِهِنَّ شَيْئًا، وِإنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقّا، لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا غَيْرَكُمْ، وَلا يَأذَنَّ فِى بُيُوتِكُمْ لأحَدٍ تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ خِفْتُم نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ واهْجُرُوهُنَّ فِى المضَاجِع واضْربُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلهُنَّ رِزْقُهُنَّ، وكسْوَتُهُنَّ بِالمعْرُوفِ، فَإنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ، واسْتَحْلَلتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، أَلا وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنْ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَىُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ أَىُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ أىُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ قَالُوا: يَوْمُ الْحَج الأَكْبَرِ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوالَكُمْ، وَأعْراضَكُمْ عَلَيْكُم حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُم هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلا لا يَجنِى جانٍ إِلا عَلَى نَفْسِهِ، أَلا لا يَجْنِى وَالدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلا وَلَدٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلا إِنَّ الشَيْطَانَ قَدْ أَيسَ أَنْ يُعْبَدَ فِى بَلَدِكُمْ أَبَدًا، وَلَكِنْ سَتَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِى بَعْضِ مَا تَحتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُم فَيَرْضِى بِهَا، أَلا إِنَّ المُسْلِمَ أخُو المُسْلِمِ، فَلَيْسَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ مِنْ أَخِيهِ شَىْءٌ إِلا مَا أَحَلَّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلا وَإنَّ كُلَّ رِبًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالكُمْ لا تَظْلُمونَ ولا تُظْلَمُونَ، غَيْرَ رِبَا العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب فَإنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، وَإنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِى الجَاهِليَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأوَّلُ دَمٍ أضَعُ مِنْ دَمِ الْجَاهِليةِ دَمُ الحَارِث بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَلا وَاسْتْوصُوا بِالنِّسَاء خَيْرًا؛ فإِنَّما هُنَّ عَوَانٍ عِنْدُكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ غَيْر ذَلِكَ إلا أَنْ يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ غَيْرٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِى المضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهَّنَ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّحٍ، فَإِنَّ أطَعْنُكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، أَلا وَإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُم حَقًا، وَلِنِسائِكُم عَلَيْكُمْ حَقّا، فَأمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ
تَكْرَهُونَ وَلا يَأذَنَّ فِى بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلا وَإنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُم أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِى كُسْوَتِهِنَ وَطَعَامِهنَّ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَىُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَىُّ بَلَد هَذَا؟ قَالُوا (*): هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَىُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ ! فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، لا تَرْجِعْوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَىُّ يَوْمٍ هَذَا؟ وَأَىُّ شَهْرٍ هَذَا؟ وَأَىُّ بَلدٍ هَذَا؟ أَلَيْس شَهْرٌ حَرَامٌ؟ وَبَلَدٌ حَرَامٌ؟ وَيَوْمٌ حَرَامٌ؟ أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيكُم حَرَامٌ، كحُرْمَةِ يَوْمِكمِ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَونَ رَبَّكُمْ، اللَّهُم هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَ اشْهَدْ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: اتَّقُوا (الله) (*) وإنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبدٌ حَبَشِىٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ لَكُمْ (كِتَابَ اللهِ) ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ اللهَ قد أَذْهَبَ عنكم عُبِّيَّةَ (*) الْجَاهِلِيَّة وتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلان: رَجُلٌ بَرٌّ تَقِىٌّ كَريمٌ عَلَى اللهِ، وفَاجرٌ شَقِىٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللهِ، والنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللهُ آدَمَ مِن تُرَابٍ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ رَبَّكُم حَيِىٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِىَ أَنْ يَمُدَّ أَحَدُكُمْ يَدَهُ إِليْهِ فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّه لَمْ يبعَثْ نَبِىٌّ قَطُّ إِلاَّ عَاشَ نِصْفَ مَا عَاشَ الَّذِى كان قَبْلَهُ، وِإنِّى أُوشِكُ أَنْ أُدْعى فَأُجِيبَ؛ وإِنِّى تَارِكٌ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ: كِتَابَ اللهِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّما أَنَا بَشَرٌ رَسُولٌ أُذكِّرُكُمْ باللهِ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّى قَصَّرْتُ عَنْ شَيءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رِسالاتِ ربِّى لَمَا أخْبَرْتُمونِي، فَبَلَّغْتُ رِسَالاتِ ربِّى كَمَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُبَلَّغَ، وِإنْ كُنْتُ بَلَّغْتُ رِسَالاتِ ربِّى لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي، أَمَّا بَعْدُ: فَإِن رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ وَهَذَا الْقَمَرِ، وَزَوَالَ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا لِمَوْتِ رِجَالٍ مِنْ
عُظَمَاءِ أَهْلِ الأرْضِ، وإنَّهُمْ قَد كَذَبُوا، وَلَكِنْ هُنَّ آيَاتٌ منْ آيَاتِ الله يَعْتَبِرُ بِهَا عِبَادُهُ لِيَنْظُرَ مَنْ يُحْدِثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةً، فَقْد أُرِيتُ في مَقَامِى وَأنَا أُصَلِّى مَا أَنْتُمْ لاقُونَ في دُنْيَاكُمْ وآخِرَتِكُمْ، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاثُونَ كَذَّابًا آخِرُهُمْ الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ، مَمْسُوحُ العَيْنِ اليُسْرىَ كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِى يَحْيىَ وَأَنَّهُ مَتَى خَرَجَ يَزْعُمْ أَنَّهُ اللهُ، فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ صَالِحٌ مِنْ عَمَلهِ سَلَفَ، وَمَنْ كفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ بِشْئٍ مِنْ عَمَلٍ سَلَفَ، وَأَنَّه سَيَظْهَرُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلا الْحَرَمَ وَبَيْتَ المَقْدِسِ، وَأَنَّهُ يَسُوقُ النَّاسَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ مُنْحَصِرُونَ حَصْرًا شَدِيدًا ويُزَلْزَلُونَ زِلْزَالًا شَدِيدًا فَيُصْبحُ فِيهِمْ عيسى ابنُ مَرْيَم، فَيَهزِمُهمُ اللهُ وجُنُودُهُ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الحَائِطِ، وغُصْنَ الشَّجَرَةِ لَيُنَادِى المُؤْمِنَ يَقُولُ: هَذَا كَافِرٌ اسْتَتَر بِى تَعَالَ فَاقْتُلهُ، وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ حَتَّى تَرُوْا أَشْياء مِنْ شَأنِكُمْ يَتَفَاقَمُ فِى أَنْفُسِكُمْ (*) وَحَتَّى تَسَائِلُونَ بَيْنَكُمْ هَلْ ذَكَرَ نَبِيُّكُم مِنْ هَذَا ذِكْرًا، وحَتِّى تَزُولَ الجِبَالُ عَنْ مَرائِيهَا (* *) ثُمَّ يَكُونُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ القَبْضُ القَبْضُ أَى الْمَوْتُ".