"عَنْ عُمَرَ فِى قَوْلِهِ: [تعالى] {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} قَالَ: إِذَا مَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ سَأَلَ اللَّه الْجَنَّةَ، وَإِذَا مَرَّ بِذِكْرِ النَّارِ تَعَوَّذَ بِاللَّه مِنَ الْنَّار".
31.04. Actions > ʿUmar b. al-Kaṭṭāb (56/75)
٣١.٠٤۔ الأفعال > مسند عمر بن الخطاب ص ٥٦
"عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيح، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ المدينَةِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَعْزِلُ عَنْ جَارِيَة لَهُ فَحمَلَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُلحِقْ بِآل عُمَرَ مَنْ لَيْسَ مِنْهُم، فَوَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، فَسأَلَهَا، فَقَالَتْ: مِنْ رَاعِى الإِبِلِ، فَاسْتَبْشَرَ".
"عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِى قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِى مُوسى الأَشْعَرِىِّ: اقْنَعْ بِرِزْقِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الرَّحْمَنَ فَضَّلَ بَعْضَ عِبَادِهِ عَلَى بَعْضٍ فِى الرِّزْقِ بَلَاءً يَبْتَلِى بِهِ كُلًا، فَيَبْتَلِى بِهِ مَنْ بَسَطَ لَهُ كَيْفَ شُكْرهُ فِيهِ؟ ، وَشُكْرُهُ للَّه أَدَاؤُهُ للحَقِّ الَّذِى افْتُرِضَ عَلَيْهِ فِيما رَزقَهُ وَخوَّلَهُ".
"عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِذَا اعْتَرَفَ بِوَلَدِهِ سَاعَةً وَاحِدَةً ثُمَّ أَنْكَرَ بَعْدُ لَحِقَ بِهِ".
"عَنِ الزُّهرِىِّ، عَنْ سالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ الْعَزْل، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ بَعْضَ ذَلِكَ".
"عن قتادَةَ قالَ: جاءت امرأةٌ إلى عمرَ فقالت: زَوْجِى يقومُ اللَّيْلَ ويصومُ النهارَ، قَالَ: أفَتَأمُرنِى أن أَمنَعَهُ قِيَامَ اللَّيلِ وصيامَ النهارِ؟ فَانْطَلَقَتْ ثم عَاوَدَتْهُ بعدَ ذلِكَ فقالتْ لهُ مثلَ ذلِكَ، وردَّ عَليهَا مِثْلَ قولِهِ الأَول، فقالَ لهُ كعبُ بن سورٍ: يا أميرَ المؤمنينَ إن لَهَا حقًا، قَالَ: وما حقُّهَا؟ قالَ: أحلَّ اللَّه لهُ أربعًا فاجعلهَا واحدةً من الأربع، لَهَا في كُلِّ أربع ليالٍ ليلةٌ، وفى كلِّ أربعةِ أيامٍ يومٌ، فدعَا عمرُ زوجَهَا وأمَرهُ أن يَبِيتَ معهَا في كلِّ أربع ليالٍ ليلةً، ويُفْطرَ من كلِّ أربعةٍ أيامٍ يومًا".
"عن زيدِ بنِ أسلم قالَ: بلغَنِى أن عمرَ بنَ الخطابِ جاءتْهُ امرأةٌ فقالت: إِنَّ زوجَهَا لا يُصيبُها، فأرسلَ إِلَى زَوْجِهَا فسألَهُ، فقالَ: كَبِرْتُ وذَهَبَتْ قُوَّتى، فقالَ عمرُ: أَتُصِيبُهَا في كلِّ شهرٍ مرةً؟ قَالَ: أَكثرُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فِى كَمْ؟ قالَ: أُصِيبُهَا فِى كُلِّ طُهرٍ مَرةً، قالَ عمرُ: اذهبِى فإِنَّ فِى هَذَا مَا يَكْفِى المرأةَ".
