"عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ عَبْد الْعَزِيزِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ إِلَى أَبِى فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا، كنْتُ فَوْقَ سَطحِى مُسْتَلقِيًا عَلَى فِرَاشِى فَسَمِعْتُ جَلَبَةً في الطَّرِيقِ فَأَشْرَفْتُ فظَنَنْتُ عَسْكَرَ الْعَسِّ فَإِذَا الشَّيَاطِينُ تَجُولُ كُرْدُوسًا كُرْدُوسًا حَتَّى اجْتَمَعُوا في خَرِبَة خَلْفَ منزِلِى، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ إِبْلِيسُ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا هَتَفَ إِبْلِيسُ بِصَوْتٍ عَالي فَتَفَازَعُوا فَقَالَ: مَنْ لِى بِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَت طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: نَحْنُ، فَذَهَبُوا وَرَجَعُوا، وَقَالُوا: مَا قَدَرْنَا مِنْهُ عَلَى شَىْءٍ، فَصَاحَ الثَّانِيَةَ أَشدَّ مِنَ الأولَى فَقَالَ: مَنْ لِى بِعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى: نَحْنُ، فَذَهَبُوا فَلَبِثُوا طَوِيلًا ثُمَّ رَجَعُوا وَقَالُوا: مَا قَدَرْنَا مِنْهُ عَلَى شَىْءٍ، فَصَاحَ الثَّالِثَةَ صَيْحَةً ظَنَنْتُ أَنَّ الأرْضَ قَد انْشَقَّتْ فَتَفَازَعُوا فَقَالَ: مَنْ لِى بِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ جَمَاعَتُهُمْ: نَحْنُ، فَذَهَبُوا، فَلَبِثُوا طَوِيلًا ثُمَّ رَجَعُوا، فَقَالُوا: مَا قَدَرْنَا مِنْهُ عَلَى شَىْءٍ، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ مُغْضَبًا فَاتبعُوهُ، فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ: حَدَثَنِى أَبو الزُّبيْر بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء في أَوَّلِ لَيْله وَأَوَّلِ نَهَارِهِ إلَّا عَصَمَهُ الله مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودهِ: بِاسْم ذِى الشَّأنِ عَظِيم البُرْهَاَنِ، شَدِيدِ اَلسُّلطَانِ، مَا شَاءَ الله كَانَ، أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطَاَنِ".