"عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعيدٍ المَقْبرِيِّ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّحِ بِالأُرْدُنِ وَبِهَا قَبْرُهُ دَعَا مَنْ حَضَرَهُ مِن المُسلِمينَ فَقَالَ: إِنِّى مُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةٍ إنْ قَبِلتُمُوهَا لَنْ
تَزَالُوا بِخَيرٍ! أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وأَتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَصَدَّقُوا، وَحُجُّوا وَاعْتَمرُوا، وَتَوَاصَوْا، وَانْصَحُوا لأُمُرَائِكُمْ، وَلاَ تَغُشُّوهُمْ، وَلاَ تُلهِكُمُ الدُّنْيا، فَإنَّ امْرَءًا لَوْ عُمِّرَ أَلْفَ حَوْلٍ مَا كَانَ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَصِيرَ إلَى مَصْرَعِى هَذَا الَّذى تَرَوْنَ، إنَّ الله كَتَبَ المَوتَ عَلَى بنِى آدَمَ فهُمْ يمِيتون (*) وأكْيَسُهمْ أطوعهم لربه، وأعَملهم ليوم معاده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يَا مُعَاذُ بن جَبَلٍ! صَلِّ بالناس ومات (*) فَقامَ مُعاذٌ في النَّاسِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلَى الله مِنْ ذُنُوبِكُمْ تَوْبَةً نَصُوحًا، فَإنَّ عَبْدًا لاَ يَلقَى الله تَائبًا منْ ذَنْبهِ إلَّا كانَ حَقّا عَلَى الله أَنْ يَغْفرَ لَهُ إِلا مَنْ كانَ عَلَيْه دَيْنٌ (* * *) (فليقضَه)، فإنَّ العَبْدَ مُرتَهَنٌ بِدَيْنِه، وَمَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُهَاجِرًا أَخَاهُ فَليَلقَهُ فَليُصَافِحْهُ، وَلاَ يَنْبَغِى لِمُسْلمٍ أَنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَث فَهُوَ الذَّنْبُ العَظيمُ".