"يَعْتَذِرُ اللَّه إِلَى آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ مَعَاذِيرَ، يَقُولُ اللَّه تَعَالَى: يَا آدَمُ: لَوْلَا أَنِّى لَعَنْتُ الْكَذَّابِينَ، وَأَبْغَضْتُ الْخُلْفَ وَالْكَذِبَ، وَأَوْعَدْتُ عَلَيْه لَرَحِمْتُ الْيَوْمَ ذُرِّيَّتَكَ أَجْمَعِينَ مِنْ شِدَّةِ مَا أَعْدَدْتُ لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ، وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّى لَئِنْ كُذِّبَتْ رُسُلِى، وَعُصِى أَمْرِى، لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَيَقُولُ اللَّه تَعَالَى: يَا آدمُ:
اعْلَمْ أَنِّى لَا أُدْخِلُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ النَّارَ أَحَدًا، وَلَا أُعَذِّبُ مِنْهُمْ بِالنَّارِ أَحَدًا إِلَّا مَنْ قَدْ عَلِمْتُ بِعِلْمِى أَنِّى لَوْ رَدَدْتُهُ إِلَى الدُّنْيَا لَعَادَ إِلَى شَرِّ مَا كَانَ فِيهِ وَلَمْ يَرْجِعْ وَلَمْ يَعْتِبْ، وَيَقُولُ اللَّه تَعَالَى: يَا آدَمُ: قَدْ جَعَلْتُكَ حَكَمًا بَيْنِى وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ، قُمْ عِنْدَ الْمِيزَانِ وَانْظُرْ مَا يُرْفَعُ إِلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَمَنْ رَجَحَ مِنْهُمْ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّه مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ، حَتَّى تَعْلَمَ أَنِّى لَا أُدْخِلُ النَّارَ مِنْهُمْ إِلَّا كُلَّ ظَالِمٍ".