"عَنْ هِشَام بن مُحَمَّد الْكَلْبى، عَنْ عُرْوَة بن سَعِيد، عَنْ عُفَيفِ بن معد يكرب، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَدِمَ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ عَلَى رسَولِ الله ﷺ فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أَحْيَانَا الله بِبَيْتَيْنِ مِنْ شِعْر امْرِئِ الْقَيْسِ بن حجر، قَالَ وَكَيْف ذَاكَ؟ قَالُوا أقْبَلْنَا نُرِيدُكَ فَضَلَلْنَا فَبقَيْنَا ثَلَاثًا بِغَيْر مَاءٍ فاسْتَظْلَلْنَا بِالطلْحِ وَالسَّمر، فأَقْبَل رَاكِبٌ مُتَلَثّمٌ بِعَمَامَةٍ وَتَمَثَّل رَجُلٌ مِنَّا بِبَيْتَيْنِ:
وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّريعَة هَمّهَا ... وأن الْبَيَاضَ مِنْ فَرائِصها دَامِى
تَيَممْتُ الْعَين الَّذِى عِنْدَ ضَارِجٍ (*) ... يفئ عَلَيْها الطَّلْحُ عرمضها طَامِى
فَقَالَ الرَّاكبُ: مَنْ يَقُولُ هَذَا الشِّعْر؟ قَالَ: امرئ الْقَيْس بن حُجْر، قَالَ: قَالَا وَالله مَا كَذَبَ هَذَا ضَارِجٌ عِنْدكُم، فَجَثَوْنَا عَلَى الرَّاكِبِ إلى ماءٍ كمَا ذكرَ عَلَيْه الْعِرْمَض يَفئُ
عَلَيْهِ الطَّلْحُ، فَشَرِبْنَا رَيّا وَحَمَّلْنَا مَا بَلَّغنَا الطَّرِيق، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ ذَاكَ رَجُلٌ مَذكُور، وَفِى لَفْظٍ مَشْهُورٌ في الدُّنْيا، شَرِيفٌ فِيهَا، مَنْسِىٌ في الآخِرَة، خَامِلٌ فِيهَا، يَجئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ يَقَودهُمُ إِلَى النَّارِ".