"عن سعيد بن المسيب قال: رفع عثمان صوته على عبد الرحمن بن عوف، فقال له عبد الرحمن: لأى شئ ترفع صوتك، وقد شهدت بدرا ولم تشهد، وبايعت رسول الله ﷺ ولم تبايع، وفررت يوم أحد ولم أفر؟ ! فقال عثمان: أما قولك إنك شهدت بدرا ولم أشهد فإن رسول الله ﷺ خلفنى على ابنته وضرب لى بسهم وأعطانى أخرى، وأما قولك: بايعت رسول الله ﷺ ولم أبايع كان رسول الله ﷺ بعثنى إلى أناس من المشركين وقد علمت ذلك فلما أحبست ضرب بيمينه على شماله فقال: هذه لعثمان بن عفان فشمال رسول الله ﷺ خير من يمينى، وأما قولك: فررت يوم أحد ولم أفر، فإن الله تعالى قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} فلم تعيرنى بذنب قد عفا الله عنه؟ ".
"عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: لَقِى عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَقَالَ لَهُ: مَا لِى أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أبْلِغُهُ أَنِّى لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْن، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ يَوْمَ بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ، فَانْطَلَقَ فَخَبرَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: أَمَا قَوْلُهُ إِنِّى لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِى بِذَلِكَ وَقَدْ عَفَا الله عنِّى؟ فَقالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا (*) مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ}، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّى تَخَلَّفْت عَن بَدْرٍ، فَإِنِّى كنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رسُولِ الله
ﷺ حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضَرَبَ لِى رسُولُ الله ﷺ بسَهْمِى، وَمَن ضَرَبَ لَهُ رسُولُ الله ﷺ بِسَهْمِهِ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّى لَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ فَإِنِّى لَا أُطِيقُهَا وَلَا هُوَ فَأْتِهِ فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ".