"عَنْ عَبْد الخَالِقِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أبيه، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ ضرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ثَابِت البُنَانِي، عَنْ أنَس بْنِ مَالِكِ قَال: تُوُفِّىَ ابْن لِعُثْمَانَ بْنِ مَظعُوَنٍ فَحَزِنَ عَلَيْهِ حُزنًا شَدِيدًا، وَاتَّخَذَ فِى دَارِهِ مُصَلّى يَتَعَبَّدُ فيهِ، وَغَابَ عَنِ النَّبِي ﷺ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَسَألَ عَنْهُ النبي ﷺ فَأخْبَرُوهُ أنَّهَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ، وَأَنَّهُ حزِنَ عَلَيْهِ حُزنًا. شَدِيدًا، وَأنَّهُ أخَذَ فِى دَارِهِ مُصَلّى يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : ادْعُهُ لِى
وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ، فَلَمَّا أتَاهُ قَالَ لَهُ يَا عثمَانُ أمَا تَرْضَى؟ إن للجَنَّة ثَمَانِيَةَ أبْوَاب وَلِلنَّارِ سَبْعَةَ أبوَاب لَاَ تَنْتَهِي إِلَى بَاب مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ إلَّا وَجَدْتَ ابْنَكً قائمًا عِنْدَهُ آخًذٌ بِحُجْزتِكَ يَسْتَشْفِعُ لَكَ عِنْدَ ربكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ أصْحَابُ مُحَمدٍ: وَلَنَا فِى أبنَائنَا مِثْلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلِكُلِّ مَنِ احْتَسَبَ مِنْ أُمَّتِى، ثمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا عثمَانُ: هَلْ تَدْرِى مَا رَهْبَانيَّةُ الإِسْلاَم؟ الجِهَادُ فِى سَبِيلِ الله، يَا عثمَانُ مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ ثم ذكرَ الله حَتَّى تطلُعَ الشَّمسُ كانَتْ له كَحجة مَبْرورَة وعُمْرةٍ مُتَقَبلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الظُّهر في جَماعة كانَتْ لَهُ كخَمْسٍ وَعشْرِينَ صَلاَةً كلُّها مِثْلُها وَسَبْعِينَ دَرَجَةً فِى الفِرْدَوْسِ، وَمَنْ صَلَّى العَصْر فِى جَمَاعَة ثُمَّ ذَكَرَ الله حَتَّى تَغْرُبَ الشمس كانت لَهُ كَعِتْقِ ثَمَانِيَةٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ وَاحد منْهُم اثنا عَشَرَ ألفًا، وَمَنْ صَلَّى صَلاَةَ المَغْرِبِ فِى جَمَاعَة كانت لَهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ صَلاةً كلّهَا مِثْلُهَا، وسبعين (*) دَرَجَةً فِى جَنَّةِ عَدْن، وَمَنْ صَلَّى صَلاَةَ العِشَاءِ فِى جَمَاعَةٍ، كانت كَأجْرِ لَيْلَةِ القَدْرِ".