" عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلىَّ بْنَ أبِى طَالِبٍ يَقُولُ: يَا أيُّهَا النَّاسُ لاَ تَغْلُوا في عُثْمَانَ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ إلاَّ خَيْرًا في الْمَصَاحِفِ وَإحْرَاقِ الْمَصَاحِفِ، فَوَالله مَا فَعَلَ الَّذِى فَعَلَ في الْمَصَاحِفِ إلاَّ عَنْ مَلأ مِنَّا جَمِيعًا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ في هَذِهِ الْقِرَاءَةِ؟ فَقَدْ بَلَغَنِى أَنَّ بَعْضَهُمْ يقُولُ: إِنَّ قِرَاءَتِى خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ، وَهَذَا يَكَادُ أنْ يَكُونَ
كُفْرًا، قُلنَا: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: نَرَى أنْ يُجْمَعَ النَّاسُ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ بلاَ فُرْقَةٍ، وَلاَ يَكُونُ اخْتَلاَفٌ، قُلنَا: فَنعْمَ مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَقِيلَ: أَىُّ النَّاسِ أفصَحُ؟ وَأىُ النَّاسِ أَقْرَأُ؟ قَالُوا: أفْصَحُ التاسِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَأقْرَؤُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: ليَكْتُبْ أَحَدُهُمَا ويُمْلِى الآخَرُ، فَفَعَلاَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ، قَالَ عَلِىٌّ: وَالله لَوْ وُلِّيتُهُ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِى فَعَلَ ".