"عن حمْدانَ قال: دعَا عثمانُ بماءٍ فتوضأَ ثم ضَحِكَ فقالَ: ألا تسأَلُوني مِمَّ أضحكُ؟ قالُوا: يا أميرَ المؤمنينَ: ما أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله ﷺ توضأَ كما توضأتُ فمضمضَ واستنشقَ وغسلَ وجهَهُ ثلاثًا، ويديهِ ثلاثًا، ومسحَ بِرَأسِهِ وَظَهْرِ قدميهِ".
31.05. Actions > ʿUthmān b. ʿAffān (1/9)
٣١.٠٥۔ الأفعال > مسند عثمان بن عفان ص ١
" (عن عطاءٍ أنَّه بلغَهُ أن عثمَانَ توضأَ ثَلاثًا ومسحَ برأسِهِ) مسحةً، وغسلَ بِرجليهِ غسلًا، ثمَّ قَالَ: هكذَا رأيتُ رسولَ الله ﷺ تَوضَّأَ".
" عن رجلٍ من الأنصارِ أن عثمانَ قالَ: ألا أُرِيكُمْ كيفَ كانَ وضوءُ رسولِ الله ﷺ ؟ قَالوا: بَلَى، فدعَا بماءٍ فمضمضَ ثلاثًا، واستنشقَ ثلاثًا، وغَسَلَ وجهَهُ ثلاثًا، وذِرَاعَيْهِ ثلاثًا ثلاثًا، ومسحَ برأسِهِ، وغسلَ قَدَمَيْهِ ثم قالَ: واعْلمُوا أن الأُذُنَيْنِ مِنَ الرأسِ، ثم قالَ: تحرَّيْتُ -أَوْ تَوَخَّيْتُ- لَكُمْ وضوءَ رسولِ الله ﷺ ".
" عن أبى وائلٍ قال: رأيتُ عثمانَ يتوضأُ فخلَّلَ لحيتَهُ ثلاثًا، وقالَ: رأيتُ رسولَ الله ﷺ فَعَلَهُ ".
" عن عثمان: رأيتُ النبيَّ ﷺ توضَّأَ فَمَسحَ رأسَهُ مَرَّةً ".
" عن عثمانَ قالَ: لقد اخْتبأتُ عندَ الله عشرًا: إنَى لرَابِعُ الإِسلاَمِ، وقد زَوَّجَنِى رسولُ الله ﷺ ابنتَهُ ثم ابنتَهُ، وقد بايعتُ رسولَ الله ﷺ بيدِى هذه اليُمنَى، فما مَسَسْتُ بهَا ذَكَرِى ولا تَغَنَّيْتُ، ولا تَمنَّيْتُ، ولا شَرِبْتُ خمرًا في الجاهليةِ ولا الإسلامِ، وقد قالَ رسولُ الله ﷺ : من يشتَرِى هذه البُقْعَةَ ويزيدهَا في المسجدِ وَلَهُ بيتٌ في الجنةِ؟ فاشتريْتُهَا وَزِدْتُها في المسجدِ ".
" عن عثمانَ أن النبيَّ ﷺ مَضْمَضَ ثلاثًا، واستنشَق ثلاثًا ".
" عن سفيانَ بن سلمةَ قالَ: شَهِدْتُ عثمانَ توضأَ ثلاثًا وأفردَ المضمضةَ من الاستنشاقِ، ثم قَالَ: هكذَا تَوَضَّأَ النبىُّ ﷺ ".
" عن عثمانَ بن عفانَ قالَ: صلَّى النبىُّ ﷺ عَلَى عثمانَ بن مظعونٍ فكبر عَليهِ أربعًا ".
" عن أبى وائلٍ قال: رأيتُ عثمانَ بن عفانَ توضأَ فغسل كفَّيهِ ثلاثًا، ومضمضَ واستنشقَ ثلاثًا ثلاثًا، وغسلَ وجههُ ثلاثًا، وذراعَيْهِ ثلاثًا، ثم مسحَ برأسِه وأُذُنَيْه ظَاهِرِ همَا وبَاطِنِهِمَا، وغسلَ قدميهِ ثلاثًا، وخلَّل أَصابِعَهُ، وخلَّلَ لحيْتَهُ حين غسلَ وجْهَهُ قبلَ أن يغسلَ قدمَيْهِ، ثم قالَ: رأيتُ رسولَ الله ﷺ يفعلُ كالذِى رَأَيْتُمُونِى فَعَلتُ ".
