"عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أُتِى عمرُ بنُ الخطاب برجلٍ سرق ثوبًا، فقال لعثمان: قَوِّمه، فقَوَّمه ثمانية دراهم، فلم يقطعه".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (55/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٥٥
"عن أبان أن رجلًا جاء إلى عمرَ بنِ الخطاب في ناقة نحرت، فقال عمر: هل لك في ناقتين بها عشارتين مرتعتين سمينتين بناقنك؟ فإنا لا نقطع في عام السنة المرتعتان الموطيتانا".
"عن عمرو بن شعيب أن نفرًا أربعة من بنى عامر بن لؤى عَدَوا على بعير رأوه فنحروه، فأُتِى في ذلك عمر، وعنده حاطب بن أَبى بلتعة أخو بنى عامر بن لؤى فقال يا حاطب: قم الساعة فابتع لرب البعير بعيرين ببعيره، ففعل حاطب، وجلدوا أسواطًا وأرسلوا".
"عن عمر قال: إِذا وَجدت لُقَطَة فعرِّفها على باب المسجد ثلاثةَ أيام، فإن جاء من يعترفُها، وإلا فأمسكها إلى قرن الحول، فإن جاء من يعترفُها وإلا فشأنك بها".
"عن عطاء الخرسانى قال: إن عمر بن الخطاب قال: ما عظمت نعمةُ اللَّه على رجلٍ إلا عَظُمَت مؤْنةُ النَّاسِ عليه، فمن لم يحتمل مؤنةَ الناس عرَّض تلك النعمةَ لزوالِها، وكل ذى نعمةٍ محسودٌ، واستعينوا على قضاء الحاجة بكِتمانها".
"عن عطاء الخرسانى أن عمر بن الخطاب قال: إذا أخذ السارق ما يساوى ربع دينار قُطع".
"عن أَبى ظبيان أن عليّا قال: القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، قال عمر: صدقت".
"عن أَبى سلمة بن عبد الرحمن أن رجلًا أتى عمرَ بنَ الخطاب فقال: كلُّ امرأةٍ أتزوجُها فهى طالق ثلاثًا، فقال له عمرُ: فهُو كما قُلْتَ".
"عن القاسم بن محمد أن رجلًا جعل امرأة عليه كظهر أمه إن تزوجها، فسأل عمر بن الخطاب، فقال: إن تزوجتها فلا تقربها حتى تكفر كفارة المُظاهر".
"عن سعيد بن المسيب قال: أتى رجل عمر بن الخطاب له ثلاث نسوة، فقال: إنهن عليه كظهر أمه، فقال عمر: عليه كفارة واحدة".
"عن الشعبى أن الزّبِرقَان بن بدر أتى عمر بن الخطاب وكان سيد قومه، فقال يا أمير المؤمنين: إِنَّ جَرْوَلًا هجانى يوم الحُطيئة، فقال عمر: بم هجاك؟ فقال له:
دع المكارِمَ لا تَرحَلْ لبُغيتها ... واقعدْ فإنك أنتَ الطاعِمُ الكاسى
فقال عمر: ما أسمعُ هجاءً إنما هى معاتَبة، فقال الزبرقان: يا أمير المؤمنين والذى نفسى بيده ما هُجى أحدٌ بمثلِ ما هجيتُ به، فخذ لى ممن هجانى، فقال عمر: علىَّ بابن الفُريعة، يعنى حسانَ بن ثابتٍ، فلما أُتى به قال له: يا حسانُ: إِنَّ الزبرقانَ يزعُم أن جرولًا هجاه، فقال حسان: بم؟ قال بقوله:
دعِ المكارِمَ لا تَرحَلْ لبُغيتها ... واقعدْ فإنك أنتَ الطاعِمُ الكاسى
فقال حسان: ما هجاه يا أميرَ المؤمنين، قال: فماذا صنع به؟ قال: سَلحَ عليه، فقال عمر: علىَّ بجرولٍ، فلما جِئَ به قال له: يا عدُوَّ نفسه تَهجو المسلمين؟ ! فأمر به فسجنَ، فكتب إلى عمر من السجن: يا أمير المؤمنين:
ما تقولُ لأفراخٍ بذى مرخ ... حمر الحواصل لا ماءٌ ولا شجر
ألقيت كاسبَهم في قعرِ مظلمةٍ ... فامنُنْ عَلَىَّ هداكَ اللَّه يا عمرُ
