"عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ".
31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (14/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ١٤
"عَنْ قَيْسِ بْن أَبِى حَازِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْرُجُ إِلَيْنَا وكَأَنَّ لِحْيَتَهُ ضِرَامُ عَرْفَجٍ مِنْ شِدَّةِ الْحُمْرَةِ مِنَ الْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ".
"عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدثَّنِى طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأمر أمَرَاءَهُ حِينَ كَانَ يَبْعَثُهُمْ فِى الرِّدَّةِ: إِذَا غَشِيتُمْ دَارًا فَإِنْ سَمِعْتُمْ بِهَا أذَانًا بِالصَّلَاةِ فَكُفُّوا حَتَّى تَسْأَلُوهُمْ مَاذَا نَقِمُوا، فَإِنْ لَمْ تَسمَعُوا أَذَانًا فَشُنُّوهَا غَارَةً واقْتُلُوا وَاحْرِقُوا وانْهَكُوا فِى الْقَتْلِ وَالجِرَاحِ لَا يُرَى بِكُمْ وَهْنٌ لِمَوْتِ نَبِيِّكُمْ".
"عَنْ عَاصمِ بْنِ ضَمْرة قالَ: ارْتَدَّ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ النَّبِىِّ ﷺ فَأَبَى أَنْ يَجْنَحَ للسِّلْمِ فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا يُقْبلُ مِنْكَ إِلَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ أَوْ حَرْبٌ مُجْلِيةٌ, فَقَالَ: مَا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ؟ قَالَ: تَشْهَدُونَ عَلَى قتْلَانَا أَنَّهُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَأَنَّ قَتْلَاكُمْ فِى النارِ، وَتَدُونَ قَتْلَانا وَلَا نَدِى قَتْلاكُمْ، فَاخْتَارُوا سِلْمًا مُخْزِيَةً".
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ فِى الْمَسْجِدِ جَاءَ رَجلٌ وَهُوَ دَهِشٌ, فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُمْ إِلَيْهِ فَانْظُرْ فِى شَأنِهِ فَإِنَّ لهُ شَأنًا، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: إِنَّهُ ضَافَهُ ضَيْفٌ فَوَقَعَ بِابْنَتِهِ، فَصَكَّ عُمَرُ فِى صَدْرِهِ، وَقَالَ: قَبَّحَكَ الله، أَلَا سَتَرْتَ عَلَى ابْنَتِكَ، فَأَمَرَ بِهِمَا أَبُو بَكْرٍ فَضُرِبَا الْحَدَّ، ثُمَّ زَوَّجَ أحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، وَأَمَرَ بِهِمَا فَغُرِّبَا عَامًا".
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ".
"عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِى عُبَيْدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أُتِىَ بِرَجُلٍ وَقَعَ عَلَى جَارِيَةٍ بِكْرٍ فَأَحْبَلَها، ثُمَّ اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ زَنَى وَلَمْ يَكُنْ أَحْصَنَ، فَأَمَرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَجُلِدَ الْحَدَّ مِائَةً، ثُمَّ نُفِىَ إِلَى فَدَك".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ أَن رَجلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَقْطَعَ الْيَدِ والرِّجْلِ قَدِمَ عَلَى أَبِى بَكْر الصِّدِّيقِ فَشَكَى إِلَيْهِ أَنَّ عَامِلَ الْيَمنِ ظَلَمَهُ وَكَانَ يُصَلِّى مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ: وَأَبِيكَ مَا لَيْلُك بِلَيْلِ سَارِقٍ، ثُمَّ إِنَّهُمْ افْتَقَدُوا حُلِيًا لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ امْرَأَةِ أَبِى بَكْرٍ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَطُوفُ مَعَهُم وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِمَنْ بَيَّتَ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ الصَّالِحِ, فَوَجَدُوا الْحُلِىَّ عِنْدَ صَائِغٍ وَأَنَّ الأَقْطَعَ جَاءَ بِهِ، فَاعْتَرَفَ الأَقْطَعُ، فَأَمَرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَقُطِعَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالله لَدُعَاؤُهُ عَلَى نَفْسِهِ أَشَدُّ عِنْدِى مِنْ سَرقَتِهِ".
"عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ وَابْنِ أَبِى سَبْرَةَ قَالَا: تَشَاتَمَ رَجُلَانِ عِنْدَ أَبِى بَكْرٍ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمَا شَيْئًا، وَتَشَاتَمَا عِنْدَ عُمَرَ فَأَدَّبَهُمَا".
"عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَاءَ وَفْدُ بُزَاخَةَ أَسَدٌ وغَطَفَانُ إِلَى أَبِى بَكْرٍ يَسْأَلُونَهُ الصُّلْحَ فَخَيَّرَهُمْ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ الْحَرْب الْمُجْلِيَةِ أَوْ السَّلْمِ الْمُخْزِيَةِ فَقَالُوا: هَذِهِ الْحَرْبُ الْمُجْلِيَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا السَّلْمُ الْمُخْزِيَةُ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: تُؤدُونَ الحَلقةَ وَالْكِرَاعَ وَتَتْرُكُونَ أَقْوامًا يَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الإِبِلِ حَتَّى يُرِىَ الله خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ وَالْمُسْلِمِينَ أَمْرًا يُعَذِّرُونَكُمْ بِهِ, وَتَدُونَ قَتْلَانا، وَلَا نَدِى قَتْلَاكُمْ، وَقَتْلَانَا فِى الْجَنَّةِ وَقَتْلَاكُمْ فِى النَّارِ، وَتَرُدُّونَ مَا أَصَبْتُمْ مِنَّا، وَنَغْنَمُ مَا أَصَبْنَا مِنْكُمْ فَقَالَ عُمَرُ: رَأَيْتَ رَأَيًا وَسَنُشِيرُ عَلَيْكَ، أَمَّا أَنْ يُؤَدُّوا الحَلْقَةَ وَالْكِراعَ فَنِعمَّا مَا رَأَيْتَ، وَأَمَّا أَنْ يَتْرُكُوا أَقْوَامًا يَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الإِبِلِ حَتَّى يُرِىَ الله خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ وَالْمُسْلِمينَ أَمْرًا يَعْذُرُونَهُمْ بِهِ، فَنِعِمَّا رَأَيْتَ، وَأمَّا أَنْ نَغْنَمَ مَا أَصَبْنَا مِنْهُمْ وَيَرُدُّونَ مَا أَصَابُوا مِنَّا فَنِعمَّا رَأَيْتَ، وَأَمَّا أَنَّ قَتْلَاهُمْ فِى النَّارِ وَقَتْلَانَا فِى الْجَنَّةِ، فَنعِمَّا رَأَيْتَ، وَأَمَّا أنْ يَدُوا قتْلَانَا، فَلَا، قَتْلَانَا قُتِلُوا عَلَى أَمْرِ الله فَلَا دِيَات لَهُمْ، فَتَتَابَعَ النَّاَسُ عَلَى ذَلِكَ".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لأَبِى بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرجُ لَهُ الخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَىْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ الْغُلَامُ: أَتَدْرِى مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِى الْجَاهِليَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ إِلَّا أَنِّى خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِى فَأَعْطَانِى بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِى أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَىْءٍ فِى بَطْنِهِ".
"عَنِ الْحَسَنِ أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَليه، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَكَيْسَ الْكَيْسِ التَّقْوَى، وَأَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُورُ، أَلَا وَإنَّ الصِّدْقَ عِنْدى: الأَمَانَةُ، وَالْكَذِبَ: الْخِيَانَةُ، أَلَا وَإِنَّ القَوِىَّ عِنْدِى ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذ مِنْهُ الْحَقَّ، والضَّعِيفَ عِنْدِى قَوِىٌ حَتَّى آخُذَ لَهُ الْحَقَّ، أَلَا وَإِنِّى قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، ولَوَدِدْتُ أَنْ كَفَانِى هَذَا الأَمْرَ أَحَدُكُمْ - قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ والله - وَإِنْ أَنْتُمْ أَرَدْتُمُونِى عَلَى مَا كَانَ الله يُقِيمُ نَبِيَّهُ مِنَ الْوَحْىِ، مَا ذَاكَ عِنْدِى، إِنَّمَا أنَا بَشَرٌ فَرَاعُونِى، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى السُّوقِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُريدُ؟ قَالَ: السُّوقَ، قَالَ قَدْ جَاءَكَ مَا يَشْغَلُكَ عَنِ السُّوقِ، قَالَ: سُبْحَانَ الله؛ يَشْغَلُنِى عَنْ عِيَالِى؟ قَالَ: تُقْرِضُ بِالْمَعْروُفِ، قَالَ: وَيْحَ عُمَرَ! ! إِنِّى أَخَافُ أَنْ لَا يَسَعَنِى أَنْ آكُلَ مِن هَذَا الْمَالِ شَيْئًا، فَأُنْفِقُ فِى سَنَتَيْنِ وَبَعْضِ أُخْرَى ثَمَانِيَة آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْموْتُ قَالَ: قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لِعُمَرَ: إِنِّى أَخَافُ أَنْ لَا يَسَعَنِى أَنْ آكُلَ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا فَغَلَبَنِى، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَخُذُوا مِنْ مَالِى ثَمَانِيةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَرُدُّوهَا فِى بَيْتِ الْمَالِ، فَلَمَّا أُتِىَ بِهَا عُمَرُ، قَالَ: رَحِمَ الله أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا شَدِيدًا".
"عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُول الله ﷺ : (أُمِرتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدوا أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا الله وَأنِّى رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ) والله لَوْ مَنَعُونِى عِقَالًا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ رَسُولَ الله ﷺ لأُقَاتِلَنَّهمْ عَلَيْهِ".
"عَنْ عائِشَة: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بالسُّنْح حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكلِّم النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُول الله ﷺ وَهُوَ مُسَجّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَّبلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِى أَنْت وَالله لَا يَجْمَعُ الله عَلَيْكَ موْتَتَيْنِ أَبَدًا، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِى كَتَبَ الله عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّها".
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ أبزى عن أبيهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَكَانَ عَلِىٌّ يَمْشِى خَلْفَهَا قِيلَ لِعَلِىٍّ: إِنَّهُمَا يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا، فَقَالَ: إنَّهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ الْمَشْىَ خَلْفَهَا أَفْضَلُ مِنْ الْمَشىِ أَمَامَهَا، كَفَضْلِ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِى جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَلَكِنَّهُمَا يُسَهِّلَانِ لِلنَّاسِ".
"عَنِ ابن شهاب: "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وعُمَرَ لَمْ يَكُونَا يَأَخُذَانِ الصَّدَقَةَ مُثَنَّاةً وَلَكِنْ يبْعَثَانِ عَلَيْهَا فِى الْجَدْبِ وَالْخِصْبِ، وَالسِّمَنِ وَالْعَجَفِ لأَنَّ أَخْذَهَا فِى كُلِّ عَامٍ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ سُنَّةٌ".
"عَنْ زيد بن وَهْب عن أبى بكر الصديق: (أَنَّهُ اتَى قُبَّةَ امْرَأَةٍ فَسَلَّمَ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ، فَتَرَكَهَا حَتَّى كَلَّمَتْهُ، قَالَتْ: يَا عَبْدَ الله: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَت: الْمُهَاجِرُونَ كَثِيرٌ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَتْ: قُرَيْشٌ كَثِيرٌ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَتْ: بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ فِى الْجَاهِلِيَّةِ شَىْءٌ فَحَلَفْتُ إِن اللهُ عَافَانَا أَنْ لَا أُكَلِّمَ أَحَدًا حَتَّى أَحُجَّ، قَالَ: إِنَّ الإِسْلَامَ هَدَمَ ذَلِكَ فَتَكَلَّمِى".
"عَنْ يزيد بن عبد الله بن قسيط: "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعَثَ عِكْرَمَةَ بْنَ أَبِى جَهْلٍ فِى خَمْسِ مائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَدَدًا لزِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ وَلْلمُهَاجِرِ بْنِ أُمَيَّةَ فَوَافَقَهُمُ الْجُنْدُ قَد أفْتَتَحُوا الْخَيْرَ بِالْيَمَنِ، فَأَشْرَكهُمْ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ فِى الْغَنِيمَةِ، فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ".
