31.01. Actions > Abū Bakr al-Ṣiddīq (3/8)
٣١.٠١۔ الأفعال > مسند أبى بكر الصديق ص ٣
"عن أُمِّ خالدِ بِنْتِ خالدِ بن سعيدِ بنِ العاص قالت: قَدِمَ أَبِى مِنَ الْيَمَنِ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنْ بُويعَ لأَبِى بَكْرٍ، فَقَالَ لِعَلِىٍّ وَعُثْمَانَ: أَرَضِيتُمْ بَنِى عَبْدِ مَنَافٍ أَنْ يَلِىَ هَذَا الأَمْرَ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ؟ فَنَقَلَهَا عُمَرُ إِلَى أَبِى بَكْرٍ، فَلَمْ يَحْمِلْهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَالِدٍ، وَحَمَلَهَا عُمَرُ عَلَيْهِ، وأَقَامَ خَالِدٌ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ لَمْ يُبَايِعْ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُظْهِرًا وَهُو فِي دَارِهِ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَتُحِبُّ أَنْ أَبَايِعَكَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ: أُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ فِي صَالِحِ مَا دَخَلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ، قَالَ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ أُبَايِعُكَ، فَجَاءَ وَأَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ فَبَايَعَهُ، وَكَانَ رَأىُ أَبِى بَكْرٍ فِيهِ حَسَنًا، وَكَانَ مُعَظِّمًا لَهُ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الْجُنَودَ عَلَى الشَّامِ عَقَدَ لَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَجَاءَ بِاللِّوَاءِ إِلَى بَيْتِهِ، فَكلَّمَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ وَقَالَ: تُوَلِّى خَالِدًا وَهُوَ الْقَائِلُ مَا قَالَ؟ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَرْسَلَ أَبَا أَرْوَى الدَّوْسِىَّ فَقَالَ: إِنَّ خَلِيفَةَ رَسُولِ الله ﷺ يَقُولُ: أرْدُدْ إِلَيْنَا لِوَاءَنَا، فَأَخْرَجَهُ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: وَالله مَا سَرَّتْنَا ولَايَتُكُمْ وَلَا سَاءَنَا عَزْلُكُمْ، وَإِنَّ الْمَلِيمَ لَغَيْرُكَ، فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِأَبِى بَكْرٍ دَاخِلٌ عَلَى أَبِى يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، وَيَعْزِمُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَذْكُرَ عُمَرَ بِحَرْفٍ، فَوَالله مَا زَالَ أَبِى يَتَرَحَّمُ عَلَى عُمَرَ حَتَّى مَاتَ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَسْلَمة بنِ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا عَزَلَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدًا وَلَّى يَزيدَ بْنَ أَبِى سُفيانَ جُندَه وَدَفَعَ لِوَاءَه إِلَى يَزِيدَ".
"عَن مُحَمَّدِ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارثِ التيمى قَالَ: لَمَّا عَزَلَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ أَوْصَى به شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ - وَكَانَ أَحَدَ الأُمَرَاءِ - فَقَالَ: انظُرْ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ فَاعْرِفْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْكَ مِثْلَ مَا كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَهُ لَكَ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْهِ لَوْ خَرَجَ وَالِيًا عَلَيْكَ، وَقَدْ عَرَفْتَ مَكَانَهُ مِنَ الإِسْلَامِ، وَأَنَّ رَسُولَ الله ﷺ تُوُفِّى وَهُوَ لَهُ وَالٍ، وَقَدْ كُنْتُ وَلَّيْتُهُ ثُمَ رَأَيْتُ عَزْلَهُ؛ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ في دِينِه، مَا أَغْبِطُ أَحَدًا بالإِمَارَةِ، وَقَدْ خَيَّرْتُهُ في أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ فَاخْتَارَكَ عَلَى غَيْرِكَ: عَلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَإِذَا نَزَلَ بِكَ أَمْرٌ يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَى رَأىِ التَّقِىَّ النَّاصِحِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَنْ تَبْدأُ بِهِ أَبُو عُبَيْدَة بْنُ الجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلْيَكُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَالِثًا؛ فَإنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ نُصْحًا وَخَيْرًا، وَإِيَّاكَ وَاسْتِبْدَادَ الرَّأىِ عَنْهُمْ، أَوْ تَطْوِىَ عَنْهُمْ بَعْضَ الْخَبَرِ".
"عَنِ الْبَهِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ لَمَّا قُبِضَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، مَا أَطْيَبَ حَيَاتَكَ وَأَطْيَبَ مَيْتَتَكَ".
"عَنِ الْبَهِىِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَ النَّبِى ﷺ فَجَاءَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَبَّل جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَطْيَبَ مَحْيَاكَ وَمَمَاتَكَ، لأَنْتَ أَكْرَمُ عَلَى الله مِنْ أَنْ يَسْقِيَكَ مَرَّتَيْنِ".
"عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَرَفَعْتُ الْحِجَابَ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَاسْتَرْجَعَ، فَقَالَ: مَاتَ - وَالله - رَسُولُ الله ﷺ ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ قِبَلِ رَأسِهِ فَقَالَ: وَانَبِيَّاهُ، ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ (وَجْهَهُ): جَبْهَتَهُ (*) ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ: وَاخَلِيلَاهُ، ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ: وَاصَفِيَّاهُ، ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ سَجَّاهُ بِالثَّوْبِ ثُمَّ خَرَجَ".
"عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأَذَنَ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ بَعْدَ مَا مَاتَ، فَقَالُوا: لَا إِذْنَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، قَالَ: صَدَقْتُمْ، فَدَخَلَ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَبَّلَهُ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ وَهُوَ مُسَجًى قَالَ: تُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ ؟ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ صَلَوَاتُ الله عَلَيْكَ، ثُمَّ انْكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: "طِبْتَ" حَيًا وَمَيِّتًا".
"عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ الله ﷺ اسْتَأذَنَ عُمَرُ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَكَشَفَا الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاغَشْيَا! مَا أَشَدَّ غَشْىَ رَسُولِ الله ﷺ ثُمَّ قَامَا، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْبَابِ قَالَ الْمُغيرَةُ: يَا عُمَرُ: مَاتَ - وَالله رَسُولُ الله ﷺ ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ! مَا مَاتَ رَسُولُ الله ﷺ وَلَكِنَّكَ رَجَلٌ تَحُوشُكَ فِتْنَةٌ، وَلَنْ يَمُوتَ رَسُولُ الله ﷺ حَتَّى يُفْنِىَ الْمُنَافِقِينَ، ثمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: اسْكُتْ، فَسَكَتَ، فَصَعِدَ أَبُو بَكْرٍ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَ قَرَأ {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ثُمَّ قَرَأَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} حَتَّى فَرَغَ مِنْ الآيةِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الله، فَإِنَّ الله حَىٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا في كِتَابِ الله؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ: هَذَا أَبُو بَكْر وَذُو شَيْبَةِ الْمسْلِمِينَ فَبَايِعُوهُ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ".
"عَنْ سَعِيد بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنِّهُ سَمِع أَبَا هُرَيْرَة يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الْمَسْجِدَ وَعُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَمَضَى حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ النَّبِىِّ ﷺ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ، وَهُوَ في بَيْتِ عَائِشَة، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِىِّ ﷺ بُرْدَ حبَرَةٍ، كَانَ مُسَجًى بِهِ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: بِأَبِى أَنْتَ؛ فَوالله لَا يَجْمَع الله عَلَيْكَ الْمَوْتَتَيْن، لَقَدْ مِتَّ الْمَوْتَةَ الَّتِى لَا تَمُوتُ بَعْدَهَا، ثَمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّاسِ في الْمَسْجِد وَعُمَرُ يُكَلِّمُهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلسَ، فَكَلَّمَهُ أَبُو بَكْرٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَلَمَّا أَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ فَأَقْبَلَ الَنَّاسُ إِلَيْه وَتَرَكُوا عُمَرَ فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ تَشَهُّدَهُ قَالَ أَمَّا بَعْدُ: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ الله، فَإِنَّ الله حَىٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى {الشَّاكِرِينَ} (*) فَلَمَّا تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ أَيْقَنَ النَّاسُ بمَوْت النَّبِىِّ ﷺ وَتَلَقَّاهَا النَّاسُ مِنْ أَبِى بَكْرٍ حِينَ تَلَاهَا - أَوْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ - حَتَّى قَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: وَالله لَكَأنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ: فَزَعَمَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَتْلُوهَا فَعَقِرْتُ وَأَنَا قَائِمٌ حَتَّى خَرَرْتُ إِلَى الأَرْضِ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَدْ مَاتَ".
"عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله ﷺ ائْتَمَرَ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: تَرَبَّصُوا نَبِيَّكُمْ لَعَلَّهُ عُرجَ به، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الله، فَإِنَّ الله حَىٌّ لَا يَمُوتُ".
"عَنْ أَبِى جعْفَرٍ قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِى بَكْرٍ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا، وَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُ مِيرَاثَهُ، وَجاءَ مَعَهُمَا عَلِىٌّ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : (لَا نُورَثُ، مَا تَرَكنَاهُ صَدَقَةٌ) وَمَا كَانَ النَّبِىُّ يَقُولُ فَعَلَىَّ، فَقَالَ عَلِىٌّ: (وَرِثَ سُلَيْمانُ دَاوُدَ) (*)، وَقَالَ زَكَرِيَّا: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} (* *) قَالَ أَبُو بَكْرْ هُوَ كَذَا، وَأَنْتَ - وَالله - تَعْلَمُ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ، فَقَالَ عَلِىٌّ: هَذَا كِتَابُ الله يَنْطِقُ، فَسَكَتُوا وانْصَرَفُوا".
"عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخُدْرِىِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُنَادِىَ أَبِى بَكْرٍ يُنَادِى بِالْمَدِينَةِ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ مَالُ الْبَحْرَيْنِ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ الله ﷺ فَلْيَأت، فَتَأتِيهِ رِجَالٌ فَيُعْطِيهِمْ، فَجَاءَ أَبُو بُشَيْرٍ الْمَازِنِىُّ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ لِى: يَا أَبَا بُشَيْرٍ: إِذَا جَاءَنَا شَىْءٌ فَأتِنَا، فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ حَفْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَوَجَدَهَا أَلْفًا وَأَربَعَمِائَةٍ".
"عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : لَو قَدِمَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، فَلَمْ يَقْدَمْ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ الله ﷺ ، فَلَمَّا قُدِمَ بِهِ عَلَى أَبِى بَكْرٍ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ الله ﷺ فَلْيَأتِ، قُلْتُ: قَدْ كَانَ وَعَدَنِى إِذَا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يُعْطِيَنِى هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، قَالَ: خُذْ، فَأَخَذْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَكَانَتْ خَمْسَمائَةٍ، ثُمَ أَخَذْتُ الثِّنْتَيْنِ".
. . . .
"عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَضَى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ دَيْنَ رَسُولِ الله ﷺ وَقَضَى أَبُو بَكْرٍ عِدَاتِهِ".
"عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعْطِى الأَرْضَ عَلَى الشَّطْرِ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِى بَكْرٍ فَيَمُرُّ عَلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَيَقُولُونَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَضَلَنَا النَّاسُ الْيَوْمَ بِزِيَادَةٍ كثِيرَةٍ".
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ الأَغَرَّ - وَهُوَ رَجَلٌ مِنْ مُزَينَةَ - كَانَتْ لَهُ أَوْسُقٌ مِنَ التَّمْرِ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِى عَمْرو بْنِ عَوْفٍ، فَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِرارًا، قَالَ: فَجِئْتُ النَّبِىَّ ﷺ فَأَرْسَلَ مَعِى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِيقَ، قَالَ: فَكُلُّ مَنْ لَقِيَنَا سَلَّمُوا عَلَيْنَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَلَا تَرَى النَّاسَ يَبْدَأُونَكَ بِالسَّلَامِ، فَيَكُونُ لَهُمُ الأَجْرُ؟ ابْدَأهُمْ بِالسَّلَامِ يَكُنْ لَكَ الأَجْرُ".
"عَنِ الْقَاسِم أَنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ يُرِيدُ فِيهِ مُشَاوَرَةَ أَهْلِ الرَّأىِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ، دَعَا رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، دَعَا عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَأُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَكُلُّ هَؤلَاءِ كَانَ يُفْتِى في خِلَافَةِ أَبِى بَكْرٍ، وَإِنَّمَا تَصيرُ فَتْوَى النَّاسِ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلكَ، ثُمَ وَلِىَ عُمَرُ فَكَانَ يَدْعُو هَؤُلَاءِ النَّفَرَ، وَكَانَتِ الْفَتْوَى تَصِيرُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عُثْمَانَ وَأُبىٍّ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ".
"عَنِ الْمِسْورِ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَتَأوَّلَانِ في هَذَا الْمَاَلِ ظَلَفَ أَنْفُسِهِمَا، وَذَوِى أَرْحَامِهِمَا، وَإِنِّى تَأَوَّلْتُ فِيهِ صِلَةَ رَحِمِى".
"عَنِ الزهرى قَالَ: لَمَّا وَلِىَ عُثْمَانُ عَاشَ اثْنَتَىْ عَشَرةَ سَنَةً أَمِيرًا يَعْمَلُ سِتَّ سِنِينَ لَا يَنْقِمُ النَّاسُ عَلَيْهِ شَيْئًا، وَإِنَّهُ لأَحَبُّ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ لأَنَّ عُمَرَ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا وَلِيَهُمْ عُثْمَانُ لَانَ لَهُمْ وَوَصَلَهُمْ، ثُمَّ تَوَانَى في أَمْرِهِمْ، وَاسْتَعْمَلَ أَقْرِبَاءَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ في السِّتَّةِ الأَوَاخِرِ، وَكَتَبَ لِمَرْوَانَ بِخُمسِ مِصْرَ، وَأَعْطَى أَقْرِبَاءَهُ الْمَالَ، وَتَأَوَّلَ في ذَلِكَ الصِّلَةَ الَّتِى أَمَرَ الله بِهَا، وَاتَّخَذَ الأَمْوَالَ وَاسْتَسْلَفَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، وَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ تَرَكَا مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ لَهُمَا، وَإِنِّى أَخَذْتُهُ فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ أَقْرِبَائِى".
"عَنْ صَالِحْ بْنِ كيْسَانَ قَالَ: قَالَ مُحْرِزُ بْنُ نُصْلَةَ: رأَيتُ سَمَاءَ الدُّنْيَا أُفْرِجَتْ لِى حَتَّى دَخَلْتُها، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلى سدرة المنتهى، فقيل لى: هذا منزلك، فعرضتها على أبي بَكْرٍ الصِّديقِ - وَكَانَ أَعْبَرَ النَّاسِ - فَقَالَ: أَبْشِرْ بِالشَّهَادَةِ، فَقُتِل بَعْد ذَلِكَ بيوم، خَرَجَ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ إِلى غَزْوةِ الغَابَةِ يَوْمَ السَّرْحِ، وَهِىَ غَزْوةُ ذى قَرَدَ سَنَة سِتٍّ فَقَتَلَهُ مِسْعِدَةُ بْنُ حِكْمَة".
"عَن عَطَاء قَالَ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تُغَسِّلهُ امرأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِع استعَانَتْ بِعبد الرحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ".
"عَنْ مُحَمَّد بْنِ إِبْراهِيم بْنِ الْحارِث التَّيْمِىِّ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّىَ رسُول الله ﷺ أَذَّنَ بِلَالٌ وَرَسُولُ الله لَمْ يُقْبَرْ، فَكَانَ إِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله انْتَحَبَ النَّاسُ في الْمَسْجِد، فَلَمَّا دُفِنَ رَسُولُ الله ﷺ قَالَ لَهُ أَبو بَكْرٍ: أَذِّنْ؛ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اعْتَقْتَنِى لله فَخَلِّنى ومَنْ أَعْتَقْتَنِى له، فَقَالَ: مَا أَعْتَقْتُك إلَّا لله، قَالَ: فَإِنَّى لَا أُؤَذِّنُ لأَحدٍ بَعْدَ رَسُولِ الله، قَالَ: فَذَاكَ إِليْكَ، فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا".
"عَنْ سَعِيد بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلَالٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: لَبَّيْكَ، قَالَ: أعتَقْتَنِى لله أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: لله تَعَالَى، قَالَ: فَأذَنْ لِى حَتَّى أَغْزُوَ في سَبيِلِ الله فأَذِنَ لَهُ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ".
"عن قيس بن أبي حازم قال: قَالَ بِلال لأَبى بَكْرٍ حِينَ تُوفِّى رَسُولُ اللهِ ﷺ : إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشتَريْتَنِى لِنَفْسِكَ فَأَمسكنِى، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَريْتَنِى لله فذَرْنِى وعَمِلى لله، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: إِنَّمَا أَعتَقْتُكَ للهِ، فَاذْهَب فَاعمَلْ للهِ".
"عن قتادة قال: كَانَ الْخُلَفَاءُ لَا يَتَنَوَّرُونَ: أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ".
"عن الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِى أُسَيْد السَّاعِدى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعثَ إِلى سَعْد بن عُبَادَةَ أَنْ أَقْبِلْ فَبَايعْ، فَقَدْ بَايعِ النَّاسُ، وَبَايَع قومُكَ، فَقَالَ: لا، والله لا أبايع حَتَى أرامِيَكُمْ بمَا فِى كنانتى وأُقَاتِلَكُمْ بِمَنْ تَبِعَنِى مِنْ قَوْمِى وَعَشِيرَتِى، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبر إِلى أَبِى بَكْرٍ، قَالَ بشير بن سَعْدٍ: يَا خلِيفَةَ رَسُوَلِ اللهِ: إِنَّهُ قَدْ أَبِى. ولَج وَلَيْسَ بِمُبَايعِكُمْ، أوْ يُقْتَل, وَلَنْ يُقْتَلَ حَتَّى يُقْتَل مَعهُ ولَدُه وَعشيِرَتُهُ، وَلَنْ يُقْتَلُوا حَتَّى تُقْتَل الْخَزْرَجُ، وَلَنْ تُقْتَلَ الخَزْرجُ حتى تُقْتَل الأوْسُ، فَلا تحركوه، فقد استقام لَكُمُ الأمر، فَإِنهُ لَيْسَ بَضارِّكُمْ، إِنَّمَا هو رَجُلٌ
وَحْدَهُ ما تُرِكَ، فَقَبِلَ أَبُو بَكْرٍ نَصيحَة بَشِيرٍ، فَتَركَ سَعْدًا، فَلَمَّا ولى عُمرُ لَقِيَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَريقِ الْمَدِينَةِ، فقَالَ: إِيه يَا سعْد، فَقَالَ: سَعْد: إِيه يَا عُمَرُ, فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ صَاحِبُهُ؟ فَقَالَ سَعْد: نَعمْ أَنَا ذاكَ، وَقَدْ أَفْضَىَ إِلَيْكَ هَذَا الأمْرُ كَانَ والله صاحبك أحب إلينا منك، وقد والله أصبحت والله كَارِهًا لِجِوَارِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: إنَّهُ مَنْ كَرِه جِوَارَ جَارِهِ تحوَّل عَنْهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا إِنِّى غَيْر مُسْتَسئ بذَلِكَ، وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوار مَن هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، فَلَمْ يَلْبثْ إِلا قَليلا حَتَّى خَرجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّام في أَوَّل خِلافَةِ عَمر - ؓ - فَمَات بحُورانَ".
