"عن هشام بن حسان قال: قال محمد بن مسلمة: توجهت إلى المسجد فرأيت رجلًا من قريش عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فجاوزت فرأيت رجلًا من قريش عليه حلة، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير، فقال: الله أكبر صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله ورسوله، قال فسمع عمر صوته، فبعث إليه أن ائتنى (فقال: حتى أصلى ركعتين: فرد عليه الرسول يعزم عليه لها جاء) فقال محمد بن مسلمة: وأنا أعزم على نفسى أن لا آتيه حتى أصلى ركعتين فدخل في الصلاة، وجاء عمر فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: أخبرنى عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله ﷺ بالتكبير وقولك: صدق الله ورسوله، ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين! أقبلت أريد المسجد فاستقبلنى فلان ابن فلان القرشى عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلنى فلان ابن فلان القرشى عليه حلة، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلنى فلان ابن فلان الأنصارى عليه حلة دون الحلتين، فقلت: من
كساك هذه؟ قال أمير المؤمنين: إن رسول الله ﷺ قال: أما إنكم سترون بعد أثرةً وإنى لم أحب أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين، قال: فبكى عمر ثم قال: أستغفر الله، والله لا أعود، قال: فما رئى بعد ذلك اليوم فضَّل رجلًا من قريش على رجل من الأنصار".