"عن محمد بن سيرين قال: قال عمر بن الخطاب: لأعْزِلَنَّ خالد بن الوليد والمثنى (مثنى بنى شَيْبَانَ) حَتَّى يعلما أن اللَّه إنما كان ينصرُ عبادَه وليس إِيَّاهما كَانَ يَنصر".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (36/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٣٦
"عن عبد الرحمن بن عجلان أن عمر بن الخطاب مر بقوم يَرْتَمون، فقال أحدهم: أَسَيْتَ؟ فقال عمر: (سُوءُ الجن أَسْوَأُ من سُوءِ الذمى) " .
"عن نافع قال: قال عمر: لا يَسأَلنى اللَّه عن ركوبِ المسلمين البحْر أبدًا".
"عن زيد بن أسلم قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يسأله عن ركوب البحر، فكتب عمرو إليه يقول: دُودٌ على عُودٍ، فَإِنْ انْكَسَر العُود هلك الدُّودُ، فكره عمر حَمْلَهم فِى البحْر".
"عن سعيد بن المسيّب قال: كان عمر بن الخطاب يحب الصلاة فِى كبدِ اللَّيْل -يعنى وسطه".
"عن محمد بن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب قد اعتراه نسيان في الصلاة، فجعل رجلًا خلفه يلقنه، فإذا أومى إليه أن يسجد أو يقوم فعل".
"عن سالم بن عبد اللَّه: أن عمر بن الخطاب كان يدخل يده في دَبَرَةِ البعير؛ إِنِّى لخائف أن أُسْأَلَ عَمَّا بِك".
"عن الزهرى قال: قال عمر بن الخطاب في العام الذى طعن فيه: أيها الناس إنى أكلمكم بالكلام، فمن حفظه فليحدث به حيث انتهت راحلته، ومن لم يحفظه فأُحرج باللَّه على امرئ أن يقول على ما لم أقل".
"عن الزهرى قال: أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السُّننَ، فاسْتَخار اللَّه شهرًا ثم أصبح وقد عُزِمَ له، فقال: ذكرت قوما كتبوا كتابًا فأقبلوا عليه وتركوا كتابَ اللَّه".
"عن راشد بن سعد أن عمر بن الخطَّاب أُتِى بمال، فجعل يقسمه بين الناس فَازْدَحَمُوا إليه، فأقبل سعد بن أَبى وقاص يُزاحم الناس حتى خلص إليه، فعلاه عمر بالدِّرَّة وقال: إنك أقبلت لا تَهاب سلطان اللَّه في الأرض، فأحببت أن أعلِّمَكَ أن سلطان اللَّه لا يَهابك".
"عن عكرمة أن حجاما كان يقص عمر بن الخطاب، وكان رجلًا مهيبا، فَتَنَحْنَحَ عمر فَأَحدَثَ الحجَّامُ، فأمر له عمر بأربعين درهمًا".
"عن محمد بن زيد قال: اجتمع على وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد، وكان أجرَأُهُم على عمر عبدَ الرحمن بن عوف، فقالوا: يا عبد الرحمن لو كلَّمتَ أمير المؤمنين للناس فإِنَّه يأتى الرَّجُلُ طالبًا الحاجة فَيَمْنَعُه هَيْبَتُكَ أن يكلِّمك في حاجته حتى يرجع ولم يَقْض حاجته، فدخل عليه فكلَّمه فقال: يا أمير المؤمنين: لِنْ للناس فإِنَّه يَقْدَمُ القادم فَتَمْنَعهُ هَيبتُكَ أن يكلمك في حاجته حتى يرجع ولم يُكلِّمك، فقال: يا عبد الرحمن: واللَّه لقد لِنْتُ للنَّاس حتى خشيت اللَّه في اللين، ثُمَّ اشْتدَدْتُ عليهم حتى خشيت اللَّه في الشدة فأين المخرج؟ فقام عبد الرحمن يبكى يَجُرُّ رِدَاءَهُ يقول بيده: أفٍّ لهم بعدك! ".
