"عَنِ الأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ الله الكِنْدِىَّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِىٍّ وَعَبْدَ الله بْنَ الْحَسَنِ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ الْحَسَنِ يَذْكُرُونَ تَسْمِيَةَ مَنْ شَهِدَ مَعَ عَلِىٍّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺ كُلُّهُمْ ذَكَرَهُ عَنْ آبَائِهِ وَعَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِهِ، وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا مِنْ غَيْرِهِمْ فَذَكَرهُمْ وَذَكَرَ فِيهِمْ عَمْروَ بْنَ الْحمِقِ الْخُزَاعِىَّ، وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ قَالَ لَهُ: يَا عَمْرو تُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ أَيَة الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله فَمَرَّ عَلىٌّ فَقَالَ: هَذَا وَقَوْمُهُ آيَةُ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَبَايَعَ النَّاسُ عَلِيّا أَلْزَمَهُ فَكَان مَعَهُ حَتَّى أُصِيبَ، ثُمَّ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ في طَلَبِهِ فَبَعَثَ مَنْ يَأتِيهِ بِهِ، قَالَ الأَجْلَحُ: فَحَدَّثَنِى عِمْرَانُ بْنُ سَعِيدٍ البجْلِىِّ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ الْبَجِلىَّ، وَكَانَ مُؤَاخِيًا لعَمْرو بْنِ الْحَمِق أَنَّهُ خَرَجَ مَعَهُ حِينَ طُلِبَ، فَقَالَ
لِى: يَا رفَاعَةُ إِنَّ الْقَوْمَ قَاتِلىَّ، إِنَّ رسُولَ الله ﷺ أَخْبرنى أَنَّ الْجن وَالإنْسَ تَشْتركُ فِى دَمِى، وَقَالَ لِى: يَا عَمْرو إِنْ أَمِنَكَ رَجُلٌ عَلَى دَمِهِ فَلَا تَقْتُلْهُ فَتَلْقَى الله بِوَجْهِ غَادِرٍ وَواثبته حَيَّةٌ فَلَسَعتهُ وَأدْرَكُوهُ فاحْتَزُّوا رَأسَهُ، فَكَانَ أَوْلَّ رَأسٍ أُهْدِى في الإِسلامِ".