"عن أبى هريرة: أنه مر قوم مُحرمون بالربذة فاستفتوه في لحم صيد وجدوا ناسا أحِلَّة يأكلونه، فأفتاهم بأكله، قال: ثم قدمت على عمر بن الخطاب فسألته عن ذلك فقال: بم أفتيتهم؟ قلت: أفتيتهم بأكله، فقال عمر: لو أفتيتهم بغير ذلك لأوجعتك".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (71/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٧١
"عن عطاء بن يسار: أن كعب الأحبار أقبل من الشام في ركب حتى إذا كانوا ببعض الطريق وجدوا لحم صيد فأفتاهم كعب بأكله، فلما قدموا على عمر ابن الخطاب ذكروا ذلك فقال: ما حملك على أن تفتيهم بهذا؟ فقال كعب: هو صيد البحر،
فقال عمر: وما يدريك؟ قال: يا أمير المؤمنين! والذى نفسى بيده إن هو إلا نثرة حوت ينثر (*) في كل عام مرتين".
"عن أسلم: أن عمر بن الخطاب أفطر ذات يوم في رمضان في يوم غيم، ورأى أنه قد أمسى وغابت الشمس، فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! قد طلعت الشمس، فقال عمر: الخطب يسير وقد اجتهدنا".
"عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات الأولاد أن يقومن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يُعتقن، فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفى رجل من قريش كان له ابن أم ولد، فكان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على
عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال، فقال له عمر: ما فعلت يا بن أخى في أمك؟ قال: قد فعلت يا أمير المؤمنين حين خَيَّرنِى إخوتى في أن يشترقوا أمى أو يخرجونى من ميراثى من أبى فكان ميراثى من أبى أهون على من أن تسترق أمى، فقال عمر: أولست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل؟ ما أرى رأيا أو آمر بشئ إلا قلتم فيه؟ ! ثم قام فجلس على المنبر، فاجتمع إليه الناس حتى إذا رضى جماعتهم فقال: يا أيها الناس! إنى قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد علمتموه، ثم قد حدث لي رأى غير ذلك، فأيما امرئ كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهى حرة لا سبيل عليها".
"عن هشام بن حسان قال: قال محمد بن مسلمة: توجهت إلى المسجد فرأيت رجلًا من قريش عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فجاوزت فرأيت رجلًا من قريش عليه حلة، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير، فقال: الله أكبر صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله ورسوله، قال فسمع عمر صوته، فبعث إليه أن ائتنى (فقال: حتى أصلى ركعتين: فرد عليه الرسول يعزم عليه لها جاء) فقال محمد بن مسلمة: وأنا أعزم على نفسى أن لا آتيه حتى أصلى ركعتين فدخل في الصلاة، وجاء عمر فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: أخبرنى عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله ﷺ بالتكبير وقولك: صدق الله ورسوله، ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين! أقبلت أريد المسجد فاستقبلنى فلان ابن فلان القرشى عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلنى فلان ابن فلان القرشى عليه حلة، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلنى فلان ابن فلان الأنصارى عليه حلة دون الحلتين، فقلت: من
كساك هذه؟ قال أمير المؤمنين: إن رسول الله ﷺ قال: أما إنكم سترون بعد أثرةً وإنى لم أحب أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين، قال: فبكى عمر ثم قال: أستغفر الله، والله لا أعود، قال: فما رئى بعد ذلك اليوم فضَّل رجلًا من قريش على رجل من الأنصار".
"دخلت مع رسول الله ﷺ المسجد والمؤذن يؤذن، فعدل إلى النساء فقال لهن: قلن مثل ما يقول فإن لَكُنَّ بكل حرف ألفى حسنة، قلت: يا رسول الله! هذا للنساء فما للرجال؟ قال: لهم الضعف يا بن الخطاب".
