"عن أبى بكر قال: طُوبَى لِمَنْ ماتَ فِى النَّانَاتِ".
31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (11/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ١١
"عن أبى بكر قال: مَا دَخَلَنِى إِشْفَاقٌ مِنْ شَىْءٍ، وَلَا دَخَلَنِى فِى الدِّينِ وَحْشَةٌ إِلَى أَحَدٍ بَعْدَ لَيْلَةِ الْغَارِ، فَإنَّ رَسُولَ الله ﷺ حِينَ رَأَى إِشْفَاقِى عَلَيْهِ وَعَلَى الدَّينِ قَالَ لِى: هَوِّنْ عَلَيْكَ؛ فَإنَّ الله - ﷻ - قَدْ قَضَى لِهَذَا الأَمْرِ بِالنَّصْرِ وَالتَّمَامِ".
"عن أبى بكر: أَنَّهُمَا لَمَّا انْتَهَيَا إِلى الْغَارِ إِذَا جُحْرٌ، فَأَلْقَمَهُ أَبُو بَكْرٍ رِجْلَيْهِ وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله: إِنْ كَانَتْ لَدْغَةٌ أوْ لَسْعَةٌ كَانَتْ فِىَّ".
"عن عائشة قالت: قال أبو بكر: لَوْ رَأَيْتِنِى وَرَسُولَ الله ﷺ إذْ صَعِدْنَا الْغَارَ، فَأَمَّا قَدَمَا رسُولِ الله ﷺ فَتَقَطَّرَتَا دَمًا وَأَمَّا قَدَمَاىَ فَعَادَتْ كَأَنَّهَا صَفْوَانٌ, قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ لَمْ يَتَعَوَّدِ الْحِفْيَةَ".
"عن عمرو بن الحارث، عن أبيه أن أبا بكر الصديق قال: "أَيُّكُمْ يَقْرَأُ سُورَةَ التَّوْبَةِ؟ قَالَ رَجُلٌ: أنَا، قَالَ اقْرأ، فَلَمَّا بَلَغَ: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} بَكَى، وَقَال: أَنَا - وَالله - صَاحِبُهُ".
"عن يزيد بن هارون قال: خطب أبو بكر الصديق فقال في خطبته: "يُؤْتَى بِعَبْدٍ قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ وَبَسَطَ لَهُ فِى الرَّزْقِ، قَدْ أَصَحَّ بَدَنَهُ، وَقَدْ كَفَرَ نِعْمَةَ رَبَّهِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَىِ الله - تعالى - فَيُقَالُ لَهُ: مَاذَا عَمِلْتَ لِيَوْمِكَ هَذَا؟ وَمَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَلَا يَجِدُهُ قَدَّمَ خَيْرًا، فَيَبْكِى حَتَّى تَنْفدَ الدُّمُوعُ ثُمَّ يُعَيَّرُ وَيَخْزَى بِمَا ضَيَّعَ مِنْ طَاعَةِ الله، فَيَبْكِى
الدَّمَ، ثُمَّ يعير وَيَخْزَى حَتَّى يَأكُلَ يَدَيْهِ إِلَى مِرْفَقَيْه، ثُمَّ يُعَيَّرُ وَيَخْزَى بمَا ضَيَّعَ مِنْ طَاعَةِ الله فَيَنْتَحِبُ حَتَّى تَسْقُطَ حَدَقَتَاهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، وَكُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا فَرْسَخٌ فِى فَرْسَخ، ثُمَّ يُعَيَّرُ وَيَخْزَى حَتَّى يَقولَ: يَا رَبَّ: ابْعَثْنِى إِلَى النَّارِ وَأَرِحْنِى مِنْ مَقَامِى هَذَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (*)}.
"عن ابن عمر قال: جاء رجلٌ إلى أبى بكر فقال: أَرَأَيْتَ الزَّنَى بِقَدَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ الله قَدَّرَهُ عَلَىَّ ثُمَّ يُعَذَّبُنِى. قَالَ: نَعَمْ يَابْنَ اللَّخْنَاءِ، أمَا وَالله لَوْ كَانَ عِنْدِى إِنْسَانٌ لأَمَرْتُهُ أَنْ يَجَأَ أَنْفَكَ".
"عَنْ عَلِىِّ بن كثير قال: قال أبو بكر لأبى عبيدة بن الجراح: "هَلُمَّ أُيايعْكَ؛ فَإِنَّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّكَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَقَال أبُو عُبَيْدَةَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ: أَنْ أُصَلِّىَ بَيْنَ يَدَىْ رَجُلٍ أَمَرَهُ رَسُولُ الله ﷺ فَأَمَّنَا حَتَّى قُبِضَ".
"عَن الحسن قال: قال أبو بكر الصديق: كُنَّا نَقْرَأُ: (لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ) ".
"عَن القاسم بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى أبى بكر الصديق بابن له فقال: يَا أَبَا بَكْرٍ: هَذَا ابْنِى وَهُوَ يَنْتَفِى مِنِّى، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْنُكَ وُلِدَ عَلَى فِراشِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ: فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ يَضْرِبُ رَأسَهُ بِالدَّرَّةِ وَيَقُولُ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ فِى الرَّأسِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ فَى الرَّأسِ) ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: (كُفْرٌ بِالله ادَّعَاءُ نَسَبٍ لَا يُعْلَمُ، أَوْ تَبَرُّؤٌ من نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ) ".
"عَنْ عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر الصديق لما جهز الجيوش إلى الشام قال لهم: إِنَّكُمْ تَقْدُمُونَ الشَّامَ وَهِىَ أَرْضٌ شَبيِعَةٌ، وَإِنَّ الله مُمَكَّنُكُمْ حَتَّى تَتَّخِذُوا فيهَا مَسَاجِدَ، فَلَا يَعْلَمُ الله أَنَّكُمْ إِنَّمَا تَأتُونَهَا تَلَهَّيًا، وَإِيَّاكُمْ وَالأَشَرَةَ".
"عَنْ عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أبا بكر مر بعبد الرحمن بن أبى بكر يُمَاظُّ جَارًا لَهُ، فقال: لَا تُمَاظَّ جَارَكَ؛ فَإِنَّ هَذَا يَبْقَى وَيَذهَبُ النَّاسُ".
"عَنْ أَنس: عن أبى بكر الصديق قال في قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} قَالَ: صَيْدُهُ مَا حَوَّيْتَ عَلَيْهِ، وَطَعَامُهُ مَا لُفِظَ إِلَيْكَ".
"عَنْ عكرمة أن أبا بكر الصديق قال في قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} قال: صَيْدُ الْبَحْرِ: مَا تَصْطَادُهُ أَيْدِينا (وطَعَامُهُ) ما لَاثَهُ الْبَحْرُ، وَفِى لَفْظٍ: طَعَامُهُ ميْتَتُهُ".
"عن ابن عباس قال: خطب أبو بكر الناس فقال: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ} قال: وطعامه: ما قذف به".
"عن أبى الطفيل أن أبا بكر الصديق سئل عن مَيْتَةِ البَحْرِ، فقال: هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ".
"عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: خطب أبو بكر الناس
فقال في خطبته: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : يَأيُّها النَّاسُ: لَا تَتَّكِلُوا عَلَى هَذِهِ الآيةِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} إِنَّ الدَّاعِرَ لَيَكُونُ فِى الْحَىَّ فَلَا يَمْنَعُونَهُ فَيَعُمَّهُمُ الله بِعِقَابٍ".
"عن أبى بكر الصديق قال: سَأَلْتُ رَسُولَ الله ﷺ عَنْ كفَّارة أَحْدَاثِنَا. فَقَالَ: (شَهادَةُ أنْ لَا إِلهَ إلَّا الله) ".