أنت الإمامُ الذى من بعد صاحبه ... ألْقَتْ إليكَ مقاليد النهى البشر
ما آثروكَ بها أو قدَّموك لها ... لكن لأنفسهِم كانت بك الأثر
قال: وأُخبر عمرُ برقَّة حاله وقلة نصر قومه له، فدعاه فقال له: ويحك يا جرولُ لِمَ تَهجُو المسلمين؟ قال: لخصالٍ احتوتنى، إحداهن: إنما هى نملةٌ تدبُّ على لسانى،
وأخرى إنما هى كسبُ عيالى بَعْدُ، وثَالِثَة أن الزبرقان ذو يسار في قومٍ، وقد عرف رِقَّةَ حَالِى، وكثرة عيالى فلم يَعطف علىَّ، وأحوجنى إلى المسألة، فلما سألتُه حرمنِى يا أمير المؤمنين، والسؤالُ ثمن لكل نوالٍ، وكنتُ أراه يتمرَّغُ في مالِ اللَّه ورسوله، وأنا أتشحَّطُ في الفقرِ والعيلة، وكنتُ أراه يَتَجَشَّى جشاءَ البعير، وأنا أتفقزُ فُتَاتَ الخبز الشعير في رحلى مع عيالى، ويا أمير المؤمنين من عجزَ عن القوت كان أعجز منه عن السكوت، فدمعتْ عينا عمرَ، وقال: كم رأسٌ لَكَ من العيالِ؟ فعدهم عليه، فأمر لهم بطعامٍ وكسوةٍ ونفقة ما يكفيه سنة، وقال له: إِذا احتجت فعد إلينا فَلَكَ عندنا مثلُها، فقال جرولٌ: جزاك اللَّه يا أمير المؤمنين جزاء الأبرار، وأجر الأخيار، فقد بررتَ ووصلتَ وتعطَّفت وامتننت، فلمَّا مضى جرول قال عمر: أيها الناس اتقوا اللَّه في ذوى الأرحام وجيرانكم فمتى علمتم حاجتهم فواسوهم وتعطفوا عليهم، ولا تحوجوهم إلى المسألة فإن اللَّه ﷻ يسأل العبد إذا كان غنيا مكفيًا عن رحمهِ وقريبه وجارهِ إذا كان محتاجا، أن يعطيه قبل سؤاله إياه".
"عن عمر قال: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يدع الكذب في المزاح، ويدع المراء ولو شاء غلب".
"عن الزهرى أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه: ما تقولون في الرجل لا يحضره أحيانا ذهنه ولا عقله ولا حفظه، وأحيانا يحضره ذهنه وعقله؟ قالوا: ما ندرى يا أمير المؤمنين، فقال عمر: إن للقلب طُخَاء كطخاء القمر، فإذا غشى ذلك القلب ذهب ذهنه وعقله وحفظه، فإذا تجلى عن قلبه أتاه ذهنه وعقله وحفظه".
"عن عروة بن رويم اللخمى قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أَبى عبيدة ابن الجراح كتابا فقرأه على الناس بالجابية: من عبد اللَّه عمر أمير المؤمنين إلى أَبى عبيدة ابن الجراح: سلام عليك، أما بعد: فإنه لم يقم أمر اللَّه في الناس إلا حصيف العقدة (*)، بعيد الغرة (* *) لا يطلع الناس منه على عورة، ولا يحنق في الحق على جرته، ولا يخاف في اللَّه لومة لائم، والسلام عليك. قال: وكتب عمر إلى أَبى عبيدة: أما بعد فإنى كتبت إليك بكتاب لم آلُك ولا نفسى فيه خيرا؛ الزم خمس خلال يسلم لك دينك، وتحظى بأفضل حظك: إذا حضرك الخصمان فعليك بالبينات العدول، والأيمان القاطعة، ثم أدن الضعيف حتى ينبسط لسانه ويجترئَ قلبه، وتعاهد الغريب؛ فإنه إذا طال حبسُه ترك حاجته وانصرف إلى أهله، وآو الذى أبطل حقه من لم يرفع به رأسا، واحرص على الصلح ما لم يتبين لك القضاءُ. والسلام عليك".
"عَنْ عُمَر قَالَ: اسْتَعِينُوا عَلَى النِّساءِ بالعُرْى، فإِنَّ المَرْأةَ إِذَا عَرِيَتْ لَزِمَتْ بَيْتَها".
"عن عبد اللَّه بن واقد بن عبد اللَّه بن عمر قال: بعث أبو موسى من العراق إلى عمرَ بن الخطاب بِحليةِ فوُضِعَتْ بين يَدَيه وفى حِجره أسماءُ بنتُ زيدِ بنِ الخطاب، وكانت أحبَّ إليه من نفسه، لمَّا قُتِلَ أبوها باليمامة عطفَ عليها، فأخذت من الحِلية خاتَما فوضعته في يدِها، فأقبل عليها يقبِّلُها ويلتزمها، فلما غَفَلت أخذ الخاتَم من يَدِهَا فرمى به في الحِلْية، وقال: خذوها عَنِّى".
"عن محمد بن يحيى بن حبان قال: قال عمر: مَنْ كَانَ لَهُ مالٌ فليُصْلِحه، من كانت له أرضٌ فليُعَمّرها، فإنه يوشك أن يَجِئَ من لا يعطِى إلا من أحَبَّ".
"عن عاصم بن أَبى النجود: أن عمر بن الخطاب قال: عليكم بالأبكار مِنَ النِّساءِ، فإنَّهُنَّ أنْتَقُ أرْحامًا، وأعْذبُ أفواهًا، وأرضى باليسير".
"عن عثمانَ بن يسارٍ قال: بينما عمر في دفن زينبَ بنتِ جحشٍ إذ أقبل رجل من قريشٍ مرجلًا شعرهَ بين ممصرتين، فأقبل عليه ضربًا بالدّرة حتى سبقه شدا وأتبعه رميًا بالحجارةِ، وقال: كيف جِئْتنا ونحن على لَعب أشياخ يدفنون أمَّهُم".
"عن محاربِ بن دثار: أن عمر قال لرجل: من أنت؟ قال: أنا قاضى دمشق، قال: وكيف تَقضى؟ قال: أقضى بكتاب اللَّه، قال: فإذا جاء ما ليس في كتاب اللَّه؟ قال: أقضى بسنة رسول اللَّه ﷺ ، فإذا جاء ما ليس في سنة رسول اللَّه؟ قال: أجتهد رأى وأؤامر جلسائى، فقال له عمر: أحسنت، وقال له عمر: إذا جلست فقل: اللهم إنى أسألك أن أقضى بعلم، وأن أفتى بحلم، وأن أسألك العدْل في الغضبِ والرضى. قال: فسار ما شاء اللَّه ثم رجع إلى عمر، قال: مَا رَجعك؟ قال: رأيت فيما يرى النائم: أن الشمس والقمر يقتتلان، مع كل واحد منهما جنود من الكواكب، قال: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر، قال عمر: نعوذ باللَّه {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً (*)} واللَّه لا تَلِى لى عملًا أبدًا، قال: فيزعمون أن ذلك الرجلَ قُتِلَ مع معاوية".
"عن ابن جريج قال: أخبرنى عبد الكريم بن أَبى المخارق أن امرأة جاءت إلى عمرَ بن الخطاب فقالت: إنى وضعتُ بعد وفاة زوجى قبل انقضاءِ العدَّة، فقال عمر: أنت لآخرِ الأجلين، فمرت بأبى بن كعب، فقال لها: من أين جئتِ؟ فذكرت له وأخبرته بما قال عمر، فقال: اذهبى إلى عمرَ وقولى: إن أُبى بن كعب يقول: قد حللت، فإن التمسنى فأنا ههنا، فذهبت إلى عمر فأخبرته فقال: ادعيه، فجاءته، فانصرف معها إليه، فقال له عمر: ما تقول هذه؟ فقال أَبى: أنا قلت لرسول اللَّه ﷺ : إنى أسمع اللَّه يذكر {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} فقال لى النبى ﷺ : نعم، فقال عمر للمرأة: "أسمعُ ما تسمعين".
"عن عمر أنه قال في الإيلاء: إذا مضت أربعة أشهرٍ لا شئ عليه حتى يوقف فَيُطلِّق أو يُمسِك".
"عن كثير مولى سلمة قال: أخذ عمر بن الخطاب امرأة ناشزة فوعظها، فلم تقبل، فحبسها في بيت كثير الزبل ثلاثة أيام، ثم أخرجها فقال: كيف رأيت؟ فقالت: يا أمير المؤمنين لا واللَّه ما وجدت راحة إلا هذه الثلاثة، فقال عمر: اخلعها. ويحك ولو من قُرْطِها".
"عن ابن مسعود أنه جاء إليه رجلٌ فقال: كان بينى وبين امرأتى بعض ما يكون بين الناس، فقالت: لو أن الذى بيدك من أمرى بيدى لعلمت كيف أصنع، فقال: إن الذى بيدى من أمرك بيدك، قالت: فأنت طالقٌ ثلاثًا، فقال: أُرَاها واحدة. وأنت أحق بالرجعة، وسألقى أميرَ المؤمنين عمر، فلقيه فقصَّ عليه القصة، فقال: فعل اللَّه بالرجال، وفعل اللَّه بالرجال يعمدون إلى ما جعل اللَّه في أيديهم فيجعلونه في أيدى النساء بفيها التراب، ماذا قلت؟ قال: قلت: أراها واحدة وهو أحق بها، قال: وأنا أرى ذلك، ولو رأيت غير ذلك رأيت أنك لم تصب".
"عن عبد الكريم بن أمية أن رجلا من المسلمين جعل أمر امرأته بيدها في زمان عمر بن الخطاب، فطلقت نفسها ثلاثا، قال الرجل: واللَّه ما جعلت من أمرك بيدك إلا في واحدة، فترافعا إلى عمر، فاستحلفه عمر باللَّه الذى لا إله إلا هو: ما جعلت أمرها بيدها إلا في واحدة؟ فحلف، فردَّها عليه".
"عن جابر قال: سألت الشعبى عن رجل جعل أمر امرأته بيد رجل، فطلقها ثلاثًا، فقال: قال عمر: واحدة، ولا رجعة له علَيها، وقال علىٌّ: من كانت بيده عقدة فجعلَها بيد غيره فهى كما جرت على لِسَانه".
"عن الشعبى قال: التمليك والخيار في قول عمر وعلى وزيد بن ثابت سواء".
"عن الزهرى، عن ابن المسيب قال: كتب عمر إلى عماله: لا تضمنوا الضَّوَالَّ، قال: فلقد كانت الإبل تناتج هملا وترد المياه، ما يعرض لها أحدٌ حتى يأتى من يعرفها فيأخذها، حتى إذا كان عثمان كتب: أن ضُمُوها وعرفوها، فإن جاء من يعترفها وإلا فبيعوها وضعوا أثمانها في بيت المال، فإن جاء من يعترفها فادفعوا إليهم الأثمان".
"عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير: أن رجلا على عهد عمر بن الخطاب وجد جملًا ضالًا؛ فجاء به عمر، فقال له عمر: عرفه شهرًا؛ ففعل، ثم جاء به؛ فقال عمر: زد شهرًا؛ ففعل، ثم جاءه؛ فقال له: زدْ شهرًا؛ ففعل ثم جاءه؛ فقال له: زد شهرًا؛ ففعل، ثم جاءه؛ فقال: إنا قد أَسَمْنَاهُ وقد أكل علف نَاضِحنَا؛ فقال عمر: ما لك ولَه؟ أين وجدته؟ فأخبرَه؛ فقال: اذهب به؛ فأرسله حيث وجدته".
"عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب قال في اللقطة: يعرفها سنةً، فإن جاء صاحبها وإلا تصدق بها، فإن جاء صاحبها بعد ما يتصدق بها خيرَه، فإن اختارَ الأجر؛ كان له الأجر، وإن اختار مالَه كان له ماله".
"عن أيوب أن عمر بن الخطاب لم يأذن للمتوفَّى عنها أن تبت عند أبيها إلا ليلةً واحدة، وهو في الموت".
"عن يحيص بن سعيد أن عمر بن الخطاب أرخص للمتوفى عنها أن تبيت عند أبيها وهو وَجعٌ ليلة واحدة".
"عن جرير بن عثمان الرحبى أن معاوية بن عياض بن غَطيف أتى عمر ابن الخطاب وعليه قَباءٌ وخفافٌ رقيقان؛ فأنكر ذلك عليه، قال ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أما القباء فإن الرجل ليَشُدُّه عليه فيضُم ثيابَه، وأما الخفاف الرقاق فإنها أثبت في الركب" .