"عن ابن عمر: أن عمر تزوج امرأة فأصابها شمطاء (*) فطلقها وقال: حصير في بيت خير من امرأة لا تلد والله ما أقربكن بشهوة، ولكنى سمعت رسول الله ﷺ يقول: تزوجوا الودود الولود فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
"عن أبى نضرة قال: استأذن تميم الدارى عمر بن الخطاب في القصص، فقال له: الذَّبحُ، ثم أذن له بعد".
"عن محمد بن الحارث بن أبى ضرار: أن عمر بن الخطاب كان يصلى بأصحابه فرعف، فأخذ بيد الرجل فقدمه ثم ذهب فتوضأ، ثم صلى ما بقى من صلاته ولم يتكلم".
"عن عمر قال: إنى لأتشعر (*) من الشاب ليست له امرأة، ولو أعلم أنه ليس عيشى من الدنيا إلا ثلاثة أيام لأحببت أن أتزوج فيهن".
"عن حيوة بن شريح: أن عمر بن الخطاب كان إذا بعث أميرا أوصاهم بتقوى الله وقال عند عقدة الولاية: باسم الله، وعلى عون الله، وامضوا بتأييد الله والنصر، ولزوم الحق والصبر، وقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، ثم لا تجْبنوا عند اللقاء، ولا تمثلوا عند القدرة ولا تسرفوا عند الظهور، ولا تَنْكُلُوا عند الجهاد، ولا تقتلوا امرأة ولا هرما ولا وليدا، وتوقَّوْا قتلهم إذا التقى الزحفان، وعند جمَّة النهضات، وفى شن الغارات، ولا تغلوا عند الغنائم، ونزهوا الجهاد عن عرض الدنيا، وأبشروا بالأرباح في البيع الذى بايعتم، وذلك هو الفوز العظيم".
"عن عبيد الله، بن عمير: أن عمر بن الخطاب رأى رجلًا يقطع من شجر الحرم ويَعْلفه بعيرا له، فقال: علىّ بالرجل، فأتى به، فقال: يا عبد الله! أما علمت أن مكة حرام لا يعضد عضاهها ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمعرِّفٍ؟ فقال: يا أمير المؤمنين! والله ما حملنى على ذلك إلا أن أعلف نِضوًا (*) لى، فخشيتُ أن لا يبلغنى وما معى من زاد ولا نفقة، فرق له بعد ما هم به، وأمر له ببعير من إبل الصدقة مُوقرًا طحينا فأعطاهُ إياه، وقال: لا تعودن تقطع من شجر الحرم شيئًا".
"عن عمر قال: مَنِ اسْتَعْمَلَ فَاجِرًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَاجِرٌ فَهُوَ مثْلُهُ".
"عن الفضل بن عميرة: أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب في وَفْدِ مِنَ الْعِراقِ قَدِمُوا عَلَيْهِ في يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَهُوَ مُتَحَجِّزٌ بعَبَاءَةٍ يهنأ (* *) بَعيرًا مِنَ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ! ضَع ثِيَابَكَ وَهَلُمَّ وَأعِنْ أَمِيرَ الْمُؤمِنِين عَلَى هَذَا الْبَعِيرِ، فَإنَّهُ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فِيهِ حَقُّ الْيَتِيم وَالأَرْمَلَةِ وَالْمسكِينِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَغْفِرُ الله لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤَمِنِين، فَهَلَّا تَأمُرُ عَبدًا مِنْ عَبِيد الصَّدَقَةِ فَيَكْفِيكَ هَذَا؟ قَالَ عُمرَ. يَا بْنَ فُلاَنَة وأَىُّ عَبْدٍ هُوَ أَعْبَدُ مِنِّى ومِنَ الأَحنَفِ بن قيس هَذَا؟ ! إِنَّهُ مَنْ وَلِىَ أمْرَ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ عَبْدٌ للمُسْلِمِينً، يَجِبُ عَلَيْهِ لَهُمْ مَا يَجِبُ عَلَى الْعَبْدِ لِسَيِّدِهِ مِنَ النَّصِيحَةِ وَأَدَاءِ الأمَانَةِ".