"عن قيس بن أبي حازم قال: دخلت مع أبي على أبي بكر، وكان رجلًا خفيف اللحم أبيض، فرأيت يدى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَوْشُومَةً تَذُبُّ عَنْ أَبِى بَكْرٍ".
"عَن ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بن عَلى بْنِ الأَسْقَعِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُقَاتِلَ النَّاسَ عَلَى خَمْسٍ، فَمَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً فَقَاتِلْهُ عَلَيْهَا كَمَا أَنْ تُقَاتِلَهُ عَلَى
الْخَمْسِ: شهَادَةِ أَن لا إلهَ إِلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَإِقَامِ الصَّلاة، وَإِيتاء الزَّكَاة، وَصَوْمِ رَمَضَان".
"عَنْ عُرْوةَ وَالْقَاسِمِ بْن مُحَمَّدٍ قالَ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ أَنْ يُدْفَنَ إِلى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَلَمَّا تُوُفِّى حُفِرَ لَهُ، وَجُعِلَ رَأسُهُ عِنْدَ كَتِفَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَألْصِقَ اللَّحدُ بِقبرِ رَسُولِ اللهِ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أَنَّهُ سَمِعَ زُبَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ يَقُول: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّديقَ يَقول: لَوْ أَخَذْتُ سَارَقًا لأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتُرَهُ اللهُ، وَلَوْ أَخَذْتُ شَارِبًا لأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتُرَهُ اللهُ".
"عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ كَانَ أَبو بَكْرٍ في ناحِيةِ الْمَدِينَة، فَجَاءَ فَدَخلَ عَلَى رسُولِ الله ﷺ وَهُوَ مسجَّى، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى جَبِينِ رَسُول الله ﷺ فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِى وَيَقُولُ: بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، طِبْ حَيًا وطِبْ مَيَّتًا فَلَمَّا خَرَجَ مَرَّ بِعُمَر بْنِ الْخَطابِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا مَاتَ رسُولُ اللهِ ﷺ وَلا يَمُوتُ حَتَّى يَقْتُلَ اللهُ الْمُنَافِقينَ، وَحَتى يُخْزِىَ اللهُ المُنَافِقِينَ، قَالَ: وَكَانُوا قَدِ اسْتَبْشَرُوا بِمَوْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ فقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ ارْبِعْ عَلَى نَفْسِكَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ مَاتَ، أَلَمْ تَسْمَع اللهَ يَقُولُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}، قَالَ: ثُمَّ أَتَى المِنْبَر فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ: إنْ كَانَ مُحَمَّدٌ إِلَهَكُمُ الّذِى تَعْبُدُونَ، فَإِنَّ إِلَهَكمُ مُحَمَّدٌ قَدْ مَاتَ، وإِنْ كَانَ إِلَهكَمُ الَّذِى في السَّمَاءِ، فَإِنَّ إِلَهَكمُ لَمْ يمتْ، ثُمَّ تَلا: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} حَتَّى خَتَمَ الآيَة، ثُمَّ نَزَلَ. وَقَدِ اسْتَبْشَرَ المُسْلِمُونَ بِذَلِكَ، وَاشْتَدَّ فَرحُهُمْ، وَأُخِذَ الْمُنَافِقُونَ بِهِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: فوالَّذِى نَفْسِى بِيَدهِ لَكَأَنَّمَا كَانَتْ عَلَى وُجُوهِنَا أَغطِيَةٌ فَكُشِفَتْ".
"عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُمْ شَكُّوا في قَبْرِ النَّبِىَّ ﷺ أَيْنَ يَدْفِنُونَهُ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِىَّ لا يُحَوَّلُ عَنْ مَكَانِهِ؛ فَيُدْفَنُ حَيْثُ يَمُوتُ، فَنَحَّوْا فِراشَهُ فَحَفَرُوا لَهُ مَوْضِعَ فِرَاشِهِ".