"عن سعيدِ بنِ عبد العزيزِ قالَ: قالَ عمر بن الخطابِ لِجَبَلة بن الأيهم الغسانِىِّ: يَا جُبَيْلَةُ؟ فلم يُجِبْهُ، ثم قَالَ: يا جُبَيْلَةُ؟ فلم يُجِبْهُ، ثم قالَ: يا جُبَيْلَةُ. فَأَجابَهُ فقالَ: اخْتَرْ منِّى إحدَى ثلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُسْلِمَ فيكونَ لكَ مَا لِلمسلمينَ وعليكَ ما عَلَيْهِم، وَإِمَّا أَنْ تُؤَدِّى الْخَرَاجَ، وإما أن تلحقَ بالروم، قال: فَلَحِقَ بِالرُّومِ".
"عن ابنِ عُمَر أن عمرَ نَهَى أن تُغْلَقَ دورُ مكةَ دونَ الحاجِّ، فَإِنَّهُمْ يَضْطَرِبُونَ فيمَا وَجَدوا مِنْهَا فَارِغًا".
"عن يزيدَ بنِ هُرْمُزَ: أَنَّ نجدةَ كَتَبَ إِلَى ابنِ عَبَّاسٍ يسألُهُ عن سهمِ ذوِى القربَى؟ فكتبَ إليه: إِنَّهُ لنَا، وقد كَانَ عمرُ دعَانَا لِنُنْكِحَ منهُ أيامَى، وَنُخْدِمَ منهُ عَائِلَنَا، وَنُعطى منهُ الغارِمِينَ مِنَّا، فَأَبَيْنَا عليهِ إلا أَنْ يُسلِمَهُ لَنَا كُلَّهُ وأَبَى ذلِكَ عمرُ علينَا".
"عن ابنِ عباسٍ (قَالَ) كَانَ عمرُ يُعْطِينَا الخُمسَ نحوًا مما كَانَ يرى أَنَّهُ لَنَا فَرَغِبْنَا عن ذَلِكَ، فقلنَا: حقُّ ذَوِى القُربَى خُمسُ الخُمسِ، فقال عمرُ: إِنَّمَا جعلَ اللَّه الخُمُسَ لأصناف سمَّاها، فَأسْعَدُهُمْ بِهَا أكثرُهُمْ عددًا، وأَشَدُّهُمْ فاقةً، فأخَذ ذَلِكَ منا ناسٌ وتركهُ ناسٌ".
"عن الزُّهرِى أن عمرَ بنَ الخطابِ قالَ: إِنْ جَاءَنِى خُمسُ العراقِ لَا أدَّعُ هاشميًّا إلا زَوَّجتُهُ، ومن لا جاريةَ لَهُ أَخْدَمْتُهُ".
"عن عمرَ قالَ: لَا يهبُ الأميرُ من المَغَانِم شيئًا إلا بإذنِ أصْحَابِهِ إِلَّا لَدلِيلٍ أو راعٍ، أَو يكونُ سَلَبًا أو نَفَلًا، ولا نَفَلَ حتى يُقَسَّمَ أولُ مَغْنَمٍ".
"عن عمرَ قالَ: مَنْ أَسْلمَ على ميراثٍ قبلَ أَن يُقَسَّمَ وَرِثَ مِنْهُ".
"عن سليمانَ الشيبانِىِّ قالَ: أَنْبأَنِى ابنُ المرأةِ التى فَرَّق بينهما عمرُ حينَ عرضَ عليهِ الإِسلامَ فَأَبى ففرَّق بينَهُمَا".
"عن قتادةَ قالَ: سُئِلَ عمرُ عَنْ رجلٍ طَلَّقَ امرأتهُ فِى الجاهليةِ تطليقتين، وفى الإِسلام تطليقةً؟ فقالَ عمرُ: لَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاك، فقالَ عبد الرحمن بنُ عوفٍ لكنِّى آمرُكَ، لَيْس طَلَاقُكَ في الشِّرْكِ بشئٍ".
"عن عطاءٍ وغيرِهِ قالُوا: بلغَ عمر أَنَّ ابنَ أَبِى يَثْرِبِى يُصيبُ جَارِيةً عندَ عَبْدِهِ، فدعاهُ فسألَهُ فقالَ: وما بأسٌ بِذَلِكَ، فَأَشَارَ إلَيْهِ على الذَّبْحِ؟ فأنكرَ ذلكَ ابنُ أَبى يَثْرِبِى، فقالَ: أما واللَّه لو أَقْرَرْتَ بِذلكَ لرجمتُكَ، قالَ عطاءٌ وغيرهُ: لم يَكُنْ لِيَرْجُمَهُ وَلَكِنْ فَرِقَهُ".