"عَنْ سعيد بن المسيب: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا بَعَثَ الْجُنُودَ نَحْوَ الشَّامِ: يَزِيدَ بْنَ أَبِى سُفْيانَ، وَعُمْرو بنَ الْعَاصِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، لَمَّا رَكِبُوا مَشَى أَبُو بَكْرٍ مَعَ أُمَرَاءِ جُنُودِهِ يُوَدِّعُهُمْ حَتَّى بَلَغَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاع، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله أَتَمْشِى وَنَحْنُ رُكْبَانٌ؟ فَقَالَ: إِنِّى احْتَسَبْتُ خُطَاىَ هَذِهِ فِى سَبِيلِ الله، ثُمَّ جَعَلَ يُوصِيهِمْ، فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله، اغْزُوا فِى سَبِيلِ الله، فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِالله، فَإِنَّ الله نَاصِرُ دِينِهِ، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدرُوا، وَلَا تَجْبُنُوا، وَلَا تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ، وَلَا تَعْصَوْا مَا تُؤْمَرُونَ، فَإِذَا لَقِيتُمُ الْعَدُوَّ منْ الْمُشْرِكِينَ - إِنْ شَاءَ الله - فَادْعُوهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ، وَكُفُّوا عَنْهُمْ: ادْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وَكُفُّوا عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُوهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارهِمْ إِلَى دارِ الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ هُمْ فَعَلُوا فَأَخْبِروهُمْ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا فِى الإِسْلَامِ وَاختَارُوا دَارَهُمْ عَلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ فَأَخبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِمْ حُكْمُ الله الَّذِى فَرَضَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ فَى الْفَىْءِ وَالْغَنَائِم شَىْءٌ حَتَّى يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِى الإِسْلَامِ فَادْعُوهُمْ إِلَى الْجِزْيَةِ، فَإِنْ هُمْ فَعَلُوا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ، وَكُفُّوا عَنْهُمْ،
"عن رجل أن أبا بكر الصديق قال فِيمَا أخَذَ الْعَدُوُّ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا غلَبُوا عَلَيْهِ أَوْ أَبَقَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَحْرَزَهُ الْمسْلِمُونَ: مَالِكُوهُ أَحَقُّ بِهِ قَبْلَ الْقَسْمِ وَبَعْدَهُ".
"عن ميمون بن مهران قال: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ خَصْمٌ نَظَرَ فِى كِتَابِ الله، فَإِنْ وَجَدَ فِيهِ مَا يَقْضِى بِهِ بَيْنَهُمْ، وَإنْ لَمْ يَجِدْ فِى الْكِتاب نَظَرَ هَلْ كَانَتْ مِنْ النَّبِىِّ ﷺ فِيهِ سُنَّةٌ، فَإِن عَلِمَها قَضَى فِيهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ خَرَجَ فَسَأَلَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: أَتَانِى كَذَا وَكَذَا فَنَظَرْتُ فِى كِتَابِ الله وَفِى سُنَّةِ رَسُولِ الله فَلَمْ أَجِدْ فِى ذَلِكَ شَيْئًا، فَهَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَضَى فِى ذَلِكَ بِقَضَاءٍ؟ فَرُبَّمَا قَامَ إِلَيْهِ الرَّهْطُ فَقَالُوا: نَعَمْ، قُضِىَ فِيهِ بِكَذَا وكَذَا، فَيَأخُذُ بِقَضَاء رَسُولِ الله ﷺ وَيَقُولُ عندَ ذَلِكَ: الْحَمْدُ لله الَّذِى جَعَلَ فِينَا مَنْ يَحْفَظُ عَنْ نَبِيِّنَا، وَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ دَعَا رُءُوسَ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءَهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فإِذَا اجْتَمَعَ رَأيُهُمْ عَلَى الأَمْرِ قَضَى بِهِ، وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَإِنْ أَعْيَاهُ أَنْ يَجِدَ فِى الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ نَظَرَ هَلْ كانَ لأبِى بَكْرٍ فِيهِ قَضَاءٌ، فإِنْ وَجَدَ أَبَا بَكْرٍ قَدْ قضى فيه بقضاءٍ قَضَى بِهِ، وَإِلَّا دَعَا رُءُوسَ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءَهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَإِذَا اجتمعوا عَلَى أَمرٍ قَضَى بَيْنَهُمْ".
"عَن الزهرى عن زُبيد بن الصلت قال: قال أبو بكر الصديق: "لَوْ وَجَدْتُ رَجُلًا عَلَى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله لَمْ أَجِدهُ أَنَا وَلَمْ أَدْعُ لَهُ أحَدًا حَتَّى يَكُونَ مَعِى غَيْرِى".
"عن المهاجر بن أبى أمية قال: كتب إلَىَّ أَبو بكر الصديق: أَن ابْعَثْ إِلَىَّ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ فِى وَثَاقٍ فَأُحلِّفَهُ خَمْسِينَ يَمِينًا عِنْدَ مِنْبَرِ النَّبِىِّ ﷺ مَا قَتَلَ دَاوُدِىَّ".
"عن حذيفة بن أسيد الغفارى قال: لَقَدْ رَأيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَا يُضَحِّيَانِ عَنْ أهْليهِمَا خَشْيَةَ أنْ يُسْتَنَّ بِهِمَا".
"عن الزهرى عن أبى بكر وعمر وعثمان أنهم قالوا: "دِيَةُ الْيَهُودِىِّ وَالنَّصْرانِىِّ مِثْلُ دِيَةِ الْحُرِّ الْمُسْلِمِ".
"عن أَنس قال: تُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ فَأَصْبَحَ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَهَامَسُونَ، فَأَمَرَ غُلَامَهُ يَسْتَمِعُ ثُمَّ يُخْبِرُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ، فَاشْتَدَّ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ: وانْقِطَاع ظَهْرِى! ! فَمَا بَلَغَ الْمَسْجِدَ حَتَّى ظَنُّوا أنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ".
"عن مسروق: مَرَّ صُهَيبٌ بِأَبِى بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَالَكَ أَعْرَضْتَ عَنِّى؟ أَبَلَغَكَ شَىْءٌ تَكْرَهُهُ؟ قَالَ لَا، وَالله، إِلَّا رُؤْيَا رَأَيْتُهَا لَكَ كَرِهْتُهَا، قَالَ: وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْحَشْرِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، جَمَعَ الله لِى دِينِى إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ".
"عن الشعبى قال: اسْتُشْهِدَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيفَةَ فَأَعطَى أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهُ النِّصْفَ، وَأَعْطَى النِّصْفَ الثَّانِى فِى سَبِيلِ الله".
"عن الشعبى قال: قالت عائشةُ لأَبِى بَكْرٍ: إِنِّى رَأَيْتُ بَقَرًا يُنْحَرْنَ حَوْلِى، قَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ، قُتِلَتْ حَوْلَكِ فِئَةٌ".
"عن أبى قلابة أن رجلا أتى إلى أبى بكر فقال: إِنِّى رَأَيْتُ فِى النَّوْمِ كَأَنِّى أَبوُلُ دَمًا، فَقَالْ: أُرَاكَ تَأتِى امْرَأتَكَ وَهِى حَائِضٌ، قَالَ: نَعَمْ، قَالْ: فَاتَّقِ الله وَلَا تَعُدْ، فَاتِّقِ الله وَلَا تَعُدْ".
"عن الشعبى قال: أَتَى رَجُلٌ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَنَامِ كَأَنِّى أَجُرُّ ثَعْلَبًا، قَالَ: أَجْرَيْتَ مَالَا يَجْرِى، أَنْتَ رَجُلٌ كَذُوبٌ، فَاتَّقِ الله وَلَا تَعُدْ".
"عن القاسم: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أُتِىَ بِرَجُلٍ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اضْرِبِ الرَّأْسَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ فِى الرَّأسِ".
"عن جبير بن الحارث قال: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَاقِفًا عَلَى قُزَحَ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ أَصْبِحُوا، أيُّهَا النَّاسُ أَصْبِحُوا، ثُمَّ دَفَعَ فَأَتَى، لأَنْظُرُ إِلَى فَخِذِهِ قَدِ انْكَشَفَ مِمَّا يَخْرِشُ بَعِيرَه بِمِحْجَنِهِ".
"عن ابن إسحاق قال: حدثنى صالح بن كيسان قال: لَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ يَزِيدَ بْنَ أَبِى سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ، خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ يُوصِيهِ، وَيَزِيدُ رَاكِبٌ وَأَبُو بَكْرٍ يَمْشِى، فَقَالَ يَزِيدُ: يَا خَلِيفَة رَسُولِ الله: إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ وَإِمَّا أنْ أَنْزِلَ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِنَازِلٍ وَمَا أَنَا بِرَاكِبٍ، إِنِّى أَحْتَسِبُ خُطاىَ هَذِهِ فِى سَبِيلِ الله، يَا يَزِيدُ: سَتَقْدُمُونَ بِلَادًا تُؤْتَوْنَ فِيهَا بِأَصْنَافٍ مِنَ الطَّعامِ، فَسَمُّوا الله عَلَى أَوَّلِهَا، وَاحْمَدُوهُ عَلَى آخِرِهَا، وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا قَدْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ فِى هَذِهِ الصَّوَامِعِ فَاتْرُكُوهُمْ وَمَا حَصَّنُوا لهُ أَنْفُسَهُمْ، وَسَتَجِدونَ أَقْوَامًا قَد اتَّخَذَ الشَّيْطَانُ عَلَى رُءوسِهِمْ مَقَاعِدَ - يعنِى الشَّمامِسَةَ - فَاضْرِبُوا تِلكَ الأَعْنَاقَ، وَلَا تَقْتُلُوا كَبِيرًا هَرِمًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا وَلِيدًا، وَلَا مَرِيضًا، وَلَا رَاهبًا، وَلَا تُخَرِّبُوا عُمْرانًا، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً إِلَّا لِنَفْعٍ، وَلَا تَعْقِرُنَّ بَهِيمَةً إلَّا لِنَفْعٍ، وَلَا تُحَرِّقَنَّ نَخْلًا، وَلَا تُغْرِقُنَّهُ، وَلَا تَغْدِرْ، وَلَا تُمَثِّلْ، وَلَا تَجْبُنْ، وَلَا تَغْلُلْ، ولَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إنَّ الله قَوِىٌّ عَزِيزٌ، أَسْتَوْدِعُكَ الله وَأُقْرِئُكَ السَّلَامَ، ثُمَّ انْصَرَفَ".
"عن عقبة بن عامر الجهنى أن عمرو بن العاص وشُرَحْبِيل بن حَسَنَة بعثاه بريدًا إِلَى أَبِى بَكْرٍ بِرَأسِ بَنَاقَ بِطْريقِ الشَّامِ، فَلما قدم على أبى بَكْرٍ أَنْكَر ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عُقْبَة: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله: فَإِنَّهُمْ يَصْنعونَ ذَلِكَ بِنَا، قَالَ: فَاسْتِنَانٌ بِفارِسَ وَالرُّومِ؟ لَا يُحْمَل إِلَىَّ رَأسٌ، فَإِنَّمَا يَكْفِى الْكِتَابُ وَالْخَبَرُ".
"عن معاوية بن خديج قال: "بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ أبِى بَكْرٍ إِذْ طَلَعَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ قُدِمَ عَلَيْنَا بِرَأسِ بَنَاقَ الْبَطْرِيقِ، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا بِه حَاجَةٌ، إِنَّمَا هَذه سُنَّةُ الْعَجَمِ".
"عن أَبِى الزَّنَاد، عَنْ الفُقَهَاءِ الذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قولِهِمْ مِنْ أَهلِ الْمَدينَةِ أَنَّهُمْ كَانوا يَقُولونَ: قَضَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِجَدَّةِ عَاصِمٍ بِحَضَانَتِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، وَأُمُّ عَاصِمٍ يَوْمَئِذٍ حَيَّةٌ مُتَزَوِّجَةٌ".
"عن مسروق: أَنَّ عُمَرَ طَلَّقَ أُمَّ عَاصِمٍ فَخَاصَمَتْهُ جَدَّتُهُ إِلَى أبِى بَكْرٍ، فَقَضَى أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ مَعَ جَدَّتِهِ، وَالنَّفَقَةُ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: هِىَ أَحَقُّ بِهِ".
"عن ابن شهاب: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا الله؟ فَإذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله؟ فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا مِنْ حَقِّهَا، لَا تُفَرِّقُوا مَا جَمَعَ الله، وَالله لَوْ مَنَعُونِى عَناقًا مِمَّا أَعْطَوْا رَسُولَ الله ﷺ قَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ".
"عن أَنس قال: لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب: يَا أبَا بَكْرٍ: أتريد أنْ تُقَاتِلَ الْعَرَبَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : "أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنِّى رَسُولُ الله، وَيُقيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ" وَالله لَوْ مَنَعُونِى عَنَاقًا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ رَسُولَ الله ﷺ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ: فَلَمَّا رَأَيْتُ رَأىَ أبِى بَكْرٍ شرُحَ عَلَيْهِ عَلِمْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ".