"عَنْ زُبَيْد بْن الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَرْسَل الَى عُمَرَ
يَسْتَخْلِفُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: يَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا فَظًا غَلِيظًا، فلو قد وَلِيَنَا كَان أَفظَّ وَأَغْلظَ، فَمَا تَقُولُ لِرَبَّكَ إِذَا لَقيْتَهُ وقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَر؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِرَبِّى تُخَوِّفُونِى؟ أَقول: اللهم اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهم خَيْرَ أَهْلِكَ".
"عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلغَنِى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قال: وَدِدْتُ أَنِّى خَضِرَةٌ تَأكُلُنِى الدوَابُّ".
"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ والحَارِثَ بنَ كِلْدة كَانَا يَأكُلانِ خَزِيرةً أُهْدِيَتْ لأَبِى بَكْرٍ، فَقَالَ الحارثُ لأَبِى بَكْرٍ: ارفَع يَدَكَ يا خليفة رَسُول اللهِ: إِنَّ فِيهَا لَسُمَّ سَنَةٍ، وَأَنَا وَأَنْتَ نَموت في يَوم واحِد، قَالَ: فرفعَ يَدَهُ فَلَمْ يُرَيَا إِلا عَلِيلَيْنِ حَتَّى ماتَا في يَومٍ وَاحدٍ عند انقضاء السنة".
"عَنْ إِبْراهِيمَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ رسُولُ اللهِ ﷺ يُسْفِرُ بالْفَجْرِ".
"عَنْ أَبِى زِنَاد مَوْلَى أَبِى دِرَاح قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَنَسِيتُ، فَإِنِّى لَمْ أَنْس أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - ؓ - كَانَ إِذَا قَامَ في الصَّلاةِ قَامَ هَكَذَا، وَأَخذَ بِكَفِّهِ اليُمْنى عَلَى ذِرَاعِه اليُسْرى لازِقًا بِالْكُوع".
"عَنْ وَهْبِ بن كيسانَ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وعُمَرَ كانا يُصَلِّيَانِ الْعِيدَ قَبْلَ الخُطْبَةِ".
عَنْ أَنَس بْن مَالِك قالَ: قُمْتُ وَرَاء أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْن الْخَطَّاب وَعُثْمَانَ بْنِ عفَّان، فَكُلُّهُمْ كَانَ لا يَقْرَأُ {بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إِذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ۔
"عَنْ عائِشَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْن أَبِى بَكْرٍ لَمَّا تُوُفِّى بُكِىَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ
"عَنْ عكْرِمةَ بنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ حدَّثَه عنْ مُصَدِّقِ أَبِى بَكْرٍ الَّذى بَعَثَهُ إِلى اليَمَنِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ كُلِّ عَشْرِ بَقَراتٍ شَاةً".
"عَن أُمِّ هانئٍ بِنْتِ أَبِى طالِبٍ أَنَّ فاطِمَةَ أَتَتْ أَبَا بكر تَسْأَلُه سهمَ ذَوِى
القُرْبَى، فقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: ذَوو القُربى لَهُمْ في حَيَاتِى، وليْسَ لَهُمْ بَعْد مَوْتِى".
"عَنْ أَبِى رَافِع مَوْلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: احتجنا فأخذتُ خَلْخَالَىِ امرأتِى في السَّنة التِى اسْتُخْلِف فِيها أَبُو بَكْرٍ، فَلَقِينى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: ما هذَا؟ قلْت: احتاج الحى إِلَى نَفَقَةٍ، فَقَالَ: إِنَّ مَعِى ورقًا أُريدُ بِهَا فِضَّةً، فدعا بالْمِيزَان فَوَضَعَ الخَلْخَالَيْنِ فِي كِفَّة، وَوَضَعَ الوَرِقَ في كِفَّةٍ فَشَفَّ الخَلْخَالان نَحوًا مِن دانِقٍ فَقَرَضَه (*) فقلتُ: يا خليفةَ رَسُولِ اللهِ: هو لَكَ حَلالٌ: فقَالَ: يا أبا رافِعٍ: إِنَّكَ إِنْ أَحلَلْتَه؛ فَإِنَّ اللهَ لا يُحِلُّه، سمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: الذهَبُ بِالذهَبِ وَزْنًا بوزْنٍ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، الزائدُ والمزيد فِي النَّارِ".
