"يُمَثَّلُ الْقُرآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلًا، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ حَمَلَهُ فَخَالَفَ أَمْرَهُ فَيَتَمَثَل لَهُ خَصْمًا، فَيَقُولُ: يَا رَبَ حَمَّلتَهُ إِيَّاى، فَبِئْسَ حَامِلِى، تَعَدَّى حُدُودى، وَضَيَّعَ فَرَائِضِى لَهُ، وَرَكِبَ مَعْصِيَتِى وَتَرَكَ طَاعَتِى، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ: فَشَأنُكَ، فَيَأخُذُهُ بِيَدِهِ فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى مَنْخَرِهِ فِى النَّارِ، وَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ وَحَفِظَ أَمْرَهُ فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلتَهُ إِيَّاى فَحَفِظَ
حُدُودِى، وَعَمِلَ بِفَرَائِضِى، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِى، وَاتَّبَعَ طَاعَتِى، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ، شَأنُكَ بِهِ، فَيَأخُذهُ بِيَدِهِ فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يُلْبِسَهُ حُلَّةَ الإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، وَيَسْقِيَهُ كَأسَ الْخَمْر".