"عن سماكِ بنِ حربٍ قالَ: حَدَّثَنِى الحىُّ أن رجلًا ماتَ بعدَ ثمانيةِ أشهرٍ من السنةِ، فأعطاهُ عمرُ بنُ الخطابِ ثُلُثَى عطائِهِ".
"عن جابرِ بنِ عبد اللَّه قالَ: جاءتِ امرأةٌ إلَى عمرَ بنِ الخطابِ ونحنُ بِالْجَابِيَةِ نَكَحتْ عبدَهَا، فَانْتَهَرهَا وهمَّ أن يرجُمَهَا، وقالَ: لا يَحِلُّ لكِ مسلمٌ بعدَهُ".
"عن قتَادَةَ قال: تَسرَّت امرأةٌ غلامًا لهَا فذُكِرتْ لِعُمَرَ، فسألَهَا: ما حَمَلَكِ على هَذَا؟ فقالت: كُنت أَرَى أنَّهُ يَحِلُّ لى مَا يَحِلُّ للرجلِ مِن ملكِ اليمينِ. فاستشارَ عمرُ فِيهَا أصحابَ النبىِّ ﷺ فقالُوا: تَأَوَّلَتْ كتابَ اللَّه على غير تأويلِهِ، فقال عمرُ: لَا جرَمَ، واللَّه لا أُحلكِ لحرٍّ بعدَهُ أبدًا، كأنَّهُ عاقَبَهَا بذلكَ ودَرَأَ عنهَا الحدَّ، وأمرَ العبدَ أن لَا يقربَهَا".
"عن قَتَادَةَ قالَ: جاءتِ امرأةٌ إِلَى أَبِى بكرٍ فقالتْ: أَعْتِقُ عَبِدى وأتزوجُهُ فهوَ أهونُ علىَّ مُؤْنةً من غيرهِ؟ فقالَ ائْتِى عمرَ فَسَلِيهِ. فسألتْ عمر، فضربَهَا حَتَّى قشعَت ببولِها ثم قالَ: لن تَزَالَ العربُ بخيرٍ ما منعتْ نِسَاءَهَا".
"عن قَبِيصَةَ بنِ ذُؤَيْب أَنَّ رجلًا وَقَعَ على وَلِيدَتِهِ وكانَت عِنْدَ عَبْدِهِ، فجلدهُ عمرُ بنُ الخطابِ مائةَ جلدةٍ".
"عن سعيدِ بنِ المسيبِ أن عمرَ بنَ الخطابِ كتَبَ إلى حذيفَةَ بنِ اليمانِ وهو بالكوفة، وَنَكَحَ امرأةً من أَهْلِ الكتابِ، فكتبَ: أَنْ فَارِقْهَا فإِنَّكَ بأرضِ المجوسِ، وَإِنِّى أَخْشَى أن يقولَ الجاهل: قد تزوَّجَ صاحبُ رَسُول اللَّه ﷺ كافرةً ويَجهل الرُّخصةَ التى كَانَتْ مِنَ اللَّه ﷻ فَيَتَزَوَّجُوا نِسَاءَ المجوسِ. ففارقَهَا".
"عن إسلمَ أَنَّ عمرَ ضربَ الجزيةَ على أَهْلِ الذَّهَبِ أَربعةَ دَنَانِيرَ. وأَرْبَعيِنَ درهمًا على أَهْلِ الوَرق. وأرزاق المسلمينَ من الحِنْطَة مُدَّيْنِ. وثلاثَةَ أقساطِ زيتٍ على كلِّ إنسانٍ منهمْ كلَّ شهرٍ (ومن كَانَ من أَهْلِ الشَّامِ وأهل الجَزِيرَةِ. وعلى أَهْلِ العراق خمسةَ عَشَرَ صَاعًا لِكُلِّ إِنسانٍ) ومن كَانَ من أَهْلِ مِصْرِ فإِردبٌّ كلَّ شهرٍ لكلِّ إنسانٍ، قَالَ: ولا أدْرِى كَمْ ذَكَرَ منَ الوَدَكِ والعَسَلِ".