"عن سعيد بن المسيب قال: أصيب بعير من المال من الْفَئِ، فنحره عمر وأرسل إلى أزواج النبى ﷺ منه، وصنع ما بقى فدعا عليه من المسلمين وفيهم يومئذ العباس بن عبد المطلب، فقال العباس: يا أمير المؤمنين لو صنعت لنا كل يوم مثل هذا فأكلنا عندك وتحدثنا؟ فقال عمر: لا أعود لمثلها؛ إنه مضى صاحبان لى، يعنى النبى ﷺ وأبا بكر، عملا عملا وسلكا طريقا، وإنى إن عملت بغير عملهما سُلك بى غير طريقهما".
"عن ابن عمر قال: كان عمر إذا أراد أن ينهى الناس عن شئ تقدم إلى أهله فقال: لا أَعلَمنَّ أحدًا وقع في شئٍ مما نهيتُ عنه إلا أَضْعَفْتُ له العقوبة".
"عن عروة قال: كَانَ عُمَرُ إِذَا أَتَاهُ الْخَصْمَانِ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ: الَّلهُمَّ أعِنِّى عَلَيهِمَا، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهمَا يُرِيدُنِى عَنْ دِينِى".
"عن عمر قال: مَا بَقِى فِىَّ شَىْءٌ ومِنْ أَمْرِ الْجَاهِليَّةِ إلَّا أنِّى لَسْتُ أُبَالِى إِلَى أىِّ النَّاسِ نَكَحْتُ وَأَيِّهِمْ أَنْكَحْتُ".
"عن الحكم بن أَبى العاص الثقفى قال: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيَهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ؟ قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ عُمَرُ: بَلَى، قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللَّه أَنْشُدُ اللَّه كُلَّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَعْلَمُ أَنَّ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْران قرابة (لَما تَكَلَّمَ، فقال رجل منِ القوم: يا أمير المؤمنين: بلى، إن بينه وبينَ أهل نجران قرابة) (*) مِنْ قِبَلِ كذا وَكذا، وَلدَتهُ امْرَاةٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ إِنَّا نَقْفُوا الآثَارَ".
"عن زياد بن حُدَيْر قال: رَأَيْتُ عُمَرَ أَكْثَرَ النَّاسِ صِيَامًا وَأَكْثَرَهُ سِوَاكًا".
"عن سليمان بن أَبى حَثْمَةَ قال: قَالَتِ الشفاء بنتُ عبد اللَّه وَرَأَتْ فِتْيَانًا يَقْصِدُونَ في المشْى وَيَتَكَلَّمُونَ رُوَيْدًا فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: نسَّاكٌ، فَقَالَتْ: كَانَ وَاللَّه عُمَرُ إِذَا تَكَلَّمَ (أسمع) (*) وَإِذَا مَشَى أَسْرعَ، وَإِذَا ضَرَبَ أَوْجَعَ، وَهُوَ النَّاسِكُ حَقًا".
"عن يحيى بن سعيدٍ قال: قالَ عمرُ بن الخطاب: مَا أبَالِى إِذَا اخْتَصَمَ إِلَىَّ رَجُلَانِ لأَيِّهِمَا كَانَ الْحَقُّ".
"عن سالم ونافع وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة قالوا: كان عمرُ بن الخطاب وعبدُ اللَّه بن عمرَ لا يُعْرَفُ فيهما البِرُّ حتى يقولَا أو يفعلَا، قيل للزُّهرى: ما تعنى بذلك؟ قال: لم يكونا مُؤنِسَيْنِ ولا مُتَهاوِنَين".
"عن قطن بن وهب عن عمه: أنه كان مع عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ في سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ قَربيًا منَ الرَّوْحَاء سَمِعَ صَوْتَ رَاعٍ في جَبَلٍ فَعَدَلَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَنَا منْهُ صَاحَ لراعى الغنم فَأَجَابَه الرَّاعِى، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّى قَدْ مَرَرْتُ بِمَكَانٍ هُوَ أَخْصَبُ مِنْ مَكَانِكَ، وَإِنَّ كُلَّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ثمَّ يَدُورُ الرِّكَابُ".
"عن الحارث بن عمير عَنْ رجلٍ: أن عمر بْنَ الخطاب رَقِى المنبر وجمع الناس فحمدَ اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أَيُّهَا النَّاسُ: لَقَدْ رَأَيْتُنى وَمَالِى مِنْ أَكَالٍ يَأكُلُهُ النَّاسُ إلَّا أَنَّ لِى خَالَاتٍ مِنْ بَنِى مَخْزُومٍ فَكنْتُ أسْتَعْذِبُ لَهنَّ الْمَيَاهَ فَيَقْبِضْنَ لِى الْقَبَضَاتِ مِنَ الزَّبِيبِ، ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: إِنِّى وَجدْتُ في نَفْسِى شَيْئًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُطَأطِئَ مِنْهَا".
"عن عمر قال: أَحَبُّ النَّاسِ إِلىَّ مَنْ رَفَعَ إِلَىَّ عُيُوبِى".
"عن أسلم قال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَأخُذُ بِأُذُنِ الْفَرَسِ، وَيَأخُذُ بِيَدِهِ الأُخْرَى أُذُنَهُ ثُمَّ يَنْزُو عَلَى مَتْنِ الْفَرَسِ".
"عن عطاء قال: كان عمرُ بن الخطابِ يأمرُ عمَّاله أن يوافوه بالموسمِ، فإذا اجتمعوا قال: أَيُّهَا الناس إِنِّى لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالى لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ، وَلَا مِنْ أمْوالِكُمْ، وَلَا مِنْ أَعْرَاضِكُمْ، إِنَّما بَعَثْتُهمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ وَلِيَقْسمُوا فَيْئَكُمْ بَيْنَكمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرُ ذَلِكَ فَلْيَقُمْ، فَمَا قَامَ أَحَدٌ إلَّا رَجُلٌ قَامَ فَقَالَ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَامِلَكَ فُلانًا ضَرَبَنِى مائَة سَوْطٍ، قَالَ: فيمَ ضَرَبْتَه؟ قم فَاقْتَصَّ مِنْهُ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمؤْمِنِينَ إِنَّكَ إِنْ فَعَلتَ هَذَا يَكْثُرْ عَلَيْكَ، وَيَكونُ سُنَّةً يَأخُذ بِهَا مَنْ بَعْدَكَ، فَقَالَ: أنا لَا أَقِيدُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقِيدُ منْ نَفْسِهِ؟ قَالَ: فَدَعْنَا فَلْنُرْضِهِ، وَقَالَ: دُونَكُمْ فَأَرْضُوهُ، فَافْتَدَى مِنْهُ بِمَائَتَى دِينَارٍ، عَنْ كُلِّ سَوْطٍ بدينَارَيْنِ".
"عن أَبى سعيد مولى أَبى أسيد قال: كان عمر بن الخطاب يَعُسُّ الْمَسْجِدَ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَلَا يَرى فيهِ أحَدًا إلا أخْرَجَهُ إِلَّا رَجُلًا قَائِمًا يُصَلِّى، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِن أَصْحَاب رَسُولِ اللَّه ﷺ فِيهِمْ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ أُبَىٌّ: نَفَرٌ مِنْ أهْلِكَ يَا أَميرَ المُؤْمِنيِنَ، قَالَ: مَا خَلَّفكمْ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّه، فَجلَسَ مَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لأَدْنَاهُمْ إلَيْه: خُذْ، قال: فَدَعَا، فَاسْتَقْرأهُمْ رَجُلًا (رَجُلًا يدعون) حتى انتهى إلى وأنا إلى جنبه فقال: هات، فحَضرْت وأخذَنى من الرعدة أَفْكَلُ حتى جعل يجد مَسَّ ذلك منى، فقال: ولو أن تقول: اللهم اغفر لنا، اللهم ارحمنا قال: ) ثم أخذ عُمرُ فما كان في القوِم أكثَرُ دَمْعَةً مِنه، وَلَا أشَدُّ بُكَاءً مِنْهُ، ثمَّ قَالَ: إِيهًا الآنَ فَتَفَرَّقوا".