"عن أبى العالية الرياحى قال: قيل لأبى بكر الصديق: هَلْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ فِى الْجَاهِلِيَّة؟ فَقَالَ: أُعُوذُ بِالله، فَقِيلَ: وَلِمَ؟ قَالْ كُنْتُ أَصُونُ عِرْضِى، وَأَحْفَظُ مُرُوءَتِى؛ فَإِنَّ مَنْ شرَبَ الْخَمْرَ كَانَ مُضَيَّعًا فِى عِرْضِهِ وَمُرُوءَتِهِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ الله ﷺ فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ - مرَّتَيْنِ -".
"عن عائشة قالت: مَا شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ خَمْرًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا فِى الإِسْلَامِ".
"عن سَعيد بن المسيب قَالَ: رَأَت عَائِشَةُ كَأَنَّهُ وَقَعَ فِى بَيْتِهَا ثَلَاثَةُ أَقْمُرٍ، فَقَصَّتْهَا عَلَى أَبِى بَكْرٍ وَكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ ليُدْفَنَنَّ فِى بَيْتِكِ خَيرُ أَهْلِ الأَرْضِ - ثَلَاثًا - فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: عَائِشَةُ هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ".
"عن أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمد الأنصارى أن أبا بكر قيل له: يَا خَلِيفَةَ
رَسُولِ الله: أَلَا تَسْتَعْمِلُ أَهْلَ بَدْرٍ؟ قَالَ: إِنِّى أَدْرِى مَكَانَهُمْ، وَلَكِنَّى أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُمْ بِالدُّنْيا".
"عن أَنس قال: لَمَّا بُوِيعَ أَبُو بَكْرٍ فِى السَّقِيفَةِ، وَكَانَ الْغَدُ، جَلَسَ أَبُو بَكرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: فَقَامَ عُمَرُ فَتَكَلَّمَ قَبْلَ أَبِى بَكْرٍ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَ قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمْ بِالأَمْسِ مَقَالَة مَا كُنْتُ وَجَدْتُهَا فِى كِتَابِ اللهِ، وَلَا كَانَتْ عَهْدًا عَهِدَهُ إِليَّ رَسُولُ اللهِ، وَلَكِنِّى قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ سَيَدْنُو مِنْهَا، وَإنَّ الله قَدْ أَبْقَى
فِيكُمْ كِتَابَهُ الَّذِى هُوَ بِهِ هُدِىَ رَسُولُ الله ﷺ فَإِن اعتَصَمتُمْ به هَدَاكُمُ الله لِمَا كَانَ هَداهُ لَهُ، إِن الله قَدْ جَمَعَ أَمْرَكُمْ عَلَى خَيْرِكُمْ - صَاحِبِ رَسُولِ الله ﷺ وَثَانِى اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ - فَقُومُوا فَبَايعُوهُ، فَبَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْر بَيْعَةَ الْعَامَّةِ بَعْدَ بَيْعَةِ السَّقِيفَةِ: ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمدَ الله وأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنِّى قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِى، وَإنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُونِى، الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ، وَالضَّعيفُ فِيكُمْ قَوىٌّ عِنْدِى حَتَّى أُرِيحَ عَلَيْهِ حَقَّهُ إِنْ شَاءَ الله، وَالْقَوِىُّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ إِنْ شَاءَ الله، لَا يَدعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ الله إِلَّا ضَرَبَهُمْ الله بالذُّلِّ، وَلَا شِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا عَمَّهُمُ الله بالْبَلَاءِ، أَطِيعُونِى مَا أطَعْتُ الله وَرَسُولَهُ (*) فَلَا طَاعَةَ لِى عَلَيْكُمْ، فَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ يَرْحَمْكُمْ الله".
"عن سعيد بن المسيب قال: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأتِىَ فِرَاشَهُ أوْتَرَ، وَكَانَ عُمَرُ يُوتِرُ آخِرَ اللَّيْلِ".
"عن ابن عمر قال: لَمْ يَجْلِسْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِى مَجْلِسِ رَسُولِ الله
ﷺ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى لَقِى الله، وَلَمْ يَجِلِسْ عُمَر فِى مَجْلِسِ أَبِى بَكْرٍ حَتَّى لَقِىَ الله، وَلَمْ يَجْلِسْ عُثْمَانُ فِى مَجْلِسِ عُمَرَ حَتَّى لَقِىَ الله".