"عن ابن أَبى نجيحٍ قَالَ: سألتُ مجاهدًا: لِمَ وضعَ عمرُ على أَهْلِ الشَّامِ من الجزية أكثرَ مما وَضَعَ علَى أهل اليمنِ؟ فقال: لِلْيَسَارِ".
"عن عمرَ أَنَّهُ مَرَّ بِشَيْخٍ من أَهْلِ الذِّمَّةِ يسألُ عَلَى أَبْوَابِ النَّاسِ، فقال: مَا أَنْصفْنَاكَ؛ كُنَّا أَخَذْنَا مِنْكَ الْجِزْيَةَ فِى شَبِيبَتِكَ، ثُمَّ ضَيَّعْنَاكَ فِى كِبَرِكَ! ثُمَّ أَجْرَى عليه من بيتِ المالِ ما يُصْلِحُهُ".
"عن عبد اللَّه بن زهير الشيبانى أن عتبةَ بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب بأربعين ألف درهم صدقة الخمرِ، فكتب إليه عمرُ: بعثتَ إلىَّ بصدقةِ الخمرِ فأنت أحقُّ بها من المهاجرين، وأخْبَرَ بذلك النَّاسَ وقال: واللَّه لَا اسْتَعْمِلُكَ عَلَى شَىْءٍ بَعْدَ هَذَا، فَنَزَعَهُ".
"عن خليفة بن قيسٍ قال: قال عمرُ: يا يرفأ اكتُب إلى أَهْلِ الأمصار في أَهْلِ الكتاب: أَنْ تُجَزَّ نَوَاصِيهمْ، وَأَنْ يَرْبِطُوا (الْكُسْتَيْجَانَ) فِى أَوْساطِهِمْ لِيُعْرَفَ زِيُّهُمْ مِنْ زِىِّ أَهْلِ الإِسْلَامِ".
"عن عبد اللَّه بن قيس بن أَبى قيس قال: قدِم عمرُ الجابيةَ فأراد قسمةَ الأَرْضِ بين المسلمين، فقال له معاذ: وَاللَّه إِذَنْ لَيَكُوننَّ مَا تَكْرَهُ، إِنَّكَ إِنْ قَسَمْتهَا اليومَ صار الرِّيعُ العظيمُ في أيدى القوم (ثم) يَبيدُونَ فَيَصِيرُ ذَلِكَ إِلَى الرجلِ الواحدِ أو المرأةِ، ثم يأتى من بعدهم قومٌ يَسُدُّونَ مِنَ الإِسْلَامِ مَسَدًّا وَهُمْ لَا يَجِدُونَ شَيْئًا، فَانْظُر أَمْرًا (يَسَعُ) أوَّلهُمْ وآخِرَهُمْ، فصار عمرُ إلى قولِ معاذ".
"عن إبراهيم التيمى قال: لما فتح المسلمون السوادَ قالوا لعمر: اقْسِمْهَا بَيْنَنَا؛ فَإِنَّا فَتَحْنَاهُ عَنْوةً، فَأَبَى وقال: فَمَا لِمَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ مِنَ المسلمين؟ وَأَخَافُ إن تَقاسموه (أن تفاسدوا) (*) بينكم فِى الْمِيَاهِ. فَأَقَر أَهْلَ السَّوَادِ فِى أَرْضِهِمْ، وَضَرَبَ عَلَى رُءُوسِهِمُ الْجِزْيَةَ وَعَلَى أَرْضِهمُ الطَّسْقَ، يعنى: الخراج".
"عن عُمَرَ قال: لَا كَنِيسَةَ فِى الإِسْلَامِ وَلا خِصَاءَ".
"عن أَبى أُمامة أن عمر بن الخطاب قال: أَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَإِيَّاى وَأَخْلَاقَ الأَعَاجِم، وَمُجَاوَرَةَ الْخَنَازِيرِ، وَأَنْ يُرْفَعَ بَيْنَ أَظهُركُمُ الصَّلِيبُ".
