"عن أسلم قال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ الْكتَابُ فَجَاءَتْ بَنُو عَدِىٍّ إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّه ﷺ أَوْ خَلِيفَةُ أَبِى بَكْرٍ، وَأَبُو
بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّه، فَلَوْ جَعَلتَ نَفْسَكَ حَيْثُ جَعَلَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ قَالَ: بَخٍ بَخٍ بَنِى عَدِىٍّ! ! أَرَدْتُمُ الأكْلَ عَلَى ظَهْرِى لأنْ أُذْهبَ حَسَنَاتِى لَكُمْ، لَا وَاللَّه حَتَّى تَأتيَكُمُ الدَّعْوَةُ وَأنْ أُطبِقَ عَلَيكمُ الدَّفْتَرَ -يعنى ولو أن تُكتبوا آخرَ الناس- إِنَّ لِى صَاحِبَيْنِ سَلَكَا طَرِيقًا فَإِنْ خالفتُهما خُولِفَ بِى، واللَّه مَا أَدْرَكْنَا الْفَضْلَ في الدُّنْيَا وَلَا مَا نَرْجُو مِنَ الآخِرَة مِن ثَوَابِ اللَّه عَلَى مَا عَلِمْنَا إلَّا بِمُحَمَّدٍ ﷺ فَهُوَ شَرَفُنَا، وَقَوْمُهُ أشْرَفُ الْعَرَبِ، ثَمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ، إِنَّ العَرَبَ شَرُفَتْ بِرَسُولِ اللَّه ﷺ وَلَوْ أنَّ بَعْضَنَا يُلْقَى إِلَى آبَاء كَثِيرَةٍ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَنْ نَلقَاهُ إِلَى نَسَبِه ثم لا نُفَارِقَهُ إِلَى آدَمَ إلَّا آبَاء يَسِيرَةٌ مَعَ ذَلِكَ، وَاللَّه لَئِنْ جَاءَتِ الأَعَاجِمُ بالأعْمَالِ وَجِئْنَا بِغَيْرِ عَمَل فَهُمْ أَوْلَى بِمُحَمَّدٍ منَّا يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَلَا يَنْظُرْ رجُل إِلى الْغِوَايَةِ، وَيعْمَل لِمَا عِنَد اللَّه فَإِنَّ مَنْ قَصَّرَ بِهِ عَمَلُهُ لَا يُسْرع به نَسَبُهُ".