"عن الزهرى قال: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا وَيَسْتَلقِى عَلَى ظَهْرِهِ، وَيَرْفَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى".
"عن الزهرى قال: قال عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: إِذَا أطَالَ أحَدُكُمُ الْجُلُوسَ في الْمَسْجِدِ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَضَع جَنْبَهُ، فَإنَّهُ أَجْدَرُ أن لَّا يَمَلَّ جُلُوسَهُ".
"عن محمد بن محمد بن سيرين قال: قُتِلَ عُمَرُ ولَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ".
"عن جبير بن الحويرث: أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَشَارَ الْمُسْلمِينَ في تَدْوِينِ الدِّيوانِ، فَقَالَ لَهُ عَلىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ: تَقْسِمُ كُلَّ سَنَةٍ مَا اجْتَمَعَ إِلَيْكَ مِنْ مَالٍ وَلَا تُمْسِكُ مِنْهُ شَيْئًا، وقال عثمان بن عفان: أَرَى مَالًا كَثيرًا يَسَعُ النَّاسَ وَإِنْ لَمْ يُحْصَوْا حَتَّى تَعْرِفَ مَنْ أخَذَ مِمَّنْ لَمْ يَأخُذْ، خَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ الأَمْرُ، فَقَال لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ المُغِيرَةِ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنيِنَ قَدْ جِئْتُ الشَّامَ فَرَأَيْتُ مُلُوكًا قَدْ دَوَّنُوا دِيوَانًا وَجنَّدُوا جُنُودًا، فَأَخَذَ بقْولِهِ، فَدَعَا عَقِيْلَ بْنَ أَبِى طَالِبٍ، وَمَخْرمَةَ بنَ نَوْفَلٍ، وجُبَيْرَ بنَ مُطعَمٍ، وَكَانُوا مِنْ نُسَّاب قُرَيْشٍ فَقَالَ: اكْتُبُوا النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَكَتَبُوا فَبَدَأُوا بِبَنِى هَاشِمٍ ثم أَتْبَعُوهُمْ أبَا بَكْرٍ وَقَومَهُ، ثُمَّ عُمَرَ وَقَوْمَهُ عَلَى الْخِلَافَة، فَلَمَّا نَظَر فِيه عُمَرُ قَالَ: وَدِدْتُ وَاللَّه أنَّهُ هكذا ابْتَدَأُوا بِقرَابَةِ النَّبِىِّ ﷺ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ حَتَّى تَضَعُوا عُمَرَ حَيْثَ وَضَعَهُ اللَّه".
"عن أسلم قال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ الْكتَابُ فَجَاءَتْ بَنُو عَدِىٍّ إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّه ﷺ أَوْ خَلِيفَةُ أَبِى بَكْرٍ، وَأَبُو
بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّه، فَلَوْ جَعَلتَ نَفْسَكَ حَيْثُ جَعَلَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ قَالَ: بَخٍ بَخٍ بَنِى عَدِىٍّ! ! أَرَدْتُمُ الأكْلَ عَلَى ظَهْرِى لأنْ أُذْهبَ حَسَنَاتِى لَكُمْ، لَا وَاللَّه حَتَّى تَأتيَكُمُ الدَّعْوَةُ وَأنْ أُطبِقَ عَلَيكمُ الدَّفْتَرَ -يعنى ولو أن تُكتبوا آخرَ الناس- إِنَّ لِى صَاحِبَيْنِ سَلَكَا طَرِيقًا فَإِنْ خالفتُهما خُولِفَ بِى، واللَّه مَا أَدْرَكْنَا الْفَضْلَ في الدُّنْيَا وَلَا مَا نَرْجُو مِنَ الآخِرَة مِن ثَوَابِ اللَّه عَلَى مَا عَلِمْنَا إلَّا بِمُحَمَّدٍ ﷺ فَهُوَ شَرَفُنَا، وَقَوْمُهُ أشْرَفُ الْعَرَبِ، ثَمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ، إِنَّ العَرَبَ شَرُفَتْ بِرَسُولِ اللَّه ﷺ وَلَوْ أنَّ بَعْضَنَا يُلْقَى إِلَى آبَاء كَثِيرَةٍ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَنْ نَلقَاهُ إِلَى نَسَبِه ثم لا نُفَارِقَهُ إِلَى آدَمَ إلَّا آبَاء يَسِيرَةٌ مَعَ ذَلِكَ، وَاللَّه لَئِنْ جَاءَتِ الأَعَاجِمُ بالأعْمَالِ وَجِئْنَا بِغَيْرِ عَمَل فَهُمْ أَوْلَى بِمُحَمَّدٍ منَّا يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَلَا يَنْظُرْ رجُل إِلى الْغِوَايَةِ، وَيعْمَل لِمَا عِنَد اللَّه فَإِنَّ مَنْ قَصَّرَ بِهِ عَمَلُهُ لَا يُسْرع به نَسَبُهُ".
"عن هشام الكعبى قال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ دِيوَانَ خُزَاعَةَ حَتَّى يَنْزِلَ قُدَيْدًا، فَنَأتِيهُ بِقُديدٍ فَلَا يَغِيبُ عَنْهُ امْرَأَةٌ بكْرٌ وَلَا ثيَبٌ فَيُعْطِيهِنَّ في أَيْدِيهنَّ ثُمَّ يرُوح فَيَنْزِل عُسْفَانَ فَيَفْعَل مِثْل ذَلِكَ -أيضًا- حَتَّى تُوُفِّى".
"عن محمد بن سعيد قال: كَانَ دِيوَانُ حِمْيَرَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ عَلَى حِدَةٍ"
"عن جهم بن أَبى جهم قال: قَدِمَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِىِّ عَلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَمَّا وَرَاءَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَرَكْتُ مَنْ وَرَائِى يَسْأَلُونَ اللَّه أَنْ يَزِيدَ في عُمُرِكَ مِنْ أَعْمَارهمْ، مَا وَطِئَ أحَدٌ الْقَادِسِيَّةَ إِلَّا عَطَاؤُهُ أَلْفَانِ أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَمَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إلَّا أُلْحَقَ عَلَى مِائَةٍ وَجَرِيَبْينِ كُلَّ شَهْرٍ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنثَى، وَمَا يبْلُغُ لَنَا ذَكَرٌ إلَّا أُلْحِقَ عَلَى خَمْسِمَائِةٍ أَوَ سِتِّمَائَة، فَإِذَا خَرجَ هَذَا لأَهْلِ بَيْتٍ مِنهُمْ مَنْ يَأكُلُ الطَّعَامَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأكُلُ الطَّعَامَ، فَمَا ظَنُّكَ به؟ فَإِنَّهُ لَيُنْفقه فِيمَا يَنْبَغى وَفِيمَا لَا يَنْبَغِى؛ قَالَ عُمَرُ: فَاللَّه الْمُسْتَعَانُ، إِنَّما هُوَ حَقُّهُمْ أُعطُوهُ، وَأَنَا أَسْعَدُ بِأَدَائه إلَيْهِمْ مِنْهُمْ بِأَخذِهِ، فَلَا تَحْمَدنى عَلَيْه، فَإِنَّه لَوْ كَانَ مِنْ مَال الْخَطَّابِ مَا أُعْطيتُموهُ، وَلَكنِّى قَدْ عَلِمْتُ أنَّ فِيه فَضْلًا وَلَا يَنْبَغِى أَنْ أحْبِسَهُ عَنْهُمْ، فَلَوْ أنَّهُ إِذَا خَرجَ عَطَاءُ أحَدِ هَؤُلَاءِ الْعُرَيْبِ ابْتَاعَ مِنْهُ غَنَمًا فَجَعَلَهَا بِسَوَادِهِمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ العَطَاءُ الثَّانِيَةَ ابْتَاعَ الرَّأسَ فَجَعلَهُ فِيهَا فإنى -وَيْحَكَ يَا خَالِدُ بْنَ عُرْفُطةَ- أخَافُ عَلَيكمْ أَنْ يَلِيَكُم بَعْدى وُلَاةٌ يُعَدُّ الْعَطَاءُ في زَمَانِهِمْ مَالًا، فَإِنْ بَقِى أحَدٌ مِنْهُمْ، أوَ أحَد مِنْ وَلَدِهِ كَانَ لَهم شَىْءٌ قد اعتقدوه فَيَتَّكئُونَ عليه، فَإِنَّ نَصِيحَتِى لَكَ وَأَنْتَ عِنْدىِ جَالِسٌ كَنَصِيحَتِى مَنْ هُوَ بِزَقْصَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلَمينَ، وَذَلِكَ لمَا طَوَّقَنِى اللَّه مِنْ أُمُورِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : "مَنْ مَاتَ غَاشًا لِرَعيَّتهِ لَمْ يِرحْ رَائِحَةَ الجنَّةِ".
