"عن أم وَبَرة بِنْت الحرث قَالَتْ: جِئْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ فَتَح مَكَّةَ وَهَو نَازِلٌ بِالأَبْطَح، وَقَد ضُربت عَلَيْه قُبَّةٌ حَمْرَاءُ فَبَايَعْنَاهُ، وَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا، فَبَيْنَا نَحْنُ
كَذَلِك إِذْ أَقْبَلَ سُهَيل بن عَمْرو أَحد بَنى عَامِر بنْ لُؤى كَأَنه جَمَلٌ أَوْرَق فَلَقِيه خَالِد بن رَبَاح أَخُو بِلَال، وَذَلك بَعْد مَا طَلَعَتِ الشَّمْس، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَعْجل الْعَدْوَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَّا النِّفَاقُ، وَالَّذى بَعَثَهُ بِالحقِّ لَوْلَا بَيْتِى لَضَربتُ بِهَذَا السَّيْفِ فلَحتَك، وَكَان رَجُلًا أعْلَم، فَانْطَلَقَ سُهَيل إِلَى رسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَلَا تَرى مَا يَقُولُ لِى هَذَا الْعَبيد (*)؟ فَقَالَ النَّبِى ﷺ : دَعْهُ فَعَسَى أَنْ يكُون خَيْرًا مِنْك فَتلتمسهُ فَلَا تَجِدهُ، وَكَانَتْ هَذِهِ أَشدُّ عَلَيْهِ مِنَ الأُولَى".