" يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ: لَقَدْ أَرانِى اللهُ اللَّيْلَةَ مَنَازِلَكُمْ فِى الْجَنَّةِ وَقَدْرَ مِنَازِلِكُمْ مِنْ مَنْزِلِى، يَا عَلِىُّ أَلاَ تَرْضَى أَن يَكُونَ مَنْزِلُكَ مُقَابِلَ مَنْزِلِى فِى الْجَنَّة؟ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ فِى الْجَنَّةِ مُقَابِلَ مَنْزِلِى، يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّى لأَعْرِفُ رَجُلًا بِاسْمِهِ وَاسْم أَبِيهِ وَأُمَهِ إِذَا أَتَى بَابَ الْجَنَّة لَمْ يَبْقَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِهَا، وَلاَ غُرْفَةٌ مِنْ غُرَفِهَا إِلاَّ قَالَ لَهُ: مَرْحبا مَرْحَبًا. هُوَ أَبُو بَكْرِ ابْنِ أَبَى قُحَافَةُ، يَا عُمرُ لَقَدْ رَأيْتُ فِى الْجَنَّة قَصْرًا مِنْ دُرَّة بَيْضَاءَ مُشْرِفَة مِنْ لُؤْلُؤٍ أَبْيَضَ مُشَيَّدِ بِالْيَاقُوتِ، فَأَعْجَبَنِى حُسْنُهُ فَقُلتُ: يَا رِضْوَانُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَ لِفتًى مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُهُ لِى فَذَهَبْتُ لأَدْخُلَهُ، فَقَالَ لِى رِضْوَانُ: هَذَا لعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَوْلاَ غَيْرَتُكَ يَا أَبَا حَفْصٍ لَدَخَلْتُهُ، يَا عُثْمَانُ إِنَّ لِكُلِّ نَبىٍّ رَفِيقًا فِى الْجَنَّةِ، وَأَنْتَ رَفِيقِى فِى الْجَنَّةِ، يَا طَلْحَةُ وَيَا زُبَيْرُ إِنَّ لِكُلِّ نَبِىٍّ حَوَارِيّا وَأَنْتُمَا (حَوَارىَّ) عَبْدَ الرَّحمَنِ لَقَدْ بَطؤَبِكَ عَنِّى حَتى خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ هَلَكْتَ ثُمَّ جئتَ وَقَدْ عَرِقْتَ عَرَقًا شَدَيدًا فَقُلتُ: مَا أَبْطَأَ بِكَ عنِّى؟ لَقَدْ خَشِيتُ أنْ يَكُونَ قَدْ هَلَكْتَ، فَقُلتَ يَا رَسُولَ اللهِ: كَثْرةُ مَالِى، مَا زِلْتُ مَوْقُوفًا مُحْتَسبًا أسْأَلُ عَنْ مَالِى مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتُهُ وَفِيمَا أنْفَقْتُهُ".
. . . .