"عن ابن الحنفية قال: دَخَلَ عمرُ بن الخطاب وَأَنَا عِنْدَ أُخْتى أُمِّ كُلثُوم بِنْتِ عَلِىٍّ، فَضَمَّنَى وَقَالَ: ألْطفِيه يا كلثوم".
" عن عُمَرَ بن الخطاب قَالَ: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: لاَ تَسْأَلُوا عَنِ النُّجُومِ، وَلاَ تُفَسِّروا الْقُرآنَ بِرَأيِكُمْ، وَلاَ تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِى، فَإنَّ ذَلِكَ الإِيمَانُ الْمحْضُ".
"عن سعيد بن يسارٍ قال: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا بالشَّامِ يَزْعُمُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فكتب عمرُ، فَقَدِم عَلَى عُمَرَ فقال: أَنْتَ الذِى تَزْعُمُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ قال: هَلْ كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبىِّ ﷺ إِلاَّ عَلَى ثَلاَثَةِ مَنَازِلَ: مُؤْمِنٍ، وَكَافِرٍ وَمُنَافِقٍ؟ وَاللهِ مَا أَنَا بِكَافِرٍ، وَلاَ نَافَقْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: ابْسُطْ يَدَكَ؟ رضَى بِمَا قَالَ".
"عن أبى قلابة الجرمِىِّ قال: قال عمر بن الخطاب: القِبْلَةُ مَا بَينَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ".
"عن عمر قال: عُرَى الإسلام أربعةٌ: إِقَامُ الصَلاَةِ لِمِيقَاتِهَا، وَأَدَاءُ الزكَاة طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُك، وَصِلَةُ الرَّحِم، وَإِيفَاءُ الْعَهدِ، فَمَنْ تَرَكَ مِنهنَّ شَيْئًا تَرَكَ عُرْوَةً مِنَ الإِسْلاَمِ".
"عن إسحاق بن بشر القرشى قال: أنبأنا ابن إسحاق وأبو إسحاق قال: جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! ما {النَّازِعَاتِ غَرْقًا} (*) فقال عمر: مَنْ أَنْتَ؟ قال: امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، مِنْ بَنِى تَمِيمٍ، ثُمَّ أَحدُ بَنِى سَعْدٍ، قال: مِنْ قَوْمٍ جُفاةٍ، أَمَّا إِنَّكَ لَتَحْمِلَنَّ إِلَى عَامِلِكَ مَا يَسُوءُكَ، ولهزهُ (* *) حتى فَرَّتْ قَلَنْسُوَتُهُ، فإِذَا هُوَ وَافِرُ الشَّعَرِ، فقال: أَمَّا إِنِّى لَوْ وَجَدْتُكَ مَحلُوقًا مَا سَأَلْتُ عَنْكَ، ثم كتب إلى أبى موسى: أما بعد: فَإِنَّ الأَصْبَغَ بن عَلِيمٍ التَّمِيمِىَّ تَكَلَّفَ مَا كُفِىَ وَضَيَّعَ مَا وَلِىَ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِى هَذَا فَلاَ تُبَايِعُوهُ، وَإِنْ مَرِضَ فَلاَ تَعُودُوهُ، وإِنْ مَاتَ فَلا تَشْهدُوهُ، ثمَّ التْفْتَ إِلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: إِنَّ الله - ﷻ - خَلَقَكُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِضَعْفِكُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْكُمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَأَنْزَلَ عليكم كتَابًا وَحَدَّ لَكُمْ فِيه حُدُودًا أَمَرَكُمْ أَن لَّا تَعْتَدُوهَا، وفَرَضَ فَرَائِضَ أَمرَكم أن تتبعوها، وَحَرَّمَ حُرَمًا نَهَاكُمْ أَن تَنْتَهِكُوهَا، وَتَركَ أَشْياءَ لَمْ يَدَعْهَا نِسيَانًا، فَلاَ تَتَكَلَّفُوهَا وِإنَّما تَركها رَحْمَةً لَكُمْ، قال: فَكَان الأصبغُ بنُ عَلِيمٍ يَقُولُ: قد قَدِمتُ الْبَصْرَةَ فَأَقَمْتُ بِهَا
خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا وَمَا مِنْ غَائِبٍ أَحَبَّ إِلَىَّ أَنْ أَلْقَاهُ مِنَ الْمَوْت، ثم إن الله أَلْهَمَهُ التَّوْبَةَ وَقَذَفَهَا في قَلْبِهِ، فَأَتْيْتُ أَبَا مُوسَى وَهُوَ عَلَى الْمنْبَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيه، فَأَعْرَضَ عَنِّى، فَقُلتُ: أَيُّهَا المُعْرِضُ! إِنَّهُ قَدْ قَبِل التَّوبَةَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ منْكَ وَمِنْ عُمَرَ، وإنِّى أَتُوبُ إلى اللهِ - ﷻ - مِمَّا أَسْخَطَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّةَ الْمُسْلِمِيَنَ، فَكَتبَ بِذَلِك إِلَى عُمَر، فَقَالَ: صَدقَ، اقْبلَوا مِنْ أَخِيكُمْ".