"عن أبى بكر الصديق أَنَّ بَرِيرَةَ أَهْدَتْ لَهُمْ لَحْمًا، فَأَمَرَهُمُ النَّبِىُّ ﷺ أَنْ يَطْبُخُوا مِنْهُ، فَقَالُوا: يَا نَبِىَّ الله إِنَّمَا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَيْنَا، فَقَالَ: الْهَدِيَّةُ لَنَا وَالصَّدَقَةُ عَلَيْهَا".
"عن جابر قال: أتيت أبا بكر أسألهُ فمنعنى، ثم أتيته أسأله فمنعنى، ثم أتيته أسألُه فمنعنى، فقلت: إِمّا أن يبخل وإما أن يعطى، فقال: أينجلى؟ وأَىُّ دَاءٍ أدوأُ من البُخْلِ؟ مَا أَتَيتَنى من مَرَّةٍ إلا وأنا أريدُ أَنْ أُعْطِيَكَ".
"عن محمد بن المنكدر قال: أخْبَرَنِى مَنْ رَأى أَبَا بَكْرٍ الصِّدَّيقَ وَاقِفًا عَلَى قُزَح".
"عن مسروق أنَّهُ كَانَ إِذَا نَامَ عَلَى وِتْرٍ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ صَلَّى شَفْعًا حَتَّى يُصْبِحَ، وحدث عن عِمَارَة ورافع بن خديج وأبى هريرة وأبى بكر مثل هذا".
"عن ابن سيرين قال: نُبَّئْتُ أَنَّ أَبَا بكر وعمر كانا يُعَلِّمَانِ الناسَ الإسْلَامَ: تعْبدُ الله وَلَا تُشْركُ به شَيْئًا، وَتُقيمُ الصَلَاةَ التى افترض الله عليك لِوَقْتهَا؛ فإنَّ في تفريطِهَا الهَلكةَ، وتؤدى الزَّكَاةَ طيبةً بِهَا نفسُكَ، وتَصومُ رمضانَ، وتَسمعُ وتطيعُ لمن ولَّى الله الأَمْرَ".
"عن إسماعيلَ بنِ أَبى خالدٍ أن أبا بكرٍ الصديقَ كان يقولُ (إذا دخل البيت): بسم الله، وعلى مِلَّةِ رسولِ الله، وباليقينِ بِالبعثِ بَعْدَ الْمَوتِ".
"عَن أَبِى بَكْرٍ الصِّديقِ قال: إن الله بنى جِنَانًا كُلُّها من ياقوتٍ أحمَر، أساسُها وأعَاليها شُبَّكَت بالذَّهَبِ، عليها سُتُورُ السُّنْدسِ والإسْتَبْرَقِ، فكلُّ جَنَّةٍ طولُهَا وعرضُها مائةُ عامٍ، فِى كُل جنَّةٍ مائةُ ألفِ قَصْرٍ، في كلَّ قَصْرٍ قُبَّةٌ بَيضاءُ، سَمَاؤُهَا زَبَرْجَدٌ أَخْضَرُ، الأنهارُ تَطَّرِدُ فِى حيطَانهَا، والأشجارُ دَانيةٌ علَيْها، تقول: هذه الجنَّةُ صَاحِبها يَنْعَمُ لاَ يَبْأَسُ، ويخلُد لا يموتُ، لا تَبْلى ثيابهُ، ولا يفنى شبَابُه، قال رسول الله ﷺ : "تِلْكَ جِنانٌ بُنِيَتْ لِمَن صَامَ رمضانَ، يَهَبُها الله لأَهْلِها يومَ الْفِطْرِ".
"عَن يَزيد بن السَّمَط ومحمد بن عبد الله التيمى، عن أبى بكر الصديق، عن رسول الله ﷺ قال: سَتُغَربلُونَ حتى تَصيروا في حُثَالةٍ في قَومٍ قد مَرجتْ عُهودُهُمْ، وخَرِبَتْ أمانَاتُهُمْ، قالوا: كَيفَ بنا يا رسول الله؟ قَالَ: تعْملُونَ مَا تَعْرِفونَ، وتَتركونَ ما تنكرون، وتقولون: أحدٌ أحدٌ، انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا، واكْفِنَا مَنْ بَغَى عَلَيْنَا".