"عن عمر قال: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله ﷺ ارتد مَنْ ارتد مِنَ الْعَرَبِ، وَقَالُوا: نُصَلِّى وَلَا نُزَكِّى، فَأتَيْتُ أَبَا بَكْرِ فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله: تَأَلَّفِ النَّاسَ وارْفُقْ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ بمَنْزِلَةِ الْوَحْشِ، فَقَالَ: رَجَوْتُ نُصْرَتَكَ وَجِئْتَنِى بِخُذْلَانِكَ، جَبَّارًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ خَوَّارًا فِى الإِسْلَامِ؟ مَاذَا عَسَيْتُ أَنْ أَتَأَلَّفَهُمْ؟ بِشِعْرٍ مُفْتَعَلٍ أَوْ بِسِحْرٍ مُفْتَرًى؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، مَضَى النَّبِىُّ ﷺ وَانْقَطَعَ الْوَحْىُ، وَالله لأُجَاهِدَنَّهُمْ مَا اسْتَمسَكَ السَّيْفُ فِى يَدِى، وَإِنْ مَنَعُونِى عِقَالًا، قَالَ عُمَرُ: فَوَجَدْتُهُ فِى ذَلِكَ أَمْضَى مِنِّى وَأَصْرَمَ، وَأَدَّبَ النَّاسَ عَلَى اُمُورٍ هَانَتْ عَلَىَّ كَثِيرٌ مِنْ مؤُنَتِهِمْ حِينَ وَلِيتُهُمْ".
"عن عائشة قالت: لَمَّا تُوُفِّىَ النَّبِىُّ ﷺ اشْرَأَبَّ النِّفَاقُ، وَارتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَانْحَازَت الأَنْصَارُ، فَلَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِى لَهَاضهَا (*) فَمَا اخْتَلَفُوا فِى نُقْطَةٍ إِلَّا طَارَ أَبِى بفنَائِهَا وَفَصْلِهَا، قَالُوا: أَيْنَ يُدْفَنُ رَسُولُ الله ﷺ ؟ فَمَا وَجَدْنَا عِنْدَ أَحَد مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقولُ: مَا مِنْ نَبِىٍّ يُقْبَضُ إِلَّا دُفِنَ تَحْتَ مَضْجَعِه الَّذِى مَاتَ فِيهِ: قَالَتْ: وَاخْتَلَفُوا فِى مِيراثِهِ فَمَا وَجَدُوا عنْدَ أَحَدٍ مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا، فَقَالَ أَبَو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقولُ: إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ".
"عن أبى هريرة قال: وَالَّذِى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْلَا أَنَّ أبَا بَكْرٍ اسْتُخْلِفَ مَا عُبِدَ الله، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ، فَقِيلَ لَهُ: مَهْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! ! فَقَالَ: إِنَّ رَسولَ الله ﷺ وَجَّه أُسَامَةَ بْنَ زَيدٍ فِى سَبْعِمِائَةٍ إِلَى الْشَّامِ، فَلمَّا نزَل، بِذِي خُشُبٍ قُبِضَ النَّبِىُّ ﷺ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَاجَتْمَعَ إِلَيْهِ أصْحَابُ النَّبِىِّ ﷺ فَقَالُوا: رُدَّ هَؤُلَاءِ: تُوَجِّهُ هَؤُلَاءِ إِلَى الرُّومِ وَقدِ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ جَرَحَتِ الْكِلَابُ بِأَرْجُلِ ازْوَاج النَّبِىِّ ﷺ مَا رَدَدْتُ جَيْشًا وَجَّهَهُ رَسُولُ الله ﷺ وَلَا حَلَلْتُ لِوَاءً عَقَدَهُ، فَوَجَّه أُسَامَةَ فَجَعَلَ لَا يَمُرُّ بِقَبِيلٍ يُرِيدُونَ الارْتِدَادَ إِلَّا قَالُوا: لَوْلَا أَنَّ لِهَؤُلَاءِ قُوَّةً لَمَا خَرَجَ مِثْلُ هَؤُلَاءِ مِنْ عِنْدِهِمْ، وَلَكِنْ نَدَعُهُمْ حَتَّى يَلقُوَا الرُّومَ، فَلَقُوا الرُّومَ فَهزَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ وَرَجَعُوا سَالِمِينَ، فَتَثَبَّتُوا عَلَى الإِسْلَامِ".