" عن حمرانَ قال: رأيتُ عثمانَ توضأَ فَأفْرغَ على يديهِ ثلاثًا فغسلهما، ثم مَضْمضَ ثلاثًا واستنْثَر ثَلاثًا، ثم غسلَ وجههُ ثلاثًا، ثم غسل يده اليُمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم غسل اليُسرى ثلاثًا مثل ذلك، ثم مسحَ رأسَهُ، ثم غسل قدمه اليمنى تلاثا، ثم اليسرى ثلاثًا، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله ﷺ يتوضأُ نحوًا منْ وُضُوئِى هذَا ثم قال من توضأ نحو وضوئى هذا وفى لفظ: مثل وضوئى هذا، ثم صلَّى ركعتينِ لا يُحدِّثُ فِيهمَا نفسهُ، غُفِرَ لَهُ ما تقدمَ من ذنبهِ ".
" عن عَطاءٍ الخراسانىِّ: سمعتُ سعيدَ بنَ المسيبِ يقولُ: إنَّ عثمانَ بنَ عفانَ أَكَلَ طعامًا قد مَسَّتْهُ النَّارُ، ثم مضَى إلى الصلاةِ ولم يتوضَّأ، ثم قالَ: توضأتُ كما توضَّأَ رسولُ الله ﷺ وأكلتُ كمَا أكلَ رسولُ الله ﷺ وصليتُ كمَا صَلَّى رسولُ الله ﷺ ".
"عن عثمانَ أنه كان يقولُ في خُطبِتِه: إِذَا قَامَ الإمامُ يخطبُ يومَ الجمعةِ فاستمعُوا وأنْصِتُوا، فإِنَّ للمنصتِ الذى لا يسَمع من الحظِّ مثلَ ما للمستمعِ المُنصتِ، فإِذَا
قَامتِ الصلاةُ فاعدِلُوا الصُّفوفَ، وصُفُّوا الأَقدامَ، وحَاذُوا بالمناكِب، فإنَّ اعتدالَ الصفِّ من تمامِ الصلاةِ، ثم لا يُكبِّرُ حتى يأتِيَهُ رجالٌ قد وَكلَهُمْ بتسوِية الصفُّوفِ فَيُخْبِرونَهُ (*) أَنَّها قَدِ اسْتَوَتْ فَيُكَبِّرُ ".
" عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملَكُمْ على أنَّ عَمَدتُمْ إلى الأنفالِ وهى من المثَانَي، وإلى بَرَاءة وهى من المئِينِ فَقَرنْتُمْ بينهمَا، ولم تكتبُوا بينهما سطر: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ووضعتموهَا في السبع الطوال، ما حملكُمْ على ذلِكَ؟ فقال عثمانُ: إنَّ رسولَ الله ﷺ كان مِمَّا يأتى عليه الزمانُ تنزلُ عليه السُّوَرُ ذواتُ العددِ، وكانَ إذا انزلَ عليه الشَّئُ يدعُو بعضَ من يكتبُ عنده فيقولُ: ضَعُوا هذا في السُّورةِ التى تُذْكَرُ فيهَا كذَا وكذَا، وتَنزِلُ عليهِ الآياتُ فيقولُ: ضَعُوا هذه في السورةِ التى تذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفالُ مِنْ أَولِ ما أنزِلَ بالمدينةِ، وكانتْ براءةُ من أَخرِ القرآنِ نزولًا، وكانتْ قِصّتُهَا شبيهةً فظننتُ أنَّها منِهَا، وَقُبضَ رسولُ الله ﷺ ولم يُبينْ لنا
أنهَا منهَا، فمن أجلِ ذلكَ قَرَنْتُ بَينهُمَا، ولم أكتبْ بينهمَا سطرَ {بسمِ الله الرحمن الرحيم} ووضَعتُهَا في السّبع الطّوالِ ".
" عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفانَ قَالَ: كَانَتِ الأنْفَالُ وَبَرَاءَةُ يُدْعَيَانِ في زَمَنِ رَسُولِ الله ﷺ الْقَرينَتيْنِ، فَلِذَلِكَ جَعَلتُهُما في السَّبْعِ الطِّوَالِ ".
" عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سَلاَمَةَ قَالَ: قُلتُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بالُ الأنْفَالِ وَبَرَاءَة لَيْسَ بَيْنَهُمَا: {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}؟ قَالَ: كَانَتْ تَنْزِلُ السُّورَةُ فَلاَ تَزَالُ تُكْتَبُ حَتَّى تَنْزِلَ: {بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَإِذَا جَاءَتْ {بِسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} كُتِبَتْ سُورَةٌ أُخْرَى، فَنَزَلَتِ الأنْفَالُ وَلَمْ يُكْتَبْ {بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} ".
"عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: مَنْ قَرَأ آخِرَ آلِ عِمْرَانَ في لَيْلَةٍ كُتِبَ (لَهُ) قِيامُ لَيْلَةٍ".
" عَنْ حَكِيمِ بْنِ عِقالٍ أنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أمَرَهُ أنْ يَشْتَرِىَ لَهُ رَقِيقًا وَقَالَ: لاَ تُفَرِّقْ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا ".
" عَن ابْنِ دَارَةَ قَالَ: رَأيْتُ عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَمَضْمَن ثَلاَثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَل وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا، وَمَسَحَ بِرَأسِهِ ثَلاَثًا، وغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاَثًا ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ الله ﷺ فَهَذَا وضُوءُ رَسُولِ الله ﷺ ".
" عَنِ الْحَارِثِ مَوْلى عُثْمَانَ قَالَ: جَلَسَ عُثْمَانُ يَوْمًا وَجَلَسْنَا مَعَهُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَدَعَا بِمَاءٍ في إِنَاءٍ، أظُنُّهُ سَيَكُونُ فِيهِ مُدٌّ، فَتَوَضَّأ ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ تَوَضَّأ وضُوئِى هَذَا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأ وُضُوئى هَذَا ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى صَلاَة الظُّهْرِ غَفَرَ الله لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْن الصُّبحِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ غَفَرَ الله لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاَةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ
غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ صلاَةِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ لَعَلَّه يَبيتُ فيَتَمَرَّغُ لَيْلَتَهُ، ثُمَّ إنْ قَامَ فَتَوَضَّأ وَصَلَّى الصُبْحَ غَفَرَ الله لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ، وَهُنَّ الْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، قِيلَ: فَمَا الْبَاقِيَاتُ يَا عُثْمَانُ؟ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَسُبْحَانَ الله، والْحَمْدُ لله، وَالله أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ".
" عَنْ أبِى سَعِيد مَوْلَى بَنِى أسَدٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى عُثْمَانَ وَالْمُصْحَفُ في حِجْرِهِ يَقْرَأ فِيهِ، ضَرَبُوهُ بِالسَّيْفِ عَلَى يَدِهِ، فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (*) فَمَدَّ يَدَهُ وَقَالَ: وَالله إِنَّهَا لأوَّلُ يَد خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ ".
" عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُتَوَافِرِينَ حِينَ حَرَّقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ فَأعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ".
" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِىٍّ قَالَ: خَصْلَتَانِ لعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَيْستَا لأِبِى بَكْرٍ وَلاَ لِعُمَرَ: صَبْرُهُ نَفْسَهُ حَتَّى قُتِلَ، وَجَمْعُهُ النَّاسَ عَلَى الْمُصْحَفِ ".
" عَنِ الزُّهرِى، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِك أنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ، وَكَانَ يُغَازِى أهْلَ الشَّامِ في فَتْحِ أرْمينيَّةَ وَأَذْرِبيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَرَأى حُذَيْفةُ اختلاَفَهُمْ في الْقُرآنِ، فَقَالَ لِعُثمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ أَدْرِكْ هَذهِ الأمَّةَ قَبْلَ أنْ يَخْتَلفُوا في الْكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفَ الْيَهُودُ والنَّصَارَى، فَأرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أرْسِلِي إِلَىَّ بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا في
الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا عَلَيْك، فَأرْسَلَتْ حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ بِالصُّحُفِ، فَأرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْعَاص، وَعَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعَبْدِ الله ابْنِ الزُّبيْرِ أنْ انْسَخُوا الصُّحُفَ في الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّين الثَّلاَثَةِ: مَا اخْتَلَفْتُمْ أنْتُمْ وَزَيْدُ ابْنُ ثَابتٍ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ: فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهَا، حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ في الْمَصَاحِفِ بَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى كُلِّ أفُقِ بِمُصْحَف مِنْ تِلكَ الْمَصَاحفِ الَّتِى نَسَخُوا وَأمَرَ بِسوى ذَلِكَ في صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أن يُحَرَّقَ، قَالَ الزُّهْرِى: وَحَدَّثَنِى خَارِجَةُ بْنُ زَيْد أنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابتٍ قَالَ: فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُوَرةِ الأحْزَابِ كُنْتُ أسْمَعُ رَسُولَ الله ﷺ يَقْرَأُهَا: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} فَالْتَمَسْتُها فَوَجْدُتُها مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أوْ ابْنِ خُزَيَمْةَ، فَألْحَقْتُهَا في سُورَتِهَا، قَالَ الزُّهْرِىُّ: فَاخْتَلَفُوا يَوْمَئِذٍ في التَّابُوتِ والتَّابُوه، فَقَالَ النَّفَرُ القُرَشِيُّونَ: التَابُوتُ، وَقَالَ زَيْدٌ: التَّابُوهُ، فَرُفِعَ اخْتِلاَفُهُمْ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَاَل: اكتُبُوهُ (التَّابُوتُ) فَإِنَّهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ نَزَلَ ".
" عَنْ أَبِى قلاَبَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ في خِلاَفَة عُثْمَانَ جَعَلَ المُعَلِّمُ قِرَاءَةَ الرَّجُلِ وَالْمُعَلِّمُ يُعَلِّمُ قِرَاءَةَ الرَّجُلِ، فَجَعَلَ الْغِلمَانُ يَتَلَقَّوْنَ فَيَخْتَلِفُونَ حَتَّى ارْتَفَعَ ذَلِكَ إِلَى الْمُعَلِّمِينَ حَتَّى كَفَرَ بَعْضُهُمْ بِقَرَاءَةِ بعض، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: أَنْتُمْ عِنْدِى تَخْتَلِفُونَ وَتَلْحَنُونَ، فَمَنْ نَأى عَنِّى مِنَ الأمْصَارِ أشَدُّ اخْتلاَفًا وَأَشَدُّ لَحْنًا، فَاجْتَمِعُوا يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدِ فَاكْتُبُوا لِلنَّاسِ إِمَامًا، قَالَ: أَبُو قِلاَبَةَ: فَحَدَّثنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى دَاودَ: هَذَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ جدٌّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كنْتُ فيمَنْ أُمْلِىَ عَلَيْهِمْ فَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا في الآيَة، فَيَذْكُرُونَ الرَّجُل قَدْ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُولِ الله ﷺ وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ غَائِبًا أَوْ في بَعْضِ الْبَوَادِى فَيَكْتُبُونَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، وَيَدَعُونَ مَوْضِعَهَا حَتَّى يَجِئَ أَوْ يُرْسَلَ إلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْمُصْحَفِ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الأمْصَارِ: إنِّى قَدْ صَنَعْتُ كَذَا وَمَحَوْتُ مَا عِنْدِى، فَامْحُوا مَا عِنْدَكُمْ ".
" عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلىَّ بْنَ أبِى طَالِبٍ يَقُولُ: يَا أيُّهَا النَّاسُ لاَ تَغْلُوا في عُثْمَانَ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ إلاَّ خَيْرًا في الْمَصَاحِفِ وَإحْرَاقِ الْمَصَاحِفِ، فَوَالله مَا فَعَلَ الَّذِى فَعَلَ في الْمَصَاحِفِ إلاَّ عَنْ مَلأ مِنَّا جَمِيعًا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ في هَذِهِ الْقِرَاءَةِ؟ فَقَدْ بَلَغَنِى أَنَّ بَعْضَهُمْ يقُولُ: إِنَّ قِرَاءَتِى خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ، وَهَذَا يَكَادُ أنْ يَكُونَ
كُفْرًا، قُلنَا: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: نَرَى أنْ يُجْمَعَ النَّاسُ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ بلاَ فُرْقَةٍ، وَلاَ يَكُونُ اخْتَلاَفٌ، قُلنَا: فَنعْمَ مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَقِيلَ: أَىُّ النَّاسِ أفصَحُ؟ وَأىُ النَّاسِ أَقْرَأُ؟ قَالُوا: أفْصَحُ التاسِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَأقْرَؤُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: ليَكْتُبْ أَحَدُهُمَا ويُمْلِى الآخَرُ، فَفَعَلاَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ، قَالَ عَلِىٌّ: وَالله لَوْ وُلِّيتُهُ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِى فَعَلَ ".
" عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ كانَ أُنْزِلَ قُرآنٌ كَثِيرٌ، فَقُتِلَ عُلَمَاؤُهُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ وَعَوْهُ وَلَم يُعْلَمْ بعدَهُم ولم يُكْتَبْ، فَلَمَّا جَمَعَ أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَعثمَانُ الْقُرآنَ، وَلَمْ يُوجَدْ مَعَ أَحَدٍ بَعْدَهُمْ، وَذَلِكَ فِيمَا بَلَغَنَا، حَمَلَهُمْ عَلَى أنْ تَتَبَّعُوا الْقُرآنَ، فَجَمَعُوهُ في الصُّحِفِ في خِلاَفَةِ أَبِى بَكْرٍ خَشْيَةَ أنْ يُقْتَلَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ في الْمَوَاطِنِ، مَعَهُمْ كَثير مِنَ الْقُرآنِ، فَيَذْهَبُوا بِمَا مَعَهُمْ مِنَ الْقُرآنِ، فَلاَ يُوجَدُ عِنْدَ أَحَدٍ بَعْدَهُمْ، فَوَفَّقَ الله عُثْمَانَ فَنَسَخَ تِلكَ الصُّحُفَ في الْمَصَاحِفِ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى الأمْصَارِ، وَبَثَّهَا في الْمُسْلِمينَ ".
" عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَامَ عُثْمَانُ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ: أيُّهَا النَّاسُ عَهْدُكُمْ بِنَبيِّكُمْ مُنْذُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأنْتُمْ تَمْتَرُونَ في الْقُرآنِ، تَقُولُونَ: قِرَاءَةُ أُبَىٍّ، وَقَرِاءَةُ عَبْدِ الله، يَقُولُ الرَّجُلُ: وَالله مَا نُقِيمُ قِرَاءَتَكَ، فَأعْزِمُ عَلَى كُلِّ رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ مَعَهُ مِنْ كتَابِ الله شَىْءٌ لمَا جَاءَ بهِ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَجِئُ بِالْوَرَقَةِ وَالأديمِ فِيهِ الْقُرآنُ، حَتَّى جُمِعَ مِنْ ذَلكَ أَكثَرُهُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَدَعَاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا فَنَاشَدَهُمْ لَسَمِعْتَ رَسُولَ الله ﷺ وَهُوَ أَمَلَّهُ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ عُثْمَانُ قَالَ: مَنْ أَكْتَبُ النَّاسِ؟ قَالُوا: كَاتبُ رَسُولِ الله ﷺ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: فَأىُّ النَّاسِ أعْرَبُ؟ قَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، قَالَ عُثْمَانُ: فَليُمِلَّ سَعِيدٌ وَلْيَكْتُبْ زَيْدٌ، فَكَتَبَ زَيْدٌ وَكَتَبَ (مَعَهُ) مَصَاحِفَ فَفَرَّقهَا في النَّاسِ، فَسَمِعْتُ بَعْضَ أصْحَابِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: قَدْ أحْسَنَ ".
" عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعَ عُثْمَانُ قِرَاءَةَ أُبَىٍّ وَعَبْدِ الله ومُعَاذ، فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا قُبِضَ نَبيُّكُمْ منذُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَة وَقَدِ اخْتَلَفْتُمْ في الْقُرآنِ، عَزَمْتُ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ شَىْءٌ مِنَ الْقُرآَنِ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ لَمَا آتَانِى بِهِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأتِيهِ بِاللَّوْحِ وَالْكَتفِ وَالْعَسِيبِ فِيهِ الْكِتَابُ، فَمَنْ آتَاهُ بِشَئ قَالَ: أنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ ؟ ثُمَّ قَال: أى النَّاسِ أفْصَحُ؟ قَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ؟ ثُمَّ قَالَ: أىُّ النَّاسِ أكْتَبُ؟ قَالوا: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: فَليَكْتُبْ زَيْدٌ وَليُملَّ سَعِيدٌ، فَكَتَبَ مَصَاحِفَ فَقَسَّمَهَا في الأمْصَارِ، فَمَا رَأَيْتُ أحَدًا عَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ".
" عَنْ مُحَمَّد بْنِ أُبَىِّ (بْنِ كَعْبٍ) أنَّ نَاسًا منْ اهْلِ الْعِرَاقِ قَدِمُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: إنَّا تَحَمَّلْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْعِرَاقِ، فَأخْرِجْ لَنَا مُصْحَفَ أُبَىٍّ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: قَدْ قبَضَهُ عُثْمَانُ، قَالُوا: سُبْحَانَ الله أخْرِجْهُ، قَالَ: قَدْ قَبَضَهُ عُثْمَانُ ".
" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَقْرَأُ حَتَّى يَقُولَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ كفَرْتُ بِمَا تَقُولُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَتَعَاظَم ذَلِكَ في نَفْسِهِ، فَجَمَعَ اثْنَىْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالأنْصَارِ، نجِيهِمْ أُبَي بْنُ كَعْب. وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَأرْسَلَ إِلَى الرَّبْعَةِ الَّتى كَانَتْ في بَيْتِ عُمَرَ فيهَا الْقُرآنُ، وَكَانَ يَتَعَاهَدُهُمْ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنى كُثَيِّرُ بْنُ أَفْلَحَ أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ لَهُمْ فَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا في الشَّئِ فَأخَّرُوهُ، فَسَألْتُهُ لِمَ كَانَوا يُؤَخِّرُونَهُ؟ فَقَالَ: لاَ أدْرِى، قَالَ: مُحَمَّدٌ: فَظَنَنْتُ فِيهِ ظَنًا فَلاَ تَجْعَلُوهُ أنْتُمْ يَقينًا، ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا اخْتَلَفُوا في الشَّئ أخَّرُوهُ (حَتَّى) يَنْظُرُوا أحْدَثَهُمْ عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الأخِيرَةِ فَيَكْتُبُوهُ عَلَى قَوْلِهِ ".
" عَنْ أَبِى المليح قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حيِنَ أَرَادَ أنْ يَكْتُبَ الْمُصْحَفَ: تُمْلِى هُذَيْلٌ وَتَكْتُبُ ثَقِيفٌ ".
" عَنْ عَبْدِ الأعْلَى بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَامِرٍ الْقُرَشِىِّ قَالَ: لَمَّا فُرِغَ مِنَ المُصْحَفِ أُتِىَ بِهِ عُثْمَانُ فَنَظَرَ فِيهِ فَقَالَ: أحْسَنْتُمْ وَأجْمَلْتُمْ، أرَى شَيْئًا مِنْ لَحْنٍ سَتُقيِمُهُ الْعَرَبُ بِألْسِنَتِهَا".
" عَنْ قَتَادَةَ أن عُثْمَانَ لَمَّا دُفِعَ إِلَيْه الْمُصْحَفُ قَالَ: إِنَّ فِيهِ لَحْنًا، وَسَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِألْسنَتِهَا ".
" عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِىَ، عَنْ عَبْد الله بْنِ فَطِيمةَ، عَنْ يَحْيى ابْنِ يَعْمُرَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: إِنَّ في الْقُرآنِ لَحْنًا وَستُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِألْسِنَتِهَا ".
" عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا أُتِىَ عُثْمَانُ بِالْمُصْحَفِ رَأى فِيهِ شَيْئًا مِنْ لَحْنٍ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ الْمُمْلِى مِنْ هُذَيْلٍ وَالْكَاتِبُ مِنْ ثَقِيفٍ لَمْ يُوجَدْ فِيهِ هَذَا ".
" عَنْ بَعْضِ آل (أبِى) طَلحَةَ بْنِ مُصَرِّف قَالَ: دَفَنَ عُثْمَانُ الْمَصَاحفَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ ".