"عن جرير قال: تنفس رجل ونحن خلف عمر بن الخطاب فصلى، فلما انصرف قال: اعزم على صاحبِها إلا قام فتوضأ وأعاد الصلاة، فلم يقم أحدٌ فقلت: يا أمير المؤمنين لا تعزم عليه، ولكن اعزم علينا كلنا فتكون صلاتنا تَطوعًا وصلاته الفريضةَ، فقال عمر: فإنى أعزم عليكم وعلى نفسى، فتوضأ وأعاد، وأعادوا الصلاة".
"عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّه ﷺ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيُوعِدُ مَنْ قَالَ: مَاتَ بِالْقَتْل وَالْقَطْعِ ويقول: إِنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ فِى غَشْيتهِ، لَو قَامَ قَتَلَ وَقَطعَ، وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ قَائِمٌ فِى مُؤَخَّرِ المَسْجِد يَقْرَأُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (*)}
وَالنَّاسُ فِى الْمَسْجِدِ قَدْ مَلأُوهُ يَبْكُونَ وَيَمُوجُونَ لَا يَسْمَعُونَ، فَخَرَج الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْد الْمُطَّلِبِ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ: هَلْ عِنْدَ أَحدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ منْ رَسُولِ اللَّه ﷺ فِى وَفَاته؟ فَليُحَدِّثَنَا، قَالُوا: لَا، قَالَ: هَلْ عَنْدَكَ يَا عُمَرُ مِنْ عِلْمٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ الْعَبَّاسُ: أَشْهَدُ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَشْهَدُ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ بِعَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيْهِ فِى وَفَاتِهِ، وَاللَّه الَّذى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَقَدْ ذَاقَ رَسُولُ اللَّه ﷺ الْمَوْتَ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ السُّنُحِ (*) عَلَى دَابَّتِهِ حَتَّى نَزَلَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَقْبَلَ مَكْرُوبًا حَزِينًا، فَاسْتأْذَنَ فِى بَيْتِ ابْنَتِهِ عَائِشَة، فَأَذِنَتْ لَهُ، فَدَخَلَ وَرَسُولُ اللَّه ﷺ قَدْ تُوُفَى عَلى الْفِرَاشِ، وَالنِّسْوَةُ حَوْلَهُ، فَخَفَرْنَ وُجُوهَهُن وَاسْتَتَرْنَ مِنْ أَبِى بَكْرٍ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَائِشَةَ، فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَحَنَى عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِى وَيقُولُ: لَيْسَ مَا يَقُولُ ابْنُ الْخَطَّابِ بشَئٍ، تُوُفِّى رَسُولُ اللَّه ﷺ (وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ رَحْمَةُ اللَّه عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا، وَمَا أَطْيَبَكَ مَيِّتًا، ثُمَّ غَشَّاهُ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ خَرَجَ سَرِيعًا إِلَى الْمَسْجِدِ يَتَوَطَّأُ رِقَاب النَّاسِ حَتَّى أَتَى المِنْبَرَ، وَجَلسَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَبَا بَكْر مُقْبِلًا إِلَيهِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى جَانِبِ المِنْبَر ثُمَّ نَادَى النَّاسَ، فَجَلَسُوا وَأَنْصَتُوا، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: إِنَّ اللَّه نَعَى نَبِيَّكُمْ إِلَى نَفْسِهِ وَهُوَ حَىٌّ بَيْن أَظهُرِكُمْ، وَنَعَاكُمْ إِلَى أَنْفُسِكُمْ، فَهُوَ الْمَوتُ حَتَّى لَا يبْقَى أَحَدٌ إِلَّا اللَّه، قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} فَقالَ عُمَرُ: هَذهِ الآيَةُ فِى الْقُرْآنِ؟ فَوَاللَّه مَا عَلِمْتُ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ أُنزِلَتْ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَقَالَ: قَالَ اللَّه لمُحَمَّد {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (* *)، ثُمَّ قَالَ: قَالَ اللَّه تَعَالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (* * *)، وقَالَ: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (* * * *)، وَقَالَ: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ
الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (*) ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّه عَمَّرَ مُحَمَّدًا ﷺ وَأَبْقَاهُ حتَّى أَقَامَ دِينَ اللَّه بَيِّنًا وَأَظْهَرَ أَمْر اللَّه، وَبَلَّغَ رِسَالَةَ اللَّه وَجَاهَد فِى سَبيل اللَّه، ثُمَّ تَوَفَّاهُ اللَّه عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ تَرَككُمْ عَلَى الطَّرِيقَةِ فَلَنْ يَهْلِكَ هَالِكٌ إِلَّا مِنْ بَعْدِ الْبَيِّنَةِ وَالشِّفَاءِ، فَمَنْ كَانَ اللَّه رَبَّهُ فَإِنَّ اللَّه حَىٌّ لَا يَمُوتُ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا وَيَقُولُ: إِلَهًا فَقَدْ هَلَكَ إِلَهُهُ، فَاتَّقُوا اللَّه أيُّهَا النَّاسُ، وَاعْتَصِمُوا بِدِيِنكُمْ، وَتَوَكَلُوا عَلَى رَبِّكُمْ، فإِنَّ دِينَ اللَّه قَائِمٌ، وَإِنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ تَامَّةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُ مَنْ نَصَرَهُ وَمُعِزٌ دِينَهُ وَإِنَّ كِتَابَ اللَّه بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَهُوَ النُّورُ وَالشِّفَاءُ، وَبِهِ هَدى اللَّه مُحَمَّدًا ﷺ وَفِيهِ حَلَالُ اللَّه وَحَرامُهُ، وَاللَّه لَا نُبَالِى مَنْ يَغْلِبُ عَلَيْنَا منْ خَلَقِ اللَّه، إِنَّ سُيُوفَ اللَّه لَمَسْلُولَةٌ مَا وَضعْنَاهَا بَعْدُ، وَإِنَّا لمُجَاهدُونَ مَنْ خَالَفَنَا كَمَا جَاهَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّه ﷺ فَلَا يُبْقِيَنَّ أَحَدٌ إلَّا عَلَى نَفْسِهِ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخطَّابِ ذكُرَ لَهُ مَا حَمَلَهُ عَلَى مَقَالَتِهِ الَّتِى قَالَ حِينَ تُوفِّى رَسُولُ اللَّه ﷺ قَالَ: كُنْتُ أَتَأَوَّلُ هَذِهِ الآيَة: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (* *)، فَوَاللَّه إِنْ كُنْتُ لأظُنُّ أَنَّهُ سَيَبْقَى فِى أُمَّتِهِ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهَا بِآخِرِ أَعْمَالِهَا، وَإِنَّهُ الَّذِى حَمَلَنِى عَلَى أَنْ قُلْتُ مَا قُلتُ".
"لَبَعْضُ إِعْرَابِ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلْينَا مِنْ حِفْظِ بَعْضِ حُرُوفِهِ".
"عَنِ الشَّعْبِى قال: قَالَ عُمَرُ: مَن قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَعْرَبَ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّه أَجْرُ شَهِيدٍ".
"عَنْ أَبِى هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِى رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ أَنَّ كَاتِبَ أَبِى مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ: مِنْ أَبِى مُوسَى، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِذَا أتَاكَ كِتَابِى هَذَا فَاجْلِدْهُ سَوْطًا وَاعْزِلْهُ عَنْ عَمَلِكَ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب كَتَبَ إِلَى أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ: أَنْ مُرْ مَنْ قِبَلَكَ يَتَعَلَّمُ الْعَرَبِيَّة، فَإنَّهَا تَدُلُ عَلَى صَوابِ الْكَلَامِ، وَمُرْهُمْ بِرِوَايَةِ الشِّعْرِ، فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى مَعَالِى الأَخْلَاق".
"عَنْ أَبِى غِفَار قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِقَوْمٍ يَرْمُونَ فَقَالَ: مَا أَسْوَا رَمْيَكُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ مُتَعَلِّمِينَ، قَالَ: لَفْظُكُمْ أَسْوَا مِنْ رَمْيِكُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يا أَمِيرَ الْمؤْمِنينَ يُضَحَّى بالضَّبْى؟ قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ لَوْ قُلْتَ: ظَبْىٌ؟ قَالَ: إِنَّها لُغَةٌ، قَالَ: رُفِعَ الْعِتَابُ، وَلَا يُضَحَّى بِشئٍ مِنَ الْوَحْشِ".
"عَنْ أَبِى عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا سَمِعَ رَجُلًا يُخْطِئُ فَتَحَ عَلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعَهُ يَلحَنُ ضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ".
