"عَنْ زَيدِ بنِ ثَابتٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ؓ اسَتَأْذَنَ عَلَيهِ يَومًا فَأَذِن لَهُ وَرَأْسُه فِى يَدِ جَارِية لَهُ تُرَجِّلُه، فَينْزَعُ رَأْسَه، فَقَالَ لَه عُمَرُ ؓ: دَعْهَا تُرجِّلُكَ، قَالَ يَا أَميرَ المؤُمنينَ: لَوْ أَرْسلتَ إلىَّ جِئْتُكَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَيسَ هُوَ بِوحْى حَتَّى نَزِيدَ فيه (فقال عمر: إنما الحاجة لى إنى جئتك لتنظر في أمر الجد، فقال زيد: لا واللَّه ما يقول فيه) (*)، ويَنْقُصُ مِنه، إنَّما هُو شَىْءٌ تَرَاهف، فإنْ رَأيتُه وَافَقنِى تَبِعْتُه، وإلَّا لَم يَكُن عَلَيْك فِيه شَىْءٌ، فَأبَى زَيْد، فَخَرجَ مُغْضبًا، قَال: قَدْ جِئْتُكَ وأَنَا أَظنُّكَ سَتَفْرُغُ مِن حَاجَتِى! ! ثُم أتَاهُ مَرَّةً أُخْرَى في السَّاعةِ الَّتِى أَتَاهُ المَرَّةَ الأُولَى، فَلَمْ يَزَلْ به حَتَّى قَالَ: فَسَأكْتُب لَكَ فِيهِ كتابًا، فَكَتبَه فِى قِطْعِة قَتَبٍ (* *) وضَرَبَ لَه مَثَلًا، إنَّمَا مَثَلُهُ مَثَلُ شَجَرَةٍ نَبَتَتْ عَلَى سَاقٍ واحدٍ فَخَرَجَ فِيهَا غُصْنٌ، ثُمَّ خَرجَ فِى الغُصْنِ غُصْنٌ آخر فالساق يسقى الغصنين فإن قطعت الغصن الأَولَ ثم رَجَع المَاءُ إلَى الغُصْنِ -يَعْنِى الثَّانِى- وَإِنْ قَطَعْتَ
الثَّانِى رَجَعَ المَاءُ إلَى الأَولِ فَأتِى بِه، فَخَطب النَّاسَ عُمَرُ ثُم قَرأَ قِطْعَةَ القَتبِ عَلَيهم ثَمَّ قَالَ: إِنَّ زَيْد بنَ ثَابتٍ قَدْ قَالَ فِى الجَدِّ قولًا وَقَد امْضَيْتُهُ، قَالَ: وَكَان أَوَّل جَدٍّ كَانَ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ المَالَ كُلَّهُ: مَالَ [ابن] ابنهِ دُونَ إخوَتهِ، فَقَسَمَهُ بَعْد ذَلِكَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ ؓ".