"عن الأحوص بن حكيم بن عمير العنسى قال: كتب عمر بن الخطاب إِلَى أُمَرَاء الأَجْنَادِ: تَفَقَّهوا في الدِّينِ فَإِنَّهُ لاَ يُعْذَرُ أَحَدٌ باتِّبَاعِ بَاطِلٍ وَهُوَ يَرى أَنَّهُ حَقٌ، وَلاَ يُتْرَكُ حَقٌّ وَهُوَ يُرى أنَّه بَاطِلٌ".
"عن عبد الله بن عكيم قال: كان عمر يقول: إن أصْدَقَ القِيل قيلُ اللهِ - ﷻ - وَأَحْسَنَ الْهَدْى هَدْىُ مُحَمَّدٍ ﷺ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ".
" عن أبى حازم قال: قال عمر بن الخطاب مَا أَخَافُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ إِلَّا مِنْ أَحَدِ رَجُلَيْنِ، لاَ أَخَاف عليه مُؤْمِنًا؛ لأنَّه قَد اسْتَبْقَاهُ إِيمَانُهُ، وَلاَ فَاسِقًا بَيِّنًا فِسْقُهُ، وَلكِنَّى أَخَافُ عَلَيه رجلًا يَأخُذُ الْقُرآنَ فَيُسْرعُ حِذقَهُ، فإِذَا أذلَقَه بِلسانِهِ، وَأُفْرغَ إِفْرَاغًا ابْتَدرَ مَجْلِسَهُ وَاسْتَمْتَعَ مِنْهُ ثُمَّ تَأَوَّلَهُ عَلَى غَيرِ تَأوِيلِه".
"عن عمر قال: إنَّ الإِسْلامَ في بِنَاءٍ وَإِنَّ لَهُ انْهِدَامًا، وَإِنَّمَا تَهْدِمُهُ زَلَّةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرآنِ وأَئمةٍ مُضِلِّينَ".
"عن أبى سعيد الخدرى قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: إِنِّى لَعَلِّى أَنْهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ تَصْلُحُ لَكُمْ، وآمُرُكُمْ بِأَشْيَاءَ لاَ تَصْلُحُ لَكُمْ، وَإنَّ مِنْ آخِرِ الْقُرآنِ نُزُولًا آيةَ الرِّبَا، وَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَلَم يُبيِّنْهَا لَنَا، فَدَعُوا مَا يَرِيبُكُمْ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكُمْ".
"عن الواقدى: حدثنا ابن أبى سبرة قال: رفع إلى عمر بن الخطاب رجُلٌ جَنَى جِنَايةً، فقيل له: يا أميرَ المؤمنين! إِنَّ لَهُ مُروءَةً، قال: اسْتَوْهِبُوهُ مِنْ خَصْمِهِ فَإِنَّ النبي ﷺ قَالَ: اقْبَلُوا الْعُذْرَ عَنْ عَثَراتِ ذَوِى الْمُرُوءَاتِ".
