"عَنْ أَبِي جَمْرَةَ أَنَّ ابْن عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ بَدْء إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: بَلَغَهُ أَن رَجُلًا خَرَجَ بِمَكَّةَ يزْعُمُ أَنَّهُ نَبِي، فَبَعْت أَخَاهُ فَقَالَ: انْطَلِق إِلَى مَكَّةَ حَتَّى تَأتِيَنِي بِخَبَرِه، وَذَكَرَ قِصَّةَ إِسْلَامِهِ أَنَّهُ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَي مَكَّةَ مَعَهُ شَنَة فِيهَا مَاؤُهُ وَزَادُهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجَدَ وَلَمْ يَسْأَل أَحَدًا عَنْ شَيْء وَلَمْ يَلقَ رَسُولَ الله ﷺ وَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِد حَتَّى أَمْسَى، فَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ، فَمَرَّ بِهِ مَعَهُ عَلَى أَثَرِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَسُوكِ الله ﷺ وَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بمَا شِئْت، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى أَهْلكَ حَتَّى يَأتِيَكَ خَبَرِي، فَقَالَ: وَالله مَا كُنْتُ لأَرْجِعَ حَتَّى أَصْرُخَ بِالإِسْلَامِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَسجِدِ فَصَاحَ بِأَعْلَي صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: صَبَأَ الرَّجُلُ، صَبَأَ الرَّجُلُ، ثُمَّ قَامُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ حَتَّى سَقَطَ".