37. Actions > Letter Khā
٣٧۔ الأفعال > مسند حرف الخاء
" عَنْ عَبْدِ الله بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَأكُلُ ثَرِيدًا مُتَّكِئًا عَلَى سَرِيرٍ، ثُمَّ يَشْرَبُ مِنْ فَخَّارِهِ".
"سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ فِى مَسِيرِهِ إِلَى خَيْبَرَ لِعَامرِ بْنِ الأَقْرَعِ: خُذْ لَنَا مِنْ هَنَاتِكَ، فَنَزَلَ يَرْتَجِزُ لِرَسُولِ الله ﷺ ".
"سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ لِعثْمانَ بْنِ طَلْحَةَ حِينَ دَفَعَ إِلَيْهِ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ: هَاؤُمْ (*) غَيِّبْهُ، قَالَ: فَلِذَلِكَ غَيَّبَ الْمِفْتَاحَ".
"سَمِعتْ أُذُنَاىَ هَاتَانِ، وَأَبْصَرتْ عَيْنَاىَ هَاتَانِ رَسُولَ الله ﷺ وَهُوَ آخِذٌ بَكَفَّيهِ جَمِيعًا حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، وَقَدَمَاهُ عَلَى قَدَمىْ رَسُولِ الله ﷺ ، وَهُوَ يَقُولُ: حُزُفَّةٌ حُزُفَّةٌ، ارْقَ عَينْنَ بَقَّه (*)، فَيَرْقَى الغُلَامُ حَتَّى وَضَعَ قَدَميْهِ عَلَى صَدْرِ رَسُولِ الله ﷺ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: افْتَحْ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحِبَّهُ فَإِنِّى أُحِبُّهُ".
"سَمِعْنَا صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ وَقَعَ إِلَى الأَرْضِ كَأَنَّهُ صَوْتُ حَصَاةٍ فِى طَسْتٍ، وَرَمَى رَسُولُ الله ﷺ بِتِلْكَ الْحَصَاةِ فَانْهَزَمْنَا".
"سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ طَعَامِهِ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَطْعَمْتَ أَو سَقَيْتَ وَأَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ، لَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ، وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغنًى عَنْكَ رَبَّنَا".
"سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَتَى أَعْرَابِىٌّ فَأَخَذَ بطَرَفِ رِدَائِهِ، وَسَأَلَهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَاهُ، فَذَهَب بِه، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَرُمَتِ الْمسَأَلَةُ، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِىٍ، وَلَا لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ (*) إِلَّا فِى فَقْرٍ مُدْقعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُقْطِعٍ, وَقَالَ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِىَ مَالَهُ كَانَ خُمُوشًا فِى (* *) وَجْهِهِ، وَرَضْفًا (* * *) يَأَكُلُهُ مِنْ جَهَنَّمَ، فَمْنَ شَاءَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ".
"سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ: هَذِهِ الْحِيرَةُ الْبَيْضَاءُ قَدْ رُفِعَتْ لِىَ، وَهَذِهِ الشَّيْمَاءُ بِنْتُ نُفَيْلٍ (*) الأَزْدِيَّةُ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُعْتَجِزَةً بِخِمَارٍ أَسْودَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: فَإِنْ نَحْنُ دَخَلْنَا الحِيرَةَ وَوَجَدْتُهَا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ فَهِىَ لِى؟ قَالَ: هِىَ لَكَ، ثُمَّ ارْتَدَّت الْعَرَبُ فَلَمْ يَرْتَدَّ أَحَدٌ مِنْ طَيئٍ، وَكُنَّا نُقَاتِلُ قَيْسًا عَلَى الإِسْلَامِ وَفِيهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَكُنَّا نُقَاتِلُ بَنِى أَسَدٍ وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ خُوَيْلدٍ الْفَقْعَسِىُّ، ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى مُسَيْلِمَةَ فَسَرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ أَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ الْبَصَرْةِ، فَلَقِينَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةٍ فِى جَمْعٍ عَظِيمٍ، فَبَرزَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَدَعَا إِلَى الْبَرَازِ، فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ فَقَتَلَهُ خَالِدٌ، وَكَتَب بِذَلِكَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، ثُمَّ سِرْنَا عَلَى طَرِيقٍ أَلْطَفَ حَتَّى دَخَلْنَا الْحِيرَةَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ تَلَقَّانَا فِيهَا شَيمَاءَ بِنْتَ نُفيلَةَ الأَزدِيَّةَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهَا شَهْبَاءَ بِخِمَارٍ أَسْوَدَ، كمَا قَالَ رَسُولُ الله ﷺ ، فَدَعَانِى خَالِدٌ عَلَيْهَا الْبَيِّنَةَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَسَلَّمَها إلَىَّ".
"سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ فِى تَلْبِيَتِهِ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرةٍ مَعًا".
"عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: خَرَجْتُ في بَغَاءٍ إِبِلٍ لِى، فَأَصَبْتُهَا بِالأَبْرَقِ أَبْرَقِ الْعُزَافِ فَعَقَلْتُهَا وَتَوَسَّدْتُ ذِرَاعَ بَعِيرٍ مِنْهَا، وَذَلِكَ حِدْثَانَ خُرُوجِ النَّبِىِّ ﷺ ثُمَّ قُلْتُ: أَعُوذُ بِكَبِيرِ هَذَا الْوَادِى، أَعُوذُ بِعَظِيمِ هَذَا الْوَادِى، وَكذَلِكَ كَانُوا يَصْنَعُونَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِى وَيَقُولُ:
وَيْحَكَ عُذْ بِالله ذِى الْجَلَالِ ... مُنَزِّلِ الْحَرامِ وَالْحَلَالِ
وَوَحِّدِ الله وَلَا تُبَالِ ... مَا هَوْلُ ذِى الْجِنِّ مِنَ الأَهْوَالِ
إِذْ تَذْكُرُ الله عَلَى الأَمْيَالِ ... وَفِى سُهُولِ الأرْضِ وَالْجِبَالِ
وَصَارَ كَيْدُ الْجنِّ في سِفَالِ ... إِلّا التُّقَى وَصَالِحَ الأَعْمَالِ
فَقُلْتُ:
يَأَيُّهَا الدَّاعِى مَا تَحِيلُ ... أَرُشْدٌ عِنْدَكَ أَمْ تَضْلِيلُ
قَالَ:
هَذَا رَسُولُ الله ذُو الْخَيْرَاتِ ... جَاءَ بِيَاسِين وَمِيمَاتِ
وَسُوَرٍ بَعْدُ مُفَصَّلاتِ ... مُحَرَّمَاتٍ وَمُحَلِّلَاتِ
يَأَمُرُ بِالصَّوْمِ وَبالصَّلَاةِ ... وَيَزْجُرُ النَّاسَ إِلى الهَنَاتِ
قَدْ كُنَّ فِى الأَيَّامِ مُنْكَرَاتِ
قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ الله؟ قَالَ: أَنَا مَالِكُ بن مَالِكٍ، بَعَثَنِى رَسُولُ الله ﷺ عَلَى جِنِّ أَهْلِ نَجْدٍ، قُلْتُ: لَوْ كَانَ لِى مَنْ يَكْفِينى إِبِلى هَذِهِ لأَتَيْتُهُ حَتَّى أُؤمِنَ بِهِ، قَالَ: أَنَا أَكْفِيكهَا حَتَّى أُؤَدِّيَهَا إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً إنْ شَاءَ الله، فَاعْتَقَلْتُ بَعِيرًا مِنْهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَافَقْتُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُمْ فِى الصَّلَاةِ، فَقُلْتُ: يَقْضُونَ الصَّلَاةَ ثُمَّ أَدْخُلُ، فَإنِّى وايت (*) أُنِيخُ رَاحلَتِى إِذْ خَرَجَ إِلىَّ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ لِىَ: يَقُولُ لَكَ رَسُولُ الله ﷺ ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ، فَلَمَّا رآنِى قَالَ: "ما فَعَلَ الشَّيْخُ الَّذِى ضَمِنَ لَكَ أَنْ يُؤَدِىَ إِبِلَكَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً؟ أَمَا إِنَّهُ قَدْ أَدَّاهَا إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً، قُلْتُ: رَحِمَهُ الله، فَقَال النَّبِىُّ ﷺ : أَجَلْ رَحِمَهُ الله".
"عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمنِينَ أَلَا أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ بَدْء الإِسْلَامِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: بَيْنَا أَنَا فِى طَلَبِ نَعَمٍ لِى أَنَا مِنْهَا عَلَى أَثَرٍ إِذْ جَنَّنى اللَّيْلُ بِأبْرَقِ الْعُزَافِ (وَفى لفظٍ: وهو واد لا يتوارى جنه، وجَنَّنِى
الليلُ فأنخت راحلتى وعَقلتها) (*) فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِى: أَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِى مِنْ سُفَهَاءِ قوْمِهِ، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ:
وَيْحَكَ عُذْ بِالله ذِى الْجَلَالِ ... وَالْمَجْدِ وَالنَّعْمَاء وَالأَفْضَالِ
وَاقْتَرِ آيَاتٍ مِنَ الأَنْفَالِ ... وَوَحِّدِ الله وَلَا تُبَالِ
قَالَ: فَدَعْوتُ دعوا (* *) شَدِيدًا، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِى قُلْتُ:
يَأَيُّهَا الْهَاتِفُ مَا تَقُولُ ... أَرُشْدٌ عِنْدَكَ أَمْ تَضْلِيلُ
بَيِّنْ لَنَا هُدِيتَ مَا الْحَوِيلُ؟
قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ الله ذُو الْخَيْرَاتِ ... بِيَثْرِبَ يَدْعُو إِلَى النَّجَاةِ
يَأمُرُ بِالصَّوْمِ وَبِالصَّلَاةِ ... وَيَزْعُ النَّاسَ عَنِ الْهَناتِ
قَالَ: فَانْبَعَثَتْ رَاحِلَتِى، فَقُلْتُ: أَرْشِدْنِى رُشْدًا
هُدِيتَ، لَا جُعْتَ وَلَا عَرِيتَ، وَلَا بَرِحْتَ سَيِّدًا مُقِيتًا. قَالَ: فَاتَّبَعَنِى وَهُوَ يَقُولُ:
صاحَبَكَ الله وَسَلَّمَ نَفْسَكَا ... وَبَلغَ الأَهْلَ وَأدَّى رَحْلَكَا
آمِنْ بِهِ أَبْلَجَ رَبِّى حَقَّكَا ... وَانْصُرهُ أَعَزَّ رَبِّى نَصْرَكَا
قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ الله؟ قَالَ: أَنَا عَمْرُو بْنُ أَثَالٍ، وَأَنَا عَامِلُهُ عَلَى جِنِّ نَجْدِ الْمُسْلِمِينَ، وَكُفِيتَ إِبِلَكَ حَتَّى تَقْدَمَ عَلَى أَهْلِكَ، فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، وَدَخَلْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَخَرَجَ إِلَىَّ أَبُو بَكْرٍ الصَّدِّيقُ فَقَالَ: اُدْخُلْ رَحِمَكَ الله، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا إِسْلَامُكَ، قُلْتُ: لَا
أُحْسِنُ الطُّهُورَ فَعَلِّمْنِى، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ فَأحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً يَحْفَظُهَا، وَيَعْقِلُهَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ لِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَتَأتِيَنَّ عَلَى هَذَا بَيِّنَةً أَوْ لأُنَكِّلَنَّ بِكَ، فَشَهِدَ لِى شَيْخُ قُرَيْشٍ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ".