"أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ البَرَاءِ لَمَّا لَقِىَ النَّبِىَّ ﷺ فَجَعَلَ يَلْصَقُ بِرَسُولِ الله ﷺ ، ويُقَبِّلُ قَدَمَيْه، قَالَ: يَا رَسُولَ الله: مُرْنِى بِمَا أَحْبَبْتَ وَلَا أَعْصِى لَكَ أَمْرًا، فَعَجِبَ لِذَلِكَ النَّبِىُّ ﷺ وَهُوَ غُلَامٌ، فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ: اذْهَبْ فَاقْتُلْ أَباكَ، فَخَرَجَ مُولِيًا لِيفْعَلَ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَإِنِّى لَمْ أُبْعَثْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ، فَمَرِضَ طَلْحَةُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَتَاهُ النَّبِىُّ ﷺ يَعُودُهُ فِى الشِّتاء فِى بَرْدٍ وَغَيْمٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لأَهْلِه: لَا أرَى طَلحَةَ إِلَّا قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ فَأَذِنُونِى بِهِ حَتَّى أَشْهَدهُ، وأُصَلِّىَ عَلَيْهِ. وَعَجِّلُوهُ، فَلَمْ يَبْلُغِ النَّبِىُّ ﷺ بَنِى سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ حَتَّى تُوفِّىَ وَجَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ طَلْحَةُ: ادْفِنُونِى وَألْحِقُونِى برَبِّى ﷻ، وَلَا تَدْعُوا رَسُولَ الله ﷺ ، فإنَّى أَخَافُ عَليْهِ الْيَهُوَدَ أَنْ يُصَابَ فِى سَبَبِى، فَأُخْبِرَ النَّبِىُّ ﷺ حِينَ أَصْبَحَ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَصَفَّ النَّاسَ مَعَهُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فقال: اللَّهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ تَضْحَكُ إلَيْهِ وَيَضْحَكُ إِلَيْكَ".
Add your own reflection below:
Sign in with Google to add or reply to reflections.