"عَنْ عَلَىِّ بْن عِيسى بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِى إِسْحَاق قَالَ: وَقَفَ أَعْرَابِىٌّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُعَلِّمُ آخَرَ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَقُولُ: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ} فَقَالَ لَهُ الأعْرَابِىُّ: وَاللَّه مَا أَنْزَلَ اللَّه هَذَا عَلَى نَبِيِّه مُحَمَّدٍ، فَوَثَبَ بِهِ الرَّجُلُ (فَلَبَّبَ) الأَعْرَابِىَّ ثُمَّ قَالَ: بَيْنِى وَبَيْنَكَ عُمرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَذَهَب به إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّى كُنْتُ أعَلِّمُ رَجُلًا فَسَمعَنِى هَذَا وَأَنَا أقُولُ {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ} فَقَالَ (الأعْرَابِىُّ): وَاللَّه مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا عَلَى مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقَ الأعْرَابِىُّ، إِنَّمَا هِى: وَرَسُولُهُ".
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِىُّ نِسَاءَهُ وَقَسَّمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ فِى خِلَافَةِ عُمَرَ، فَبَلَغَ ذَلكَ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ وَقَسَّمْتَ مَالَكَ بَيْنَ بَنِيكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللَّه إِنِّى لأَرَى الشَّيطَانَ فِيمَا يَسْترِقُ مِنَ السَّمعْ سَمِعَ بِمَوْتِكَ فَأَلْقَاهُ فِى نَفْسِكَ، فَلَعَلَّكَ أَنْ لَا تَمْكُثَ إِلَّا قَلِيلًا، وَايْم اللَّه لَئِنْ لَمْ تُرَاجَعْ نِسَاءَكَ وَتَرْجِعْ في مَالِكَ لأَوَرِّثُهنَّ مِنْكَ إِذَا متَّ، ثُمَّ لَآمُرَنَ بِقَبْرِكَ فَلَيُرْجَمَنَّ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِى رِغَالٍ، فَرَاجَعَ نِسَاءَهُ وَرَاجَعَ مَالَهُ، فَمَا مَكَثَ إِلَّا سَبْعًا حَتَّى مَاتَ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِذَا عَبِثَ الْمُوَسْوِسُ بِامْرَأَتِهِ طَلَّقَ عَنْهُ وَلِيُّهُ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً مَجْنُونَةً أَصَابَتْ فَاحِشَةً فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا، فَقَالَ عَلِىٌّ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَم مَرْفُوعٌ عَن ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِم حَتَّى يَسْتَيقِظَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ، وعَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا بَالُ هَذِهِ؟ فَخَلَّى سَبِيلَهَا".
"عَنِ ابْنِ شِهَاب أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ قَضَيَا فِى مِيرَاثِ الْمَفْقُودِ: أَنَّ مِيرَاثَهُ يُقَسَّمُ مِنْ يَوْمِ تَمْضِى الأَرْبَعُ سَنَواتٍ عَلَى امرْأَتِهِ، وَتَسْتَقْبِلُ عِدَّتَهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ عُمَرَ أمَرَ (وَلِى) الْمُغَيَّبِ عَنْهَا أَنْ يُطَلِّقَهَا".
"عَن عَبْدِ الْكَرِيمِ: قَالَ (عمر): إِذَا تَزَوَّجَتِ امْرَأَةُ الْمَفْقُودِ، وَجَاءَ زَوْجُهَا فَوَجَدهَا قَد مَاتَتْ فَميرَاثُهَا قَالَ: يَقُولُ مَا قَالَ (عمرو) يُسْتَحْلَفُ بِاللَّه إِنَّ ذَلِكَ كَانَ مُخْتَارًا لَوْ وَجَدَهَا حَيَّةً إِيَّاهَا أَوْ صَدَاقَهَا".
"قال الخطيب في المتفق والمفترق كتب إلينا إسماعيل بن رجاء يذكر أن أبا الحسين على بن الحسن بن إسحاقَ بن إبراهيم بن المبارك الفرجانى حدثهم بعسقلان، حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى المقرى بنيس، حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الأنصارى بن أَنس عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه ﷺ : من قرأ في ليلة ألف آية لقى اللَّه وهو ضاحك في وجهه، قيل: يا رسول اللَّه ومن يقوى على قراءة ألف آية؟ فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} إلى آخرها، ثم قال: والذى نفسى بيده إنها لتعدل ألف آية".