"جَزَاكُمُ الله يَا أصْحَابَ مُحَمَّدٍ عَنِّىِ شَرًّا، أَذَعْتُم السَّيِّئَةَ وَكَتَمْتُم الْحَسَنَةَ، وَأغْريتُمْ بِى غَوْغَاء النَّاسِ، أيُّكُمْ يِأتِى هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ فَيَسْألُهُمْ مَا الَّذِى نَقِمُوا؟ وَمَا الَّذِى يُرِيدُونَ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أحَدٌ، فَقَامَ عَلِىٌّ فَقَالَ: أنَا، فَقَالَ عُثْمَانُ: أنْتَ أقْرَبهُمْ رَحِمًا وَأحَقُّهُمْ بِذَلِكً، فَأتَاهُمْ فَرَحَّبُوا بِهِ وقَالُوا: مَا كَانَ يَأتِينَا أحَدٌ أحب إِلَينَا مِنْكَ، فَقَالَ: مَا الَّذِى نَقمْتُمْ؟ قالُوا: نَقِمْنَا أنَّه مَحَا كتَابَ الله، وَحَمى الحمَى، وَاسْتَعْملَ أقْربَاءَهُ، وَأعْطَى مَرْوَانَ مائَتَى ألْفٍ، وَتَنَاوَلَ أصْحَابَ النَّبِىِّ ﷺ فَرَدَّ عَلَيهم عُثْمَانُ: أمَّا الْقُرآنُ فَمِنْ عِنْدِ الله، إِنَّمَا نَهَيْتُكُم لأنِّى خِفْتُ عَلَيكمْ الاخْتِلاَفَ فَاقْرَأُوا عَلَى أىِّ حَرْفٍ شِئْتُمْ، وَأمَّا الحِمَى فَوَ الله مَا حَمَيْتُهُ لإِبِلِي وَلاَ غَنَمِى وَإِنَّمَا حَمَيْتُهُ لإِبِلِ الصَّدَقَة لتَسْمَنَ وَتَصْلُحَ وَتَكُونَ أَكْثَرَ ثَمَنًا لِلمسَاكين، وَأمَّا قَوْلُكُمْ: أِنِّى أعْطَيتُ مَرْوَانَ مائَتَى ألْفٍ، فَهَذَا بَيْتُ مَالِهِمْ فَيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِ مَنْ أحَبُّوا، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: تَنَاوَلَ أَصْحَابَ النَّبِىِّ ﷺ فإنما أنَا بَشَرٌ أغْضَبُ وَأرْضَى، فَمَنِ ادَّعَى قِبَلىِ حَقًا أوْ مَظلَمَةً فَهَذَا أنَا فَإِنْ شَاءَ قَوَدٌ وَإِنْ شَاءَ عَفْوٌ وَإن شَاءَ أُرْضِىَ، فَرَضِىَ النَّاسُ وَاصْطَلَحُوا وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأهْلِ الْكُوفَةِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَجِئَ فَليُوَكِّلْ وكِيلاً ".
" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَير أنَّ عُثْمَانَ قَالَ: يَا قَوْمُ: بِمَ تَسْتَحِلُّون قَتْلِى؟ وَإنَّمَا يَحِلُّ الْقَتْلُ عَلَى ثَلاَثَةٍ: مَنْ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانٍ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ، أوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغْيرِ
نَفْسٍ، وَلَمْ آتِ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَالله لَئِنْ قَتَلْتُمُونِى لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أبَدًا، وَلاَ تُجَاهِدُوا عَدُوًا جَمِيعًا إِلاَّ عَنْ أَهْوَاءٍ مُتَفَرِّقةٍ ".
" عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَدِى بْنِ الْخِيَارِ أنَّ عُثْمَانَ قَالَ: إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ بَالْحَقِّ (فَكُنْتُ) مِمَّن اسْتَجَابَ لله وَلرَسُولِهِ (وآمَنْتُ) بِمَا بُعِثَ به، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ الله ﷺ وَبَايَعْتُ رَسُولَ الله ﷺ ، فَوَالله مَا عَصَيْتُهُ وَلاَ غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله، وَصَلَّيْتُ القِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، وَتُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ وَهُوَ عَنِّى رَاضٍ ".
" عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّىَ عُثْمَانُ ذَا النُّورَيْنِ لأنَّهُ لاَ يُعْلَمُ أَحَدٌ أغْلَقَ بَابَهُ عَلَى ابْنَتَىْ نَبِىٍّ غَيْرُهُ ".