"عن الحسنِ قال: كتب عمرُ إلى حذيفةَ أَنْ أعْطِ الناس أعْطِيَتَهُم وأرْزاقهم، فكتب إليه: قَدْ فَعَلْنَا وبَقِى شَىْءٌ كثيرٌ، فكتب إليه عمرُ إِنَّه فَيئُهُمُ الذى أفاءَ اللَّه عَلَيهِمْ لَيس هو لِعمرَ وَلا لآلِ عُمَرَ، اقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ".
"عن ابن عمرَ قال: قَدِمَتْ رُفقَةٌ من التُّجَّار فنزلوا المُصَلَّى، فقال عمرُ لعبد الرحمن بن عوفٍ: فهل لك أَنْ نَحْرُسَهُمْ الليلةَ من السَّرَق؟ فباتا يحرسانهم ويصلِّيان ما كَتَبَ اللَّه لهما، فَسَمِعَ عُمَرُ بكاءَ صبىٍّ فتوجَّهَ نحوه فقال لأُمِّه: اتَّقى اللَّه وأَحْسِنى إلى صَبِيِّكِ، ثُمَّ عادَ إلى مكانه فسمع بُكَاءَهُ، فعاد إلى أُمِّه فقال لها مثلَ ذلك (ثمَّ عاد إلى مكانه، فلمَّا كان في آخر الليل سمع بكاءه فأتى أُمَّه فقال: وَيْحَكِ) (*) إِنِّى لأَراك أُمَّ سُوءٍ، مالى أرى ابنك لا يَقَرُّ منذُ الليلة؟ قالت: يا عبد اللَّه قد ابْرَمْتَنِى مُنذُ الليلة؛ إنى أُريغُهُ عن (الِفطام فيأبَى، قال: ولمَ؟ قالت: لأن عمر لا يَفْرِضُ إلَّا للفُطُمِ، قال: وكم له؟ قالت: كذا وكذا شهرًا قال: ) (* *)، ويحك لا تُعْجِليه، فصلَّى الفجر وما يَستبينُ النَّاسُ قِراءَتَهُ مِنْ غَلَبَةِ البكاءِ، فَلمَّا سَلَّم قال: يا بُؤْسًا لعمر! ! كم قَتَلَ من أولاد المسلمين! ثُم أمَر مناديًا فنادى: ألا لا تُعجِلوا صِبْيَانَكم عن الفطام، فإنَّا نفرض لكلِّ مولودٍ في الإِسلامِ، وكتب بذلك إلى الآفاق: إنَّا نفرض لكل مولود في الإِسلام".
"عن أسلم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: واللَّه لَئِنْ بَقيتُ إلى هذا العام المُقبِل لأُلْحِقنَّ آخرَ الناس بأَوَّلِهم، ولأجْعَلَنَّهُمْ بَيَانًا واحدًا".
"عن عمر قال: لَئِنْ عِشْتُ حتى يكثرَ المالُ لأَجْعَلَنَّ عطاءَ الرجل المسلم ثلاثَةَ آلافٍ أَلْفٌ لِكُرَاعِهِ وسِلاحه، وألفٌ نفقةٌ له، وألفٌ نفقةٌ لأهلِه".
"عن عمرَ قال: لَوْ قَدْ عَلِمتُ نَصِيبى من هذا الأمر لأَتى الراعى بِسَرَواتِ حِمْيَرَ نصيبُه وهو لا يَعْرَقُ جَبِينُهُ فيه".
"عن عمرو قال: قَسَم عمرُ بن الخطَّاب بين أهل مكَّةَ مرةً عشرةً عَشَرَةً، فأَعْطى رجلًا فقال: يا أمير المؤمنين: إِنَّهُ مَمْلُوكٌ، قال: رُدُّه، رُدُّوه، ثُمَّ قال: دَعُوه".
"عَنْ عبد اللَّه بن عُبَيْدِ بن عمير قال: إِنِّى لأرجو أن أَكيلَ لهم المالَ بالصَّاعِ".
"عن عائشة قالت: كان عمر بن الخطاب يُرْسِلُ إلينا بِأَحْظائنا حَتَّى من الرءوس والأكَارعِ".
"عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عمير، قال: قال عمرُ بن الخطاب: واللَّه لأَزيدَنَّ النَّاسَ ما زاد المالُ، لأعُدَّنَّه لهم عَدًا؛ فإِنْ أعْيانى لأكِيلنَّهُ كَيْلًا، فإِنْ أَعيْانى كَثْرَتُه لأحْثُوَنَّهُ لَهُمْ حَثْوًا بغير حسابٍ؛ هو مالُهم يأخذونه".
"عن الحسن قال: كتبَ عمر بن الخطَّاب إلى أَبى موسى: أَمَّا بعدُ، فاعلم يومًا من السَّنةِ لا يَبْقَى في بيتِ المال دِرْهَمٌ حَتَّى يُكْتَسَحَ اكتساحًا، حتى يعلمَ اللَّه أَنِّى قد أدَّيْتُ إلى كلِّ ذى حَقٍّ حَقَّه".
"عن ابن عباس قال: دعانى عمر بن الخطاب فَأَتَيْتُه فإذا بين يديه نِطعٌ عَلَيه الذَّهَب مَنْثُورٌ، قال: هَلُمَّ فاقْسِمْ هذا بين قومك، فاللَّه أعْلَمُ حيثُ زَوَى هذا عن نبيه ﷺ وعن أَبى بكر، فأُعْطِيتُه لخيرٍ أم أُعْطيته لشرٍّ، ثم بكى وقال: كلا، والذى نفسى بيدِه ما حبَسَه عن نبيه وعن أَبى بكر إرادةَ الشَّرِّ بهما، وأعطاه عمرَ إرادةَ الخير لَه".
"عن محمد بن سيرين أن صِهْرًا لعمر بن الخطاب قَدِمَ على عمر فَعَرض له أن يُعْطِيهِ من بيت المال؟ فانتهرَهُ عمرُ فقال: أَرَدْتَ أن ألْقَى اللَّه مَلِكًا خَائِنًا، فلما كان بعدَ ذلك أعطاهُ من صُلبِ ماله عشرةَ آلافِ دِرْهَمٍ".
"عن عمر قال: لئن عِشْتُ لأجْعَلنَّ عطاءَ (سَفِلَةِ) (*) النَّاس ألفين".
"عن عمر قال: أَيُّما عاملٍ ظَلَمَ أحدًا فَبَلَّغَنِى مَظْلمَتَهُ فلم أُغَيِّرْهَا فأَنا ظَلَمْتُه".
"عن عمرَ قال: إِنِّى لأَتَحَرَّجُ أَنْ أسْتَعْمِلَ الرَّجُلَ وأَنَا أَجِدُ أقوى منْه".