"عَنْ زِرٍّ قَالَ: اسْتَأذنَ ابْنُ جَرْمُوز قَاتِلُ الزُّبيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَلَى عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، فَقَالَ عَلِىٌّ: لَيَدْخُلَنَّ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقول: لِكُلِّ نَبِىِّ حَوَارِىٌّ، وَحَوَارِيىِّ الزُّبَيْر".
31.06. Actions > ʿAlī b. Abū Ṭālib (20/59)
٣١.٠٦۔ الأفعال > مسند على بن أبى طالب ص ٢٠
"عَنْ مُوسَى بْنِ عَبيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبِيْدَةَ عَنْ عَلِىٍّ قَال: قَالَ النَّبِىُّ ﷺ : يَا عَلِىُّ! إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ دُعَاءً مَنْ كَانَ قَبْلِى مِنَ الأنْبِياءِ، وَدُعَائِى يَوْمَ القِيَامةِ يَوْمَ عَرَفَةَ أَنْ أَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِى ويُميتُ وَهُوَ عَلَى كُل شَئٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ في بَصَرِى نُورًا، وَفي سَمْعِى نُورًا، وَفي قَلبِى نُورًا اللَّهُمَّ اشْرح لِى صَدْرِى، وَيَسَرْ لِى أَمْرِى، اللَّهُمَّ إِنى أعُوذُ بِكَ مِنْ وَسَاوِسِ الصَّدْرِ، وَشَتَاتِ الأمْرِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ مَا يِلِجُ في الَّليْلِ، وَشَرِّ مَا يَلِجُ في النَّهَارِ، وَشَرِّ مَا تَجْرِى بِهِ الرِّيَاحُ، وَشَرِّ بَوَائِق الدَّهْرِ".
"عَنْ أَبى سَعِيد مَوْلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظعُونٍ قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ وَذُكِرَ عُثْمَانُ: وَاللهِ لَقَدْ سَبَقَتْ لَهُ سَوابقُ لا يُعَذَبهُ الله بَعْدَهَا أبدًا".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: دَخَلَ رسول الله ﷺ على فَاطِمَةَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ نَائِمَة فَحَرَّكهَا بِرِجْلِهِ وَقَالَ لها: يَا بُنَيَّةُ! قُومِى لتِشْهَدِى رِزْقَ ربِّكِ ولا تكونى مِنَ الْغَافِلينَ، إِنَّ الله يُقَسَم أَرْزَاق الْعِبَادِ مِنْ طُلُوع الْفَجْرِ إلى الشمس".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: مَنْ حَضَرَ الْجُمُعَةَ بِصَلاَةٍ وَدُعَاءٍ، فَهُوَ يَسْأَلُ الله إنْ شَاءَ أَعْطاهُ، وَإِنْ شَاءَ منعه".
"عَنْ عَلِىٍّ قال: القُضَاةُ ثَلاَثَةٌ".
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَمَّا نَدَرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إلى ذِى القَصِّةِ في شَأنِ أهْلِ الرِّدَةِ وَاسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ أخَذَ عَلِى بْنُ أبى طَالب بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ؟ أَقُولُ لَكَ مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ أُحُد: شِمْ سَيْفَكَ وَلاَ تَفْجَعْنَا بِنَفْسِكَ، وَارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ لَئِنْ فُجِعْنَا بِكَ لاَ يَكُونُ لِلإِسْلاَم نِظَامٌ أَبَدًا".
"عَنْ أَبى حَسَّان: أَنَّ عَلِيّا كَان يَأمُرُ بِالأمْرِ وَيُقالُ قد فَعَلْنَا كذَا كَذَا، فَيَقُولُ: صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ، فَقيلَ لَهُ: أَشْئٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ؟ فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَى رَسُولُ اللهِ ﷺ شيئًا خَاصَّة دُونَ النَّاسِ إلَّا شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ في صَحِيفَة فِى قرَاب سَيْفِى، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْرَجَ الصَّحِيفة، فَإِذا فيهَا: مَنْ أَحْدَثَ حَدثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والْمَلاَئكةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ الله مِنهُ صَرْفًا ولاَ عَدْلًا، وَإذَا فِيهَا: إنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَإنِّى أُحَرَمُ الْمَدِينَةَ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا وَحِمَاهَا، لاَ يُخْتَلَى خَلاَها وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا يُلتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمَنْ أَشَادَ بِهَا وَلاَ يُقْطَعُ شَجَرُهَا إِلَّا أَنْ يَعْلِفَ رَجُلٌ
بَعِيرًا، وَلاَ يُحْمَل فِيهَا السِّلاَحُ لِقِتَالٍ، وَإِذَا فيها: الْمُؤْمِنونَ تَتَكَافَأُ دِماؤهم وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهم، أَلاَ لاَ يُقْتَل مُؤْمِنٌ بِكافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ".
"عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ : أَنَّ الْحَسَنَ والْحُسيْنَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَتَوْهُ يَخْطبُونَ إِلَيْه ابْنَتَهُ فَقَالَ: مَكَانَكمْ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ، وَأَتَى عَليّا فَقَالَ: إِنِّى خَلَّفْتُ في الْمَنْزِلِ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ، وَعَبْدَ الله بْنَ جَعْفَرٍ يَخْطبُونَ إِلَىَّ، وَأتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ لأُشَاوِرَهُ، فَقَالَ: أَمَّا الْحَسَنُ فَمِطلاَقٌ وَلاَ تَحْظَى النِّساءُ عِنْدَهُ، وَأَمَّا الْحُسَيْنُ فَمَلِقٌ، وَلَكِنْ زَوِّجْ ابْنَ جَعْفَرٍ، فَرَجَعَ فَزَوَّجَ ابْنَ جَعْفَرٍ، فَقالاَ لَهُ: مَنَعْتَنَا وَزَوَّجْتَ ابْنَ جَعْفَرٍ! فَقَالَ: أَشَارَ عَلَىَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَتَيَاهُ فَقَالاَ: وَضَعْتَ مِنَّا يَا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ، فَإِذَا اسْتُشيرَ أَحَدُكُمْ فَليُشِرْ بمَا هُوَ صَانِعٌ لِنَفْسِهِ".
"عَنْ عَلِىٍّ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ سُئِلَ عَنِ الْمُسُوخِ فَقَالَ: هُمْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ: الْفِيلُ، والدُّبُ، وَالْخِنزِيرُ، والْقِرْدُ، والْجَرِيثُ ، والضَّبُّ، وَالْوَطوَاطُ، والْعَقْرَبُ والدُّعْمُوصُ ، والْعَنْكَبُوتُ، والأرْنَبُ، وسُهَيْلٌ، والزُّهْرَةُ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله! وَمَا سَبَبُ مَسْخِهِن؟ قَال: أَمَّا الْفِيلُ فَكَانَ رَجُلًا جَبَّارا لُوطِيّا لاَ يَدعُ رَطبًا وَلاَ يَابسًا، وَأَمَّا الذئبُ فَكَانَ مُؤَنَّثًا يَدْعُو الرِّجَالَ إِلَى نَفْسِهِ، وَأَمَّا الْخِنْزِيرُ فَكَانَ مِنَ النَّصَارَى الَّذِينَ سَأَلُوا الْمَائِدَةَ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَفَرُوا، وَأَمَّا الْقِرْدُ فَيَهُودٌ اعْتَدَوْا فِى السَّبْتِ، وَأمَّا الْجِرِيثُ فَكَانَ دلَوثًا يَدْعُو الرِّجَالَ إلى امرأته حَلِيلَتِهِ، وَأَمَّا الضَّبُّ فَكَانَ أَعْرَابِيّا يَسْرقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنهِ، وَأَمَّا الْوَطوَاطُ فَكَانَ رَجُلًا يَسْرِق الثِّمَارَ مِنْ رُءُوسِ النَّخْلِ، وَأَمَّا الْعقْربُ فَكَانَ لاَ يَسْلَمُ أَحَدٌ مِنْ لِسَانِه، وَأَمَّا الدُّعْمُوصُ فَكَانَ نَمَّامًا يُفَرَقُ بَيْنَ الأَحبَّة، وأما الْعَنْكَبُوتُ فَامْرَأَةٌ سَحَرتْ زَوْجَهَا، وَأَمَّا الأَرْنَبُ فَامْرَأَةٌ كَانَتْ لاَ تَطهُرُ منَ الْحَيْضِ، وَأَمَّا سُهِيْلٌ فَكَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ، وَأمَّا الزُّهرَةُ فَكَانَتْ بِنْتًا لَبْعضِ مُلُوكِ بنى إسرائيلَ افْتُتِنَ بها هاروت وماروت".
"عَنْ عَلِىٍّ، عَنِ النَّبِىِّ ﷺ في قوله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} قَالَ: لاَ طَاعَةَ إِلاَّ في المعروف".
