"عَنْ عكرمة بن خالدٍ عن الثّقة: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ صَلَّى العِشَاءَ الآخرةَ للِنَّاسِ بالجابية فَلَمْ يَقْرأ فِيهَا حَتَّى فَرَغَ، فلما فَرَغَ دخلَ فأطافَ بِه عبد الرحمن بن عوف وتنَحْنَحَ حَتَّى سَمِع عبدَ الرَّحمن حِسَّه وَعَلِم أَنَّهُ ذو حاجةٍ، فقال: مَنْ هَذَا؟ قال:
عبدُ الرحمن بن عوف، قَالَ: أَلَك حَاجَةٌ؟ قَال: نَعَم، ادْخُل، فَدَخَل فقال: أَرأيتَ مَا صَنَعتَ آنِفًا عَهدَه إليك رسول اللَّه ﷺ أمْ رَأَيتَه؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: لَمْ تَقْرأ في العِشَاء، قَال: أَوَفَعَلْتُ؟ قَالَ: نَعم، قال: فَإِنِّى سَهَوتُ، جَهَّزْتُ عِيرًا مِن الشام حَتَّى قَدمَتِ المدِينَةَ، فأمرَ المؤذنَ فأقام الصلاة، ثم عاد فصلى العشاء للناس، فلما فرغَ خطب قال: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها، إن الذى صنعتُ آنفا أنى سهوتُ، جَهَّزْتُ عيرًا (*) من الشَّام حَتَّى قَدِمْتِ المدِيَنةَ فقسمتُها".