"عن خالد بن اللجلاج: أن عمر بن الخطاب قال: كَرَمُ المرءِ تَقْوَاهُ، وَمُرُوءَتُهُ دِينُهُ، وَدِينُهُ حُسْنُ خُلُقِهِ، وَالْجُبْنُ وَالْجُرأَةُ غرائزُ، فَالْجَرئُ يُقَاتِلُ عَنْ مَنْ لاَ يَئُوبُ على أهله، وَالْجَبَانُ يَفِرُّ عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَالْقَتْلُ حَتْفٌ (*) مِنَ الحُتُوفِ، وَالشَّهِيدُ مَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ، قَالَ: وَلاَ أَعْلَمُ أَنَّهُ يَرْفَعُهُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ ".
"عن عمر قال: حَسَبُ الرَّجُلِ مَالُه، وَكرَمُهُ دِينُهُ، وَأَصْلُهُ عَقْلُهُ، وَمُرُوءتُه خُلُقُه".
"أن عمر بن الخطاب قَالَ لِقَوْمٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيسِ: مَا المرُوءةُ فِيكُم؟ قَالُوا: الْعِفَّةُ والحِرفة".
"عن عطاء قال: قال عمر: المرُوءةُ الظَّاهِرَةُ الثِّيَابُ، وفى رواية: المُرُوءةُ الثيَابُ الظَّاهِرَةُ".
"عن يزيد بن أبى حبيب قال: كان سبب مقاسمة عمر بن الخطاب العمال أَنَّ خَالِدَ بْنَ الصَّعْقِ قَالَ شِعْرًا كَتَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ:
أبلغ أمير المؤمنين رسالةً ... فأنت ولىّ اللهِ في المال والأمر
فلا تدعن أهل الرَّساتيق والجزا ... يشيعون مال الله في الأدم الوفر
فأرسل إلى النعمان فاعلم حسابه ... وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر
ولا تنْسَينَّ النافعين كليهما ... وصهر بنى غزوان عندك ذا وفر
ولا تَدْعُوَنى للشهادة إننى ... أغيبُ ولكنى أَرى عجبَ الدَّهر
من الخيل كالغزلان والبيض والدُّمى ... وما ليس ينسى من قِرَامٍ ومن ستر
ومن رَيطةٍ مطوية في صوانها ... ومن طى أستارٍ معصفرةٍ حُمْرِ
إذا التاجر الهندى جاء بفارةٍ ... من المسك راحت في مفارقهم تجرى
نبيع إذا باعوا ونغزوا إذا غزوا ... فأنى لهم مال ولسنا بذى وفر
فقاسمهم نفسى فداؤك إنهم ... سيرضون إن قاسمتهم منكَ بالشَّطْر
فَقَاسَمَهُم عُمَرُ نِصْفَ أَمْوَالِهم، وفى رواية فقال عمر: فَإِنَّا قَدْ أَعْفَيْنَاهُ مِنَ الشَّهادَةِ وَنَأَخُذُ مِنهُمْ نِصْفَ أَمْوَالِهِم، فَأَخَذَ النِّصْفَ".
"عن الشعبى: أن الأشعث بن قيس وفد إلى عمر بن الخطاب في ميراث عمة له يهودية، فلما قدم عليه قال له عمر: أجئتنى في ميراث المقرات بنت الحارث؟ قال: أو لستُ أولى الناس بها؟ قال: أهلُ ملتها من أهل دينها، لا يتوارث أهل ملتين".
"عن الزُّهرى: أن عمرَ بن الخطابِ قال للمُعَيْقيبِ (*): اجلس مِنِّى قِيدىَ رُمْحٍ، وَكَانَ به ذَاكَ الداءُ، وكان بَدْرِيًا".
"عن الشّعبى عن عبد بنيِ نَضْلة أو نُضَيْلةَ قال: رفع إلى عمر بن الخطاب امرأةٌ تزوجت في عدَّتِها، فقال لها: هل علمتِ أنك تزوجت في العِدَّةِ؟ فقالت: لا، فقال لزوجها: هل علمتَ؟ قال: لا، قال: لو علمتما لرَجَمْتُكما، فجلدهما أسياطا، وأخذ المهرَ فجعله صدقةً في سبيل الله، وقال: لا أجيزُ مهرًا، ولا أجيز نِكاحه، وقال: لا يحل لك أبدًا".
"عن الشعبى، عن مسروق: أن عمر بن الخطاب رجعَ عن ذلك، وجعل لها مهرَها بما اسْتَحَل من فرجِها، وجعلهما يجتمعان".
"عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: قضى عمرُ في المفقودِ، تَرَبَّصُ امرأتهُ أربعَ سنين، ثُم يُطلِّقها ولى زوجها، ثم تَرَبَّصُّ بعد ذلك أربعةَ أشهرٍ وعشوًا ثم تَتَزَوَّجُ".
"عن سعيد بن المسيب قال: انقطعَ قِبَالُ نعلِ عمرَ، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال: يا أمير المؤمنين! أتسترجعُ من قبال نَعْلِك؟ فقال: إن كل شئ يصيبُ المؤمن يكرهه فهو مُصيبةٌ".
"عن زيدِ بنِ أسلمَ: أن رجلًا وامرأتَه أتيا عمرَ بن الخطابِ، وجاءت امرأةٌ فقالت: إنى أَرْضعتُهما، فأبى عمرُ أن يأخذ بقولها، وقال: دونَك امرأتَك".
"عن سعيد بن المسيب قال: قامَ عمرُ بن الخطاب في الناسِ فقال: أيها الناسُ! ألا إن أصحابَ الرأي أعداءُ السنَّة، أعيتهم الأحاديثُ أن يحفَظُوها وتفلتت منهم أن يَعُوها، واستَحْيَوْا إذا سألهم الناسُ أن يقولوا لا ندرى، فعارضوا السنن برأيِهم فضلوا وأضلوا كثيرًا، والذى نفس عمر بيده ما قبض الله نبيه ولا رفع الوحىَ عنهم حتى أغناهم عن الرأي ولو كان الدينُ يُؤخذُ بالرأي لكان أسفلُ الخُفّ أحقَّ بالمسحِ من ظَهرِه، فإِيَّاك وإياهم".
"عن عطاءٍ قال: مر عمرُ برجلٍ وهو يكلم امرأةً، فعلاه بالدَّرة، فقال: يا أميرَ المؤمنين! إنها امرأتى، قال: ها أنا فاقْتَصَّ، قال: قد غفرتُ لك يا أميرَ المؤمنين، قال: ليس مغفرتها ولكن إن شئت أن تعفو فاعف، قال: قد عفوت عنك يا أميرَ المؤمنين".
"عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه: أن عمر قال يوما وهو بطريق مكة وهو يحدث نفسَه: يَشْعَثُون (*) وَيَغْبِرُونَ (* *) وَيتْفلون (* * *)، ويَضِجُّونَ (* * * *)، لا يريدون بذلك شيئًا من عرضِ الدنيا، ما نعلَمُ سفرًا خيرًا من هذا - يعنى الحج".
"عن طَلق بن حبيب: أنهُ دفعَ من جَمع مع عمر، فلما هبط مُحَسِّرًا أَوْضَع راحِلَته (* * * * *) ".
"عن أبى بكر الداهرى، عن ثورِ بن يزيد، عن خالد بن مهاجرٍ، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ : ابن آدم عندَك ما يكفيك، وأنت تطلبُ ما يُطْغيك، لا بقليلٍ تقنع، ولا بكثيرٍ تشبعُ، ابن آدم إذا أصبحت مُعَافًى في بدنِك آمنا في سِرْبك، مالكا قوتَ يومِك، فعلى الدنيا العفاء".