"عن عبد الرحمن بن البَيْلمانِى أن أبا بكرٍ قال فيما أوصى به عمر: من أدَّى الزَّكاةَ إِلى غيرِ أَهْلِها لم تُقبلْ زكاتُه ولو تصَدَّق بالدنيا جَميعًا، ومَنْ صَامَ شَهرَ رمضانَ في غيرِه لم يُقبلْ منه صَومٌ ولَوْ صَامَ الدَّهرَ أَجْمَع".
"عن عُرْوةَ قال: حَرَّق خالدُ بنُ الوليدِ ناسًا من أهل الرِّدَّة، فقال عمر لأبى بكر: أَتَدَعُ هذا الَّذِى يُعذَّب بعذابِ الله؟ ! فقال أبو بكر: لا أَشِيم سيفًا سلَّه الله عَلَى المُشْرِكين".
"عن معمرٍ، عن عبد الكريم قال: أُتِىَ أبو بكرٍ بِرأسٍ فقال: بَغَيْتُم".
"عن معمر، عن الزهرى، قال: لَمْ يؤتَ النبىُّ ﷺ برأسٍ، وَأُتِى أبو بكرٍ برأسٍ، فقال: لا يؤتَى بِالجيف إِلى مدينةِ رسول الله ﷺ ".
"عن أبى بكر الصديق قال: من ماتَ وليسَ له ولدٌ ولا والدٌ فورثته كلالةٌ، فَضَجَّ منْه عَلِىٌّ ثُمَّ رَجَع إِلَى قَولهِ".
"عن الزهرى أنَّ أبا بكرٍ قضى على عمرَ في ابْنهِ مع أُمِّه وقال: إنها أحقُّ به ما لم تَتَزَوَّجْ".
"عن عكرمةَ قال: خاصمت امرأةٌ عمرَ إلى أبى بكرٍ وكانَ طلَّقها، فقال أَبو بكرٍ: هى أَعْطَفُ وألْطفُ وأرحَمُ وأحْنىَ وأرأف، وهى أحقُّ بولدِها ما لم تَتَزَوَّج أو يَكْبَر فيختارُ لِنَفْسِه".
"عن ابن عباس قال: طلَّق عمرُ بنُ الخطَّابِ امرأتَه الأنْصَارِيَّةَ أُمَّ ابنهِ عاصِمٍ فَلَقِيَهَا تَحْمِلهُ وقد فُطِمَ وَمَشَى، فَأخَذَ بِيَدِهِ لِيَنْتزِعَه مِنْهَا، وقَالَ: أنَا أحَقُّ بابنى منك، فاختصما إلى أبى بكر فقَضَى لها به وقال: ريحُها، وَحرُّها، وفِراشُهَا خيرٌ له مِنْك حتى يَشِبَّ ويَخْتَارَ لِنَفْسِهِ".
"عن القاسم بن محمدٍ قال: أبصر عمرُ عاصمًا ابنه مع جدَّتِهِ - أمِّ أمِّه - فكأنه جاذَبها إيَّاه، فلما رآه أبو بكر مقبلًا قال أبو بكر: مَهْ، مَهْ، هِىَ أحقُّ به، فما راجَعه عمرُ الكَلامَ".
"عن عبد الله بن عبد الله بن عُتبة قال: سئل أبو بكرٍ الصديق عن رجلٍ زنى بامرأة ثم يريدُ أن يَتَزَوَّجَها، قال: ما مِن تَوْبَةٍ أفضلَ من أن يَتَزَوَّجَها، خرجَا من سِفَاحٍ إلى نِكَاحٍ".