"عَنْ عَلِىٍّ، عَنِ النَّبِىِّ ﷺ فِى قَوْلِه تَعَالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ} الآية، قال: جَاءَت سَحَابَةٌ عَلَى تَربيع الْبَيْتِ فِيهَا رَأسٌ يَتَكَلَّمُ: ارتفاع الْبَيْتَ عَلَى تَرْبيعِى فَرَبَّعَاه عَلَى تَرْبيعهِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: مَنْ أفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا لَمْ يَقْضِه أبَدًا طُولَ الدَّهرِ".
"عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ (من) رَمَضان قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وأثْنَى عَلَى اللهِ وَقَال: أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ كَفَاكُمُ الله عَدُوَكُمْ مِنَ الجِنِّ، وَوَعَدَكُمُ الإِجَابَةَ، وَقَالَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ألاَ وَقَدْ وَكَلَ الله - ﷻ - بِكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيد سَبْعَةً مِنَ الْملاَئِكَةِ، فَلَيْس بِمحلولٍ حَتَّى ينَقْضِىَ شَهرُ رَمَضانَ أَلا وأبْوَابُ السَّماءِ مُفَتَحةٌ مِنْ أؤَلِ لَيْلَة إِلى آخِرِ لَيْلَة مِنْه، ألاَ والدُّعاءُ فِيه مَقْبُولٌ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَة (منه) مِنَ العَشْرِ شَمَّرَ وشَدَّ الْمِئْزَرَ وَخَرجَ مِنْ بَيْتِهِ واعْتَكَفَهُنَّ وَأحْيَا اللَّيلَ، قيل: وَمَا شَدُّ الْمِئْزَرِ؟ قَالَ: كَانَ يَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فِيهِنَّ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لاَ تَعْجِزُوا عَن الدُّعَاءِ، فَإِنَّ اللهَ أنْزَلَ عَلىَّ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فَقَال رَجُل: يَا رَسُولَ اللهِ! رَبُّنَا يَسْمَعُ الدُّعَاءَ؟ أمْ كَيْفَ ذَلكَ؟ فَأَنْزَل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} الآية".
"عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَاد قَالَ: أخَذَ بِيَدِى عَلِىُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ فَأخْرجَني إِلَى نَاحِيةِ الْجَبَّانِ فَلَمَّا أصْحَرَ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ: يَا كُمَيْلُ! إنَّ هَذِه القُلُوبَ أَوْعِيَةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، احْفَظْ عَنِّى مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: عَالِم رَبَّانِىٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رِعَاع أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَميلُونَ مَعَ كُلِّ رِيح، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلم، وَلَمْ يَلْجَأُوا إِلى رُكْنٍ وَثيقٍ. يا كُمَيْلُ! العَلمُ خَيْر مِنَ المَالِ (الْعِلمُ يَحْرُسُكَ وَأنْتَ تَحْرُسُ المَالَ) والعِلمُ يَزْكُو عَلَى (العمل) الإِنْفَاقِ، وَالمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ. يَا كُمَيْلُ! مَحَبَّةُ الْعَالِم دِينٌ يُدَانُ بِه، مَكْسَبَةُ العلم الطَّاعَةُ لِرَبه في حَيَاتِه وَجَمِيلُ الأحْدُوثَةِ بَعْدَ وفَاتِه، وَنَفَقَةُ المَالِ تَزُولُ بزَواله، والْعِلمُ حاكِمٌ، والْمَالُ مًحكُومٌ عَلَيْهِ، يَا كُمَيْلُ! مَاتَ خُزَّانُ الَأمْوالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، والْعُلَمَاءُ بَاقونَ مَا بَقى الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وأمْثَالُهُمْ في الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ، إِنَّ هَاهَنُا لعلما - وأَشَارَ إلىَ صَدْرِه - لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلةً، ثُمَّ قَالَ: الَّلهُمَ بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا غيْرَ مَأمُونٍ يَسْتَعْجِلُ لَهُ الدِّينَ في الدُّنْيَا، وَيَسْتَظهِرُ بِحُجِج اللهِ عَلَى أَوْلَيائِهِ، وَبنِعَمِهِ عَلَى كتَابهِ، وَمُنْقَادٌ
لحَمَلَةِ الْحَقِّ لاَ بَصيرةَ لَهُ في أحْيَائِه يَقْتدحُ الزَّيْغ في قَلبِه بَأَوّلِ عَارِضٍ مَنْ شُبْهِة. اللَّهُمَّ لاَ ذَا، وَلاَ ذَاكَ، أوْ منهُومًا باللَّذَاتِ، سَلِسَ الْقِياد للشَّهَواتِ، ومُغْرَمًا بالْجَمْع والإِدْخَالِ (والادخار) وَلَيْسَا منْ رُعَاة الدِّينِ، أَقْرَبُ شَبهًا بِهِمَا الأنْعَامُ السَّائمةُ، كَذَلِكَ يَمُوتُ العْلمُ بمَوْتِ حَمَلَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ بَلَى! ! لاَ تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ للهِ بِحُجَّة، إمَّا ظَاهِرٌ مَشْهُورٌ وإمَّا خَائِف مَغمُورٌ؛ لِئَلَّا تَبْطلَ حُجَجُ اللهِ وَبيِّناتهُ، وَكَمْ وَأيْنَ أُولئك؟ أُولَئِكَ الأقَلُّونَ عَدَدًا، الأعْظَمُونَ قَدْرًا، بِهِم يَحْفَظُ الله حُجَجَهُ حتَّى يُؤَدوها لِنُظرَائِهِم، وَيزرَعُوهَا فِى قُلُوبِ أشْبَاهِهِم، هُجِمَ بهِمُ العْلِمُ عَلَى حَقِيقَة الأَمْرِ، فَبَاشَرُوا رَوحْ الْيَقيِنِ، واسْتَسْهَلُوا مَا اسْتَوْعَرَ منه الْمُفْتَرونَ، وأنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْه الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَة بِالْمَحَلِّ الأعْلَى، يَا كمَيْلُ! أُولئِكَ خُلَفَاءُ الله في أَرْضه، الدُّعَاةُ إِلى دينه، هَاهْ شَوْقًا إِلى رُؤْيَتهِمِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِى وَلَكَ".
"عن على قال: نسخ رمضانُ كلَّ صَومٍ، ونسخت الزكاةُ كلَّ صدَقةٍ، ونسخ المتعةَ الطلاقُ، والعدةُ، والميراثُ، ونسخت الضحيةُ كلَّ دبح".
"عَنْ مَعَمَرٍ، عَنْ الْحَسنِ الأعْمَسِ : أنَّ عَمْرَو بنَ الْعَاصِ اسْتَأذَنَ عَلَى عَلَىٍّ فَلَمْ يَجدْهُ فَرَجَعَ، ثُمَّ اسْتَأذَنَ عَلَيْه مَرَةً أُخْرَى فَوَجَدَه، فَكَلَّمَ امْرَأة عَلَىٍّ فِى حَاجَتِه، فَقالَ علىٌّ: كَأَنَّ حَاجَتَكَ كَانَتْ إلى الْمَرَأةِ؟ قَالَ: نَعَم. إنَّ رسُولَ الله ﷺ نَهَى أَنْ يُدْخَلَ عَلَى الْمُغَيّبَاتِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ: أَجَلْ قَدْ نهى رَسُولُ الله ﷺ أَنْ يُدْخَلَ عَلَى الْمُغَيَّبَاتِ".
"عَنْ عَلىٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَنْهى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ وَيَقولُ: هُنَّ حَرَامٌ وإِلَى يَوْمِ الْقِيَامةِ".
"عَنِ الْوَليدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أبِيهِ: أَنَّ ابْنَ جَرْمُوزٍ لَمَّا قَتَل الزُّبَيْرَ جَاءَ إِلَى
عَلَىٍّ وَمَعَهُ سَيْفُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ عَلِىٌّ: سَيْفٌ طَالمَا أُجْلِىَ بهِ الْكَرْبُ عَنْ وَجْهِ رَسولِ الله ﷺ وَلِكنْ لكل جَنْبٍ مَصْرع".
"عَنْ أبِى نَضْرَةَ قَالَ: جِئَ بِرأسِ الزبَيْرِ إلى عَلِىٍّ فَقَالَ: يَا أعْرَابىُّ! حَدَّثَنِى رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأنَا إِلى جَنْبِه قَاعَدٌ أَنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ فِى النَّارِ، يَا أعْرَابِىُ: تَبَوأ مَقْعدَكَ مِن النَّارِ".
"عَنْ مسلم بنِ نَذِير قال: جَاء ابنُ جَرْمُوز فَاسْتَأذَنَ عَلَى عَلىٍّ (فأَبْطأَ عَلَيْهِ الإِذن فقالَ: أَنا قاتل الزبير! ) فَقَال عَلِىٌّ: أبِقَتْلِ بن صَفيةَ (تفتخر؟ فَلتَبَوَّأ بالنَّارِ! ) إِنَّ لِكُلِّ نَبىٍّ حَوَارِيّا، وَإنَّهُ حَوَارِىُّ رَسُولِ الله ﷺ ".
"عَنْ حَسَنِ بْنِ عَلىِّ بْن حَسَنِ بْنِ الْحَسنِ بْنِ عَلىِّ بْنِ أَبِى طَالِب قَالَ: جَاء عَمْرُو بْنُ جَرْمُوز إلى عَلىِّ بْنِ أبِى طَالِبٍ بِسَيْفِ الزُّبَيْرِ، فَأَخْذَهُ عَلِىٌّ فَنَظَرَ إِليْهِ ثُم قَال: أمَا وَالله لَرُبَّ كَرْبَةٍ وَكُرْبةٍ قَد فَرَّجَها صَاحبُ هَذَا السَّيْف عَنْ وَجْه رَسُولِ اللهِ ﷺ ".
"عَن الْحسَنِ قَالَ: لَمَا ظَفر عَلِىٌّ بِالْجَملِ دَخَل الدَّارَ وَالنَّاسُ مَعَه قَالَ عَلِىٌّ: إنِّى لأعْلَمُ قَائِد فِتْنَةٍ دَخَل الْجَنَّةَ وأتْبَاعُه إلى النَّارِ، فَقَال الأحْنَفُ: مَنْ هُو يَا أَمِيرَ المؤْمِنين؟ قَالَ: الزُّبَيْرُ".
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: أَسْلَم زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلى رَسُولِ الله ﷺ فَكَانَ أَوَّلَ ذَكَرٍ أسْلَمَ وَصَلَّى".
"عَنْ نَذِير الضَّبِّىِّ: أَنَّ عَلِيا دَعَا الزُّبَيْرَ وَهو بَيْنَ الصَّفَيْنِ فَقالَ: أنت آمِنٌ، تَعَال حَتَّى أُعَلِّمَكَ فَأَتَاهُ فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِالله الذِى بَعثَ مُحمدًا بِالْحقِّ نَبِيّا أَخَرجَ النَّبىُّ ﷺ يَمشِى وأَنا وأنْتَ مَعَه فَضَربَ كتِفَكَ ثُمَّ قَالَ لَكَ: كَأَنَّكَ يَا زبُيْرُ قَدْ قَاتَلتَ هَذَا؟ قال: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَرَجعَ".
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ لِلزُّبَيْرِ: نَشَدْتُكَ باللهِ هَلْ تَعْلمُ أنِّى كُنْتُ أَنَا وأَنْتَ فِى سَقيفَة بَنِى فُلاَنٍ تُعَالِجُنِى وأعَالِجُكَ، فَمَرَّ بِى رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَال لِى: كَأنَّكَ تُحِبُّه؟ قُلتُ: وَمَا يَمْنَعُنِى؟ قَالَ: أمَا لَيُقَاتِلنَّكَ وَهُوَ الظَّالِمُ، قَال الزُّبَيْرُ: اللَّهُمَّ ذَكَّرْتَنِى مَا قَدْ نِسيتُ؟ فَولَّى رَاجِعًا".
"قَالَ لِى عَلِىٌّ: يَا أبَا عُمَرَ! تَدْرِى عَلَى كَمِ افْترَقَتِ الْيَهُودُ؟ قُلتُ: لاَ، قَالَ: عَلَى وَاحِدةٍ وَسبْعِين فرْقَةً، كُلُّهَا فِى الْهَاوِيَةِ إلَّا وَاحِدَةً هِى النَّاجِيةُ، تَدْرِى عَلَى كَم افْتَرقَتِ النَّصَارَى؟ قُلتُ: لاَ، قَالَ: عَلَى ثنْتَينِ وَسَبْعِين فِرْقَة، كلُّهَا فِى الْهَاوِيَةِ إِلَّا وَاحِدةً هِىَ النَّاجيةُ، تَدْرِى عَلَى كَمْ تَفَرَّقُ هَذِه الأُمَّةُ؟ قُلتُ: لاَ، قَالَ: تَفَرَّق عَلَى ثَلاَثٍ وَسبْعِينِ فِرْقَة كُلُّهَا فِى الْهَاوِيَةِ إلَّا وَاحِدَة هِى النَّاجِيَةُ، قَالَ: وتَفَرَّقُ فِى اثْنَتَىْ عَشْرَةَ فِرْقَةً كلُّهَا في الْهَاوِيَةِ إِلَّا وَاحِدَةً هِى النَّاجِيَةُ، وإنَّكَ مِنْ تِلكَ الْوَاحِدةِ وَتِلك الْوَاحِدةِ".
"عَنْ إِسْماعِيلَ بْنِ يَحيى بْنِ عُبَيْدِ الله التَّيْمِىِّ عَنْ فِطْرِ بْنِ خَليفَةَ عَنْ أبِى الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَا انْتَعَلَ أَحَدٌ قَطُّ وَلاَ تَخَفَّفَ ولا لَبِسَ ثَوْبًا لِيَغْدُوَ فِى طَلَبِ عِلمٍ يَتَعَلَّمُهُ إلَّا غَفَرَ الله لَه حَيْثُ يَخْطُو عَتَبةَ بَابِهِ".
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْد الْمَلك الدِّمَشْقِىِّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ، عَنْ دَاودَ بْنِ أَبِى هِنْد، عَن الشَّعْبِىِّ قَال: خَرجَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِب يَوْمًا بالْكُوفَةِ فَوقَفَ عَلَى بَابٍ فاسْتَسْقَى مَاءً، فَخَرَجَتْ إليهِ جَارِيةٌ بإبْرِيقٍ وَمِنْدِيل، فَقَال لَهَا: يَا جارِيةُ! لمنْ هذِه الدَّارُ؟ قَالَتْ لِفُلاَنٍ الْقَسْطَالِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: لاَ تَشْربْ مِنْ بِئْرِ قَسْطَالِ، وَلا تَسْتَظِلَّنَّ فِى ظِلِّ عَشَّارٍ".
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: لَمَّا أنْفَذَنِى النَّبىُّ ﷺ إِلى اليْمَنِ قَالَ: يَا عَلىُّ! النَّاسُ رَجُلاَن: فَعَاقِل يَصْلُحُ لِلعَفوِ، وجَاهِلٌ يَصْلُحُ لِلعُقُوبَةِ".
"عن على: أنه سألَ رَسُولَ الله ﷺ عَنْ قَولِ اللهِ {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} فقال: لأُبشِّرَنَكَ بهَا فَنُبَشِّرَ بِهَا أُمَّتى مِنْ بَعْدِى، الصَّدَقَةُ عَلَى وَجْهِها، وَبِر الْوَالِدَيْن، واصْطِنَاعُ الْمَعرُوفِ تُحوِّلُ الشَّقَاءَ سَعَادةً، وَيَزِيدُ فِى الْعمرِ".
"عَنْ صصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: لَمَّا عَقَدَ عَلِىُّ بْنُ أبِى طَالِب الألْوِيَةَ أَخْرجَ لِوَاء رَسُولِ اللهِ ﷺ ، وَلَمْ يُرَ ذَلِكَ اللِّواءُ منذُ قُبِضَ رسُولُ الله ﷺ ، فَعَقَدَهُ وَدَعَا قَيْسَ بْنَ سَعْد بْنِ عُبَادَةَ فَدَفَعَهُ إِلَيْه، فَاجْتَمَعَتِ الأنْصَارُ وَأَهْلُ بَدْرٍ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى لِوَاءِ رسُولِ الله ﷺ بَكَوْا، فَأَنْشَأَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَقُولُ":
هَذَا اللِّوَاءُ الَّذِى كُنَّا نَحُفُّ بِهِ ... دُونَ النَّبِىِّ وَجِبْرِيلُ لَنَا مَدَدُ
مَا ضَر مَنْ كَانَتِ الأنْصَارُ عَيْبَتَهُ ... أَنْ لا يَكُونَ لَهُ مِنْ غَيْرِهِم عَضُدُ
"عَنْ عَلِىٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ تَعَجَّلَ مِنَ الْعَبَّاسِ صَدَقَةَ عَامَيْنِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: أَعَنْتُ أَنَا وَحَمْزةُ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْر عَلَى الْوَلِيدِ ابنِ عُتْبَةَ فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ النَّبِىُّ ﷺ ".