"عن أبى أمامة قال: بينما عمر بن الخطابِ في أصحابِه إذ أُتِىَ بقميصِ كَرَابيسَ فلبسه، فما جاوزَ تراقِيه حتى قال: الحمدُ لله الذى كسانى ما أوارِى به عَوْرتى وأتجملُ به في حياتى، ثم أقبلَ على القومِ فقال: هل تدرون لم قلتُ هؤلاء الكلماتِ؟ قالوا: لا، إلا أن تُخبرنا، قَال: فإنى شهدت رسول الله ﷺ ذاتَ يومٍ وأُتى بثيابٍ له جُدُدٍ فلبسها ثم قال: (الحمد لله الذى كسانى ما أوارى به عورتى، وأتجملُ به في حياتى) ثم قال: (والذى بعثنى بالحقِّ! ما من عبدٍ مسلم كساه الله ثيابًا جددًا فعمدَ إلى سَمَلٍ من أخلاقِ ثيابه فكَساه عبدًا مسلمًا مسكينا لا يكسوه إلا لله، إلا كان في حِرْزِ الله، وفى جِوارِ
الله وفى ضمان الله، ما كان عليه منها سِلكٌ، حيًا ومَيِّتا) قال: ثم مدَّكُمَّ قميصه فأبصر فيه فضلا عن أصابعه فقال لعبد الله: أى بنى هات الشَّفرةَ، فقام فجاء بها فمدكُمَّ قميصه على يده، فنظر ما فضل عن أصابِعه فقدَّه، قلنا: يا أمير المؤمنين! ألا نأتى بِخيّاط تَكُفُّ هذه؟ قال: لا، قال أبو أمامة: ولقد رأيت عمرَ بعد ذلك وإن هُدب ذلك القميص منتشرة على أصابعه مَا يَكُفُّه".
"عن عروة، عن عاصم، عن عمر قال: لا أَجِدُ أن يحلَّ لى أن آكلَ من مالِكمْ هَذَا إلا كما كنتُ آكلُ من صُلْبِ مالِى: الخبزَ والزيتَ، والخبزَ والسمنَ قال: فكان ربما أُتِىَ بالقصعَةِ قد جُعِلَتْ بزيتٍ وما يليه سمنٌ فَيعتَذِرُ فيقولُ: إنى رجلٌ تَمَرَّدَ، ولستُ أسْتَمْرِئُ هذا الزيتَ".
"عن المسور بن مخرمة قال: قال عمرُ بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم تكن فيما تقرأُ (قاتلُواْ في الله في آخرِ مرةٍ كما قاتلتُمْ أولَ مرةٍ) قال: متى ذاك؟ قال: إذا كانت بنو أُمية الأمراءَ، وبنو مخزوم الوزراءَ".
"عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: لما فتحنا السوسَ وجدْنَا دانيال في بيتٍ وَإنَ جِيفَتَهُ لتَرشَحُ منه لم يتغير منه شئٌ، وعندهُ في البيتِ الذى كان فيه مالٌ فكتبَ
فيه أبو موسى إلى عمر، فكتبَ عمرُ أن اغسِلُوه، وحَنِّطُوهُ، وكفِّنُوهُ وصلُّوا عليهِ، وادْفِنُوهُ، قال قتادةُ: وبلغنى أنه دعا أن يُورثَ ماله المسلمينَ، قال قتادةُ: وبلغنى أن الأرضَ لا تسلَّطُ على جسدِ الذى لم يعملْ خطيئةً".
"عن أبى تميمة الهُجَيْمِىِّ (*) قال: أتانا كتاب عمر: أن اغسلوا دانيال بسدرٍ وماء الريحان".
"عن يحيى بن أبى راشد البَصْرِىّ: أن عمرَ لما حضرتْهُ الوفاةُ قال لابنهِ: يا بنى! إذا حُضِرْتُ فاحزُقْنِى (* *) واجعلْ ركبتيكَ في صلبِى، واجعلْ يَدَك اليُمنَى على جبهتى، واجعل يَدك الأُخرى على ذَقْنِى".
"عن يحيى بن عبد الله بن سالم قال: ذكر لنا أنه كان مع سيفِ عمرَ بن الخطاب كتابٌ فيه أمرُ العقول، وفى السنِّ إذا اسودَّت عقلُها كاملا، وإذا طرحت بعد ذلك بقى عقلها مرة أخرى".