"عن نافعٍ قال: جاءَ رجلٌ إلى أَبى بكرٍ الصديقِ فذكر له أن ضَيْفًا له افْتَضَّ أُخْتَه اسْتَكْرَهَهَا على نَفْسِها، فَسَأَلَه فاعْتَرَف بِذَلِكَ، فضربَه أبو بَكْرٍ الحدَّ، ونَفَاه سنَةً إلى فَدَك، ولم يَضْرِبها ولم يَنْفِها؛ لأنه اسْتكَرَهَها، ثم زَوَّجَها إِيَّاه أَبُو بَكْرٍ وأَدْخَلَه عَلَيْهَا".
"عن أبى سعيدِ الخدرى أن أبا بكرٍ الصديق - ؓ - ضربَ في الخَمْرِ بِالنَّعْليْن أَرْبعين".
"عن أبى عون الثَّقَفى محمد بن عبيد الله عن رجل لم يسمه قال: سجد أبو بكر حين جاءَه فتحُ اليَمَامَةِ".
"عَن يحيى بن سعد أن أبا بكرٍ الصديق بعث الجيوشَ إلى الشامِ، وبعث يزيد بنَ أبى سفيان أمِيرًا، فقال له وهو يمشى أمامه: إمَّا تركبُ، وإمَّا أن أنزِلَ، قال أبو بكر: ما أنا براكب وما أنت بنازلٍ، إنى أَحْتَسِب خطاى هذه في سبيل الله، إنَّكَ ستجدُ قومًا زعموا أنهم حَبَسوا أنفسَهُمْ فِى الصوامِع فدَعْهُمْ وَمَا زَعَموا، وستجد قومًا قد قصُّوا عن أوساطِ رُءوسِهم من الشَّعر ونزلوا منه أمثالَ العصايب فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف، إنى أوصيك بعشرة: لا تَقْتُلن امرأةً، ولا صبيًا، ولا كبيرًا هرما، ولا تقطعنَّ شجرًا مثمرا، ولا تَعْقِرن نَخْلًا، ولا تَحْرِقْها، ولا تُخَرَّبَنَّ عامرًا، ولا تَعقِرنَّ شَاةً، ولا بَقَرَةً إِلَّا لِمَأكَلَةٍ، ولا تَجْبَنْ، ولا تَغْلُلْ".
"أخبرنا مَعْمَرٌ، عن الزهرى، عن عبد الرحمنِ بنِ كعبِ بن مالكٍ، عن أبيه قال: كان معاذُ بنُ جبلٍ رجلًا سمحًا، شابًا جميلًا، من أفضلِ شبَابِ قَوْمه، وكان لا يُمْسِك شيئًا، فلم يزَل يَدَّانُ حتى أغْلَق ماله كله من الدين، فأتى النَّبِىَّ ﷺ يطلُبُ إليه أن يسألَ لَه غُرَمَاءَه أن يَضَعُوا لَه فأبَوْا، فلو تَرَكوا لأحدٍ من أجلِ أحدٍ تركوا لمعاذٍ من أجلِ النبىِّ ﷺ ، فباع النبى ﷺ كلَّ ماله في دينهِ حتى قامَ معاذٌ بغيرِ شَىْءٍ، حتى إِذا كَان عامُ فتح مكة بعثه النبى ﷺ على طائِفةٍ من اليمنِ أميرًا لِيَجْبُرَهُ، فمكث معاذٌ باليمن أميرًا، وكان أولَ من تَجِر في مالِ الله هُوَ، ومكث حتى أصابَ وحتى قُبِض النبى ﷺ ، فَلَما قَدِمَ قال عمرُ لأبِى بكر: أَرسل إلى هَذَا الرجلِ فدع له مَا يعيشه وخذ سائره منه، فقال أبو بكر: إِنَّمَا بَعثَه النبى ﷺ لِيَجْبُرَه ولست بآخذٍ منه شيئًا إلا أن يُعْطيَنى، فانطلق عمرُ إلى معاذٍ إِذ لم يعطه أبو بكر، فذكر ذلك عمرُ لمعاذ، فقال معاذٌ: إِنما أرْسَلنى رسُول الله ﷺ لِيَجْبُرنِى، ولست بفاعلٍ، ثم لقىَ مُعاذٌ عمر فقال: قد أُطيعُكَ وأنَا فاعِلٌ مَا أمرْتَنِى به، إنى رأيت فِى المنامِ أَنَّى فِى حَوْمَةِ ماءٍ قد خَشيتُ الغَرَقَ فَخَلَّصْتَنى منه يا عمرُ، فأتى معاذٌ أبَا بَكْرٍ فذكر ذلك له، وحلف له أنَّه لم يكتُمه شيئًا حتى بَيَّنَ له سوطه، فقال أبو بكر: والله لا آخذه منك، قد وهبته لكَ، فقال عمر: هذا خير طابَ وحَلَّ، فخرج معاذٌ عند ذلك إلى الشام، فقال معمر: فأخبرنى رجلٌ من قريش، قال: سمعتُ الزهرى يقول: لما باع النبى ﷺ مالَ معاذٍ أوْقَفَه للناسِ، فقال: من باع هذا شيئًا فهو بَاطِلٌ، فهو باطلٌ".
"عن ابن الزبير: أَنَّ أَبَا بكرٍ كان يجعل الجدَّ أبًا".
"عَن القاسمِ بن محمدٍ قال: جاءت جَدَّاتٌ إلى أبى بكر، فأَعطى الميراث أُمَّ الأمَّ دون أم الأبِ، فقال له رجلٌ من الأنصار من بنى حارثة يقال له: عبد الرحمنِ بن سهلٍ: يا خليفةَ رسول الله: قد أعطيت الميراث التى لو أَنَّها ماتَتْ لم تَرِثْها فجعل أبو بكر الميراثَ بينهما، يعنى السدسَ".
"عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَضَى في أَهْلِ اليَمَامَةِ مِثْلَ قَوْلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (وَرثَ الأحياءَ) الأَمْواتَ، وَلَمْ يُوَرِّثْ الأَمْواتَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ".
"عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّهِ قَالَ: كَانَ أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ لَا يَقْتُلَانِ الرَّجُلَ بِعَبْدِهِ، كَانَا يَضْرِبَانِهِ مِائَةً، وَيَسْجُنَانِهِ سَنَةً، وَيَحْرِمَانِهِ سَهْمَهُ مِنَ المُسْلِمينَ سَنَةً إِذَا قَتَلَهُ مُتَعَمَّدًا".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَذَكَرَ اسْمَ الله طَهُرَ جَسَدُهُ كُلُّهُ، وَإِنْ لَمْ يَذْكُر اسْمَ الله لَمْ يَطْهُرْ إِلَّا مَا أَصَابَهُ المَاءُ".
"عَنِ الشَّعْبِىَّ قَالَ: قَالَ أبُو بَكْرٍ لِعَلِىًّ: أَكَرِهْتَ إِمَارَتِى؟ قَالَ: لَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّى كُنْتُ فِى هَذَا الأَمْرِ قَبْلَكَ".
"عَنْ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: مَنْ كَانَ عَقْلُهُ فِى الْبَقَرِ فَكُلُّ بَعِيرٍ بَقَرَتَيْنِ، وَمَنْ كَانَ عَقْلُهُ مِنَ الشَّاةِ فَكُلُّ بَعِيرٍ بِعِشْرِينَ شَاةً".
"عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَضَى أَبُو بَكْرٍ مَكَانَ كُلِّ بَعِيرٍ بَقَرَتَيْنِ".
"عَنْ عمْرو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قَضَى أَبُو بَكْرٍ فِى الْحَاجِبِ إِذَا أُصِيبَ حَتَّى يَذْهَبَ شَعْرُهُ، فَقَضَى فِيهِ بِمُوضِحَتَيْنِ عِشْرِينَ مِنَ الإِبِلِ".