"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِى عمَرُ بْن الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا اعْتَزَلَ النَّبِيُّ
رَسُولُ الله نِسَاءَهُ، أفَأَنْزِلُ أُخْبِرُهُمْ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ؟ ، قَالَ: نَعَمْ إنْ شِئْتَ، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حَتَّى تَحَسَّرَ الْغَضَبُ عَنْ وَجْهِهِ، وَحَتَّى كشَّرَ وَضَحِكَ، وَكانَ أَحْسَنَ النَّاسِ ثَغْرًا, فَنَزَلَ نَبِىُّ الله، وَنَزَلْتُ أتَشَبَّثُ بِالْجِذْعِ، وَنَزَلَ رَسُولُ الله ﷺ كَأَنَّمَا يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ مَا يَمَسُّهُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُول الله: إِنَّمَا كُنْتَ فِى هَذَهِ الْغُرْفَةِ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، فَقَالَ: إنَّ الشَّهْرَ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشرين، فَقُمْتُ عَلَى بَابِ المَسْجدِ فَنَادَيْتُ بأَعْلَى صَوْتِى: لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ الله نِسَاءَهُ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذَلِكَ الأَمْرَ وَأَنْزَلَ الله آيَةَ التخيير".