" عن أنسٍ: أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ لحارثةَ بنِ النعمان: كيف أصبحت؟ قال: أصبحتُ مؤمنًا حقّا. قالَ: إِن لِكُلِّ حَقٍّ حقيقة فما حقيقة إيمانك؟ فقال: يا نَبىَّ الله عَزَفَت نفسي عن الدنيا فأسهرتُ ليلى، وأظمأتُ نهارِى، وَكأنِّى أنظرُ إلى أهلِ الجنَّةِ كيف يتزاورُونَ فيها؟ وإلى أهلِ النَّارِ كيفَ يتعاوَوْن فيها؟ فقال: أبْصَرتَ فَالزَم، ثُمَّ قالَ: عبدٌ نَوَّرَ الله الإِيَمانَ في قلبِه فقال: يا نبى الله! ادعُ الله لى بالشهادةِ، فدَعا له. قال: فنودى يومًا: يا خيلَ الله! اركبى، فكان، وكان أولَ فارسٍ رَكبَ وأولَ فارسٍ استُشْهِدَ ".
" عَنْ أنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ الله ﷺ يَمْشِى إِذِ اسْتَقْبَلَهُ شَابٌ مِنَ الأنْصَارِ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ ﷺ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا بالله حَقّا، قَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْل حَقِيقَةً، قَالَ: يَارَسُولَ الله عَزَفَتْ نَفْسِى عَنِ الدُّنْيَا فَأَشْهَدْتُ (*) لَيْلِى وَأَظْمَأت نَهَارِى، فَكَأَنِّى بَعرْشِ ربِّي بَارِزًا، وَكأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ، وكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَعاوَوْنَ فِيهَا، قَالَ: أَبْصَرْتَ فَالْزمْ، عبدٌ نَوَّرَ الله الإيمان فِى قَلْبِه، فَقَالَ يَارَسُولَ الله: ادع الله لِى بالشَّهَادةِ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ الله ﷺ فَنُودِىَ يَوْمًا فِى الْخَيْلِ فَكَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ رَكِبَ، وَأَوَلَ فَارِسٍ اسْتُشْهِدَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلكَ أُمَّهُ فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَتْ: يَارَسُولَ الله إِنْ يَكُنْ فِى الْجنَّةِ لمْ أَبْكِ ولَمْ أَحْزَنْ، وَإنْ يَكُنْ فِى النَّارِ بَكَيْتُ مَا عِشْتُ فِى الدُّنْيَا؟ قَالَ: يَا أَمَّ حَارِثٍ أَوْ حَارِثَةَ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ ولكِنَّهَا جَنَّةٌ فِى جَنَّات والحَارِثُ فِى الْفِرْدَوْس الأَعْلى، فَرَجَعَتْ وَهَى تَضْحَكُ وَتَقُولُ: بَخٍ بَخٍ يَا حَارِثُ ".
"عَنْ أَنَس أن رَسُولَ الله ﷺ دَخَلَ المَسْجِدَ والحرث (والحَارثُ) ابنُ مَالك نَائِم فَحَرَّكهُ بِرجْله، قَالَ: ارْفَعْ رأسَكَ، فَرَفَعَ رأسَه، فَقَالَ: بَأبِى أنْتَ وأمِّى يَا رَسُوَلَ الله، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ كيْفَ أصْبَحْتَ يَا حَارِثُ بْنَ مَالِكٌ؟ قَالَ: أصْبَحْتُ يَا رَسُولَ الله مُؤْمِنًا حَقّا، قَال: إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، فَمَا حَقَيِقَةُ مَا تَقُول؟ قَالَ: عَزَفْتُ عَن الدُّنْيَا، وَأظمَأتُ نَهَارِى، وَأسْهَرْتُ لَيْلِى وَكَأنِّى أنْظُرُ إِلَى عَرْشِ ربِّى، وكَأنِّى أنْظُرُ إلَى أهْلِ الجَنَّة فِيهَا يَتَزَاوَرُونَ، وَإلَى أهْلِ النَّارِ يَتَعَاوَوْنَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ ﷺ : أنْتَ امْرُؤٌ نَوَّرَ الله قَلبَهُ، عَرَفْتَ فَالزَمْ".
" عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصارِىِّ قَالَ: مَرَرْتُ بِالنَّبِىِّ ﷺ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟ قُلْتُ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًا، فَقَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّ لِكُلِّ شَئٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ، قُلْتُ قَدْ عَزَفَتْ نَفْسِى عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لذَلِكَ لَيْلِى، وَأظْمَأتُ نَهَارِى، وَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّى بَارِزًا، وكأنى أنظر إلى أَهْلِ الْجَنَّةَ يَتَزَاوَرُونَ فيها وَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا فقال: يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ، قَالَهَا ثَلَاثًا".