"عن أَبى الطَّاهِر أحمدَ بنِ عيسى بنِ عبدِ الله العسكرى، حدثنى أَبِى، عن أَبِيه، عن جَدِّه، عن أَبيه، عَن عَلِىٍّ قال: كُنَّا معَ رسولِ اللهِ ﷺ فِى مَسيرٍ، فَنَزَل فَساقَ بِأَصْحَابِهِ الركّابَ، فَجَعَل يَقولُ: جُنْدَبٌ، وَمَا جُنْدَبٌ؟ أَلا قَطَع الخَبَر زَيدٌ؟ فَجَعل ذَلِك لَيْلَتَهُ، فَقالَ لَه القَوْمُ: يا رَسُولَ اللهِ! مازَالَ هذَا قَولَكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: رَجلانِ مِنْ أُمَّتِى يُقَال لأِحَدِهمَا جُنْدَبٌ، يَضْرِبُ ضَرْبَةَ يَفْرِقُ بَيْنَ الحقِّ والْباطِلِ، والآخَر يُقَالُ لَهُ زَيادٌ يَسْبقهُ عُضْوًا مِن أَعْضَائِه إلَى الجَنَّة، ثمَّ يَتْبَعُهُ سَائرُ جَسَدِهِ، فَأَمَّا جُنْدب فَإِنَّه أُتِى بِسَاحِر عِندَ الوَلِيد بنِ عُقْبةَ وهُو يُريهِم أَنَّه يَسْحَرُ، فَضَرَبهُ بالسَّيفِ فَقَتَلَهُ، وَأما زَيدٌ فَقُطِعَ يَدُه فِى بَعْضِ مَشَاهد المُسلِمين، ثمَّ شَهِدَ مع عَلِىٍّ فَقُتِل زَيْدٌ يَومَ الجَمَلِ مَعَ عَلِىٍّ".
"عن عليٍّ قال: كانت السُّورَةُ إِذَا نَزَلتْ عَلَى عَهْدِ رسول الله ﷺ أو الآيةُ أَوْ أَكثَرُ زادت المؤمنين إيمانًا وخُشُوعًا، ونَهَتْهُم فانْتَهُوْا".
"عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَليّا يَخْطُبُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّى سئمْتُهُمْ وَسَئِمُونِى، وَمَللْتُهُمْ وَملُّونى فَأَرِحْنِى مِنْهُمْ، وَأَرِحْهُمْ مِنِّى، مَا يَمْنَعُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يُخَضبَهَا بِدَمٍ. وَوَضَعَ يَدَهُ عَلى لِحْيَتِهِ".
"عَنْ عَلِىٍّ: فِى الرَّجُلِ يَعْتِقُ جَارِيَتَهُ ثُمَّ يَتَزوَّجُهَا وَيَجْعَلُ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، قَالَ: لَهُ أجْرَانِ اثْنَانِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: لَيْسَ فِى التُّفَّاح وَما أَشْبَهَهُ صَدَقَةٌ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَال: أَقْبَلَ إِبراهيمُ (خليل الرحمن) منْ أَرْمِينيَّةَ وَمَعَهُ السَّكِينَةُ تَدُلُّهِ عَلَى مَوْضِع البَيْتِ، كما تَتَبوَّأُ الْعنْكَبُوتُ بَيْتَهَا، فَحَفَر مِن تَحتِ السَّكينَةِ فَأَبْدَى عَنْ قَواعِدَ مَا يُحَرِّكُ القَاعِدَةَ مِنْهَا دُون ثلاثين رَجُلًا".
"عَنْ عَلِىٍّ قالَ: أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ وَالْمَلكُ والسَّكِينَةُ والصُّرْدُ دَلِيلًا حَتَّى تَبَوأَ الْبَيْتَ كما تَبَوأَتِ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتًا، فَحَفَرَ مَا بَرَزَ عَنْ أُسِّهَا أمْثَالَ خُلدِ الإبِلِ لاَ يُحَرِّكُ الصَّخْرَةَ إِلَّا ثَلاَثُونَ رَجُلًا، ثُمَّ قال لإِبْرَاهيمَ: قُمْ فَابْنِ لى بَيْتًا، قَالَ: يَارَبَ! وَأَيْنَ؟ قَالَ: سَنُرِيكَ، فَبَعَثَ الله سَحَابَةً فيهَا رَأسٌ يُكَلِّمُ إِبْرَاهِيمَ، فَقَال: يَا إِبْرَاهيمُ! إِنَّ ربَكَ يَأمُركَ أَن تَخطَّ قَدْرَ هَذه السَّحَابة، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إلَيْهَا وَيَأخُذُ قَدْرَهَا، فَقَالَ لَهُ الرَّأسُ: أَقَدْ فَعَلتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَاَلً: فَارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ، فَأَبْرَزَ عَنْ أُسٍّ ثَابِتٍ مِنَ الأَرْضِ فَبَنَاهُ إبْرِاهيمُ عَلَيهِ السَّلاَمُ".
"عَنِ الْحَارِث عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِىَّ ﷺ فَوَافَقَهُ مُغْتمّا، فَقَالَ: يا مُحمدُ! مَا هَذَا الْغَمُّ الَّذِى أَراهُ في وَجْهِكَ؟ قَالَ: الْحَسَنُ والْحُسَيْنُ أَصَابَتْهُمَا عَيْنٌ، قَالَ: صَدِّقْ بِالْعَيْنِ، فإنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ، أَفَلاَ عَوَّذْتَهُمَا بِهَؤُلاَءِ الْكِلمَاتِ؟ قَالَ: وَمَا هُنَّ يا جبريلُ؟ قَالَ: قُل: اللَّهُمَّ ذَا السُّلْطَانِ الْعَظِيمِ، والْمَنِّ الْقَدِيمِ، ذَا الرَّحمةِ الْكَرِيمِ، وَلىَّ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ والدَّعواتِ المستجاباتِ، عَافِ الْحسنَ والحُسين مِن أَنْفُسِ الْجِنِّ، وَأَعْيُنِ الإِنْسِ، فَقَالَها النبي ﷺ فَقَامَا يَلْعَبَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فقال النبي ﷺ : عَوِّذُوا أنْفُسكُمْ وَنِساءَكُمْ وَأَولاَدَكُمْ بِهذَا التَّعْوِيذِ، فَإنَّهُ لَمْ يَتَعَوَّذ الْمُتَعَوِّذُونَ بِمِثْلِهِ".
"عَنْ جُنْدَبٍ الأزدِيّ قَالَ: لَمَّا عَدَلْنَا إلى الْخَوَارِجِ مَعَ ابْنِ أبى طَالِبٍ، قَالَ: يا جُنْدَبُ! تَرَى تِلْك الرَّابِيةَ؟ قُلتُ: نَعَم: فإن رسول الله ﷺ أَخْبَرَنِى أَنَّهُم يُقْتلونَ عِنْدَهَا".
"عَنْ عَلىٍّ قَالَ: نَهَى رسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يُسْتَمْتَعَ مِنَ الْحَرِيرِ بِشَىْء".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: كَسَانِى النَّبِىُّ ﷺ بُرْدَيْنِ مِنْ حَرِيرٍ، فَخَرَجْتُ فِيهِمَا إِلى النَّاسِ لِيَنْظُرُوا إِلى كسْوَةِ النَّبِىِّ ﷺ عَلَىَّ، فَرآهُمَا عَلَىَّ: فَأَمَرَنِى بِنَزْعِهِمَا، فَأَعْطَى أَحَدَهُمَا فَاطِمَةَ، وَشَقَّ الآخَر باثْنَيْنِ لِبَعْضِ نِسَائِهِ".
"عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرْمَلٍ قَالَ: قَالَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ! لاَ تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ؛ فإنَّ فِيهمُ الأَبْدالَ".
"عَنْ مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللهِ الأَنْصَارِىِّ، عَنْ أَبيهِ قَالَ جاءَ رَجُلٌ يَومَ الجَمَلِ فقال: إِيذَنُوا لِقاتِل طَلْحةَ، فسمعتُ عَلِيّا يقُولُ: بَشِّرهُ بالنَّارِ".
"عَن النَّزَالِ بنِ صَبِرَةَ قَالَ: قَالُوا لِعلِىٍّ: حَدِّثْنَا عَن طَلْحَةَ، قَالَ: ذَاكَ امرُؤ نَزَلَ فيه آيَةٌ مِن كِتَابِ الله {فَمِنهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنْتَظِرُ} هو طَلحَةُ مِمَّن قَضَى نَحْبَه لاَ حِسابَ عَلَيهِ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ".
"عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ إِيَاسٍ الضَّبِىِّ، عَنْ أبيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كنْتُ مَعَ عَلِىٍّ فِى الْجَمَلِ، فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ أنِ الْقَنِى: فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ: أسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ، الَّلهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ من عَادَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فِلِمَ تُقَاتِلُنِى؟ ".