"عن الحكم بن عبد الرحمن بن أَبى الْعَصْمَاءِ الخَثْعَمِىِّ -وكان ممن شهد فتح قَيسَارِيَّةَ- قال: حَاصَرَهَا مُعَاوِيَةُ سَبع سنين إِلَّا أَشْهُرًا ثُمَّ فَتَحَهَا، (وَبَعَثُوا بِفَتْحِهَا إِلَى عَمرَ بنِ الْخَطَّابِ، فقام عمر فنادى: أَلَا إِنَّ قَيْسَارِيَّةَ فُتِحَتْ قَسْرًا".
"عن الأوزاعى قال: سألت الزهرى: مَا كَانَ عُمَرُ يَصْنَعُ بِالأُسَارى؟ قال: رُبَّمَا قَتَلَهُمْ، وَرُبَّمَا بَاعَهُمْ".
"عن أَنس بن مالك أن عمر بعث أبا موسى فأصاب سَبْبًا، فقال عمر: خَلُّوا سَبِيلَ كُلِّ أَكَّارٍ وَزَرَّاعٍ".
"عن يزيد بن أَبى حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعدِ بن أَبى وقاص: إِنِّى قدْ كُنْتُ كَتَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى الإِسلَامِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَنِ اسْتَجَابَ لَكَ قَبْلَ الْقِتَالِ فَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ مَا لِلمُسْلمِينَ، وَلَهُ سَهْمُهُ فِى الإِسلَامِ، وَمَنِ اسْتَجَابَ لَكَ بَعْدَ الْقِتَال وَبَعْدَ الْهَزِيمَةِ فَمَالُهُ فَئٌ لِلمُسلِمِينَ، لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ أَحْرَزُوهُ قَبلَ إِسْلَامِهِ، فَهَذَا أَمْرِى وَكِتَابِى إِلَيْكَ".
"عن خالد بن يزيد بن أَبى مالكٍ، عن أبيه قال: كان المسلمون بالجَابِيَةِ وفيهم عمر بنُ الخطابِ فأتاه رجلٌ من أهل الذِّمَّةِ يخبره أن الناس قد أسرعوا في عِنَبهِ، فخرج عمرُ حتى لقى رجلًا من أصحابِه يحمل تُوْسًا عليه عِنَبٌ، فقال له عمر: وَأَنْتَ أَيْضًا؟ فقال: يا أميرَ المؤمنين: أصابتنا مَجَاعَةٌ، فانصرف عمرُ وأَمَرَ لِصَاحِبِ الْكَرْمِ بقيِمَةِ عِنَبِهِ".
"عن حكيم بن عمير: أَنَّ عمرَ بنَ الخطابِ تَبرأ إِلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ مَعَرَّة الْجَيْشِ".
"عن عبد اللَّه بن قيس أو ابن أَبى قيس قال: كنت فيمن تَلَقَّى عُمَرَ مَعَ أَبِى عُبَيْدَةَ مَقْدَمَهُ الشَّامَ، فبينا عُمَرُ يسيرُ إِذ لَقِيَهُ الْمُقَلِّسُونَ من أَهْلِ أَذْرِعَاتٍ بالسيوفِ والريحانِ، فقال: مَهْ رُدُّوهُمْ وَامنعوهُمْ فقال أبو عبيدةَ: يا أمير المؤمنين هَذِهِ سُنَّةُ الْعَجَمِ، فإِنَّكَ إِنْ تَمْنَعْهُمْ مِنْهَا يَرَوْا أَنَّ فِى نَفْسِكَ نَقْضًا لِعَهْدِهِم، فقالَ عمرُ: دَعُوهُمْ (عُمَرُ وآلُ عُمَرَ) فِى طَاعَةِ أَبِى عُبَيْدَةَ".
"عن يزيد بن أَبى حبيب أن عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت (الفهمى) (*) إلى بيت المقدس في جيش (وعمر) (* *) في الجابية، فقاتلهم، فأعطوه أن يكون لهم ما أحاط به حصنها على شئ يؤدونه، ويكون للمسلمين ما كان خارجا منها، قال خالد: قد بايعناكم على هذا إن رضى به أمير المؤمنين. فكتب إلى عمر يخبره بالذى صنع اللَّه له، فكتب إليه: أن قف على حالِك حتى أقدمَ عليك، فوقف خالدٌ عن قتالهم، وَقَدمَ عُمَرُ مكانَه فَفَتَحُوا لَهُ بَيْت المقدسِ (عَلَى مَا بايَعهُمْ عَلَيْهِ خَالدُ بنُ ثابتٍ، قال: فَبَيْتُ الْمَقَدسِ (* * *) يُسَمَّى فَتْحَ عمرَ بنِ الْخطابِ".
"عن الهيثم بن عمران العبسى قال: سمعتُ جَدِّى عبد اللَّه بن أَبى عبد اللَّه يقول: لما نزل عمر بن الخطاب الجابيةَ أرسل رجلا (من) (*) جديلةَ إلى بيتِ المقدسِ فَافْتَتَحَهُ صُلْحًا، ثم جاء عمر ومعه كعبٌ فقال: يا أبا إسحاقَ أَتَعْرِفُ موضِعَ الصَّخْرَةِ؟ فقال: اذْرَعْ مِنَ الْحَائِط الذى يلى وادى جهنم كذا وكذا ذراعًا، ثم احْتَفِرْ فإنكَ تَجِدُهَا (قال: ) وهى يومئذ مَذبَلَةٌ، (قال) فحفروا فظهرت لهم. فقال عمرُ لكعبٍ: أين ترى أن تَجْعَلَ المسجدَ -أو قال: الْقِبْلَةَ- قال: اجْعَلْهَا خَلْفَ الصَّخْرَة فَتَجْمَعَ الْقِبْلَتَيْنِ: قِبْلَةَ مُوسَى (عَليه السلام) وقبلةَ محمدٍ ﷺ ، فقال: ضَاهَيْتَ الْيَهُودِيَّةَ يا أَبَا إِسْحَاقَ؛ خَيْرُ الْمَسَاجِدِ مُقَدَّمُهَا (قال) فَبَنَاهَا فِى مُقَدَّمِ الْمَسجِدِ".
"عن الْهَيْثَم بنِ عمرَان العَبْسى قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّى عَبد اللَّه بن أَبِى عَبد اللَّه يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ عُمَر بنُ الخطَّابِ الجَابِيَة أَرْسَل رَجُلًا مِنْ جَدِيلَةَ إلَى بَيْتِ الْمَقدِسِ فَافْتَتَحَهُ صُلْحًا، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ ومَعَهُ كَعْبٌ فَقالَ: يَا أبَا إسحاقَ أَتَعْرِفُ مَوْضِعَ الصَّخْرَةِ؟ [فقال: اذرع مِنَ الْحَائِطِ الذى يلى وادى جهنم كذا وكذا ذراعًا، ثم احْتَفِرْ فإنَّكَ تَجِدُهَا، وهى يومئذ مَذبَلَةٌ، فحفروا فظهرت لهم. فقال عمرُ لكعبٍ: أين ترى أن تَجْعَلَ المسجدَ؟ أو قال: الْقِبْلَةَ، فقال: اجْعَلهَا خَلفَ الصَّخرَةِ فَتَجْمَعَ قبْلَتَيْنِ: قِبلَةَ مُوسَى، وقبلةَ محمدٍ ﷺ ، فقال: ضَاهَيْتَ الْيَهُودِيةَ، فَبَنَاهَا فِى مُقَدَّمِ الْمَسجِدِ] ".
"عن سَعِيد بن عبد العَزيز قالَ: تَسخَّرَ عُمَرُ بن الخطاب أنباط أَهْلِ فِلَسْطينَ في كَنْسِ بيتِ المقدسِ وكانت فيهِ مَزْبَلةٌ عَظيمةٌ".
"عن سُوَيْدِ بن غَفَلَةَ قال: لما قَدِمَ عُمَرُ الشام قامَ إِليهِ رجلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ فقالَ: يا أَمِير المؤمنين: إِنَّ رجلًا من المؤمنين صَنعَ بى مَا تَرى، قال: وهوَ مشْجُوجٌ مضْروبٌ، فغضب عمر غضبًا شَدِيدًا ثم قال لصُهَيبٍ: انطلقْ وانْظُر مَنْ صاحِبُه فائتِنى، فانطَلَقَ صُهيبٌ فإذا هو عوْفُ بن مالكٍ الأشْجَعِىُّ، فَقالَ: إِنَّ أميرَ المؤمنين قد غَضِبَ عَلَيْكَ غَضَبًا شديدًا فائْتِ مُعَاذَ بن جبلٍ فَلْيكلِّمْهُ، فإنِّى أخافُ أن يُعَجِّلَ إلَيْكَ، فلما قضى عُمَرُ الصلاةَ قَالَ لِصُهَيبٍ: أجِئتَ بالرجُلِ؟ قال: نَعمْ -وقَد كَان عَوفٌ أَتَى معاذًا فأخبرَه بِقصتِهِ- فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين: إنَّهُ عَوْفُ بنُ مالكٍ فاسمعْ منه ولَا تُعجِّلْ إليه، فقال له عمر: مَالَكَ ولِهذَا؟ قال: يا أميرَ المؤمنينَ رأَيتُ هَذَا يسوقُ بامرأةٍ مُسلِمَةٍ عَلى حِمارٍ فَنخَسَ بهَا ليَصرع بها فلم تَصْرَعْ، فَدَفَعهَا فَصُرعَتْ فَغَشِيَهَا أو أكبَّ عَلَيها، فقال له إيتنى بالمرأةِ فلتُصَدّقْ ما قلتَ. فأتاها عوفٌ فقال له أبوها وزوجُها: ما أرَدْتَ إلى صاحِبتِنَا قد فضحْتنا، فَقَالَتْ: واللَّه لأَذهبنَّ مَعَهُ، فَقَالَ أَبُوهَا وَزَوجُها: نحنُ نَذهبُ فنبلِّغُ عنْكِ، فأتَيا عُمرَ فأخبراه بِمثلِ قول عَوْفٍ، وأمر عمر باليهودى فصُلِب، وقال: ما على هذا صالحْنَاكُمْ، ثم قال: أيُّها الناس: اتقوا اللَّه في ذِمَّةِ مُحمدٍ، فمنْ فَعَلَ مِنهم هذا فلا ذمَّة له، قال سويد: فذلك اليهودىُّ أولُ مَصْلوبٍ رأيته في الإسلام".
"عن يَعْلى بن أُميَّة قالَ: كتبَ إلَىَّ عمرُ: أَنْ خُذ من حُلِىِّ البَحْرِ والعنْبَرِ العُشْرَ".
"عن أَنس قالَ: وَلَّانِى عمرُ بن الخطاب الصَّدقات فأمرنى أن آخُذَ من كل عشرين دينارًا نصفَ دينارٍ، وما زادَ فبلغ أربعةَ دنانيرَ ففيه درهمٌ، وأن آخُذَ من كل مائتى درهم خمسةَ دراهم، فما زاد فبلغ أربعين درهمًا ففيه درهمٌ".
"عن الأوزاعىِّ قَال: بَلَغَنَا أَنَّ عمر بن الخطاب قال: خَفِّفُوا عن النَّاسِ في الخَرصِ؛ فإنَّ في المالِ العرِيَّةَ والواطِئةَ والأَكلَةَ".
"عن عمرَ قَال: ما كان لى في رقيقٍ أو بزٍّ يُرادُ بِه التجارةُ ففيه الزكاة".
"عن محمد بن عَجْلَان قَال: لما دوَّن عمرُ الديوانَ قال: بِمَنْ نبدأ؟ قالوا: بنَفْسِكَ فابْدأ، قال: لا إِنَّ رسول اللَّه ﷺ إمامُنا؛ فبِرهْطه نَبْدَأُ، ثم بالأقربِ فالأقرب".
"عن عبد الملك بن عمير أَنَّ عمر بن الخطاب اشترط على أنْباط الشام للمسلمين أن يُصيبوا من ثمارِهم وَتِبْنِهِمْ ولا يَحْمِلوا".