"عَنْ ثَابِت بْن الحَجَّاج عنْ أَبِى العفيف قال: شهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الْعِصَابةُ فَيقولُ لَهُمْ: بايِعُونى عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ لله وَلكتَابِهِ ثُمَّ للأمِير، فَيَقولُون: نعَمْ, فَيُبَايِعُهم الَّذِى شرَطه عَلَى النَّاسِ، فتعلَّمْتُ شَرْطَهُ، وأنا يومئذ غُلامٌ مُحْتلمٌ أو نحْو ذَلكَ، فَلمَّا خلا ممن عنْدَه أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَنَا مَعكَ عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ للهِ وَلِكَتَابِهِ وَلِلأَمِير، قَاَلَ: فَصَعَّدَ فِىَّ البَصَر وَصَوَّبَه فَكَأَنِّى أَعْجَبْتُه، ثُمَّ بَايَعَنِى".
"عَنْ حَيَّةَ بِنْتِ أَبِى حَيَّةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلىَّ رَجُلٌ بِالظَّهِيرَةِ، قُلْتُ: مَا
حَاجتُكَ يا عَبْدَ الله؟ قَالَ: أَقْبَلْتُ أنَا وَصَاحبٌ لى فِى بُغاءِ إِبلٍ لنَا؛ فانْطَلَقَ صَاحِبِى يَبْغِى، وَدَخَلْتُ في الظِّلِّ أسْتَظِلُّ وَأَشْرَبُ مِنَ الشَّرابِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى لَبَنِيَّةٍ لَنَا حامِضةٍ، فَسَقَيْتُهُ مِنْها وَتوسَّمْتُه، وَقُلْتُ: يَا عَبْدَ الله مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ: ، قُلتُ: أبُو بَكْرٍ صَاحِبُ رسُولِ اللهِ ﷺ الَّذِى سَمِعْتُ بهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرْت غزونا خَثعمَ في الجَاهِلِيَّة وَغَزْوَ بَعضنا بعْضًا، وَمَا جَاءَ اللهُ بِهِ مِنَ الإلْفِ، فقَالَتْ: يا عبْدَ اللهِ: حَتى متى أَمرُ النَّاسِ هَذَا؟ قال: ما اسْتَقَامَتِ الأَئِمَّة، قلت: وما الأئمة؟ قال: ألم تر إلى السيد يكون في الحىِّ أيتبعونَه ويطيعونَه؟ فهُم أُولَئِكَ ما استقاموا".
"عَنْ مُوسى بْنِ إبْرَاهِيمَ رَجُل مِنْ آلِ ربِيعةَ: أَنَّه بَلَغهُ أَنَّ أَبَا بَكْر حين استُخْلِفَ قَعَد في بَيْتهِ حَزِينًا، فَدَخَل عَلَيْهِ عُمَرُ، فَأَقْبَل عليه يَلُومُه، وَقالَ: أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا
الأمْرَ، وشَكى إِلَيْهِ الحكمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ له عُمَرُ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: "إِنَّ الوالى إِذا اجتهد فأَصاب الحقَّ فلهُ أجران، وإذا اجتهدَ فأخطأ الحَقَّ فلهُ أَجر واحِدٌ؟ فَكَأَنَّهُ سَهَّل عَلَى أبِي بَكْرٍ".
"عَنِ الشَّعْبِى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَر شَهِدَا الْموسِمَ فَلَمْ يُضَحِّيَا".
"عَن مَولًى لأبِى بَكْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كُلُّ دَابَّةٍ في الْبَحْرِ قَدْ ذَبَحَهَا اللهُ لَكُمْ فَكُلُوهَا".