"عَنْ عَبْدِ الله بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَوَابَةَ بْنِ مَسْعُود، عَمَّنْ حَدثهُ عَنْ أنسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّىَ ابْن لِعثمَانَ بْنِ مَظعُون فَاشْتَدَّ حُزْنهُ عَلَيْه حَتَّى اتخَذَ في داَرِه مَسجِدًا يَتَعبَّدُ فيهِ فبَلَغَ ذَلكَ النبيَّ ﷺ فَقَالَ يَا عثمَانُ إِنَّ الله لَمْ يَكتُبْ علَيْنَا الرَّهبَانيَّةَ، إِنَّمَا رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِى الجهَادُ فِى سَبيل الله، يا عثمَانُ بْنَ مَظعُون: إنَّ لِلجَنَّة ثَمَانيَةَ أبْوَابٍ وَلِلَنَّارِ سَبْعَةَ أبْوَابٍ، فَمَا يَسُرك أنْ لاَ تَأَتِىَ بَابًا منْهَا إلَّا وَجَدْتَ ابْنَكَ إِلَى جَنْبِكَ آخَذًا بحجزتك يَسْتَشْفِعُ لَكَ إِلَىَ ربِّكَ - ﷻ -؟ - قَالَ: بَلَى، قِيلَ يَا رَسُولَ الله ولنا في فَرَطنَا مَا لعثمانَ؟ قَالَ: نَعَمْ لِمَنْ صَبَرَ مِنكمْ وَاحْتَسَبَ، ثمَّ قَالَ لَهُ عثمَانُ بنُ مَظعُون: مَنْ صَلَّىَ صَلاَةَ الفَجْرِ فِى جَمَاعَةٍ ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ الله حَتَّى تَطلُعَ الشمس كانَ لَهُ فِى الفِرْدَوْسِ سَبْعُونَ دَرَجَةً بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ كَرَكضِ الفَرَس الجَواد المُضَمَّر سَبْعيِن سَنَةً، وَمَنْ صَلَّى الظُّهْرَ فِى جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ فِى جَنَّاتِ عَدْن خَمْسُونَ دَرَجَةً بَيْنَ كُل دَرَجَتَيْنِ كَرَكْضِ الفَرَسِ الجَوَاد المُضَمَّرِ خَمْسينَ سَنَةً، وَمَنْ صَلَّى صَلاَةَ العَصْر فِى جَمَاعَةٍ كانَ لَهُ كَأجْرِ ثَمَانية مِنْ وَلًدِ إسْمَاعيلَ كلُّهُمْ رب بيت أعْتَقَهُمْ، وَمَنْ صَلَّىَ المَغْرِبَ فِى جَمَاعَةٍ كان كَحَجَّة مَبْرُورَةٍ وَعُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِى جَمَاعَةِ كَانَ لَهُ كَقِيَام لَيْلَةِ القَدْرِ".
"عَنْ عَبْد الخَالِقِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أبيه، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ ضرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ثَابِت البُنَانِي، عَنْ أنَس بْنِ مَالِكِ قَال: تُوُفِّىَ ابْن لِعُثْمَانَ بْنِ مَظعُوَنٍ فَحَزِنَ عَلَيْهِ حُزنًا شَدِيدًا، وَاتَّخَذَ فِى دَارِهِ مُصَلّى يَتَعَبَّدُ فيهِ، وَغَابَ عَنِ النَّبِي ﷺ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَسَألَ عَنْهُ النبي ﷺ فَأخْبَرُوهُ أنَّهَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ، وَأَنَّهُ حزِنَ عَلَيْهِ حُزنًا. شَدِيدًا، وَأنَّهُ أخَذَ فِى دَارِهِ مُصَلّى يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : ادْعُهُ لِى
وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ، فَلَمَّا أتَاهُ قَالَ لَهُ يَا عثمَانُ أمَا تَرْضَى؟ إن للجَنَّة ثَمَانِيَةَ أبْوَاب وَلِلنَّارِ سَبْعَةَ أبوَاب لَاَ تَنْتَهِي إِلَى بَاب مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ إلَّا وَجَدْتَ ابْنَكً قائمًا عِنْدَهُ آخًذٌ بِحُجْزتِكَ يَسْتَشْفِعُ لَكَ عِنْدَ ربكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ أصْحَابُ مُحَمدٍ: وَلَنَا فِى أبنَائنَا مِثْلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلِكُلِّ مَنِ احْتَسَبَ مِنْ أُمَّتِى، ثمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا عثمَانُ: هَلْ تَدْرِى مَا رَهْبَانيَّةُ الإِسْلاَم؟ الجِهَادُ فِى سَبِيلِ الله، يَا عثمَانُ مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ ثم ذكرَ الله حَتَّى تطلُعَ الشَّمسُ كانَتْ له كَحجة مَبْرورَة وعُمْرةٍ مُتَقَبلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الظُّهر في جَماعة كانَتْ لَهُ كخَمْسٍ وَعشْرِينَ صَلاَةً كلُّها مِثْلُها وَسَبْعِينَ دَرَجَةً فِى الفِرْدَوْسِ، وَمَنْ صَلَّى العَصْر فِى جَمَاعَة ثُمَّ ذَكَرَ الله حَتَّى تَغْرُبَ الشمس كانت لَهُ كَعِتْقِ ثَمَانِيَةٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ وَاحد منْهُم اثنا عَشَرَ ألفًا، وَمَنْ صَلَّى صَلاَةَ المَغْرِبِ فِى جَمَاعَة كانت لَهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ صَلاةً كلّهَا مِثْلُهَا، وسبعين (*) دَرَجَةً فِى جَنَّةِ عَدْن، وَمَنْ صَلَّى صَلاَةَ العِشَاءِ فِى جَمَاعَةٍ، كانت كَأجْرِ لَيْلَةِ القَدْرِ".
"يَا عُثْمَانُ بنَ مظعونٍ: من صَلَّى صلاَة الفَجْرِ في جَمَاعَةٍ ثم
جَلَسَ يَذْكُر الله حتى تطلعَ الشمسُ كَانَ له فِى الفردوسِ سَبْعُونَ دَرَجةً، بُعْدُ كُلِّ دَرَجَتين كَحُضْرِ الفَرسِ الجَوَادِ المُضْمَرِ سَبْعِين سَنَةً، وَمَنْ صَلَّى صَلاَة الظُّهْر فِى جَمَاعة، كَان لَه فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ خَمسونَ دَرَجةً، بُعدُ مَا بَيْنَ كُل دَرَجَتَيْنِ كَحُضر الفرسِ الجَوادِ المُضْمر خَمْسُونَ سَنَةً، ومن صلى العصْر فِى جَماعة كَان له كأجرِ ثَمَانِيةٍ منْ ولدِ إسمَاعيل كُلُّهم ردت بَيْت يُعْتِقهمْ، وَمَنْ صلى المَغْرِبَ فِى جَماعةٍ فهو كَحَجَّةٍ مَبْرورَةٍ، وعمرةٍ مُتَقَبَّلةٍ، ومَنْ صَلى العشَاء فِى جَمَاعةٍ كَانَ لهُ كقِيام لَيْلةِ القدْرِ".