" عَنْ مَالكٍ قَالَ: قُتِلَ عُثْمَانُ فَأقَامَ مَطرُوحًا عَلَى كناسَةِ بَنِى (فلان ثلاثاً) ثُمَّ دُفِنَ بِحُشِّ كَوْكَبٍ، قَالَ مَالِكٌ: وَكَان عُثْمَانُ قَبْل ذَلِكَ يَمُرُّ بِحُشِّ كَوْكَبٍ فَيقُولُ: لَيُدْفَنَنَّ هَاهُنَا رَجُلٌ صَالِحٌ ".
" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمْ يُفْقَدِ الْخَيلُ الْبُلقُ مِنَ الْمَغَازِى حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ ".
" عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عثمَانَ فَدَعَا بِوَضُوء فَتَوضَّأ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: تَوَضَّأ رَسُولُ الله ﷺ كَمَا تَوَضَّأتُ، ثُمَّ تَبَسَّمَ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مِمَّ ضَحِكْتُ؟ قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأ فَأتَمَّ وضُوءَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فىِ صَلاَتِهِ فَأتَّمَ صَلاَتَهُ، خَرَجَ مِنَ (الذُّنُوبِ) كمَا خَرجَ مِنْ بَطنِ أُمِّهِ ".
" عَن مُرَّةَ بْنِ مَعْبَدٍ اللَّخْمِىِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا يَزِيدُ بْنُ أبِى كَبْشَةَ الْعَصْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلْيَنَا بَعْدَ سَلاَمِهِ فَأعْلَمَنَا أنَّهُ صَلَّى وَرَاءَ مَرْوانَ بْنِ الْحَكَم فَسَجَد بِنَا مِثْلَ هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ مَرْوَانُ: إِنِّى صَلَّيْتُ وَرَاءَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَسَجَدَ بنَا هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: إِنَّى كُنتُ عِنْدَ نَبيِّكمْ ﷺ فَأتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا نَبِىَّ الله إِنِّى
صَلَّيْتُ فَلَمْ أَدْرِ أشَفْعٌ أمْ وتْرٌ، ثُمَّ صَلَّيْتُ فَلَمْ أدْرِ أشَفَعْتُ أمْ أوْتَرْتُ، يَقُولُهَا ثَلاَثًا، فَقَالَ نَبِىُّ الله ﷺ إيَّاىَ وَأنْ يَتَلاَعَبَ بِكُمُ الشَّيْطَانُ فىِ صَلاَتِكُمْ، فَمَنْ صَلَّى مِنْكُمْ فَلَمْ يَدْرِ أَشَفْعٌ أمْ وتْرٌ فَليَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا تَمَامُ صَلاَتِهِ ".
" عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: كُنْتُ أضَعُ لِعُثْمَانَ طَهُورَهُ فَمَا أَتَى عَلَيْهِ يَوْم إِلاَّ وَهُوَ يُفِيضُ عَلَيْهِ نُطفَةً، فَقَالَ عثمَانُ: حَدَّثنَا رَسُولُ الله ﷺ عِنْدَ انْصِرَافنَا مِنْ صَلاَتِنَا هَذِهِ -قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهَا الْعَصْرَ- فَقَالَ: مَا أدْرِى أُحَدِّثُكُمْ بِشَئ أوْ اسْكُتُ؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله إِنْ كَانَ خَيْرًا فَحَدِّثْنَا، وَإنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَالله وَرَسُولُه أعْلَمُ، فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ
فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِى كتَبَ الله عَلَيْهِ، فَيُصَلِّى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَها".
" عَنْ عُثْمَانَ أنَّ النَّبِىَّ ﷺ كانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ ".
" عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: مَا يَمْنَعُنِى أنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ الله ﷺ أنْ لاَ أكوُنَ أوْعَى أصْحَابِهِ عِنْدَهُ، وَلَكِنِّى أشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ قَالَ عَلَىَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَليَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
" عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقيقٍ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ وَعَلىٌّ يُفْتِى بِهَا فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ قَوْلاً، فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ: لَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ رَسُولَ الله ﷺ فَعَلَ ذَلِكَ، وفِى لَفْظٍ: لَقَدْ عَلِمْتُ (أنَّا) تَمَتَعَّنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ عُثْمَانُ: أجَلْ وَلَكِنَّا كَنَّا خَائِفِينَ ".
" عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَضَى رَسُولُ الله ﷺ أن الْولَدَ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ".