"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله ﷺ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَار، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوا، فَسَارَ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَوَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَي، قَالَ وَهُمْ عِنْدَ غَيْضَةٍ، قَالَ: فَإنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَقُومَ كُل رَجُلٍ مِنْكُمْ حَتَّى يَحْمِل وِقْرَهُ (*) مِنْ هَذِهِ الْغَيْضَة (* *) حَتَّى تَجْمَعُوهُ، فَجَمَعُوهُ فَأَوْقَدُوا فِيه النَّارَ حَتَّى صَارَتْ نَارًا ضَخْمَةً، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُم إِلَّا وَقَعْتُمْ فِيهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا نَفِرُ مِنَ النَّارِ، وَقَامَ آخَرُونَ لِيَقَعُوا فِيهَا فَمَنَعَهُم الآخَرُونَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَبَوْا: مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَقَعُوا فِيهَا؟ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ الله مِنَ النَّارِ نَفِرُّ، وَقَالَ لِلآخَرِينَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ
تَقَعُوا فِيهَا؟ فَقَالُوا: أَمَرْتَنَا أَنْ نُطِيعَهُ فَعَزَمَ عَلَيْنَا أَنْ نَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ أَحْسَنْتُمْ حِينَ مَنَعْتُمُوهُمْ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَوْ وَقَعْتُمْ فِيهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".